رواية لمن القرار بقلم سهام صادق_الفصل السابع إلى الفصل الثاني عشر_
راحتلك يارسلان
مها عندي زي مياده ياملك.. وخلينا نتفرج على الفيلم الكارثي
واردف وهو يرمقها بعدما اشاحت عيناها بعيدا عنه
فكريني اني مسبش ليكي اي اختيار بعد كده
.............
أنبعثت البهجة فوق ملامحها وهي سارحة في تفاصيل ما عاشته الليله.. دلفت للشقة وقد تلاشي كل شئ تسمع صړاخ والدها بوالدتها
اقتربت منهم بخطوات مثقلة بعدما كانت لا تشعر بخف ساقيها من شدة سعادتها.. ابتلعت ريقها تنظر إليهم
أنتي جيتي ياملك.. اتأخرتي كده ليه
هتفت بها ناهد هاربة من عراكها مع عبدالله الذي طالع ملك بنظرات تخبرها انه يعرف كل شيء
انصرف عبدالله نحو غرفته يحذر زوجتها للمره التي لا تحصى
بلاش تورطي بنتك ياناهد ف أحلامك
رمقته ناهد بأستياء تهمهم بإصرار بأن ما تريده سيحدث وعادت تسلط عيناها نحو ملك
ادخلي شوفي اختك واطمني عليها
ارادت ان تتحدث ولكن الحديث وقف على طرف شفتيها
وسلطت عيناها نحو غرفة مها
انا بنتي مليون حد يتمناها
انحدرت دمعتها ترى والدتها كيف التقطت هاتفها پغضب وتحادث خالتها عما بدر من رسلان الليله
سعادتها لم تلاحظها وۏجعها لم تلاحظه يوما وهي تقف تائهه.. والدتها تبتعد عنها يوما بعد يوم بحنانها انها تشتاق لحضنها وثرثرتهم التي كانت لا تنتهي ولكن كل شئ ضاع منذ تلك الحاډثة التي نجت منها مها بأعجوبة
دلفت للمبطخ بخطوات بطيئة وقد اشتد ۏجع ساقها.. وضعت أغراض التنظيف جانبا تقف مرتبكة تنظر نحو السيدة ألفت التي لم تحادثها اليوم إلا ببضعة كلمات مقتضبة
في حاجه تانيه اعملها يامدام ألفت
انشغلت ألفت في تقليب الطعام تهرب من الحديث الذي يقف في حلقها.. إنها تريد الأعتذار منها ولكنها لا تقوى على فعله.. طبيعتها هكذا وهي تعلم بهذا ولكنها أخطأت بحقها
انا اسفه يافتون على ظلمي ليكي.. المفروض كنت صدقتك.. كل حاجه كانت باينة انك مسرقتيش .. لكن انا وانتي كنا موضوعين في كفة الإتهام
ورمقت فتون التي وقفت تطالعها علي إستحياء
انا مبعرفش اعتذر ولا اذوق الكلام يافتون.. فاتمني تكوني سامحتني
ابتسمت السيدة ألفت على جوابها البسيط فأقتربت منها تعانقها بدفئ
أنتي طيبه في زمن مينفعش فيه الطيبه يافتون
........
انقضت الساعات وكانت كشعلة من الطاقة... حضن السيدة ألفت شفي اوجاعها ولم تعد تشعر بآلم الحړق فيبدو ان آلمها الحقيقي كان يستوطن قلبها
طالعتها السيدة ألفت بسعاده وهي تتذوق مذاق الفطائر التي صنعتها
طعمها يجنن يافتون.. بس معتقدش البيه هيحبها
تلاشت ابتسامتها الواسعه فتعلقت عيني السيدة ألفت بها
بس ميمنعش اننا نحطها قدامه وليه قرار الأختيار
ابتهجت ملامحها مجددا تطالع السيدة ألفت بنظرات ممتنة
انا مكترتش السمنه فيها زي ما قولتيلي
التقطت السيدة ألفت قطعة أخرى تلتهمها بتلذذ
المقادير بالمظبوط
وسعادتها اليوم كانت في حضن وكلمة وقلبها لم يكن يريد الا هما
سرحت بخيالها تتسأل هل ستعجب رب عملها الفطائر
مضت الساعه المتبقية على وصوله وكالمعتاد كانت تتبع أوامر السيدة ألفت وهي تحضر المائدة وتنظر نحو الأطباق برضى وخاصة ما اعدته له
خفق قلبها وهي ترى نظراته نحو طبق الفطائر خاصتها فرمقها بنظرة متعجبه متسائلا
ايه ده!
ارتبكت وهي تنظر اليه تخشي غضبه.. التقطت الطبق پخوف من أمامه تتراجع به
ديه فطاير محشية
واردفت بتعلثم تخفض عيناها نحو الفطائر
مدام ألفت قالتلي مش هتعجب البيه بس انا مسمعتش كلامها
اختلج قلبه بشعور لا يعرف ماهيته.. والرحمه التي نساها مع الزمن كانت تدب في قلبه تخبره انه مازال حيا تخبره بأنه مازال ذلك المراهق الذي لا ينظر للناس بطبقية
انبسطت ملامحه وتلاشي جموده وبسط راحة كفه لها يلتقط منها الطبق برفق
هاتي يافتون شكله يفتح النفس.. لكن لو معدتي تعبت انتي هتكوني السبب
لا يابيه هتعجبك صدقني
رمقها سليم وهو يلتهم القطعة وقد ترك طعامه الصحي جانبا
فعلا طعمها حلو
واخرى وراء أخرى كان يلتهمها تحت نظراتها اللامعه مسح شفتيه أخيرا بعدما أنهى القطعه الثالثة ينظر للطبق ولها
تسلم ايدك يافتون
خفق قلبها وهي تتأمله انه بطل حكايتها المغوار والبطل يظل بطلا في الحكاية
الفصل التاسع
_ بقلم سهام صادق
وقفت تفرغ اطباق الطعام طبق يلي الأخر وهي هائمة في نظرته الحانيه اليها .. سرحت في عالم ليس لها ولكن القسۏة هي من جعلتها تهيم في عالم خلقه قلبها بأحلامه الصغيره.. رب عملها يأكل من فطائرها ويشكرها بلطف يالها من سعادة خاصها بها وحدها.. اتسعت عيناها شيئا فشئ وهي تشرد في الدقائق الماضية بأدق تفاصيلها ومرات ومرات كانت تعيد المقطع في عقلها وابتسامتها تزداد اتساعا
رغما عنها كاد الطبق يسقط منها ولكن سرعان ما تمالكت الأمر تنظر نحو السيدة ألفت المنشغلة في تدوين أغراض الأسبوع
ضمت الطبق لصدرها تطمئنه انه لم يسقط ولن توبخها السيدة ألفت ولن تضيع سعاده اليوم
مدام ألفت ممكن قهوتي
ازداد تشبثها بالطبق وهي تستمع لصوته وقد تعالت ضربات قلبها
نهضت السيدة ألفت من فوق مقعدها ترمق فتون وتنظر نحو خطواته متمتمه
حاضر ياسليم بيه
وسلطت عيناها نحو فتون التي مازالت واقفه كما تركتها منذ دقائق تنظف الأطباق التي لم تنتهي منها
فتون انا مش قولتلك اعملي قهوة سليم بيه ووديها ليه
رفرفت اهدابها عدة مرات تستعب ما تهتف به السيدة ألفت الي ان اتسعت حدقتيها صدمة من تناسيها الأمر... ألتفت تحدق بها ثم للطبق الذي مازالت تضمه لتدرك انها كانت غارقة في أحلامها
تركت الطبق جانبا واتجهت نحو ركوة القهوة تلتقطها من موضعها
هحضرها حالا...دقيقه وهتكون جاهزه
بسرعه يافتون... البيه ليه مواعيده في كل حاجه ومتجبيش لينا الكلام بسبب سرحانك
وضعتها فوق الموقد تنظر الي ملامح السيدة ألفت المستاءة فكل شئ لديها بمواعيد وضوابط
سكبتها في الفنجان متجها بها إليها
القهوه جهزت
ساده زي ما البيه بيشربها
اماءت برأسها تخبرها انها تفعل كلامها على اكمل وجه.. رمقتها السيدة ألفت برضى
روحي وديها للبيه.. والقهوه تتحط زي ما فهمتك
خفق قلبها وارتفعت وتيرة أنفاسها
انا اللي هوديها ليه
حدقت بها السيدة ألفت وقد عادت نظرتها المستاءة مجددا
ايوه يافتون انتي اللي هتودي القهوه.. انا خلاص كلها ايام وهمشي وانتي هتكوني المسئوله هنا
واردفت وهي تنظر للقهوة
ولو فضلتي واقفه كده القهوه وشها هيروح وهتبرد
اهتزت يديها من شدة توترها فأسرعت منصرفه تحت نظرات السيدة ألفت التي رمقتها بأستياء مرة أخرى
طرقه طرقات خافته فوق باب الغرفه قبل أن تدلف وتسلط عيناها نحو فنجان القهوة تخشي سقوطه من اهتزاز يديها
وضعتها بأدب أمامه وقد ظنت انه يرمقها ولكنه كان يطالع أوراق القضية التي أمامه
شكرا يامدام ألفت
احم انا فتون يابيه
رفع عيناه صوبها يرمقها في نظرة سريعه ثم عاد لأوراقه
شكرا يافتون
سارت من أمامه وقد تلاشت سعادتها وتلك السحابة التي كانت تحلق بها...لم يطالعها كما كانت تتمنى وترسم في خيالها
عادت بأدراجها للمطبخ خالية الوفاض خائبة الأمل تنظر نحو السيدة ألفت التي كانت منشغله بعملها
................
لا تعرف كيف اقتنعت بفكرة ميادة التي جعلتها تكذب علي والديها لأول مره ولكن السعادة التي تعيشها اليوم برفقته ومياده معهما كان أجمل شئ يحدث لها
شردت في المياه أمامها والامواج تتلاطم ببطء.. كانت ضائعه كغريق تتقاذفه