السبت 23 نوفمبر 2024

رواية لمن القرار بقلم سهام صادق_الفصل الواحد والثلاثون إلى السادس والثلاثون_

انت في الصفحة 14 من 26 صفحات

موقع أيام نيوز

إن مافيش بطل غير في الحكايات يا سليم بيه
ابتسم وهو يرمقها كيف تحاول الثبات أمامه
فعلا مافيش بطل غير في الحكايات يا فتون 
ونهض مقتربا يحك أنفه بسبابته متسائلا 
مين كان مفهمك إن في إنسان بطل 
امتقعت ملامحها وهي تراه بتلك البرودة فاعاد سؤاله ينتظر جوابها ولكنها صمتت 
امتدت يديه تفك عقدة شعرها فانسدلت خصلاتها إلى أسفل ظهرها تراجعت للخلف تنظر إليه بترقب فهوت بجسدها فوق الفراش
أنت هتعمل إيه 
هنفذ بنود العقد يا فتون
توقفت عن تراجعها فها هو يثبت لها ظنها ودناءته قبضت فوق غطاء الفراش تحدق به فمال نحوها يستنشق رائحة خصلاتها ولثم جبينها متمتما
شوفتي تنفيذ العقد سهل إزاي
وانصرف تاركا لها الغرفة يوصد الباب خلفه يزفر أنفاسه بتنهيدة طويلة يستجمع فيها حاله 
اتسعت حدقتاها ذهولا تنظر نحو الباب الذي أغلقه فما الذي حدث للتو 

ساعة وراء ساعة أخذت تمر إلى أن اصبح الوقت بعد منتصف الليل أسرعت في غلق عينيها عندما شعرت بوجوده بالغرفة فازداد قربها نحو طرف الفراش 
تعلقت عينيه بفعلتها فابتسم وهو يحل أزرار قميصه اتجه نحو المرحاض
وبعد دقائق كان يعود لينضم جانبها فوق الفراش اغمض عينيه بعد أن عدل من وسادته أسفل رأسه ولكن تلك الطرقات الخافته لصغيرته وهتافها باسمه جعلته ينهض مذعورا يفتح إليها الباب وينحني صوبها يحملها
مالك يا حبيبتي 
بابي ديدا حلمت حلم وحش 
بكت الصغيرة تصف له حلمها الطفولي الذي ارعبها فضمھا إليه يمسح فوق خصلاتها 
الحلم خلاص راح يا ديدا وأنت دلوقتي في حضن بابي صح
أماءت الصغيرة له برأسها ټدفن وجهها في عنقه وضعها فوق الفراش فالټفت بعينيها نحو فتون
هو أنت حكيت حدوته لفتون عشان تنام يا بابي وتاكل رز مع الملايكة
ورغما عنه كانت شفتيه تنفرج في ضحكة صاخبة وفتون لم تكن حالها مختلف وحتى لا يفتضح أمرها وضعت يدها فوق شفتيها 
جلس جوار صغيرته وما زال يضحك على دعابتها الطفولية يلثم خديها ثم يضمها إليه وهو يطالع جسد فتون الذي إهتز من أثر الضحك
يلا نامي أنت كمان وخليكي شاطرة زي فتون 
بابي هي فتون هتكون زي مامي
تنهد وهو يضمها نحوه أكثر
حببتي فتون هتحبك زي مامي وهتكونوا صحاب لكن مامي مافيش حد زيها
تثاوبت الصغيرة تضم كفوفها نحو بعضها
مامي ليه سابتني وراحت تعيش مع خالو حامد خالو حامد وحش مش بيحبني 
مامي مسبتكيش يا ديدا هي عارفه اد إيه أنت بتحبي بابي
وتنهد متعب يخشى ذلك المستقبل لصغيرته
لما تكبري هتفهمي بس خليكي عارفه إن محدش هيحبك زيها
ابتسمت الصغيرة هاتفه
هي بتحبني اد البحر زيك كده 
ولم يمهل صغيرته بأن تتحدث فاخذ يدغدغها وعاد يضمها إليه وعينيه عالقة بجسد فتون المنكمش
طبعا يا حببتي
غفت الصغيرة كما غفا هو ولكن النوم أبي أن يمس جفنيها علقت عينيها بهما بعدما الټفت بجسدها نحوهما ولم تبقى نظراتها صوبهما ساكنه بل رويدا رويدا كانت عينيها تلمع وابتسامتها تتسع تمد يدها نحو الغطاء الخفيف ترفعه نحوهما 

ابتلعت لقمتها بمرارة باتت تلازمها تشعر وكأن الطعام يدخل جوفها كالحجر ومع مرور الأيام اكتشفت سبب تلك المرارة وهل يغفل عقلها وقلبها معا عن الجواب لقد استغلت الفرصة كما يستغلها الكثير استغلتها لتعيد أرض والدها المسلوبة من ابن عمه استغلت ثقة فتون بها ورحبت بعرض
سليم النجار كما جعلت والدها يرحب بزيجتها
والحاج عبدالحميد كما ضعف في الماضي أمام حسن
ضعف أمام إغراءات سليم النجار وتمتع بالرفاهية ونسي أمر ابنته حتى حقها في الزفاف الذي وعده به
سليم النجار وطلب يدها كما يحدث في العرف والتقاليد في منزلها ولكن كل الوعود تبخرت وقد سلب الحق من فتون بأن تعيش مراحل حياتها كأقرانها 
والذنب رغما عنها ېقتلها فقد كانت الأكثر قرب لفتون وتدرك شخصيتها فتون مازالت ضائعة في حياتها لا أم تعطي لها نصائحها ولا أب يجيد الدور 
انتبهت على تلك الطرقات التي حطت فوق باب شقتها فنهضت على أمل أن تكون فتون قد أتت إليها حتى تأخذ باقية كتبها ولكن عيناها علقت بالواقف أمامها وتعرفه عن كثب 
كاظم النعماني الابن الأكبر لجودة النعماني 
رمقها الواقف بنظرة فاحصة طويلة ثم تخطاها للداخل ينظر للمكان بعينيه
أنت إزاي تدخل كده 
كام
هتف سؤاله بغلظة وعاد يركز عينيه نحوها ينتظر جوابها وبتحدي سافر أجاب وهو يطالعها
مليون كويس 
أنت بتتكلم عن إيه يا أستاذ أنت
أرتفع حاجبه والتوت شفتيه ساخرا وأعاد دفتر المال داخل سترته
إظاهر إننا هنطول في اللعب حوالين بعض بس أنا بحب اللعب وللأسف أختارتي الشخص الغلط
اردف عبارته الأخيرة وهو يمد بكفه نحوها فدفعت جنات يده عنها مبتعده
أيدك لأقطعهالك
وضحكة صاخبة كانت تتجلجل بين الجدران فيميل نحوها يهمس بوعيد
هحاول أعمل نفسي مسمعتش حاجة من كلامك ده وآه عشان تعرفي إن صلة الډم موجوده
رمقته جنات متهكمه فهم لم يتذكروها يوما لا هي ولا والدها
ومدام في صلة ډم جاي بتساومني على حق والدي اللي سرقه أبوك زمان
تجمدت عينين كاظم وهو يراها تناطحه
ابوك ملهوش حق عندنا الأرض ديه ملك ليا وأحمدي ربنا إني كريم معاك لو كان جودة باشا بصحته مكنتيش طولتي حاجة وأنت عارفه ده كويس
أبوك اللي أعماله الخيرية مسمعه البلد كلها سرق حق أبويا إستغل ثقته لما عماله التوكيل ابن عمه لا هيسرقه ولا يضحك عليه لكن في النهاية اخد حقه وانت جاي دلوقتي تقولي احمدي ربنا إني كريم معاك
أنت اه قولتي بنفسك عماله توكيل فارضي بالفلوس وبلاش لعب معايا وبلاش تدخلي سليم النجار في الحكاية
ومنذ وقت طويل لم تضحك هكذا تعالت ضحكتها تطرقع كفيها بعضهما
خاېف على المشروع اللي أنتوا شركاء فيه لا مش معقول كاظم بيه خاېف 
امتقع وجه كاظم وهو يراها كيف انبسطت ملامحها بل ولم تعد مذعورة منه
اتنين مليون كويس
نظرت إليه طويلا بملامح ساكنه فارتخت ملامحه وهو يخرج دفتره حتى يدون لها المبلغ ولكن يده علقت داخل سترته وهو يسمع عبارتها
ولا فلوس الدنيا كلها تخليني أفرط في حقي من تاني برة
تجمدت عينين كاظم نحوها وغادر بخطوات عاصفة التقطت أنفاسها واقتربت من باب الشقة تغلقه خلفه ولكن وقفت في مكانها تنظر نحو أحمس الذي تقدم منها وقد أستمع لكل شئ
أنت مش أد الناس ديه يا جنات وعمر سليم النجار ما هيخسر شريكة عشانك واه سهلتي عليه الطريق لفتون وهتطلعي أنت الخسرانة 

وكما أخبره الطبيب أن الأمر لن يطيل ولكنه لا يستطيع تحديد الوقت وها هي جيهان تفيق من غيبوبتها بعد أسبوع من حادثتهم 
همست اسمه فاقترب منها يتأكد مما تراه عينيه تنفس الصعداء وهو يراها تفتح عينيها 
خرج من غرفتها يبحث عن إحدى الممرضات المتابعة لحالتها فاسرعت نحوه إحداهن وسرعان ما كنت تدلف معه غرفتها تعاين مؤشراتها الحيوية ثم غادرت حتى تستدعي الطبيب الخاص بحالتها
لا المدام بقيت تمام بس
13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 26 صفحات