رواية لمن القرار بقلم سهام صادق_الفصل السادس والخمسون إلى التاسع والخمسون_
عقلي هيقف ياريتني كنت طلعت وراها وشوفت بنفسي لا لا كده احسن.. لازم أواجه الاستاذ لوحده أنا دلوقتي فهمت سبب تعطيل الشغل
مسح فوق وجهه لعله يفكر في كيفية إنهاء تلك العلاقة قبل أن ينفضح الأمر وتعلم به الصحافة
كاظم
خرج من شروده على صوت جنات الناعس وقد علقت عيناها بذلك الكيس الذي به ما تشتهيه
أنت جبتلي البرقوق
أنت بتعملي إيه استني اغسله ليكي مش معقول صاحيه لحد دلوقتي مستنيه البرقوق لا و أول حاجة جريتي عليها
تمتم عبارته الأخيرة حانقا واردف
بدل ما تسألي عن سبب تأخيري
كان يهتف عباراته متذمرا وهو يغسل لها حبات البرقوق وقد التقطت الطبق منه فور أن أنهى غسله
أنت بتبصلي كده ليه
ارتفع حاجبي كاظم في دهشة فهل تسأله لماذا ينظر إليها هكذا
بصراحة مصډوم
بيتهيألي إن الكلمه ديه فيها إهانة ليا
إهانه ! أنا شايف إننا تجاوزنا الموضوع ده يا حببتي الأفضل إني اسيبك مع طبق البرقوق اللي بسببه بقالي أربع ساعات بلف عليه عشان نفسك فيه
يعني أروح اصالحه ولا أعمل إيه خلاص هروح اصالحه ضميري بدء يوجعني غير إني مش هعرف أنام غير في حضنه
وسرعان ما كانت تحدق في بطنها التي ظهرت ببروز صغير لا يكاد يرى
أنت السبب في ضعفي ده معاه بقيت أحب ريحته وحضنه
عندهم حق اللي قال علينا إحنا مش عارفين عايزين إيه
حملت طبقها تمقت ضعفها وتراجعها عن أي قرار اتأخدته في هجره.
وجدته يتسطح فوق الفراش عاري الصدر فالتهمته بعينيها كعادتها هذه الأيام ورغم إنه كان لا يحب إحراجها حينا تفضحها عيناها إلا إنه اليوم قرر إحراجها عقاپ لها
للأسف أنا النهاردة مش هقدر ألبي الدعوة اللي شيفها في عينك
أصل عقلي مشغول في حاجه مهمه وعايز أنام
مسح فوق خدها يلتقط باليد الأخرى واحده من حبات البرقوق الذي التهمت أغلبه ولم يبقى منه إلا القليل.
تجمد كل شئ حولها تنظر ليدها التي لطمت خده دون قصد منها لا تستوعب كيف فعلت هذا فهي تعلم أنه يتمازح معها بمزاحه الثقيل الذي اعتادت عليه.
كاظم أنا مش عارفه عملت كده إزاي
وكاظم لم يكن يرى أمامه إلا صورة مرأة واحدة منال زوجة أبيه حينما لطمت خده يوما عندما أخبرها إنه لا يشحت منها المال..
كان يومها لا يبلغ الخامسة عشر حينا اقسم أن ينال حقه منهم جميعا.
تراجعت للخلف بعدما رأت عيناه تزداد قتامة تتذكر صوت الصڤعة وقد سقطت بالفعل قوية فوق خده.
...........
اقتربت منه بعدما سقط فوق الفراش لا يشعر بشئ حوله ومازال يدندن ذلك اللحن الشعبي الذي أصر عليها أن ترقص عليه
مسعد
هتفت اسمه حتى تتأكد أن المشروب قد سحبه لنقطه بعيدة حاول مسعد رفع رأسه يجتذبها إليه
تعرفي إنك كنت خسارة فيه بس هو ماټ خلاص
ضاقت عيناها لا تفهم عما يتحدث عنه
شكل المشروب اللي شربناه أثر عليك يا مسعد
لا ده أنا جامد أوي
اجتذبها هذه المرة بقوة إليه وقد أخذ عقله يصورها له كما بات هاتفه يتخذ الأمر في تصويرها كلما رصدها واتبعها في الأماكن التي باتت تذهب إليها
ضجرت دينا من محاصرته فهي لا تريد إلا أخذ تلك الفلاشة التي تعلم بوجودها داخل سترته حتى تنفذ مهمتها وتأخذ المال الذي اتفقت عليه مع هذا الرجل
مش وقته يا مسعد
اشمعنا هما جيه دوري أنا كمان
بدأت دينا تفهم إنه لا يخاطبها هي
حسن أخدك وهو كمان خدك منه فاضل أنا يا فتون
تجمدت عينين دينا نحوه فمن هي فتون التي يقصدها
إنها لا تعرف غير واحده انتصرت عليها ونالت الرجل الذي لهثت خلفه لسنوات
أرادت ان تتأكد من صاحبة الاسم فمالت نحوه تقبل شفتيه تخبره إنها معه
ابن النجار واخد ليه كل حاجه من الدنيا كفايه عليه الفلوس
..
علقت عيناها به وهو يغادر الغرفة دون كلمة حاولت إلتقاط أنفاسها التي حبستها مترقبة ردة فعله ولكن كاظم لم يفعل معها إلا النظر إليها بتلك النظرة المرعبة التي شعرت معها وكأنه لا يوجهها لها وحدها.
مسحت فوق خديها لعلا وتيرة أنفاسها تهدء وتستجمع شتات نفسها.
عادت عيناها تتعلق هذه المرة ب باب الغرفة المفتوح تعيد المشهد مرة أخرى على ذاكرتها تنظر نحو كف يدها الذي صڤعته به
أنا مش عارفة عملت ده إزاي وليه أعمل كده
سقطت دموعها رغما عنها فمنذ حملها وهي لم تعد تستوعب ما تفعله تارة تكون راضية عن حالها وعنه وتشتاقه وتارة أخرى تكون ساخطة على حالها وكارهة له لا تتذكر منه إلا الكلمات القاسېة وأكثر ما يحيرها في نفسها إنها تتذكر كل فعل قاسې نالته منه كلما تقدم منها خطوة وأظهر لها حنانه ورعايته.
هي متأكده أن كاظم لم يحبها بعد لكنه تقبلها في حياته التي يغلفها السواد وتحيطها تلك الأسوار العالية التي أحاط حاله بها.
قاومت حالتها الكئيبة خاصة أن مكوثها أغلب الوقت بمفردها في المنزل وهي من أعتادت على العمل بدء يشعرها بالكآبة
المفروض الغلطان ياخد خطوة الإعتذار يا جنات كاظم القديم لو كان موجود كان ردلك بدل الصڤعة صفعتين
حقيقة نطقها لسانها فاسرعت في إتخاذ قرارها تقف مرتبكة بعض الشئ تفكر كيف ستلقي عليه كلمات إعتذارها وهل سيقبل أم سيعنفها بعجرفته وېهينها كما اعتادت منه من قبل.
توقفت على بعد خطوات منه تنظر إليه وهو جالس فوق الأريكة مغمض العينين ومازالت وتيرة أنفاسه مرتفعة يقبض فوق كفيه بقوة
أرادت التراجع بعدما عادت هيئته تبث فيها الړعب ولكن في النهاية اتخذت قرارها واقتربت منه.
حاولت إخراج كلماتها ولكن كلما حاولت الحديث كان لسانها ېخونها فتصمت فلم تجد حلا إلا مجاورته فوق الأريكة التي ربما ستشهد لحظة التقاطها أنفاسها الأخيرة بعدما يقبض فوق عنقها.
لأول مرة كانت تنتبه على صوت عقارب الساعة المزعجة وتلك الألوان المتداخلة في البساط الفخم المفترش أسفل قدميهم ولم يتوقف التحديق عند هذا الحد بل أخذت تحدق بملامحه القوية وقد زاده الڠضب هيمنة ووسامة.
التصقت به فنهرها بحدة
جنات ممكن تروحي تكملي نومك أو تبعدي خالص من هنا
ابتعدت عنه وقد شعرت بالضيق من حالها فها هو ينهرها ويجتذب ذراعه عنها متحاشيا النظر لها
أنا أسفه يا كاظم
هتفتها بهمس خاڤت وسرعان ما كانت ټنفجر بالبكاء ضاقت عيناه وهو يراها بالفعل تبكي بقوة دون سبب فماذا كانت ستفعل إذا صفعها مثل صڤعتها الحمقاء
عادت النيران تشتعل داخله فكيف تمكن في التحكم من غضبه وعدم صفعها أين هو قسمه أن لا يجعل أمرأة تتجاوز حدها معه مهما كانت
أنا عايزه أرجع مصر كل حاجة هنا بدأت تخنقني أنت جايبني هنا عشان تخليني أتجنن من القاعده لوحدي
حدقها في تعجب فعن أي جنان هي تتحدث
ممكن أعرف بټعيطي ليه دلوقتي أظن أنا اللي كفك طرقع على خدي مش العكس
أسرعت في مسح دموعها تنظر إليه بعدما ألقى عليها عبارته
ما أنا قولتلك أسفه
بتقوليها وأنت شيفاها