رواية لمن القرار بقلم سهام صادق الفصل الستون إلى الرابع والستون
أختفى في هذه الساعة الباكرة
نهضت بتكاسل تلف الغطاء حولها فقد أنتهت العطلة الصغيرة التي أراد منحها لكلاهما بعيدا عن اشغاله ومخاوفه التي تعلم إنها لن تنتهي مادام ابنته بعيده عنه
كنت بتسألي نفسك إزاي راجل زي سليم النجار مهوس بيك ومش عايز يبعد عنك وبيدور على الوقت عشان يقضيه معاك اه دلوقتي أنت اللي بتسألي نفسك عن الوقت اللي تكوني معاه فيه يا فتون
بل عاشتها وهي تظن أن ما عليها إلا لتشبع حاجته العزيزية كما كانت تفهم ونشأت..
فما يربط الازواج سوى تلك العلاقة لا غير.
جففت خصلاتها في عجالة وارتدت ثوبها البسيط وصندلها الخفيف تهبط الدرج حتى تتجه إلى مكان وجوده.
أصابها الإحباط فلأول مرة تشعر إنه لها وحده دون قيود وتحكمات تغلف حياتهم رغم تلك الذكريات المريرة التي عاشتها في هذا المكان الذي اتت إليه من قبل خادمة وخرجت منه ك الحسالة مطرودة.
فتون هانم اللي قالت صحيني معاك نشوف شروق الشمس سوا
ضاقت عيناها بعدما اقترب منها يلثم خدها
أنا
تسألت بعدما حاولت تذكر لحظة إعتراضها
لا أنا عموما هطلع اخد دش سريع ونمشي..
حضرتلك الفطار في المطبخ افطري لحد ما انزل
عايزك تقوليلي نجحت في البيبض بالبسطرمة وطبقت الطريقة صح ولا لاء
اسرع في صعود الدرجات فعلقت عيناها به في هيام فهي عالقة بحب هذا الرجل منذ أن كانت خادمته.
دلفت للمطبخ لتجد كل شئ مجهز فوق الطاولة لا تصدق إنه فعل ذلك بنفسه لأنها اكتشفت أن زوجها اعتاد على خدمة الأخرين له
ارتشفت بضعة رشفات من كأس العصير بعدما مضغت شرائح الخيار التي قطعها بطريقة اعلمته إنه حاول من أجلها أن يجعل لها طعام الفطور مميز.
نظفت المطبخ بعجالة وصعدت للغرفة حتى ترتبها قبل رحيلهم مادام لن يبقوا سويعات أخرى.
توقفت نهاية الدرج تنظر نحو الطرقة المؤدية لغرفة الجد
لم يتغير شئ بالغرفة رغم التحديث الذي أحدثه سليم في بيت المزرعه كل شئ كان مكانه وصورة الجد معلقة.
ارتجف جسدها وكأن رياح هذه الليلة عادت تقتحمها بكل تفاصيلها
فتون
أجفلها صوته فانتفضت مڤزوعة
بتعملي إيه هنا
بصعوبة استدارت إليه تنظر إلى شعره الرطب بأنفاس تحاول إلتقاطها
مش عارفه ليه رجلي اخدتني لهنا..
تجمدت ملامح سليم فحاولت إخراج بعض العبارات..
اجتذب ذراعها حتى يخرجها من الغرفه يمسح فوق وجهه.
تعال رنين هاتفه الذي فتحه وهو يبحث عنها ينظر نحو رقم السيدة ألفت وقد بدء هاتفه يصدر الكثير من الرسائل العالقة التي أتته ليلة أمس
سليم بيه خديجة هانم هنا
.......
استقبلتهم السيدة ألفت فور أن دلفوا للمنزل تشعر ببعض القلق على حال السيدة خديجة خاصة إنها منذ وقت قليل كانت لديها تسألها إذا ارادت أن تعد لها وجبة الافطار
وجهها الشحوب ومحاولتها في إخراج صوتها جعلها تشعر بوجود خطب ما بها
الهانم وصلت الفجر انا كنت عندها فوق لكن شكلها تعبان
تصلب وجه سليم من شدة القلق فعمته حينا تأتي لمصر يكون على علم مسبق منها
سليم أنت قلقان كده ليه اكيد مجرد زيارة وحبت تعملها لينا مفاجأه
تمتمت بها فتون رغم التوتر الذي تشعر به لأنها ستلتقي ب خديجة النجار عمة زوجها تلك المرأة التي حينا التقت بها اشعرتها كم هي ضئيلة في كل شئ أمامها.
تحرك سليم نحو الدرج قاصدا غرفتها ولكن رنين هاتفه بتلك النغمة المخصصه جعله يتوقف ينظر لصورة صغيرته التي أضاءت على شاشة هاتفه
ابتعدت قليلا حتى يحادث صغيرته يسمع عتابها له عن عدم مهاتفته لها ليلا
طالعته فتون بعينين لامعتين تتوهج توق لتلك اللحظة التي ستحمل فيها احشائها طفلا منه
اطلعي يا بنت لخديجة هانم أنت دلوقتي ست البيت
تمتمت بها السيدة ألفت بعدما اقتربت منها تومئ لها برأسها إنها عليها الترحيب بعمة زوجها وإتخاذ دور سيدة المنزل.
بتوتر صعدت فتون بعدما القت بنظرة أخيرة نحو سليم الذي انشغل في التبرير لصغيرته عن سبب عدم مهاتفته وأن العمه خديجة هنا وسيأتي لأخذها حتى ترحب بشبيهتها الكبرى وتقضي بضعة أيام معهم.
اختفى صوت سليم عن أذنيها وقد أصبحت أعلى الدرج تتجه نحو الغرفة التي اخبرتها عنها السيده ألفت عن وجودها فيها
ببضعة طرقات خافته طرقت الباب تنتظر سماع صوتها
ادخلي يا مدام ألفت
تمتمت بها خديجة وهي منحنية تضع بيدها فوق بطنها من شدة الألم.
دلفت فتون بقليل من الأرتباك تنظر نحوها وقد صدمها مظهرها وذلك التعرق الذي يغطي جبهتها لم تعرف فتون بما تناديها او تتحدث ولكن صوت خديجة اخرجها من أفكارها
فتون ممكن تشوفيلي أي مسكن قوي.. ألم فظيع في بطني هيموتني
تمتمت بها خديجة وقد ازداد انحنائها تعصر أسفل بطنها بقوة
في ډم بينزل
تمتت بها فتون بوجه شاحب وقد افزعتها تلك الډماء التي بدأت تنساب فوق ساقيها وقد اظهر ثوبها القصير الأمر بوضوح
شحب وجه خديجة تنظر نحو ساقيها.. ترفع عيناها نحو فتون التي اقتربت منها وقد عادت تلك الذكرى الشنيعة لذاكرتها ومازال صوت تلك المرأة الحنون السيدة حسان يخترق مسمعها حينما رأت الډماء ټغرق ملابسها بعدما اجهضها حسن قاصدا الأمر بعد علاقة عڼيفة.
انسحبت أنفاس فتون كما وقف سليم مكانه جامد الحركة
........
توقفت عن تذوق الحلوى تنظر للسيدة سعاد بغرابه وهي تخبرها عن تعجبها الشديد لقرار السيد جسار المفاجئ
تتذكر تجاهله لها هذا الصباح وعدم الرد على تحيتها وإنهاءه لفطوره بعجالة بعد أن جلست على طاوله الإفطار معه
أنا مستغربه ليه قرر يسافر البلد فجأة عمك جميل بيقول مفيش مشاكل مع المزارعين.. يمكن يكون عايز يريح اعصابه شويه..
تمتمت السيدة سعاد بعباراتها ومازال الفضول يأخذها كعادتها
مش كان اخدنا معاه نغير جو ده أنا البلد وحشتني بناسها
تعجبت صمت بسمة وعدم مشاركتها الحديث
تفتكري لو عملناها مفاجأه للسيد جسار وروحنا البلد هيفرح إيه رأيك نشوف عمك جميل والسواق موجود ياخدنا هناك نقضي كام يوم.. أهل البلد وحشوني وعايزه اطمن على الحبايب
لم تنتظر السيدة سعاد سماع جوابها فتركتها في صمتها واسرعت للخارج تقترح على العم جميل هذا الأمر
كل شئ نفذ وكأنهم كانوا يرتبون للأمر فالسيدة سعاد تشتاق لأهل قريتها.
طالعت بسمة الطريق وقد عاد الحلم يطرق حصونها تحاول فهم السبب الذي جعله يعاملها هذا الصباح بجفاء.
شعرت ببعض الرجفة تنظر نحو الطريق ثم للسيدة سعاد
داده هو أنا ممكن ارجع واستناكم في البيت انا نسيت إني عندي مذاكرة.. وعندي حصه كمان بكره في المعهد
ضحك العم جميل كما ضحك السائق والسيدة سعاد وهم يروا عيناها العالقة بالطريق
القرية هتنسيك كل حاجة