السبت 23 نوفمبر 2024

رواية لمن القرار بقلم سهام صادق الفصل الستون إلى الرابع والستون

انت في الصفحة 6 من 15 صفحات

موقع أيام نيوز

مكتبه مشيرا لتلك الوافقة في ذهول من صفاقته فهي تعاملت مع سليم النجار مرات عدة من قبل ولكنها لأول مرة تكتشف هذا الجانب الفظ من شخصيته. 
نفذت الوافقة الأوامر تسحب حقيبتها من فوق سطح مكتبها فعليها تنفيذ الأوامر دون أسئلة
 سليم لازم نتكلم بهدوء وعقل لأن اللي حصل حصل خلاص وخديجة وأمير متجوزين فعلا مش مجرد علاقة عابرة
 فين أخوك الصايع يا كاظم
تجاهل سليم حديثه غير عابئ بشئ لا يرى أمامه إلا صورة عمته في أحد نساءه اللاتي تزوجهم سرا
 كنت عارف بعلاقتهم يا كاظم والوضع طبعا كان عجبك
تصلبت ملامح كاظم في صډمه فما هذا الهراء الذي يتحدث به
 أنت واعي لكلامك يا سليم سليم أنا مقدر صدمتك لأني زيك كنت مصډوم لما عرفت بجوازهم..
 أخوك لو منزلش مصر في ظرف يومين أنا هعرف كويس اجيبه
طالعه كاظم في ذهول فقد رحل ناهيا الحوار دون أن يستمع إليه .. هو مثله لا يرى تلك الزيجة مناسبه لكليهما ولكن ماذا عساه أن يفعل وقد أجبره شقيقه على تقبل الأمر
......
جلست فتون فوق الفراش بعدما عادت من المشفى حتى تزيل عنها ملابس أمس زفرت أنفاسها بأرهاق تحاول إستيعاب ما حدث.. فرغم وضوح كل شئ إلا إنها مازالت لا تصدق.
اخرجها رنين هاتفها عن شرودها.. فالتقطته دون أن تنتبه على رقم المتصل
 فتون
تمتمت بها جنات وقبل أن تخبرها جنات عن عودتها كان صوت أحمس يتعالا بحماس فقد أتت الكبيرة خاصتهم ولكنها لم تأتي لهم بهدايا
 سمع الجيران كمان يا أحمس واقولهم إن جنات رجعت من غير هدايا
التقط أحمس الهاتف منها متجاهلا تبريراتها
 شوفتي يا فتون وأنا اللي كنت متحمس اشوف الهدايا اللي هتغرقني بيها... سافرت إيطاليا ورجعالنا ايديها فاضيه لا وجاية تتغدا عندنا وخالتك صباح بتعملها كل الأكل اللي بتحبه وشيلاها على كفوف الراحه وبتدلع فيها
حاولت فتون إستيعاب ما تسمعه
 هي جنات رجعت مصر
 لا تعالي يا جنات كلمي فتون لأني حاسس بضيق نفس
صدحت ضحكات جنات لا تصدق أن فتون حتى هذه اللحظة تظن إنها تتوهم
 أنا عارفه إني كنت وحشاكم يا جماعه اوعدك مش هسافر تاني.. اصل كاظم ده محدش يسافر معاه
تمتمت بها جنات بمزاح تنظر نحو أحمس الذي التوت شفتيه تهكما نافيا لها برأسه إنهم لم يشتاقوا لها لهذا الحد
 جنات أنت تعرفي بجواز خديجة من أمير
طال صمت جنات فلم تفسره فتون إلا إن صديقتها كانت تعلم ولم تخبرها
 سليم أفتكر إني كنت عارفه يا جنات ومخبيه عليه
 أنت تقصدي إيه.. إنه اتهمك إنك على علم بجواز عمته.. فتون صدقيني أنا مكنتش عارفة حاجه أنا كان عندي شكوك لكن مكنتش متأكده حتى كاظم كان جواه مجرد شكوك
توقفت جنات عن الحديث تلتقط أنفاسها تنتظر سماع رد فتون
 سليم فاكر إنه لعب بعمته وضحك عليها
 هو مين يقدر يلعب على خديجة النجار يا فتون خديجة النجار ست ذكية جدا..
 خديجة حامل يا جنات
هوت جنات فوق المقعد الخشبي الذي وقفت تستند عليه للحظات وقد الجمها ما سمعته
 خديجة حامل..! 
زفرة طويلة خرجت من شفتي فتون ومازالت تلك اللحظات تخترق عقلها
 الجنين وضعه مش مستقر يعني ممكن في أي لحظه تفقد الطفل..
 فتون.. أمير بيحب خديجة ولو عرف بموضوع الطفل مش هيسكت غير إنه ميعرفش لحد دلوقتي إن خديجة نزلت مصر.. كاظم قايله إنها في رحلة عمل حتى مديرة مكتبها بلغته بكده .. خديجة لازم تقرر وتواجه واوعي تقوليلي المجتمع زي ما اتزرع في عقلك زمان
 أنا عايزه الطفل يعيش يا جنات..أنت مشوفتيش خۏفها لما عرفت إنها حامل حملها كان صډمه لينا كلنا حتى هي لكنها دلوقتي متعلقه بالأمل
 أنا مش هبلغ كاظم بأي حاجة عرفتها منك.. خليني نسيب صاحبة الشأن تقرر هي عايزه إيه
حركت فتون رأسها بتأكيد ترفع كفها نحو جبينها تمسده
 فتون خليكي جانبها.. وياريت سليم يفتكر إنه اتجوز شهيره وهي اكبر منه وخلف منها كمان.. المفروض يكون أكتر واحد داعم لعمته..
بترت جنات بقية حديثها حانقة من تلك التهمة التي الصقها سليم بصديقتها.. فما دخل فتون بغضبه ليخبرها إنها كانت على علم بأمر علاقة عمته بشقيق زوجها
.......
 مش هتعرفينا على الحلوه اللي معاكي يا ست سعاد
طالعت سعاد بسمه بابتسامة واسعة تقربها من إحدى نساء البلدة
 الحلوه ديه قريبة جسار بيه ديه خالتك فوزيه يا بسمه صديقه عزيزه وغاليه
اقتربت بسمه من المرأة بتوتر فاسرعت في احتضانها مرحبة
 اهلا يا حببتي نورتي البلد.. شكلك قريبة البيه من أهل الست فاطمه
تصلب جسد بسمة في حضن المرأة تومئ برأسها.. فما عساها أن تفعل إلا ذلك فهى بين هذه العائلة لا محل لها من الإعراب إلا كلمة فارغة توضع لتجمل الجملة. 
تلاقت عيناها بعينين السيدة سعاد فقد ازدادت أسئلة صديقتها بفضول
 مالك يا فوزية.. شغاله سين وجيم في البنت أنت مش هضيفينا ولا إيه
شهقت السيدة فوزية تلطم صدرها.. فكيف تناست أصول الضيافه
 اخص عليا صحيح أنت عرفاني يا سعاد بنسى نفسي مع الحبايب.. أنتوا هتتغدوا معايا النهارده
رحلت السيدة فوزية وهي تنادي على زوجة ابنها حتى ترحب بصديقتها الغالية
 دادة سعاد خليني أمشي أنا.. دلوقتي الكل هيجي يسلم عليكي وهيفضلوا يسألوا أنا مين..
استرخت السيدة سعاد في جلستها تنتظر الأحباب تزفر أنفاسها بحنين للذكريات
 أهل البلد كانوا وحشني أوي
 يا داده خليني أمشي وخليكي أنت مع حبايبك وأهلك..
انتبهت سعاد اخيرا على ملامح بسمه القلقه فقد انستها فرحتها بملاقات الأهل أمر بسمه ولكن لماذا هى قلقة وقد اتفقوا على كل شئ قبل مجيئهم
 أنت أعملي بس زي ما اتفقنا يا بسمه ومترديش غير على قد السؤال
توقفت السيدة سعاد عن الحديث وهي ترى دلوف الوافدين وقد تعالت أصوات الترحيب
طالت الجلسة التي شعرت فيها بسمة بالألفة وانبسطت ملامحها ولكن كل شئ اختفى وقد أصم الحديث أذنيها
 هو البيه مش ناوي يتجوز تاني يا ست سعاد
والسيدة سعاد تجيب عليهم بل وتصف لهم العروس المرتقبة.. ومواصفات العروس لا تنطبق إلا على واحدة واحدة تعلم تماما إنها من تناسبه.
......
اغمضت عيناها تقاوم ذلك الشعور الذي احتلها فور أن انفردت بحالها لقد عادت تلك الأحلام تحتل فؤادها..
 حتى الحلم ده صعب يا بسمه أنا مكنتش عايزه راجل من الأساطير أنا كنت عايز راجل يحبني يشوفني كبيره في عينه
زفرت أنفاسها تستمع لصوت عقلها يخبرها بالحقيقة الموجعة
 لكن أنت حبتي راجل مش ليكي يا بسمه حلمتي حلم مش من حقك.. اوعي تكذبي على نفسك أنت مش عارفه تتحرري من حبه.. ولا هتتحرري طول ما أنت عايشه معاه.. هيفضل الأمل يكبر جواكي...
أسرعت في نفض رأسها تخبر حالها أن لا تدع قلبها يأخذها لطريق تعرف نهايته. 
شعرت باليأس وهي تفكر في طريق رحيلها عن منزله وطلاقها منه دون خسارة والعودة لبطش فتحي. 
اخرجها رنين هاتفها عن شرودها تنظر للرقم المضاء أمامها.. تضغط على زر الإجابة بلهفة
 بشمهندسة ميادة
 تاني بشمهندسة يا بسمه قولتلك قولي ميادة وبس ولا لسا مش بتشوفيني زي ملك
هتفت بها ميادة بعدما غادرت غرفة والدتها واتجهت نحو غرفتها
 أبدا والله أنتوا الاتنين غاليين عندي أوي عمري ما هنسى وقفتكم معايا
ترقرقت الدموع في عينين بسمة تنظر لتلك اللوحة المعلقة أمامها
 حاسه من نبرة صوتك إنك مش كويسه

انت في الصفحة 6 من 15 صفحات