رواية لمن القرار بقلم سهام صادق الفصل الستون إلى الرابع والستون
عتابه أصبح لينا
توقف كاظم منتصف الدرج يستمع لصوت صديقه جلال وهو يسأل الخادمة عن مكان وجوده وقد كان الجواب واضحا أمام عينيه
صديقه صار في الطريق الذي لا عودة منه.
وضعها كاظم أخيرا فوق الفراش في غرفته الخاصة التي كان لا يسمح لها بالدلوف إليها من قبل
كاظم ديه اوضتك أنت
استاءت ملامحه فعن أي غرف تتحدث هذه الحمقاء..
وسرعان ما كانت تسمع همهمته داعيا الله بالمزيد من الصبر
ابتعد عنها ف جلال ينتظره بالأسفل
تعرف إني كسبت الرهان مع احمس قولتله كاظم هيغضب شويه لكنه هيكون حنين
لما عرف إني فضلت بره البيت عنادا فيك
صراحتك تجلط يا حببتي
توقفت عن الحديث وقد الجمتها عبارته التي هتف بها
غادر الغرفة وتركها في حيرة مع كلماته كاظم يتهاون ولكنها تعلم تهاونه هذا حتى يستمر زواجهم.
ظلت تتقلب فوق الفراش وقد غادر النوم جفنيها رغم إرهاقها
دلف كاظم الغرفة بملامح مرهقة يتذكر تعليق جلال الذي ينبع من كرهه على جنس حواء بأكمله
عشت وشوفت ابن النعماني شايل ست.. ومش أي ست ست كانت طمعانه في فلوسه وفرضت نفسها عليه..
طالعته وهو يلتقط ثيابه بعدما ازال عنه قميصه يقطب جبينه بقوة
أنت لسا صاحيه
مستنياك تحكيلي عملت إيه مع أمير
ضاقت عيناه وهو يستمع لها عن سبب استيقاظها
وتفتكري أنا من النوع ده من الرجاله
حركت رأسها تزفر أنفاسها بضيق.. فكاظم لا يرى الفراش إلا لغرض واحد وكلما قل الحديث بينهم كان الأمر أكثر نفعا لكلاهما
نامي يا جنات بيتهيألي إنك تعبانه
وهاهى تنتظره أن يتحدث ولكنه يعطيها ظهره
عشان تعرفي كويس تردي ليا تجاهلي يا جنات
أنت بتعاقبني يا كاظم
جنات أنا تعبان ولازم أكون في الشركة من بدري
اغمض عينيه يستمع لتنهيداتها القوية تطالع ظهره في مقت
فتح عيناه يستدير إليها فمن التي تتحدث عن العودة لإيطاليا
انت هنا رجعت لنسختك القديمة
ارتسمت الحيرة فوق ملامحه وسرعان ما كان يجدها تدفعه فوق الوسادة تحاصره بجسدها
هتحل مشكلة أمير وخديجة النجار إزاي وتفتكر ممكن بسبب الخلافات ديه سليم يبعد فتون عني أعمل حسابك أنا مش هخسر فتون عشانك..
أنا شايفه إنك عندك طاقه مفرطة يا حببتي.. تفتكري ممكن نضيعها في إيه
سؤال لم ينتظر له جواب فالجواب أصبح في قيد التنفيذ
........
الصغيرة تخبره إنها اشتاقت إليه واشتاقت للعمة خديجة وهو يبرر لها
وقفت فتون أمامه تنتظر أن ينهي المكالمة حتى يذهبوا للمشفى يجلبون العمة
بكره يا حببتي هاجي أخدك عشان تشوفي ديدا الكبيرة
تعالا حماس الصغيرة فطالعتها شهيرة بنظرة دافئة التقطها الجالس قبالتها
كفاية يا ديدا كلام بابي مش فاضي
حاولت شهيرة التقاط الهاتف منها ولكن الصغيرة تشبثت به فمازال لديها المزيد مما ستخبره به
بابي.. عمو ماهر اخذني الملاهي أمبارح لما عرف من مامي إني زعلانه منك والنهارده اخدني النادي..
تجمدت ملامح شهيرة وهي تستمع لحديث أبنتها ونظرات ماهر اللامعة عالقة بها يلتقط جميع خلجاتها بنظرات ثاقبة
تصلبت ملامح سليم ينظر لفتون الواقفة أمامه بنظرات جامدة صغيرته تمتدح رجل أخر تخبره إنها احبته...فأي هدف تسعى خلفه شهيرة
ارتسمت الصورة داخل عقله يقبض فوق كفه بقوة ينظر أمامه بنظرات خاوية
........
طالعتها السيدة سعاد بملامح سعيدة وهي تستمع لتلك التفاصيل الدقيقة عن أول يوم لها في عملها الجديد
الناس هناك متعاونه أوي يا داده ولا بشمهندس حسام راجل ابن ناس ولطيف
امتدحته بسمه بصدق بسبب معاملته لها وحديثه الذي ترك أثر داخلها عن تقديره لأي شخص يتمسك بأي فرصة حتى يصل لأحلامه.
التمعت عينين السيدة سعاد وهي تسمعها وقد تناست أمر ذلك القابع داخل غرفة مكتبه ينتظر قدومها وقد أمرها أن تخبره بعودتها عندما تعود
اطلعي غيري هدومك يا بنت لحد ما أجهز العشا.. جسار بيه هنا من بدري وسأل عنك قولتله إنك في الشغل
أسرعت السيدة سعاد في لطم جبهتها فهى تناست أن تخبره بعودتها
اطلعي أنت أوضتك وأنا هبلغه إنك وصلتي.. أكيد هيسأل عن تفاصيل الشغل وهيشكر الست ميادة وملك
تبدلت ملامح بسمه فور أن استمعت لسؤاله عنها
أنا مش جعانة يا دادة أكلت مع زمايلي في الشغل هطلع انام لان بكره اليوم هيكون طويل لاني هروح المعهد كمان بعد الشغل
غادرت بسمه المطبخ تجر قدميها في أرهاق تحلم باليوم الذي ستغادر فيه هذا المنزل..
هانت يا بسمه من شغلك تقدري تلاقي مكان تعيشي فيه والجامعه خلاص كلها اقل من شهر وتبدء
التقطت ثيابها ولم تكد تحل بضعة أزرار من بلوزتها حتى وجدت الباب يفتح ثم أغلقه خلفه بقوة يتسأل پغضب
كنتي فين
أدارت جسدها لتغلق ما احلته من أزرار بلوزتها
كنت في الشغل بيتهيألي دادة سعاد قالتلك
وأنت مبلغتنيش ليه بنفسك
استدارت إليه ترفع حاجبيها في دهشة تتجاهل سؤاله
جسار بيه مش شايف إن وجودك في أوضتي ميصحش
ردي على سؤالي يا بسمه
جسار بيه أنت ليه شايف نفسك وصي عليا أنا هنا مجرد ضيفة وقريب همشي السؤال ده تسأله لاختك او مراتك
تعالا تصفيقه بشدة ترتسم فوق شفتيه ابتسامة ارجفت جسدها
أحب اقولك إنك وصلتي لهدفك يا بسمه
ضاقت عيناها في حيرة فعن أي هدف يتحدث
كنتي عايزة بأفعالك تشغلي عقلي بيكي وأنا اه بقولك إنك نجحتي
أصابها الذهول ما الذي يتحدث عنه هذا الرجل
أنت بتقول إيه
بقول إني عايزك وحطي المقابل اللي أنت عايزاه
الفصل الثاني والستون
_ بقلم سهام صادق
طالت وقفته كما طال سكونها.. الصدمة ارتسمت فوق ملامحها وقد طال أنتظار الجواب الذي يريده إنه يريد ويعرض المقابل لم تدخل حياته أمرأة بعد زوجته الأولى إلا وكان لها مقابل حصلت عليه حتى ملك أعطاها ثمن السنوات التي قضتها معه و جيهان لم تبتعد عن حياته إلا بعدما نالت المزيد من المال وأصبحت دلائل قذارتها تحت قبضته ..
قبل ما تفهميني غلط يا بسمه ده من حقك.. إحنا متفقين إن جوازنا مجرد زواج على ورق.. لكن أنا دلوقتي بخرق بنود العقد
توقف عن حديثه ينظر إليها يرى الصدمة مازالت مرتسمة فوق ملامحها
بسمه انا عارف إن عرضي كان صډمه أنا مكنتش فاكر إني هفكر في يوم فيكي ...
وكلما أراد إكمال حديثه المخزي.. كانت الكلمات تقف في حلقه عالقة
نظراتها كانت خاوية وصمتها الذي زاد عن حده أزاد ربكته يبحث عن كلمات لا ټخونه فهو قد عجز عن إيجاد حل وأصبح دون إرادته يشتهيها..
محدش هيكون فينا خسران يا بسمه..
لا أحد سيكون خاسر عباره اخترقت قلبها فهل يعرف هو الخسارة ومعنى الألم..
الخسارة كتبت عليها في كل شئ وعليها أن تكمل ما تبقى وتخسر أخر شئ لديها.
ببطئ بدأت يديها تحل أزرار قميصها وقد وقعت عليه صدمة من موافقتها.. إنها تدفع جسدها لتنال المقابل
ازدرد لعابه وقد ضاع الحديث وهو