رواية ظنها دمية بين أصابعه بقلم سهام صادق (الفصل السادس عشر)
انت في الصفحة 1 من 7 صفحات
الفصل السادس عشر
_ بقلم سهام صادق
وقف عزيز العم كالتائه وقد تدفقت الدموع من مقلتيه وفقد القدره على الحركة وثقل لسانه وبصعوبة خرج صوته بتحشرج.
_ ليلى.
دارت عيناه بين الجموع ثم رفع يده ليضعها على موضع قلبه محاولا إلتقاط أنفاسه.
لحظات مرت عليه كالدهر وهو واقف مكانه ينظر هنا وهناك باحثا عنها.
لقد عاد به الزمن للوراء... عاد به لحظة هرولته في رواق المشفى وهو يسأل هنا وهناك عن الحاډث الذي حدث على الطريق وتم نقل شقيقه وزوجته على اثره.
_ لو سمحتوا يا حضرات ارجعوا ورا شوية... خلينا نشوف شغلنا.
قالها أحد رجال الشرطة ثم أطلق زفيرا قويا بعدما يأس من ذلك التجمهر الذي حدث.
هرول نحو ليلى التي وقفت على بعد منه وفي يدها زجاجة ماء وتحاول مساعدة إحدى زميلاتها بارتشاف القليل من قطرات الماء.
_ليلى
صاح بها عزيز ثم اجتذبها إلى حضنه دون أن يمهلها لحظة لتستوعب شئ.
_ أنت كويسه فيك حاجه... حصلك حاجه.
مسح على خديها وهو يتمتم بعبارات متقطعة وقد تجلى الخۏف الذي سيطر عليه منذ أن علم بحريق المصنع فوق ملامحه.
اشفقت ليلى على حال عمها فهو لا يستطيع إلتقاط أنفاسه.
_ عمو أنا كويسه... مفيش حاجه.
عادت عيناه تفيض بالدمع وهو يتأمل كل إنش بها.
تساءل عزيز وعيناه تتجولان على ملامحها وقد ازدادت رعشة يديه التي أحاطت وجهها.
أسرعت ليلى بإلتقاط يديه تحتويهما داخل كفيها الصغيرين وعلى محياها ارتسمت ابتسامة خفيفة.
_ صدقني يا عمو أنا كويسه... المبنى بتاعنا كان بعيد عن مصدر الحريق.
_ الحمدلله الحمدلله... أنا أول ما عزيز بيه قالي الخبر جيت جري معاه.
ارتفعت دقات قلب ليلى عندما علمت بوجوده وأخذت عيناها تدور بالمكان.
في نفس اللحظة التي كانت عيني ليلى تبحث عنه... كان مثلها يبحث عن شئ ضائع منه لا يعترف به قلبه الذي شاخ من الوحدة.
انتبه على أسئلة أحد أفراد الشرطة وقد عاد بتركيزه معهم.
_ عزيز بيه هناك أهو... الله يعينه على مصيبته... هروح يا بنتي أقف معاه.
نظر عزيز لها ولصديقتها التي استردت أنفاسها أخيرا.
شعر عزيز بالتردد لتركها لكن ليلى أسرعت قائلة.
_ متخافش عليا أنا كويسه.
ابتعد عزيز العم متجها نحو سيده الذي وقف يدلك جبينه وعيناه