رواية ظنها دمية بين أصابعه بقلم سهام صادق (الفصل السادس عشر)
مسلطه على بوابة المصنع وقد خرج أخر عامل بسلام.
لم يكن يهمه الخسائر التي تكبدها بقدر سلامة كل عامل لديه.
_ عزيز بيه الموضوع في شبهة جنائيه... مش معقول قضاء وقدر.
نظر عزيز نحو ضابط الشرطه ثم تحرك من أمامه قائلا.
_ اعذرني يا حضرت الظابط.. دلوقتي العمال عندي أهم.
_ ليلى تفتكري هيقللوا عددنا بعد اللي حصل في المصنع.
لم تنتبه ليلى على كلام سلوى فلم يكن عقلها إلا منشغلا مع ذلك الذي اختفى عن أنظارها.
_ ليلى أنت سمعاني.
أغمضت ليلى جفنيها لثواني ثم فتحتهما واستدارت بجسدها نحو سلوى التي أردفت بعدما انتهت من سعالها.
وسرعان ما أدركت سلوى ما غفلت عنه وواصلت كلامها.
_ هو عمك هيوصلك يا ليلى ولا هيفضل موجود مع عزيز بيه.
انتبه عزيز على صوت عزيز سائقه بعدما صار على مقربة منه.
استدار عزيز جهته وقد ضاقت عيناه في حيرة وقلق وهو لا يرى ليلى معه.
_ بنت أخوك كويسه يا عزيز اطمنت عليها.
حرص باختيار الكلمات بعناية عند سؤاله وقد خشي أن تفضحه نبرة صوته القلقة.
تحركت عينين عزيز بلهفة نحو الجهة التي أشار ناحيتها عزيز سائقه.
زفرة ارتياح خرجت منه دون أن يدرك وحتى يخفي هذا الشعور الذي تجلى بوضوح على ملامحه...وضع يده على كتف عزيز سائقه وربت عليه قائلا بنبرة رجولية خشنه.
اتجهت أنظار عزيز العم نحوها في قلق لم يغادر عيناه.
_ طيب وأنت يا بيه... هسيبك لوحدك.
_ متقلقش عليا...بنت أخوك محتاجاك أكتر مني.
ولم يكن أمام عزيز العم إلا الرضوخ إلى ما يحثه عليه سيده وقد أتى مدراء المعارض التي يمتلكها عزيز والتجار الذين يتعامل معهم ليساندوه في مصابه.
تلقفتها ذراعي عايدة فور أن دلفت من باب المنزل وقد نهش القلق قلبها منذ أن علمت بالحريق.
_ الحمدلله إنك كويسه... متعرفيش كنت عامله إزاي من ساعة ما سمعت الخبر.
ابتعدت ليلى عنها حتى تطمئنها أنها بخير ولكن شهد وقفت بينهم واحتضنتها.
_ كده يا لولو تخضينا عليكي.
_ والله أنا كويسه... مفيش حاجه.
قالتها وهي تربت على ظهر شهد التي رفعت عيناها إليها وتساءلت.
كادت أن تتحدث لكن دلوف العم سعيد إلى المنزل وصياحه بحنق من الأقوال الكاذبة التي تشوه سمعة سيده جعلهم ينفجرون من شدة الضحك.
_ هو من امتى الخرفان بتاعكم دا بيقول حاجة صح.
التقط ذراع شهد ودفعها نحو والدها الذي ضمھا إليه ثم واصل