رواية ظنها دمية بين أصابعه بقلم سهام صادق (الفصل السادس عشر)
كلامه وتساءل بإهتمام.
_ أنت كويسة يا بنتي... مال وشك أصفر كده... لا أنا لازم اعملك شوية مية بسكر.
لم ينتظر العم سعيد أن يسمع شئ وأسرع نحو المطبخ لينفذ ما قاله.
عناية وإهتمام حظت بهما هذه الليلة.
لكن هو هل سيجد أحدا يرعاه حين عودته !!.
هذا ما كانت تتساءل به ليلى داخلها كلما وجدت العم سعيد يتجه من منزلهم الصغير إلى منزله الصخم.
اتجهت زوجة عمها إلى غرفتها لتنام بعدما اشتد النعاس عليها ومثلها فعلت شهد حتى تستطيع الإستيقاظ باكرا ومراجعة أحد دروسها قبل الذهاب إلى المدرسة.
لم يبقى سوى عمها الذي جلس بالصاله يتابع إحدى
القنوات الإخبارية وينتظر مجئ سيده ليطمئن عليه...
أما العم سعيد استمر حاله بين هنا وهناك.
أغمضت عيناها لعل النوم يرحم أجفانها ولكنها لا تستطيع النوم والقلق ينهش فؤادها نحوه.
انتفضت فجأة من على الفراش بعدما استمعت لصوت بوق السيارة وسرعان ما كانت تغادر فراشها وتتجه نحو النافذة.
سمعت صوته وهو يخبر عمها أنه بخير ولكنها لم تتمكن من رؤيته انتظرت على أمل أنه سيتجه نحو غرفة مكتبه لكن مع مرور الوقت ضاع أملها ووجدت العم سعيد يغادر المنزل ويتجه نحو مسكنهم.
عيناها ارتفعت للأعلى فور أن انتبهت على إضاءة غرفته.
صوت عمها والعم سعيد بالخارج جذب سمعها...
فأسرعت بالتحرك نحو باب الغرفة تسترق السمع على حديثهم.
_ ما أنت عارف عزيز بيه يا عزيز مش بيحمل حد همومه... مقالش ليا غير دعواتك يا راجل يا طيب.
_ الخساير جامدة.. الأقمشة أغلبها اتحرق.
_ دي عين وصابته... ما هو ما شاء الله كل يوم في الطالع.
ألقى العم سعيد كلامه ثم أردف بتحسر بعدما ابتلع حبة دوائه التي يتناولها قبل نومه.
_ نفسي يسمع كلامي ويتجوز... لو كان متجوز دلوقتي كان لقى ست مستنياه وخففت عنه.
عاد العم سعيد لنفس الحديث الذي كلما كف عن التكلم عنه وجد شئ يفتحه.
_ تصبح على خير يا سعيد.
أسرعت ليلى بالإبتعاد عن باب الغرفة وسرعان ما كانت تضع يدها على موضع قلبها الذي أخذ يخفق بقوة.
....
أصر نائل اليوم على عدم تناوله وجبات طعامه وهو راقد على الفراش ومهما حاولت زينب إقناعه لكن لم تجد منه إلا الرفض.
وضعت زينب الأطباق على الطاولة وقد أعدت له وجبته الخاصة التي وصفها الطبيب وأعدت لنفسها صنف طعام