رواية ظنها دمية بين أصابعه بقلم سهام صادق (الفصل السادس عشر)
الصوت بعدما ارتفع صوتها باسم شهد.
_ القطه شكلها رجعت يا شهد.
اتبعتها شهد التي حزنت كثيرا على القطة عندما علمت بفعلة خالها.
_ بوسي.
قالتها ليلى بفرحة بعدما التقطت القطه من وراء الشجرة .
اتسعت ابتسامة شهد عندما تعرفت على القطه التي قسى قلب خالها عليها لأنه لا يحب القطط.
_ خلينا نلحق نحميها ونأكلها قبل ما خالي يجي ويشوفنا.
ازدردت ليلى لعابها وأسرعت بتخبأة القطة ورائها.
_ أبيه عزيز.
خرج صوت شهد بتوتر ووقفت أمام ليلى حتى لا ينتبه عزيز على القطة ويفضح أمرهم فهو مثل خالها يكره القطط.
تفرستهم أعين عزيز ولم يكن يخفي عنه أمر القطة التي خبأتها تلك التي أخفضت رأسها عند رؤيته كعادتها.
_ كنا...
تمتمت بها شهد بتعلثم ثم استدارت ونظرت نحو ليلى التي حركت لها رأسها بأن لا تتكلم عنها.
_ كنا بنشوف الورد اللي زرعته ليلى كبر ولا لاء.
اتجهت عينين عزيز نحو الجهة التي أتوا منها وقد خلت من زراعة الزهور وسرعان ما كان مواء القطة يرتفع.
_ في صوت قطه.
قالها عزيز بتلاعب وهو ينظر إليهم وقد أخفى ابتسامته عنهم.
_ بيتهيألي إن صوت القطه جاي من هنا.
قالها عزيز وعلى محياه ارتسمت ابتسامة ماكرة وقد خانته عيناه للمرة التي لم يعد يحصيها بالنظر نحو ليلى التي احمر خديها بسبب توترها.
_ مفيش حاجة ورايا.
همست ليلى بصوت خفيض وقد انسحبت شهد هاربة بعدما لمحت قدوم خالها نحوهم.
هتف بها عزيز وهو يرسم الجدية على ملامحه التي كساها الإرهاق ولكنه لا يعلم لما رغب بمناكفتهم.. خاصة تلك التي وقفت أمامه مثل القطة التي تخبأها ورائها.
طأطأت ليلى رأسها وسرعان ما كانت تخرج القطة من ورائها ثم رفعت عيناها إليه.
هل ضاع يوما بالنظر في عينين امرأة تقوده إلى الهلاك نحو ما عفا عنه نفسه.
_ في حاجة يا عزيز بيه...
وسرعان ما خرجت شهقة من فم العم سعيد وهو يلمح القطة التي بين يدي ليلى.
_ أنا مش حطيت القطة دي قدام البوابه... مين اللي جابها هنا.
تحركت عينين ليلى تبحث عن شهد التي وقفت بعيدا تطالع المشهد.
سيكون الشارع على يد هذا العجوز مرة أخرى.
_ بوسي
صاحت بها ليلى وركضت ورائها تحت أنظار عزيز الذي سرعان ما تحرك ورائها حتى يلتقط القطة.
ألجم المشهد العم سعيد الذي يعلم تماما بكره سيده للقطط.
ولم يكن العم سعيد و شهد وحدهم من يشاهدون ما يحدث فالسيد نيهان قد خرج من سيارته ووقف هو الأخر يطالع عزيز وهو يركض وراء القطة.