رواية ظنها دمية بين أصابعه بقلم سهام صادق(الفصل السابع عشر)
ثم دلفت ورائه تلك الشقراء.
_ أنا أول ما شوفت رسالة نيرة ومكالمتها الكتير اټرعبت... كنت في مكان مافيهوش تغطيه ولسا فاتح التليفون أول ما وصلت.
ثم واصل سيف كلامه بعدما ألقى بنظرة خاطفة نحو كارولين التي خلعت سترتها القصيرة وألقتها على الأريكة ثم اتجهت نحو البراد لتلتقط زجاجة الماء.
_ أنا هشوف حجز وهكون قريب عندك.
عندما استمعت سمية هذا الحديث منه امتقعت ملامحها وأسرعت على الفور تلتقط منه الهاتف.
_ بقالي يومين بحاول اتصل بيك وتليفونك مقفول حتى التليفون الأرضي مبتردش عليه.
غرز سيف أصابع يده في خصلات شعره بعدما استمع إلى صوت والدته.
_ مكنتش في المدينة... كنت في تخييم مع زمايلي.
_ هتنزل امتي مصر... لو عزيز بيشجعك على اللي في دماغك إنك تكمل دراستك وتفضل في أمريكا... فأنا بقولك كفايه كده...أنا وهو محتاجينك جانبنا... إحنا مش بنعمل كل الثروة دي لينا.
_ سمية هاتي التليفون.
قالها عزيز بضيق فكل ما تفكر به هو المال دون النظر إلى رغبة ابن أخيه.
أكمل عزيز مكالمته مع ابن أخيه وقد اعتذر منه سيف كثيرا لشعوره بالتقصير معه وفي نهاية الحديث كان سيف يخبر عزيز أنه أبيه وليس عمه وكم يحبه كثيرا.
توهجت ملامح عزيز بعدما أنهى مكالمته مع ابن أخيه وقد ازدادت ملامح سمية مقتا فهي لا يعجبها تشجيع عزيز له بسلك طريق أخر بعيدا عن تجارتهم.
تلاشت تلك اللمعة التي احتلت ملامح عزيز منذ لحظات.
_ وانا عمري ما هجبر ابن أخويا إنه يتخلى عن حلمه.
_ حلم إيه يا عزيز...
خرج صوت سمية هذه المرة بقوه فاحتدت عيني عزيز وتحرك من أمامها.
_ صوتك ميعلاش عليا تاني يا سميه... وأنا حر مع ولاد أخويا اللي اتخليتي عنهم زمان.
_ هتفضل لحد امتى تعايرني بالماضي...
تجاهلها ومضى في طريقه دون أن يهتم.
_ أنت السبب يا عزيز لو كنت عاملتني كزوجة وادتني حقوقي مكنتش قررت ابعد عن ولادي...
توقف عزيز مكانه وأغلق جفنيه حتى يستطيع طرد تلك الليلة المخزيه بعدما استطاعت استدراجه لحضنها وعاشرها كزوجة وهذت بين ذراعيه أنها أرادته ليالي طويلة أن يكون هو وليس سالم.
تحرك عزيز من أمامها دون النظر إليها وقد فتحت
سمية بحديثها أبواب الماضي الذي لن يغفره لها يوما.
حاولت ليلى تخبأت جسدها خلف إحدى الشجيرات قصيرة الطول بعدما استدارت سمية بجسدها وتحركت ناحية الجهة التي تقف بها.
نظرت ليلى لما تحمله بيدها فهي كانت بطريقها إلى العم سعيد بالمطرقة والمسامير من أجل بناء منزل خشبي صغير للقطة.
في تمام الساعه السادسة مساء كانت سيارة السيد هارون برفقة زوجته سمية تغادر.
تعلقت عينين ليلى بالسيارة فكانت بالحديقة بعدما انتهت هي والعم سعيد من بناء منزل خشبي للقطة.
أتى العم سعيد ورائها وهو ينفض جلبابه ثم يديه.
_ عملنا ليها بيت ولا القصر... عارفين لو لقيتها في البيت هيكون مكانها الشارع.
ثم أردف مستاء بعدما نطق الاسم الذي أطلقوه على القطة.
_ مسمينها بوسي...
حاولت ليلى نفض الأفكار التي تدور برأسها منذ أن لمحت وقوف تلك السيدة مع السيد عزيز وابتسمت وهي تتحرك ورائه عائدين إلى مسكنهم.
_ أنا مش عارفه ليه پتكره بوسي يا عم سعيد.
استدار لها العم سعيد برأسه.
_ أنا بكره كل القطط ذكر وأنثى.
ضحكت ليلى ودخلت ورائه المنزل وقد اقترب عزيز العم منهم قائلا.
_ كويس إنكم خلصتوا أنا و شهد سخنا الأكل ورايح اشوف عايده عشان نتغدا كلنا سوا.
اجتمعوا جميعهم ملتفين حول مائدتهم الصغيرة التي تسعهم وقد جلى الإرهاق على ملامح عايده.
نهضت عايدة بعدما أنهت تناول طعامها.
_ أنا راجعه الڤيلا عشان انضف المطبخ وأشوف عزيز بيه والسيد نيهان لو محتاجين مني