رواية ظنها دمية بين أصابعه بقلم سهام صادق(الفصل السابع عشر)
حاجه تاني...
ثم نظرت لكلا من شهد و ليلى.
_ ليلى أنت اعملي الشاي و شهد تنضف السفره وتغسل الأطباق.
زمت شهد شفتيها بإعتراض لكن عايدة نظرت إلي ليلى بحسم.
_ اوعي يا ليلي تضحك عليكي هعاقبكم انتوا الاتنين.
اتجهت عايدة إلي الڤيلا ونهض العم سعيد هو الأخر قائلا.
_ هستنا اشرب الشاي من ايدك يا لولو وبعدين اروح مشواري.
ضاقت عيني ليلى عندما وجدت عمها يرتدي خفه المنزلي وقبل أن تسأله إلى أين هو ذاهب كان يخبرها.
_ رايح ل عايدة الڤيلا أساعدها... النهاردة تعبت في شغل المطبخ.
أسرعت ليلى بوضع الصنية التي وضعت عليها أكواب الشاي الفارغة.
_ لا يا ليلى أنت كمان تعبتي النهاردة.
قالها عزيز وهو يربت على وجنتها بحنان لكن مع إصرار ليلى كان يرضخ بالنهاية.
شعرت ليلى بالشفقة على زوجة عمها التي بدى على وجهها التعب هذا اليوم وقد كانت تقف أمام آلة غسل الأطباق بعدما وضعت داخلها الصحون والأكواب.
اندهشت عايدة من وجودها وقطبت حاجبيها متسائله.
أسرعت ليلى إليها تلتقط منها المنشفة الصغيره التي تحملها لتنظف بها رخام المطبخ.
حاولت عايدة مرارا حتى تستثنيها عن فعل هذا الأمر لكن ليلى أصرت كعادتها أن تساعدها.
_ أنا هقعد قصادك هنا على الكرسي استناكي.
لكن ليلى هزت رأسها رافضه اقتراحها فهي أتت لتجعلها تعود للمسكن وترتاح وتكمل هي تنظيف المطبخ بدلا عنها.
_ ربنا يسعد قلبك يا بنت وردة.
وردة تلك المرأة التي أنجبتها ولا تتذكرها إلا حينما تنظر لصورها أو يحكي لها عمها عنها كلما نظر لها ورأى صورة مصغرة من زوجة أخيه وأخيه أمامه.
ترقرقت الدموع في عينيها وهي تكمل تنظيف المطبخ وقد عادت بها الذكريات إلى امرأة ورجل لم ترى منهم إلا الخير.
دلف عزيز المطبخ وهو يهتف باسم عايدة وقد انتفضت ليلى ذعرا في وقفتها.
عيناها اتسعت في هلع عندما باغتها بدخوله المطبخ فجأة وقد أخذ صدرها يعلو ويهبط مع اضطراب أنفاسها.
عيناه رغما عنه تعلقت بعينيها التي التمعت بالدموع وقد ضاع بالنظر داخل مقلتيها التي تشبه لون القهوة.
اقترب منها وعلى محياه ارتسم تساؤل كاد أن يتفوه به لكنه كالعاده سيطر على مشاعره وتوقف مكانه ثم ألقى نظرة خاطفة حوله.
ضاقت حدقتاه عندما جذبته فعلتها وسرعان ما كانت تخرج نحنحته متسائلا بحشرحة.
_ فين عايدة
رفعت عيناها إليه ثم أخفضتهما وبنبرة خاڤتة ردت.
_ محتاج مني حاجه اعملها.
حدجها عزيز بنظرة غامضة وسرعان ما كانت تواصل كلامها لتبرر له سبب وجودها بدلا من زوجة عمها.
_ تعبت من الوقفه طول اليوم وأنا جيت أكمل مكانها.
حرك عزيز رأسه ثم تساءل بعدما تحركت عيناه نحو الموقد.
_ بتعرفي تعملي قهوة.
سرعان ما كانت تتحرك نحو إناء القهوة لتلتقطه قائله.
_ آه بعرف... أنت بس قولي عايزاها إيه مظبوطة ولا سادة.
_ واحدة مظبوطه وواحدة سادة.
ظنته ليلى سيغادر المطبخ لكن وجدته يقف مكانه وقد أخرج هاتفه من جيب بنطاله وانشغل في تصفحه.
تعلقت عيناها به بتوتر وانحبست أنفاسها كعادتها في حضوره.
عندما وجدته لا يطالعها أصرفت بصرها عنه وانشغل عقلها في تجهيز القهوة.
رفع عيناه عن هاتفه خلسه عندما وجدها لم تعد تطالعه.
حاول إزاحة عيناه عنها لكنه كالعاده لم يعد يملك سلطان عليها...لا عيناه ولا قلبه ولا حتى عقله لكنه يستمر برؤية الأمر مجرد شعور وسيختفي مع الوقت لأنه لن يعترف بمشاعر الانجذاب وهو في هذا العمر.
_ اتمنى إن طعمها يطلع حلو.
فاق من شروده المخزي وقد أسرع في سحب عيناه عنها بعدما استمع إلى صوتها.
اقتربت منه بالصنية التي وضعت عليها فنجانين القهوة.
أسرع عزيز بالنهوض من المقعد الذي جلس عليه وتناول منها الصنية يتمتم بنبرة خشنه يخفي خلفها شعور ېخاف أن يفضحه.
_ شكرا يا ليلى ...
سار خطوتين ثم وقف واستدار بجسده إليها وقد عادت لتلتقط المنشفة المبلله لتكمل تنظيف ما تبقى.
_ عايده تقدر تكمل ده بكره أو تطلب