رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق(الفصل الثاني والثلاثون إلى السادس والثلاثون)
وچثت على ركبتيها أمامه ومسكت يده بحنو
انت ما الأمر كنان ..مابك حبيبي
ففتح عيناه ونظر لعينيها التي تعكس ما بداخلها فوجدها علي وشك البكاء فرفعها من الارض وفسح لها مكانا جانبه
تعالي جانبي
فأشرقت ملامحها وتمددت جانبه تمسح علي وجهه برفق
ما بك كنان .. أشعر بأنك بعيد عني هذه الأيام
مشاكل بالعمل ليس أكثر ورد
وعاد يغمض عيناه متذكرا تلك الفتاه وعقله شارد لا تشبه شقيقته بالمثل ولكن الشبه بينهم كبير للغاية
....................
فتحت الغرفة بنعاس لتجد جاسم مازال مستيقظا ..فأقتربت منه تتسطح فوق الفراش بجفون متثاقلة
نام أكرم
آه ..نام في اوضه كريم
فحرك جاسم رأسه ومال نحوها بعد ان اغلق الكتاب الذي كان بيده
انت منمتش ليه
فأبتسم بخبث وهو يجذبها اليه
مستنيكي ياحببتي
فطالعته ومازالت تتثاوب بكثرة
فكرني بكره أشكرك علي اللي عملته مع أكرم ..تصبح علي خير بقي
ومع نهايه تلك الجمله لا تعلم ما حدث سوا انه هتف
....................
وقفت تهندم حجابها بخجل من نظراته العابثه التي تحاوطها فكان يقف خلفها يمشط شعره الاسود وينثر عطره .. وحاوط خصرها ضاحكا
هتتظبط ازاي وانتي بالتوتر ده
وقرص وجنتيها بخفة فهتفت بحنق
ما انت طول ما بتبصيلي كده وبتغمزلي انا بتوتر
حقيقي انتي تهبلي يامهرة
وقبلهاعلي احدي وجنتيها
شكرا علي السعاده اللي لقتها معاكي
وتركها وانصرف لتنظر لأثره بذهول من تصرفاته ..حتى بعد كل علاقه بينهم يقبلها علي جبينها يخبرها بسعادته وحبه لها
انا كده ھموت في ايدك يا ابن الشرقاوي
وضحكت على نفسها وقلبها الذي بات يدق سريعا بوجوده
وقفت ريم بأرتباك أمام ريان الذي كان منشغلا في مطالعة الأوراق التي أمامه
الملف اللي طلبته يافندم
فرفع ريان عيناه نحوها ببطئ متأملا خجلها وارتباكها الذي يحبه ومد يده إليها لتعطيه الملف وهي تتحاشا النظرات اليه
شكرا ياريم
وأبتسم لها فأنصرفت سريعا من أمامه ..ليسترخي ريان بمقعده
وفور ان خرجت ريم اتجهت نحو الممر الذي به مكينة القهوة ..لتجد ياسر يقترب منها بعد ان اعطي لأحدهم بعض الاوراق
مبسوطة في شغلك مع مستر ريان
فتنهدت ريم بعبوس وهتفت بصدق
مستر ريان لطيف اوي ...بس انا حابه أرجع اشتغل مع حضرتك
فأبتسم ياسر لها رغم مافعله بها تريد العمل معه
والله انتي عجيبه ياريم عايزه تسيبي مدير لطيف وتيجي عند مدير كشړي ورخم
فهتفت سريعا وبتلقائيه
لاء حضرتك مش رخم بس عصبي شويه
وأكملت وهي تحرك يدها
شويتين تلاته كده يعني
فصدحت ضحكات ياسر التي تعجبت منها وطأطات رأسها بخجل فيبدو انها تجاوزت بحماقة ولكن ياسر وقف يطالعها ولاول مره يكتشف انها رائعه ببساطتها حتي خجلها وارتباكها ولكن عاد ما بداخله يذكره ان قلبه قد ماټ منذ زمن
.....................
ضحك كريم من قلبه وهو يري صغيرته تلطخ وجه بسمه بطعامها ..فنظرت بسمه بعبوس مصطنع
كده ياشهد ..
ليعطيها كريم الصغير ويأخذ شهد معنفا لها بحنان
حببتي عيب كده
فمدت الصغيره يديها لبسمه تعانقها وتداعبها.. فلمعت عين بسمه بۏجع وهي تعلم أنها لن تكون اما يوما .. واغمضت عيناها وهي تكاد تبكي علي ذكرى كلما تذكرتها شعرت بكرهها للحياه
ووضعت الصغير علي مقعده المخصص له وابتعدت راكضه نحو الشرفه .. فوق يطالعها بحيرة من أمرها ونده علي المربية لتأتي اليه علي الفور ثم ذهب نحوها
ليجدها تضع وجهها بين كفوفها تبكي بحړقة
بسمه
وعندما هتف بأسمها ألتفت إليه تنظر له وعيناها غارقة بدموعها مرت الدقائق وهي تطالعه هكذا الي ان وجدها تقترب منه تحتضنه بآلم
أرجوك احضڼي
طلبها لم يكن رغبه بل كان خوف من ماضي قتل روحها ..وعاد الماضى وصوت صړاخها يقتحم عقلها وهي تطلب الاستغاثه ولكن في النهايه
أصبحت ضحېة ذئب مغتصب
..................
وجدها تجلس علي مقعده في غرفة مكتبه تطالع أوراق ما فتسأل
اوراق قضية
فرفعت مهرة عيناها له وابتسمت بسعاده
أستاذ فؤاد أخيرا اداني قضيه لوحدي...بس صعبه اوى
فأبتسم لها بتشجيع ثم وقف أمام المكتبه التي تضم الكثير من الكتب
اكيد شايف انك ادها ياحببتي
فأخذتها قدميها نحوه ووقفت امامه لتقبل أحدي وجنتيه بشكر
ديه عشان اللي عملته مع أكرم امبارح
وطبعت بقبلة أخرى
وديه عشان انا عايزه اعملك كده
فأتسعت أبتسامته وهو يضمها إليه هامسا
هي القضيه مهمه أوي كده
فحركت رأسها بخجل ليضحك علي ارتباكها فور ان بدء بحرجها
روحي كملي شغلك
فرفعت عيناها نحوه بأمتنان .. وداخلها يحمد الله علي ماهي فيه الان
وعادت للمقعد متسائله
مش مضايق اني قاعده مكانك
فطالعها وهو يجلس علي الأريكة التي تقبع في أحدى جوانب الغرفة
ركزي ياحببتي في شغلك وبطلي هبل
فضحكت وهي تعود إلى مطالعة أوراق القضية الغامضه ومر الوقت ومن حين لاخر جاسم يتأملها ويضحك فتارة تمد ساقيها على سطح المكتب وتارة أخرى تضم ركبتيها لصدرها واخري ټضرب جبينها بيدها وتارة تحادث نفسها
فنهض من جلسته واقترب منها هاتفا
مهرة يلا ننام عشان انتي لو قعدتي مع نفسك اكتر من كده ھتتجني
فحركت رأسها بأقتناع ..فأبتسم لها غامزا
ياسلام علي الهدوء ياناس
وتسأل بمغزي
أكرم فين صحيح
فأجابته علي الفور
اخد مفتاح شقة ماما وهيقعد هناك مرضاش يبات تاني هنا
فعاد يتسأل وهو يحاوطها بذراعه
واتصلتي ب ورد
فهزت رأسها بأرهاق
اه كلمتها
فلمعت عيناه وفي لحظة كان يحملها بين ذراعيه
لاء ديه فرصة عظيمه
وفور ان نطق بتلك الجمله صدح رنين هاتفه في جيب سرواله.. لتعانقه بمشاكسه
تليفونك بيرن يااستاذ عظيم
فطالعها بحنق وهو يسطحها علي الفراش وأخرج هاتفه ليري من يتصل به ... وكانت نرمين من تهاتفه كي تذكره بموعد المناقصة صباحا
ديه نرمين
وعندما سمعت مهرة اسمها ألتقطت الهاتف ووضعته أسفل الوساده وجذبته إليها واسبلت اهدابها فضحك وهو لا يصدق ان الغيرة تجعلها تنسي خجلها منه
يعني انتي الجراءة بتجيلك على سيرة نرمين
ومال نحوها يغرقها بين ذراعيه
طب نرمين ..نرمين بقي
....................
نظرت ليليان الي ورد التي جلست شارده بعد ان انهت عملها بالمطبخ لتسألها ليليان
ما خطبك ورد هذه الأيام
فتنهدت ورد بحزن متسائله
ليليان أخبريني عن علاقة كنان ب سيلا ... ولما كرهها وابتعد عنها
فنظرت لها ليليان بعدم استعاب لسؤالها ولكن اجابة عليها لعلها تريحها
ما اعلمه ان سيلا هي من اقتربت منه إلي ان جعلته يرتبط بها ...واهتزت علاقتهم مع مۏت هازان
كنان كان يعشق هازان بشده كان يعدها وكأنها ابنته
فطأطأت ورد رأسها بحزن وهي تخشى ان يكون كنان قد فاق من مسكن حبه لها والذي اتي في وقت ضعفه واحتياجه لشخص ينسيه ما مر به
......................
وقف بشير متعجبا من المساعدة الجديده لكنان وبعد ان انصرفت تسأل دون تصديق
من هذه كنان .. إنها تشبه هازان كثيرا
فحرك كنان رأسه بموافقة .. ليجلس بشير متمتما
أنت متأكد ان فريده خانو لم تنجب توأم ل هازان
وعندما شعر بأن مزحته ليست بمحلها
كنان لا تعود لانتكاستك مجددا وتنعزل
....................
زفر مراد أنفاسه بحنق وهو ينتظر رقية بجانب سيارته وسألها بضيق وهو يفتح باب سيارته لها
مكنتش محتاجه تأجلي ميعاد مقابلتنا تاني
فطالعته رقية ببرود مصطنع
كان عندي ميعاد مهم أمبارح
فأبتسم مراد وهو يضغط علي اسنانه
ماشي يابرنسيسة رقية .. هحاول اصدق ان بقي عندك مواعيد مهمه
فدفعته رقية بحنق من أمامها
انت بتتريق عليا .. لو سامحت أبعد مش عايزه أخرج
فحدق بها مراد بقوة
رقية اتعدلي وبطلي شغل الجنان اللي بقيتي ماشية عليه ده
وكلمه منه ومنها .. عادت راكضه الي منزلها ليفتح والدها