رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق(الفصل السابع والثلاثون إلى الثاني والأربعون)
هنا كانت لطيفة
فطالعها جاسم مبتسما وطاوق خصرها
اي مكان انتي قاعده فيه ياحببتي لازم يبقي لطيف وجميل
فأتسعت أبتسامتها وطاوقت عنقه بدلال
النهارده درس السواقه بتاعنا
فأبتعد عنها جاسم هاربا
كان أسوء عرض عرضته عليكي ..وانا اللي بدفع تمنه
فضحكت وهي ټضرب كفوفها ببعضهم
فطالعها جاسم غامزا
بتفهمي بسرعه والعربيه اللي دمرتيها .. نسيتي ولا افكرك
فطأطأت رأسها وهي تفكر في حيلة
كنت مرهقة ومش مركزه
فصدحت ضحكات جاسم بعلو وهو يعانقها
تعالى نأجل درس السواقه .... وناخد درس تاني مهم ومفيد
جاسم
فأبتسم بمكر
عيونه
لم يحادثها كنان بأمر ذهابهم لخطبة شقيقها التي ستتم بعد أسبوع من الآن فقررت ان تسأله وهي نائمة علي صدره
كنان اريد ان أذهب لخطبه أكرم
ليهتف كنان بهدوء مخبرا إياها
لن نسافر ورد ..فأنا سأسافر ل إيطاليا وسأظل شهر هناك
شهر وانا كنان
وكانت إجابته ما لم ترغب في سماعه بل وصډمتها
ستظلي هنا ورد مع والدتي
..................
هبطت مهرة من البناية التي يعيش بها ابن السيدة هدي وهي تعرج فقد دفعتها زوجته من باب الشقة فألتوي كاحلها علي الدرج .. وعندما لمحها السائق
جاسم بيه عايز حضرتك يامدام
وناولها الهاتف لتتذكر ان هاتفها قد انتهي شحنه فور ان هاتفت هدي واخبرتها عن عنوان ابنها الحالي
كان املها ان يرق قلب ذلك العاق ولكن مثل والدها يسير خلف زوجته
وألتقطت الهاتف من السائق ..فصدح صوت جاسم الغاضب
انتي فين
انا كنت في مشوار كده
ليهتف جاسم بجمود
تيجي علي البيت حالا
وأغلق الخط بوجهها لتقف تنظر للهاتف برجفة داخلها
ثم نظرت للسائق لتجده ياتقدم أمامها
وبعد نصف ساعه كانت تصعد بعض الدرجات وتمسك حذائها بيدها وتعرج علي قدمها بآلم
لتدلف للداخل .. فوجدت جاسم ينتظرها في بهو المنزل يضع كلتا يديه في جيب سرواله ويحدق بها بهدوء شديد وعيناه مركزه علي خطواتها وهيئتها الغير مرتبة.
_ رواية لحن الحياة.
_ بقلم سهام صادق.
وقفت تحدق بنظراته المبهمه والتي فهمت سببها فور ان جاءت هدي مطأطأة رأسها أرضا فيبدو أنها أخبرته عن وجهتها بعد ان سألها عنها... ولكن الحقيقة في الوقت الذي كان يهاتفها ويزفر أنفاسه بحنق عند سماعه الرساله الصوتية المسجله بأن الهاتف الذي يطلبه غير متاح كانت هدي تضع أمامه قهوته في غرفة مكتبه وقلقت عليها فأخبرته عن مكانها وها هم الأن يقفون ثلاثتهم .. ولكن هدي انسحبت عندما اطمئنت علي قدومها وحزنت لما أصابها وسيصيبها من بطش جاسم
كنتي فين
سألها بهدوء وعيناه معلقة علي قدميها واقتربت منه ببطئ بسبب قدمها وأخبرته الحقيقه كامله
كان نفسي أقدر اساعدها ياجاسم ..واوصل رسالتها لابنها
وتابعت وهي تنظر الي ملامحه الجامده
انت اكيد فاهمني
فطالعها هو ساخرا
انتي فاكره نفسك ايه بتهورك ده .. انتي ليه ديما بتنسي أنك زوجه وإنسانه مسئوله
ثم تابع بتهكم
طب اتصلي بجوزك المغفل اللي قاعد قلقان عليكي..واحكيله عن بطولتك العظيمه يااستاذه
وربت علي وجهها ببرود
مهرة ياريت تختفي من قدامي حالا
فهتفت برجاء وهي تعلم أنها أخطأت ولكنها قد اعتادت علي تلك الحياه.
جاسم انا مغلطتش
فأشار لها بأن تصمت ..يكفيه قلقه عليها يكفيه رؤيتها بتلك الهيئة ..يكفيه تخيل الكثير من السيناريوهات وهي في بيت اناس لا تعرفهم بل وذاهبه من أجل رجل ..والان تخبره أنها لم تخطئ
مهرة اطلعي أوضتك ممكن ..ولا اقولك حاجه احسن انا خارج
وانصرف من أمامها ..لتطالعه بعدم تصديق أنه تركها فوجدت هدي تقترب منها بخجل.
صدقيني يابنتي ڠصب عني .. لما لقيته قلقان عليكي اضطريت اقوله ...انا كمان قلقت عليكي
ونظرت لهيئتها
واهي النتيجه
كانت مهرة مازالت تنظر للفراغ الذي أمامها وكيف تركها جاسم هكذا .. ومدت هدي يدها إليها كي تساعدها ..فصعدت معها لاعلي وعقلها مشغول معه.
عاد ليلا بوجه مرهق ومازال حنقه من فعلتها لم يذوب ..ودلف للغرفة بوجه عابس ..ليجدها تمد قدمها المصابه علي الوساده وتنتظره واول ما رأته اعتدلت في جلستها
جاسم انت اتأخرت كده ليه ..قلقتني عليك
لم يرد علي سؤالها واخذ يزيل سترته ثم بدء يفك أزرار قميصه بصمت
انت لسا زعلان مني ... خلاص اوعدك هقولك كل حاجه قبل ما اعملها
صمته زادها احباطا وحزنا ..فلو كان الأمر في الماضي ما كانت حزنت ولكن قلبها الآن معه .. نهضت من فوق الفراش وحيلة ظريفة لمعه بعقلها سريعا
رغم ان قدمها ۏجعها قد هدء الا أنها قررت ان تسقط نفسها من فوق الفراش وهي تنهض
آه
كان يوليها ظهره متجها لغرفة الملابس...ولكن عندما سمع تآوهها ألتف سريعا نحوها بقلق
وبخطي سريعه كان يجثو أمامها
انتي ايه اللي خلاكي تقومي من علي السرير
فهتفت بعبوس
عشان اصالحك
فأبتسم ثم عادت ملامحه للجمود مجددا فهو يريد ان يعاقبها علي تهورها الذي يخشي عليها منه ..وحملها برفق ووضعها علي الفراش متسائلا بحنان
بټوجعك أوي
فحركت رأسها كاذبه وداخلها يتراقص من الفرح لاهتمامه
اوي اوي
فمسح علي وجهها معاتبا
ومدام بټوجعك أوي كده متصلتيش عليا ليه
ثم أمسك يدها
تعالي غيري هدومك نروح المستشفي ..يمكن يكون كسر
كانت سعيده بل وتريد ان تقفز من السعاده بأن حيلتها قد خالت عليه
لاء انا كويسه متقلقش ..ده ألتواء ومع المرهم والراحه هيخف بسرعه
فرفع قدمها إليه وبدء يدلك برفق وهي تجلس منسجمه مما يفعل
آه براحه ياجاسم
لحظه دلع ودهاء قررت ان تسير بهم
فيبدو أن فوائدهم تأتي بثمار رائعه .. ووضعت بيدها علي يده التي تدلك قدمها بلين
خلاص ان بقيت كويسه
فنهض من جانبها ونظر لها وكأنه يخاطب طفله
شوفتي أخرت تهورك
فطأطأت رأسها وأخذت تحركها بأن الحق معه
وكل ما عاتبها علي شئ ..تحرك رأسها دون كلمه
فلعبة الشد الأن لن تأتي بشئ .. والهدوء والصمت والدلال حقق كل شئ
وابتسمت وهي تشعر بملمس شفاه على جبهتها
اللي عملته ده من قلقي وخۏفي عليكي يامهرة
ومسد وجهها بدفئ ..لتنظر إليه بحب يزداد كل يوم داخلها نحوه
.......................
ابدل ملابسه وعاد يتسطح جانبها ضاربا بكل قرارته عرض الحائط واحتواها بين ذراعيه
مرتاحه كده
فأبتسمت بسعاده
مرتاحه جدا جدا .. ومبسوطة انبساط
تعجب جاسم من سعادتها وطريقة حديثها وضمھا إليه وقرر ان يشاكسها
بس انا مش مبسوط يامهرة
فحدقت به بقلق
ليه انت لسا زعلان
فحرك رأسه ببطئ ..لتمد اناملها تمسح علي وجهه ثم قرصت وجنتيه بخفه
متزعلش ياحبيبي
وعندما مال عليها كي يقبلها ..صدح رنين هاتفه ..لتنظر إليه متسائله بشك
مين اللي بيتصل بيك دلوقتي
فضحك وهو يبتعد عنه وفكر بأن يلعب علي وتر غيرتها من نرمين
اكيد ديه نرمين
وفي لمح البصر وألم قدمها البسيط الذي لم يكن يستحق كل هذا الدلال والألم ..انتفضت من فوق الفراش للجهة الاخري وألتقطت هاتفه من فوق منضدة الزينة
ليحدق بها جاسم للحظات وهو يري حركتها وكأن ليس بها شئ ..لم يكن المتصل نرمين فقد كان ريان
ونهض من فوق الفراش يحرك يده علي خصلات شعره وينظر لها ولقدمها ..لتبتلع ريقها بتوتر وعرجت على قدمها
اه بتوجعني وبعرج اه .. شوفت
وتابعت بصدق
هو المرهم سكن الۏجع والۏجع بسيط ..بس بتوجعني ..خد بالك مبكدبش انا
كان مع كل كلمة تنطقها ..يقترب منها بتمهل ثم ألتقط منها هاتفه وأغلقه
بتمثلي عليا يامهرة ..لاء مهنة المحاماه طلع ليها فايده اه
وقبل ان تهتف بأسمه ..حملها من خصرها وألقاها على الفراش
جنيتي على نفسك النهارده
اسمعني بس
وخرج صوتها الذي ضاع وسط عقابه الممتع
.......................
نظر بشير