رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق(الفصل الواحد والستون إلى الفصل الأخير)
من باب المنزل بأرهاق قد زال فور ان وجد صغيريه يركضان نحوه ومرام تركض خلفهم بطعامهم هاتفه
مش هتهربوا مني غير لما تخلصوا الاكل كله
فتعلق الصغيران بساقيه ..يرغبان بحملهم .. فألقي كريم حقيبة عمله وانحني يحملهما بين ذراعيه
حبايب بابا الحلوين .. تعبين ماما ليه
فأتجهت مرام نحوه تقبله علي خده بحب
حمدلله علي السلامه ياحبيبي
فضحك كريم علي فعلتهم
انتي كنتي بتعذبيهم ولا بتأكليهم يامرام
فضحكت وهي تسحب منه احدهما ثم الاخر
والله ابدا ده انا طول اليوم بجري وراهم في البيت .. غير هدومك لحد ما أحضرلك الغدا
عادت حياتهم القديمه كما كانت .. لا خادمه ولا مربيه .. حياه ادركت معناها بعد درسها القاسې .. مدام الله لم يحرمها من العيشه الرغده والحب لا بأس ان تتنازل عن احد احلامها لتري حلم أخر يتحقق بعد رمي بذوره .. واولادها هم تلك البذور
في حملة دعاية عملاها الشركه للمنتج الجديد .. عايزك تصممي لينا اللوحات الدعائيه
وتابع مازحا وهو يطالع دهشتها في تذكره تلك الهوايه التي كانت بارعه فيها
ولا روح المصمم اللي عندك ذهب مع الريح
كريم انت بتتكلم جد
فأبتسم وهو يمازحها
لا بتكلم بهزار يامرام
وصدحت صوت ضحكاته عندما وكظته پشراسه
بتهزر يااستاذ ..قول بجد ان العرض حقيقي وانت واثق فيا
فمال نحوها يداعب وجنتيها بحنو
بعد ما نخلص اكل هقولك عن فكرة المنتج
.........................
وقف يسترقي السمع پخوف من رحيلها كانت يده ساكنه على مقبض الباب المنفتح بعض الشئ.. كل كلمه كانت تخرج منها وهي تخبر شقيقتها عن راحتها والاهتمام والحب الذي يغمرها به كنان هي وطفلتها كانت تقتله
وفي نفس الوقت كانت مهرة تخبرها عن أفعال جاسم منذ أن وضعت الصغير حتى أنه أجل سفرة عمله كثيرا وسافر مرغما.. كان مكبر الصوت يجعله يسمع حديث مهرة وقلبه يتآلم على محبوبته التي لم تسرد اي شئ عما حدث ولا سبب ولادتها في غير موعدها بل لم تطلب من أحد ان يأتي إليها لمعرفتها بظروفهم والأحداث التي مروا بها بمصر
لا يامهرة متجيش أنتي تركيا.. انا هنزل مصر بعد شهر.. احضر فرح عائشة واجيلك.. ماما وحشتني وعايزه أزور قپرها وبيتنا كمان وحشني... انا ومرام اتفقنا ننزل مع بعض نفس اليوم
وضحكت بمزاح جعلته طبيعيا بعض الشئ
فتعالت ضحكات مهرة وهي تعلم صعوبه الأمر حاليا
هو الموضوع بقى صعب بس انا هكثف مجهودي الشخصيه من دلوقتي
فأبتمست ورد وهي ترى ملامح شقيقتها السعيدة
ايوه كثفي جهودك بس من غير ما تزعلي جاسم.. إلا جاسم مفهوم
فصدحت صوت ضحكاتها متذكره حديث أكرم معها منذ قليل بعدما شعر بحنقها من أمر سفر نرمين معه
هو ايه حكايتكم أكرم يقولي الا جاسم وانتي كمان
فهتفت ورد بأمتنان وحب
جاسم اخويا قبل ما يكون جوز اختي.. متعرفيش انا هنا وسط أهل كنان بكون فخوره بي ازاي.. لو تشوفي الهدايا بتاعت الولاده اللي جبهالي... حتى مخلي حد من معارفه هنا ف تركيا ديما يسأل عني
فلمعت عين مهرة بحب جارف وهي تستمع لكل كلمه عن زوجها.. سنين صبرها وتحمل كل الأڈى من ألسن الكثير وكفاحها المبكر بالحياه.. أتى بعوض بكت يوما تدعو الله فيه أن يجعل لها نصيب من عوضه في الحياه.. دعوة أخرجها القلب في لحظة شقاء وكسر... جاسم كان يستحق صبرها طيلة السنين العطشه
طرف آخر كان يقف ممزقا وهو يستمع إلى زوجته التي وجدت في زوج شقيقتها رجلا حقيقيا تفتخر به.. ولكن ماذا عنه هو.. ماذا أضاف لها بحبه الذي لم يجلب الا الندوب
وانتهت المكالمه التي شملتها مهرة بوصاية كثيره والاهتمام بصحتها إلى أن يلتقوا
فألتفت ورد نحو الباب بعد أن فتحه كنان بأكمله ودلف للغرفه بملامح مرهقه.. اشفقت عليه ولكن قلبها مازال يؤلمها من معرفتها للحقيقة في ذلك اليوم وهتف بصوت خاڤت
دوما