رواية رياح الألم ونسمات الحب بقلم سهام صادق_الفصل التاسع والعشرون إلى النهاية
.................
دلف هشام الي داخل شقته وهو مازال يدندن بأغاني خطبته وعقد قرانه ليتأمل كل ركن في زواية شقته ناظرا الي ذلك المظروف الكبير الذي اعطاه له حارس بنايته فيقول بصوت يملئه الفرح وانت حكايتك ايه كمان
فسار بخطي بطيئه حتي صعد درجات السلم المعدوده بثلاث درجات ذاهبا في ذلك الممر البسيط الي غرفته يخفف من حدة رابطة عنقه الزرقاء بيديه التي تشبه فستانها الازرق .. وضعا ذلك المظروف جانبا .. متسطحا علي فراشه بكامل جسده ليتأمل السقف بأعين سعيده .. حتي تذكر تلك الليله التي لا يعلم كيف سيخبر بها سميه هل سيتركها مثل الذنوب التي نفعلها ويسترنا الله من ذنبها عندما نتوب ونستغفر .. اما لابد ان وقت الاعترافات ان تأتي .. فهو يعلم تماما بأن سميه تعرف قصة جوليا معه .. ولكن ليلتهم تلك لا احد يعلم بها سوى الله
ثم ابتسم وهو يتذكر حديث سميه معه بأن مهرها هو سوره يس والنساء وان عند اشهارهما لزيجتهم قبل ليلة الزفاف سيكون هاتان السورتان هديتها ... ثم غفاه النوم وهو سارحا بها متناسيا امر المظروف
أتكأت هنا علي صدره العاړي فظل هو يداعب شعرها بين يديه ثم امسك خصلاته ليشم رائحته وكأنه يستنشق عبير زهره فأبتسمت وهي تقول بأعين لامعه انا مش مصدقه ان هشام وسميه بقوا لبعض وشوفت ريهام ومازن حلوين اووي يافارس .. وابتعدت عنه لينظر اليها هو بحب بس انت ليه مقولتليش انك تعرف مين هو زوج ريهام
فعضت هنا بقوه علي شفتيها حتي احمرت من كثرة غيظها من حديثه فأقترب منه هو بخبث قائلا انا هنام لاحسن ارتكب حاجه مش في صالحك انتي وهو .. قال جملته هذه وهو ناظر الي بطنها التي اوشكت علي الظهور وبصوت يملئه الحب وعشان اريحك ياستي .. انا عرفت بالصدفه لما جيت اخدك من عندها قبلت مازن قدام فيلته .. يعني مجرد صدفه .. ثم قال بمرح قد اكتسبه منها ومن هشام تصدقي انا برضوه اتفجأت ان عندي صديق اسمه هشام وكتب كتابه كان النهارده
فظلت هنا صامته للحظات لما يفعله هو معها فهي تعلم ان كل مايفعله جزء بسيط مما تفعله هي كل ليله فقد اصبحت حقا أمرأه ثرثاره في الحديث.. تجعله يستيقظ كل ليله كي يتحدث معها حتي يغفو وهو يتثاوب من كثرة التعب .. فأقتربت منه وطبعت قبله رقيقه علي خده الايسر وهي تقول بأبتسامة واسعه عارفه اني بقيت رغايه اوي ياحبيبي بس مش عارفه ليه .. بس اللي متأكده منه انك عمرك ماهتزهق مني .. عشان قلبك الكبير الحنين اللي بيحبني هيستحمل زوجه رغايه زي
.................................................. ...............
تأملت ريهام صفح تلك الروايه التي تقرأها حتي أدمعت عيناها وهي تقرء في سطورها معاناة البطله حينما فقدت حبيبها في احدي الحروب التي كانت تقيم في بلدتهم ليدخل مازن عليها كما اعتاد كل يوم ناظرا اليها مطمئنا علي حالها مازن انتي لسا صاحيه
فضحك مازن وهو يقترب منها مجرد روايه تخليكي تبكي كده
فأدمعت عين ريهام مجددا قائله بتأثر الفقد صعب اوي انك تفقد حد جزء منك وهو كل حياتي .. شئ مؤلم
فتذكر مازن والديه .. حتي شرد في سنوات عمره القليله التي قضاها معهما فتطلعت اليه ريهام وهي لا تعلم سبب شروده هذا .. فنظر اليه مازن بعدما عاد لرشده ثانية حبيت اطمن عليكي قبل ما انام تصبحي علي خير
فعتدلت ريهام من نومتها حتي اصبحت ركبتيها تتكئ علي الفراش قائله مازن
فألتفت مازن اليها .. وقبل ان تنطق شفتيه بكلمه كانت شفتيها هي الاسبق قائله خليك جنبي ممكن
فتشق البسمه طريقها الي قلبه قبل عيناه وشفتيه .. ناظرا اليها بعمق .. لتقول ريهام بخيبه امل بعدما تسطحت علي فراشها مره اخري واغمضت عيناها وهي تعطيه ظهرها تصبح علي خير
فأبتسم مازن وهو يقترب منها بعدما سمحت له بذلك القرب وازاح غطاء الفراش وتسطح جانبها وتصبح ذراعيه هي من تضمها هامسا في اذنيها وهو يستنشق رائحة عنقها اجمل مافيكي طيبتك ياريهام يوم ماشوفتك عرفت انك الوحيده اللي هتقدري تديني حنان الدنيا كله من غير ما تطلبي مقابل
فألتفت ريهام اليه .. ونظرت اليه قائله انا مش عايزه مقابل غير ان لما تمر بينا السنين ميبقاش الندم هو اساس حياتنا عايزه احس اني غاليه عندك احساس انك غالي عند حد احساس جميل اوي .. كان نفسي في الاحساس ده اوي من زمان
افتحضنها مازن بقوه وهو يتحسس وجهها بأطراف انامله .. ناظرا اليها بأبتسامة حانيه انتي وهو أو هي اغلي حاجه في حياتي .. انتوا عيلتي اللي بكونها ياريهام
فنظرت هي الي بطنها التي تضم جنينها ووضعت بيدها عليها ليقترب هو منها اكثر متأملا نظراتها اليه والي طفلهما القادم .. واضعا بقبلة حانيه علي يديها التي تتحسس جنينهما.. وكأنه يريد ان يرسل من قبلته هذه فرحته بتلك النبته الصغيره التي تنبض داخل احشائها
.................................................. ..............
تأمل ثريا النائمه بجانبه وقلبه وعقله مع محبوبته الصغيره اصغر زوجاته ليتنهد بعمق وهو يتذكر كيف يعاملها وكيف يحبسها بين حيطان غرفتها هي وابنتها يعاملها وكأنها جاريه تذكر مافعله معها منذ يومان عندما سمح لها ان تخرج من غرفتها وتجلس معهم جميعا كان حدثا اسطوريا في بيتهم الكبير ان تجتمع العائله جميعها زوجاته وبناته تذكر عندما استعدت ثريا وفاطمه للخروج معه وهي تقف وسط بناته مکسورة مذلوله محپوسه في بيته الجميل بأثاثه ولكن قلبا وليس قالبا .. رأي دموعها تسيل وهو يقول لها بغلظت حديثه اهتمي بمنظرك وبنتك شويه لو كنتي نضيفه وتشرفي كنت اخدتك فرح اولاد الاكابر اللي معزوم عليه .. ولا انتي صحيح اخرك افراح الفلاحين
فنظرت سلمي الي تلك العبائه الورديه التي ترتديها ونظرت اليه بأعين دامعه حتي أقتربت منه ثريا بشماته و تشبثت بذراعيه مش يلا ياسي منصور ده انا نفسي اوي احضر حفلات البندر .. بيقولوا انها حلوه خالص وترد الروح كده ولا الناس اللي بيحضروها كلهم بيبقوا حلوين وبيلمعوا ايوه كده احنا عايزين بقي نطلع ونشوف الدنيا
فيبتسم منصور لها ولفاطمه ويسير بهم نحو سيارته الفاخمه ليتستقلوها سويا تاركينها بحسرتها
ليفيق منصور من شروده بعدما نهض من جانب ثريا تاركا الغرفه ذاهبا لسجينته فيفتح باب غرفتها متأملا ظلام الغرفه