رواية جنتي على الأرض( الفصل الأول إلى الرابع) للكاتبة Angel
إلى بيته.
و بالفعل لم تمض دقيقة على انتظارهن حتى حضر السائق..و استقلا السياره التي من وجهة نظر علياء ستوصل ابنتها إلى بر الأمان.
قالت جنه متوسلة معلش ياماما لو تقولي للسواق يمشي من طريق بيت سماح عايزه اطلع أودعها حتى لو هي مش عايزه تودعني أنا مقدرش اختفي كده من غير ما أقولها.
ربتت علياء على يد ابنتها قائلة بس كده حاضر يا حبيبتي.. المهم مش عايزاكي ترجعي معيطه.. اتفقنا
أخبرت علياء السائق بالمرور من الشارع الذي تقطن به سماح و ما إن توقفت السياره أمام بيتها حتى انطلقت جنه مهروله دخلت البوابه لتصعد الدرجات قفزاو عندما وصلت إلى الشقه التي تقطن بها سماح..دقت جرس الباب لتفتح لها والدة سماح.
حيتها والدة صديقتها قائلة أهلا يا جنه.
قالت والدت سماح بامتعاض اتفضلي يا حبيبتي.
دخلت جنه الشقه و جلست في الصالة تنتظر قدوم سماح بعد دقائق خرجت سماح لتسلم عليها ببرود شديد.
قالت جنه برقه أنا عارفه إنك زعلانه و يمكن مخصماني و مش طايقاني و الحقيقه أنا مش فاهمه ليه و مش عايزه أزعجك و أقلك مالك و ايه سبب التغيير اللي حصللك أنا بس جايه عشان أودعك يمكن دي آخر مره أشوفك فيها ...ماما خلاص قررت أننا نروح نعيش مع جدي.
مسحت جنه بيدها دمعه سقطت من عينها نتيجه لهذه اللامبالاه من صديقتها الصدوقه ثم قالت عموما أنا هحاول إني مزعلش منك و أول ما استقر فبيت جدي هاكلمك من هناك يمكن تكون صفيتي من ناحيتي ده لو كان سبب اللي إنتي فيه حاجه عملتها و زعلتك مني بدون ما أقصد ..
مدت سماح يدها و صافحت جنه بنفس البرود الذي استقبلتها به.
لم تعد جنه تحتمل المزيد من جفاء صديقتها و في غضون ثوان كانت أمام البنايه تستعد مره أخرى للركوب بجوار والدتها في السياره... ولكن أوقفها صوت سماح التي نادتها جنه...جنه...
استدارت لترى سماح تهرول باتجاهها و مما زاد دهشتها عندما عانقتها سماح بشده و قالت بصوت يشوبه الكثير من الحزن أنا بحبك اوي يا جنه....أرجوكي متزعليش مني...ڠصب عني.
ظلت جنه شارده محتاره من تصرفات صديقتها حتى أوقظها صوت والدتها التي نادت قائلة جنه يلا اركبي مش عايزين نتأخر على جدك..زمانه قاعد مستنينا.
و بالفعل كان في الانتظار على بوابة الفيلا و عندما نزلت جنه من السياره ظن لثوان أنها علياء ابنته و قد عادت طفلة صغيره فالشبه بينهما كبير فقد ورثت جنه جمال والدتها الخلاب كلتاهما تتمع ببشره بيضاء صافيه ووجه بيضاوي تحتل الجزء الأكبر منه عينان بنيتان كبيرتان مع أنف دقيق وفم مكتنز و يتوج هذا الوجه شعر بني متموج تموجات رقيقه .
و تركت في بيت يحمل لها الكثير من الكراهيه كراهيه كما حدث مع والدتها لا تعلم لها سببا و تغيرت حياتها جذريا فمن حضڼ والدتها الدافىء انتقلت الى حضڼ خالها القاسې أو بالأصح كرباج خالها المسنون سنا على كل صغيره و كبيره تفعلها فلا حوار و حديث كما اعتادت مع والدتها بل أوامر و إن لم تنفذ تلقى ضړبا مپرحا و بعد الضړب يأتي العقاپ المعنوي.
لتتوالي صدماتها صډمه تلو الأخرى .. و لكن أقساهن كانت و ستظل هو ۏفاة صخرتها و حضنها الدافىء..والدتها الحبيبه.
إياد...قبل ثلاث سنوات
في إحدى المقاهي الشهيره بمدينة المنصوره جلس إياد الحداد رئيس مجلس إداره شركات الحداد للبناء و المقاولات و التي ورث إداراتها بعد رحيل والده تاركا تلك الامبراطوريه مسئولية على عاتقه فهو ما زال في الرابعه و العشرين من عمره و لكن بمساعدة عمه المهندس عامر الحداد استطاع أن يكسب ثقة الجميع بجديته و مثابرته على إبقاء هذه الامبراطوريه مثلما كانت في عهد والده و لم تكن تلك الثروه هي موروثه الوحيد من والده فلقد ورث ملامحه الرجوليه ووسامته الشديده نفس البينه القويه و الطول الفارع وعينان بلون الذهب و شعر بني داكن أما البشره البرونزيه فهذه ورثها من والدته المحبه.
جلس غير مصدق لما تقوله ساره ابنة عمه عامر و التي طوال سنوات أحبها في صمت فقط لغة العيون من كانت تتكلم بينهما حتى صارحها بعد تخرجها من الكليه بحقيقة مشاعره ليلقى حبا نقيا تكنه هي الأخرى له منذ نعومة أظفارها.
قالت ساره بأسى أنا اسفه اوي يا إياد مقدرش اكسر قلب أختي .
قال إياد مندهشا ايه الجنان اللي بتقوليه ده . .ايه دخل اختك ماهيتاب فخطوبتنا
قالت ساره موضحة دي بتحبك يا إياد.. و لما قرت المسج اللي بعتهالي بتباركلي على التخرج و إنك هتيجي و تطلب إيدي من بابا ... مش عارفه حصلها ايه.. قفلت على نفسها الحمام و بعد كده سمعت صوت صريخها حاولت افتح الباب مقدرتش جريت انادي بابا ..كسر الباب و لاقينها قطعت شرايينها و ڠرقانه فډمها.
متتصورش الخضه اللي حصلتلنا و ماما اتحجزت معاها في المستشفى أعصابها اڼهارت.. لكن الحمد لله الدكتور قال إن الچرح سطحي جدا.. و بعد ما اطمنا عليها بابا كان مصر يعرف السبب اللي خلاها تحاول ټنتحر.. وقتها قالتله إنها سمعت إنك هتخطب قريب بس مقلتش عن الرساله و لا قالت إنك هتخطبني.. بابا رجع هزقها تاني و قالها إن الكلام ده مش صحيح و إنك كنت لمحتله إنك ناوي تخطبها أول ما تخلص كليتها.
أصاب حديث ساره عن ماهيتاب إياد بالذهول فقال محاولا تفسير موقف عمه أنا فعلا كنت لمحتله.. بس أنا كنت أقصدك انتي مش ماهيتاب.
قالت ساره مش مهم كنت تقصد ايه.. بعد اللي حصل بابا بقى متأكد انك تقصد ماهيتاب.
قال إياد منزعجا يعني ايه مش مهم.. هو انتي مش مصدقاني.
قالت ساره كمان مش مهم اصدق ايه..احنا خلاص معدش ينفع نبقى لبعض ..أنا مقدرتش اتحمل نظرة اللوم و العتاب اللي في عينيها ليا.. مقدرش أكون السبب فحزنها .. أنا اسفه يا إياد اسفه اوي.. أنا فهمتها أن طلبك ده فاجئني و اني بشوفك كأخ مش أكتر.
قال إياد پحده انتي بتهزري ..صح!!!!!!!
قالت ساره بأسى أنا فعلا عملت كده .
حاول إياد التقاط أنفاسه و تهدئة ضربات قلبه المتسارعه فمن المستحيل أن يخسر ساره .. عليه فقط اقناعها بأن مشكلة أختها لن تحل بتلك الطريقه.
قال إياد بهدوء لا يعكس ما بداخله من توتر طيب افرضي