الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية نعيمي وجحيمها للكاتبة أمل نصر

انت في الصفحة 104 من 241 صفحات

موقع أيام نيوز

 


واسعة لكارم بعد أن عرف منه الأصناف التي اختارها فالټفت إليها يعطيها انتباهه كاملا فسألته بدهشة
مكنتش اعرف انك بتعرف ايطالي
واسباني وفرنسي مع الإنجلش طبعا. 
قالها بنبرة متفاخرة أشعرتها ببعض الضيق ولكنها تمكنت من أخفاءه بابتسامة رأئعة فتملكها الفضول لسؤاله
هو انت بتلحق تعمل دا كله إمتى
هز رأسه باستفسار فتابعت بتوضيح

قصدي يعني.. ازاي
وسط مسؤلياتك الكتير مع جاسر الريان بتلحق تهتم بنفسك وبالرياضة عشان جسمك وتتعلم لغات لا وكمان بتعرف مطاعم وتروحها. 
اتسعت ابتسامته ليردف لها
النظام يا كاميليا أهم حاجة الواحد يعرف ازي ينظم وقته قيمة الوقت هي اللي بتفصل بين الناس الناجحة اللي بتعرف تقدره والناس الفشلة اللي بتهدره.
اومأت برأسها بتفهم لتقول بتفكه
بصراحة انا كنت فاكرة نفسي منظمة بس بعد ما شوفتك عرفت اني هوا .
بس انت مش فاشلة .
قالها فتمتمت بالحمد لتسأله بتفكه
افتكر اني لو فاشلة مكنتش هاتبصلي ياكارم صح
صمت قليلا قبل أن يجيبها بجدية
شوفي ياكاميليا انا مانكرش طبعا اني معجب باجتهادك اللي وصلك لمكانة ممتازة في شركة الريان بس كمان لو قولت ان دا السبب الوحيد لارتباطي بيك ابقى راجل أعمى أو غبي.
صمت برهة يرمقها بنظرة متفرسة اربكتها ثم تابع
انت مش ست جميلة وبس يا كاميليا انت جميلة بحد الفتنة يعني جمعتي صفات ملكة الجمال وصفة المرأة الناجحة في ظاهرة نادرة ما بتتكررش كتير انت جوهرة ياكاميليا وعرفت تختار اللي يقدرها. 
رغم أن كلمات الإطراء التي ألقاها على سمعها بإمكانها أن تسعد أي امرأة لكنه مع تشديده الصريح على كلماته الأخيرة انتابها بعض القلق وهي تشعر انها تحمل معني ما منه.
بصدره العاړي كان ېدخن في سجائر التبغ بنهم عل بحريقها تخفف من حريق صدره متكئ بمرفقيه على السور المعدني لشرفة منزله التي تطل من علو على صفحة نهر النيل عن قرب فتجعله قبله للعين صباحا بحركة البواخر والمراكب الشراعية به وراحة للنفس مساءا بهدوء يعم كل شئ حوله الا عنه وقلبه الصاخب بداخله مازال ېصرخ ويقاوم في معركة ضد مليكته التي تشهر أسلحتها في وجهه بكل شراسة ودون رحمة غير عابئة بألمها قبل ألمه تنكر وتصم أذونيها وكأن بذلك تبعده عنها ولا تعلم ان كل محاولاتها تأتي دائما نتائجها بالعكس.
طارق باشا هو في أمل في ليلتنا دي ولا امشي انا ولا إيه بس
صدرت من خلفه بغمغمة نسائية نزقة الټفت رأسه نحو الفتاة التي كانت واقفة خلفه بتململ من طول انتظارها بلا فائدة وقد نسيها في غمرة شروده الذي لا ينتهي بعد أن أتى بها في فورة غضبه يتنوي الڠرق في بئر عشقه للنساء ليتزوق ريحق الزهور من كل لون لينسى حبه اليائس من ذات القلب المتحجر ولكن قلبه الشارد عن طاعته كالعادة غلب كبرياءه المجروح فمنعه عن لمس الفتاة او حتى القرب منها بمجرد أن نظر اليها مطولا وأتت أمامه صورة معذبته!
وضع يده في جيب بنطاله ليخرج لها كمية لا بأس بها من النقود الورقية تلقفتها الفتاة بلهفة تقول
يدوم العز ياباشا بس دول كتير أوي وانت مقربتش مني نهائي.
اومأ بابتسامة جانبية ساخرة
معلش بقى اهو من حظك ونصيبك خديهم وروحي على بيتك
همت لتنصرف صاغرة لمطلبه ولكن شعرت ببعض التردد فقالت
طب انت مش عايز مني أي حاجة انا ممكن أرقصلك او اعمل اي حاجة تفرفشك.
تفرفشني!
قالها بسخرية مريرة وهو يشيح بوجهه عنها متابعا بإشارة كفه لها
امشي يابنتي امشي.
تنهد بحړقة صامتا حتى سمع صوت غلق الباب الخارجي فغمغم بتحسر
منها لله بقى توبتني عن كل الستات وهي كمان حرماني منها. 
ظل قليلا على وضعه حتى انتفض فجأة يدفع السېجارة من يده ليردف لنفسه بلهجة حاسمة وقد احتدت عيناه بوميض غريب وغامض
ماشي يا كاميليا انا وانت والزمن طويل!
....... .
أنهت عملها سريعا حتى لا تتأخر عن موعدها مع زهرة في الذهاب معها الى صالون التجميل بعد أتفاقهم السابق كي تجهزها وتشرف على إطلالتها لحفل المساء الذي سوف تحضره مع زوجها وعائلته في عقد الشراكة الجديد اسرعت بالخطوات لتلحق بالمصعد قبل أن ترى وجهه وقد تعمدت اليوم بعدم اللقاء به بعد صډمتها برد فعله المچنون بالأمس ولا حتى في أقصى خيالاتها توقعت حجم تطرفه هذا في التعامل معها يدعي انها طعنته بخطبتها لكارم وكأنها أعطته وعدا بالعشق مچنون!
دلفت لداخل المصعد وقبل أن يتم الباب اغلاقه وجدته يلج لينضم معها على اخر لحظة فلم يسعفها الحظ بالخروج وتركه زفرت پعنف تظهر له تأففها ليفاجئها بهذه النظرة الغريبة مع وقفته الاغرب وقد قصد الوقوف أمامها مباشرة واضعا يديه بجيبي بنطاله يناظرها بتمعن وعيناه تتفحصها بجرأه مقصودة ومتعمدة حدجته بنظرة زاجرة لينتبه فكان رده ابتسامة جانبيه ساخرة بارتخاء اثار بروده احتقانها فهتفت بوجهه
في إيه
حرك رأسه باستفهام يدعي عدم الفهم فصاحت فاقدة حكمتها
انا بسألك بتبصلي كدة ليه
ارتفع حاجبه مع ابتسامة ماكرة اعتلت وجهه لعدة لحظات صامتا باستمتاع فازداد احتقان وجهها حتى اصطبغ بحمرة الانفعال وحينما أصابها اليأس من رده دبت بأقدامها تشيح بوجهها عنه وهي تفور من الغيظ وهذا كالتمثال واقفا محله يرمقها بسهامه المتفحصة وصلها صوته اخيرا بنبرة متسلية 
بتاع نسوان بقى عايزاني ابص ازاي يعني
الټفت برأسها إليه فاغرة فاهاها وعيناها الجميلة توسعت بذهول من جرأته ليجفل على لون القهوة الذي توهج بقوة تغريه بالاستمرار في إستفزازها كي يتنعم برؤيتهم المحببة اليه لا بل هو على استعداد ليبقى اسير النظر اليهم حتى يفنى عمره قطعت شروده هادرة پغضب
بلاش اسلوبك المستفز دا يا طارق احنا ناس محترمين. 
بجد !
قالها بسخرية ضاحكا بدون صوت فانفتح باب المصعد الذي توقف فجأة على الطابق المقصود تنهدت هي براحة تحرك اقدامها للخروج بسرعة ولكنه فاجئها باعتراض طريقها متصدرا بجسده الضخم أمامها ارتفعت عيناها اليه فتقابلت بهذا الدفء الغريب في نظرته وقد ذهب عن وجهه الهزل ليرتسم محياه بتعبير.... رفضته بقوة لتدفعه بكتفها وتخرج پعنف خطواتها وظل هو محله يراقب انصرافها حتى اختفت من أمامه ليستدرك اخيرا وضعه بالمصعد والذي ذكره بوضعه معها بين الصعود لسماءها الصافية ودنيا البراح في العشق أو الإنسحاب والخروج نهائيا من محيطها.
انتفض فجأة ينتزع نفسه من شرودها وتحركت اقدامه الكبيرة بخطواته الواسعة حتى خرج هو الاخر من المبنى فاصطدمت عيناه بغريمه الذي كان في انتظارها واقفا بجوار سيارته بهيئته الالية واناقته المبالغ فيها دائما هذا الرجل لا يعجبه حقا!
كان قد وصل الى سيارته قبلها فتحركت رأسه نحو هذا المدعو كارم بتحية فاترة رد الاخر التحية بروتنية مثلها قبل أن ينشق ثغره بابتسامة متكلفه فور أن اقتربت منه ليصدمه بفعل كاد ان يطيح بعقله توسعت عيناه وخرج من فمه السباب بكلمات وقحة متوقعا اعتراضها على تقبيل هذا ال..... لها من وجنتيها ولكن لم يحدث!
لو سمحت ياكارم ماتعملش كدة تاني. 
قالتها اخيرا بعد تحرك السيارة تجاهد لضبط النفس والتحكم بصعوبة في نبرة صوتها الذي كان يهتز من فرط ڠضبها الذي ازداد بعد رده
هو إيه بالظبط اللي معملوش
أجابته متنهدة بسأم
أن سلامك ليا يبقى بالبوس على الخدود انا مسمحش بالكلام ده حتى لو
 

 

103  104  105 

انت في الصفحة 104 من 241 صفحات