رواية زهرة لكن دميمة بقلم سلمى محمد
شعر بالسعادة تتغلغل داخل قلبه...
اياد بنبرة طفوليه انا مبسوط أوي معاك...
وليد بتوسل وتيجي وتلعب معانا علطول...
كتم تأثره وقال بهدوء انا مش هجي وبس انا هاخدكم تعيشو معايا...
هلل كلا الطفلين بسعادة ...رفع كلاهما على ذراعيه وأخذ يدور بيهم مشاركا لسعادتهم...رفعهم بسهولة لأعلى وانزلهم...
ضحك أياد من قلبه هاتفا تاني
انزل كلا الطفلين على الأرض عندما شعر پخوف وليد
أياد بلوم خواف
همس وليد بصوت مكتوم انا مش خواف
اخرج لسانه مغيظا إياه خواف
ارتعشت شفتيه بالبكاء ...حمله أكنان على ذراعيه وجلس على الكرسي الموجود بجواره...أشار إلى أياد للجلوس بجانبه...ضم وليد اليه وهمس لوجه المختبىء دموعك دي زعلتني...انت شجاع ...ثم نظر إلى الآخر بتأنيب مفيش أجمل من وجود أخوك في حياتك...أخوك هو سندك ومصدر قوتك...الاخ نعمة من ربنا...مين لما بتكون زعلان بتروح ليه علطول
_مين بتحب تلعب معاه وبتكون فرحان ومبسوط
_ وليد
_مين بيدافع عنك لما يجي حد يضربك
نكس رأسه بخجل وقال وليد
أكنان بهدوء أنتو اخوات وملكمش غير بعض ...يلا خدو بعض بالحضن وقوله مش هزعلك تاني
أياد بلهجة أسف متزعلش مني ياوليد...ثم حضنه
وليد بابتسامة خفيفة خلاص مش زعلان
رأته من بعيد...نظر كل منهم في عين الأخر...توقف الزمن يرقب من بعيد لحظات من الصمت المؤلم...لتتحرك بخطى سريعة تجاهه...
تشنج بالڠضب...همست بصوت مكتوم أنت أيه اللي جابك هنا
قال بصوت هادىء غامض نفس اللي جابك...
أشارت بيديها مھددة اياه أمشي ومتجيش هنا تاني...أحذر ڠضبي ...المرة اللي فاتت كان مجرد چرح خفيف...المرة الجاية معرفش ممكن أعمل معاك أيه...
تحدث بصوت منخفض المكان هنا مفتوح للكل ...مش من حقك تقوليلي مجيش...
صړخت ببعض الهسترية أنت أيه...مش عايز تخرج من حياتي ليه...
تنفست بعمق...صړاخها شيء خاطىء أمام الطفلين...تصنعت الابتسامة وقالت لهم روحو العبو على المرجحة شوية ...عايزه أتكلم مع عمو شوية....
قال أياد بصوت بريء والابتسامة تزيين وجهه عمو هياخدنا نعيش معاه...
نظرت إلى طفلها وإليه غير مصدقة ما سمعته ثم قالت مين اللي هياخدكم تعيشو معاه
قال أكنان بهدوء يلا روحو العبو
عندما أبتعد الطفلين...زهرة بصوت مكتوم أنت ...أنت ناوي على أيه...
نظر إليها بتعاطف ثم قال انا مكنتش عايزك تعرفي دلوقتي...كنت همهد ليكي الأول...بس هو مقدر ومكتوب أنك تعرفي باللي كنت هعمله...
همست برفض وأنا مستحيل اسيبك تاخدهم....
رفع نظراته لها وتنهد قائلا وأنا بعد ما عرفت بيهم مستحيل اسيبهم عايشين في ملجأ لقطاء مجهولي النسب...أنا أذنبت في حقك وعارف ان اللي عملته معاكي مستحيل تسامحيني عليه...وبتمنى نظرة الكره اللي بشوفها في عينيكي تختفي في يوم من الأيام...لكن ولادي مستحيل اسيبهم عايشين في ملجأ ...لزم يتكتبو بأسمي...أنا أبتديت في الاجراءات وأول ماتخلص وأثبت أني أبوهم هاخدهم وهكتبهم بأسمي...
تنهد أكنان وقال برقة مينفعش أخرجهم من حياتي...مينفعش يازهرة...لو سبتهم يبقا بجني عليهم...دلوقتي هما مش فاهمين وضعهم...المشكلة بعدين لما يكبرو ويدخلو مدرسة...ولما يخرجو للحياة نظرة الناس ليهم مش هترحمهم...وأنتي أكتر واحدة عيشتي مرارة نظراتهم...المحتمع اللي هما عايشين فيه مبيرحمش اللي زيهم ...أنتي عايزه ليهم كده...عايزه ليهم الذل والعاړ...
تصلب في وقفته وهو يراها ترتعش أمامه ...صمت للحظة ثم قال..عارف ان الحقيقة ألمتك...الحقيقة اللي عاملة نفسك مش شايفها...مش شايفها عشان لسه صغيرين...فكري بعقلك شوية...أنا هديكي وقت لحد ماتتقبلي وجودي في حياة ولادي...
لمعت عينيها بالدموع وهي تتطلع الى التوأم ...ثم قالت بانفعال رافض مش هفكر وأخرج من حياتنا...
قال برقة متناهية أنا هسيبك دلوقتي وعايزك تفكري بعقلي وحاولي تلغي مشاعرك عشان تقدري توصلي للقرار الصح
...ثم تحرك مبتعدا عنها...
نظرت لأختفائه بعيون دامعة...وتمنت أختفائه من حياتها الى الأبد...
_____بقلم_سلمى_محمد
أجمل فترة يمر بيها أي رجل وفتاة هي فترة الخطوبة التي تسبق الزواج ...علاقة حب نهايتها زواج...عواطف متقدة وشوق لا يفتر...حياة جديدة على وشك البدء فيها...تطلعات وأمال...
بعد أن أستئذن ولدها لكي تخرج معه في نزهة لفترة قصيرة من الوقت..
في السيارة تحت منزل أهلها...سألها برقة عايزه تخرجي تروحي فين..
هزت رأسها بالنفي في صمت
سأل بدهشة مش عايزه تخرجي معايا...
خجلت أن تقول له أنها تريد فقط البقاء معه فقط ...يكفي جلوسه معاها في بيت أهلها هو وهي فقط...
فمال عليها وقال مبتسما اللي هتقولي عليه هنفذه...
نظرت له بخجل مش عايزه حاجة
قرأ حبها ولهفتها له في عينيها...فأخفضت رأسها خجلا...
قال كريم بابتسامة عايزه حاجة ومش عايزه تقولي
همست وقالت بحياء عايزه أي مكان يجمعنا...أنا وأنت
زينت الابتسامة وجهه وقال مش عايزك تتكسفي مني...واللي نفسك فيه تقوليه علطول..
قالت بخجل عايزه أشوف غروب الشمس على البحر
نظر لها مبتسما شبيك لبيك ياصغيرتي ...ثم أنطلق بالسيارة...
أخذ كريم ضحى وجلسا على الشاطىء...تطلعت هي للبحر وهو بدوره تطلع لها وشعرها يتطاير مع نسمات البحر...هي مفتونة بالبحر وهو مفتون بالنظر لها...أعجاب في لحظة واحدة بدون أن يشعر تحول الى