الأربعاء 11 ديسمبر 2024

رواية بحر العشق المالح بقلم سعاد محمد سلامه

انت في الصفحة 201 من 284 صفحات

موقع أيام نيوز


التأمينات أكدت أن كان
فى تعمد فى الحريق بتعلية معدل الڤولت بتاع المصنع 
إستغربت ماجده قائله
ومين اللى إتعمد الاذى ده لينامنه للهإحنا عمرنا ما آذينا حد فى حياتنا 
نظر وفيق لها ود أن يقول لها أن ما يحدث هو ذنب فاديه التى ظلموها لسنواتلكن بماذا ينفع الندم الآنفاديه كانت وجه الخير عليه بمجرد أن دخلت الى حياته إزداد رزقه وإزدهروكأن حين خرجت من حياته نقص رزقه وتنغصت حياته بزوجه لا يشعر معها براحهكذالك ذالك الحمل الذى أصبح يشك في إستمرارهوسيتأكد من ذالك بأقرب وقت 

بمنزل زهران مساء
دخل فاروق الى المنزل
وجد أبناؤه الثلاث يجلسون معا تحت أحد المظلات بالحديقه جالسون بهدوء دون مشاحنات مع بعضهم على عكس طبيعتهم السابقه تعجب وذهب الى مكان جلوسهم 
جلس لجوارهم مستغربا صمتهمشعر بنغصه فى قلبهقائلا
مالكم قاعدين ساكتين على غير العاده مش بتتشاقوا 
نظر له أطفاله الثلاث بتصعيب صامتين مما جعله يشعر بوخزات قويه فى قلبه ونهض من مكانه وجلس بالمنتصف بينهم وفتح لهم ذراعيه مبتسما مما جعل الأطفال هم الآخرون يبتسمون وهم يقتربون منه وهو يضمهم بحنان قائلا 
قولولى بقى مالكم كده ساكتين ومسهمين على غير العاده 
تدمعت أعين إحدى البنتين قائله 
ماما يا بابا روحنا لها النهارده فى بيت خالو وفيق قعدت معانا حبه صغيرين وسابتنا ونامت وبعدها تيتا ماجده قالت لينا نرجع لهنا هى ماما هتفضل هناك لحد أمتى إحنا مبقناش بنحب نروح بيت خالو وفيق من يوم طنط فاديه ما سابت البيت وكمان أتجوز من طنط ناهد اللى مش بتحبنا خالص ومش بتعاملنا كويس غير قدام تيتا وخالودى كدابهطنط فاديه كانت أحسن وأحلى منها وكانت بتحبنا مش زى دى غشاشه 
تنهد فاروق بحسره فى قلبهبينما قال إبنه
عارف يا بابا طنط فاديه كانت حنينه أوىحتى أحن من ماما مكنتش بتزعق لينا وكانت بتفهمنا بالراحهيلا هو خالو وفيق اساسا مش بيسمع غير لكلام تيتا ماجده أوقات كتير كنا بنتمنى إن ماما تعاملنا زى طنط فاديه أو حتى كانت تبقى هى مامتنا 
تنهد فاروق بآسى يشعر بالندم الشديد ليته كان حارب من البدايه فحتى أطفاله يتمنوها أم لهملكن ليست كل الأمانى نستطيع تحقيقها بأيدينا 
جلس فاروق مع أطفاله لأول مره بحياته بهذا الشكل الودى البسيط القريب منهم يسمع لهم ولاحاديثهم المتفرقه وشعورهم بالوحده واليتم الظاهر عليهم رغم انهم كانوا يعيشون بينه وبين سحرلكن يفتقدون للأحتواءإحتواؤه لهم 
هو كان يعيش معهم وبعيد عنهم بنفس الوقتكل منهم يقول له ماذا يتمنى أن يصبح مستقبلاوالأمنيه الوحيده المشتركه بينهم أن يشعروا بالأحتواء المفقودفليس فقط وجود أم وأب مجرد واجههبل الأهم هو الموده والحب بين افراد العائله الصغيرهوهذا كان ومازال مفقود لديهم وإزداد بترك سحر للمنزل وبقائها بمنزل والداتها بحجة العلاجحقا لم تعد تصلح كزوجه تلبى متطلبات زوجها الحثيهلكن ليس هذا الشئ فقط ما يجمع بين الزوجينربما تجمع بينهم موده ورحمه على الأقل من أجل سد إحتياج أطفالهم لهم حسم أمره سيتحدث مع سحر بهذا الشآن ويصل لطريق تفاهم جديد بينهمهو لم تعد النساء تشغل عقله بعد أن تأكد من خسارة فاديه نهائياهو يستحق ذالك هو من بدأ بالتخلى والخذلانوعليه تكيف حياتهوينهى ذالك الإستسلام بحياته للندم على ما أضاعههنالك فرص أخرى تعطيها الحياهوأكبر فرصه له هى أطفاله اللذين يحتاجون ل أب سند وحمايه لهم يحتويهم بحنانه رغم فقدانه لذالك الحنان 
مساء
أمام الغرفه الموجود بها صابرين 
كان يجلس رائف مع عوادالذى أخبره بتقرير الفحص الجنائىتعجب رائف متسألا
يعنى فرامل العربيه كانت مقطوعه عن قصد بقى طب مين اللي عمل كده وهدفه أيه
رد عواد بإستياء 
معرفش أنا حاسس إنى فى كابوس مش عاوز يخلص وصابرين زى ما تكون مبسوطه فى الغيبوبه ومش عاوزه ترجع منها 
تنهد رائف قائلا بموساه 
إهدى بس دكتور الإفاقه دخل من شويه وأكيد هيطلع يبشرنا إنها فاقت وكل شىء هيبقى سهل بعد كده 
زفر عواد نفسه بإستهزاء قائلا 
منين جالك إن اللى جاي هيبقى سهل أنا كل اللى بتمناه دلوقتي هو صابرين تفوق من الغيبوبه اللى هى فيها ومش فارق معايا هيحصل أيه بعد كده حتى لو رجعت تانى مشلۏل 
شعر رائف بالحزن على حال عواد ولكن قبل أن يتحدث آتى الى مكان جلوسهم سالم 
نهض رائف له كى يجلس مكانه رغم
أن سالم أعجب بذوق رائف لكن وضع يده على كتفه ونظر نحو عواد بترقب قائلا 
أنا مش جاى
أقعد قولولى أيه الأخبار الدكتور خرج من عند صابرين ولا لسه 
صمت عواد كان الرد لكن بنفس الوقت آتى الى سالم إتصال هاتفى أخرج الهاتف من جيبه ونظر للشاشه قائلا 
دى فاديه أكيد هتسألنى عن صابرين 
خفق قلب فادى حين سمع إسم فاديه وتحدث بهدوء 
رد عليها حضرتك وقول لها لسه دكتور الإفاقه مخرجش من الاوضه ولا حتى مدام شهيره 
إستمع سالم
 

200  201  202 

انت في الصفحة 201 من 284 صفحات