السبت 30 نوفمبر 2024

رواية ضروب العشق بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 48 من 114 صفحات

موقع أيام نيوز

وتصعد بالسيارة 
مدت يدها لعيناها تمسح الدموع المتجمعة بهم ثم تلتفت له وتعود لتستقر بالمقعد الخلفي ويذهب ليتولي هو مقعده الأمامي وينطلق بالسيارة عائدا بها للمنزل 
مع تمام الساعة السابعة مساءا 
كانت هي تقف أمام المرآة تلقي علي نفسها
النظرات الأخير وتتأكد من حسن مظهرها ترتدي رداء طويلا وفضفاض من اللون المستطردة ليس به أي نقوش كان ممسوحا تماما إلا لمسات كلاسيكية وبسيطة تميزه وفوقه حجابها من إحدى درجات اللون البنفسجي المناسبة للون بشرتها وقد حرصت هذه المرة على عدم وضع أي مساحيق جمال حتى لا تعصي أوامره حول عدم وضعها لهذه المساحيق خارج المنزل 
باتت لا تستطيع تحديد حقيقة مشاعرها أهي سعيدة بأنها تخلصت من هذه الفاسق الذي كانت تعشقه وستتزوج برجل لا يمكن مقارنته به سوى أنه يستحق هذه الكلمة وبجدارة رجل أم حزينة لأنها إخرجته من حياتها وتعجز عن إخراجه من قلبها حتى الآن ويمثل هذا عائق بينها وبين زوجها الذي تريد أن تعطيه فرصة وأن تنعم بعشقه وتجرب مفهوم العشق معه كيف سيكون وبين كل هذا هي مع كامل الأسف تجد صعوبة في الوقوع بحبه نتيجة لأن المكان الذي يجب أن يكون هو فيه في قلبها مشغول لغيره فلا تستطيع أن تكن له في قلبها سوى الاحترام والثقة والإعجاب بشخصيته مما يسبب لها الكثير من المتاعب النفسية !! 
انتشلها من شرودها صوت رنين هاتفها فظنت أنه هو لتستنشق الهواء بعمق وتمسك بالهاتف لتجيب ولكن تجد المتصل صديقتها فتفتج بنفس مرتاحة أنه ليس هو 
أيوة يامي
اتاها صوت صديقتها المرح 
عاملة إيه ياعروسة مفيش مفر دلوقتي هتحكيلي كل حاجة بالتفصيل حصل إيه إمبارح
غمغمت ملاذ باسمة لحماس صديقتها المقربة 
مفيش حاجة حصلت والله يامي هو اخدني لمكتبة خاصة بيه واتكلمنها هناك وبعدين رجعنا
إزاي !! يعني مفيش حاجة كدا ولا كدا
لا مفيش ياحشرية
قالت مي بعبث ومزاح 
إيه ده يعني طلع محترم مع الناس ومعاكي !
تذكرت حديثها معه بالصباح فابتسمت على وصف صديقتها له ب المحترم فهذا الماكر يخدع الجميع وهو بداخله يخفي رجل منحرف ينتظر حتى تحين له فرصة الزواج ليخرجه هتفت ملاذ مشاركة صديقتها في المزح 
بصي هو عمليا محترم علميا لا
قالت الاخرى ضاحكة بقوة 
أممم عارفاه النوع ده بيبقى مايه من تحت تبن بس أنا شايفة إنك اخدتي عليه خلاص وده مؤشر حلو
تنفست الصعداء بشجون وهي تجيبها بخفوت مرير حتى لا يصل صوتها لأحد من أهلها 
مش عارفة يامي أحيانا كتير بحس إني غلطت لما وافقت وكملت ومش مطمنة حاسة إن في مصېبة هتحصل بسبب الغلط اللي ارتكبته ده واللي مخليني مضايقة إن زين بني آدم كويس جدا وألف بنت تتمناه يعني باختصار شايفة إنه خسارة فيا وفوق ده كله قلقي من أحمد وتفكيري فيه دايما لإنه ليه فترة طويلة مش بيكلمني زي ما كان بيعمل ويحاول يخليني اسامحه ولا حتى بشوفه وخاېفة يكون مسافر ولما يرجع ويعرف إني اتجوزت ويعملي مشكلة كبيرة
غمغمت مي في عصبية ونقم على هذا الماجن والوغد 
مش هيقدر يعمل حاجة خلاص ولو إنتي حابة تكملي في جوازك لازم تطلعيه من قلبك ياملاذ وتحبي جوزك لإن هو ده اللي يستاهلك بجد وحاولي تتقربي منه أكتر صدقيني هتحبيه لإنه باين عليه إنه شخصية جميلة وتستاهل تتحب لكن الحيوان
ده ميستهلش غير الحړق
همت بأن تجيب عليها ولكن سمعت صوت أشارة في هاتفها بأن هناك من يحاول الاتصال بها فتهتف على عجالة 
طيب يامي هكلمك بعدين عشان هو بيتصل دلوقتي
أنهت الاتصال مع صديقتها وأجابت عليه بهدوء وهي تتجه نحو شرفتها لتنظر منها وتتأكد من قدومه 
أيوة يازين إنت وصلت 
أيوة وصلت أنا مستنيكي تحت بالعربية إنتي خلصتي ولا لسا 
قالها في نبرة صوت ساحرة لتجيبه هي بإيجاب 
أيوة خلصت هلبس الشوز وأنزل
أسرعت وارتدت حذائها ثم ألقت نظرة أخيرة على مظهرها في المرآة وسحبت حقيبتها الصغيرة وهاتفها وانصرفت مودعة والدتها الكامنة في غرفتها بصوتها المرتفع حتي يصل لمسامعها تخبرها بأنه أتي وهي ستغادر فتجد الرد من أمها لطيفا موصية إياها كأي أم أن تنتبه لنفسها ثم ترحل وتصعد بمصعد البناية الخاصة بهم وبعد لحظات تجد نفسها أمام
الطابق الأرضي فتخرج وتقود خطواتها للخارج حتى وصلت لسيارته وفتحت باب المقعد المجاور له وتنحني بجزعة لتركب بجانبه وترسل له ابتسامة رقيقة فتقابل منه ابتسامة عريضة وأول شيء يهتف به في مغازلة صريحة بها 
ماشاء الله إيه القمر ده بس
!
توردت وجنتيها بحمرة الخجل وأخفضت نظرها هامسة في استحياء 
شكرا
اتاها صوته الرجولي حازم والممتزج بابتسامته التي لطفت الجو 
شوفتي شكلك أحلى بكتير إزاي من غير الروج والمكياج !
ضحكت بخفة وقررت أن تتصرف معه على طبيعتها وعفويتها مع القليل من التحفظ في كلامها بالطبع فإن كانت لا تتمكن حتى الآن من الوقوع في حبه ربما يكون تصرفها معه بتلقائية كأنه أنه صديق لها ينجح في جعلها تحبه 
أنا
أساسا
47  48  49 

انت في الصفحة 48 من 114 صفحات