السبت 23 نوفمبر 2024

رواية ضروب العشق بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 8 من 114 صفحات

موقع أيام نيوز

افتحي عيب يقف الراجل على الباب كدا
تأفف بغيظ واستغفرت ربها فهي لا تنكر خجلها منه أو ربما ليس منه بالأخص بل من أي رجل اجنبي عنها هكذا وبالرغم من أن كرم صديق أخيها منذ طفولته تتوتر بشدة عندما تراه ربما بسبب ما كانت تقصه لها والدتها عن طفولتها عندما كان يأتي لهم إما لزيارة عادية أو ليشارك صديقه في المذاكرة كيف كانت تصر على الجلوس معهم كشيء من فضول الأطفال وعن طرائفها التي لا تعد كل هذه الأشياء سببا لخجلها منه 
لفت حجابها على شعرها بانتظام وهندمت من عبائتها التي ترتديها ثم اتجهت لتفتح الباب فيدلف أخيها أولا من ثم يهتف محدثا الآخر 
تعالى ياكرم هو إنت غريب يا راجل ده أنت صاحب بيت
ابتسم له بعذوبة ثم تنحنح بإحراج ليس بجديد عليه والقى تحية السلام عليها خافضا نظره أرضا وهو يمر من الباب فترد هي السلام بخفوت ثم تغلق الباب وتنتظر دخولهم فتهرول ناحية غرفتها إلا أن أمها اوقفتها للمرة الثالثة وهي تهمس بجدية 
تعالي ياشفق ساعديني خليني اخلص بسرعة مينفعش اتأخر علي الغدا ولا أقولك اعمليلهم شاي وأنا هروح اسلم على كرم وبعدين هاجي أكمل
رفعت نظرها لأعلى بيأس وأصدرت زفيرا حارا باستسلام لأمرها المفروغ منه وهو عدم قدرتها على الهروب منه ثم دخلت المطبخ وبدأت في تحضير الشاي
كما طلبت منها والدتها 
ولكن يجب عليه أن يلزم قلبه من بغضانها فهي لا تستحق حبه له تخلت عنه والآن تطلب العودة جديد حتى ټخونه مجددا ويعيش هو نفس الألم لمرتين ولكن بجرعة أكبر 
أحدهم تطفل عليه في هذه اللحظة بطرقه للباب فهو ليس من عادته القدوم لمقر الشركة إلا نادرا جدا 
ادخل !
هكذا اتاها صوته الذي يوحى بغضبه ففتحت الباب بثبات تام ودخلت حاملة بيدها كأس شاي راقي فهي تعلم جيدا عشقه للشاي ثم أغلقت الباب بقدمها وتوجهت نحوه واضعة الكأس أمامه على سطح المكتب وسط نظراته المندهشة منها وهو يطرح التساؤلات في ذهنه كالآتي متي أتت هذه ! ولماذا جاءت إلي ! هل نسيت شجارنا بالأمس بكل هذه السرعة ! بالطبع لا فهي لا تمتلك ذلك القلب الصافي والنقي الذي ينسى الأڈى في ظرف ساعات ! 
انتظرها حتى تبدأ هي وبالفعل جلست على أحد المقاعد وغمغمت ببرود ونبرة خبيثة 
متزعلش نفسك صدقني هي اللي خسرتك
قصدك على مين !!
قالها بشيء من الحزم فأكملت هي بهدوء مستفز وجراءة متوقعة منها 
على رحمة اصلي شوفتك بتتكلم معاها من شوية تحت
جاءها سؤاله المندهش 
وإنتي تعرفيها وتعرفي موضوعنا من فين !
هبت واقفة وتمتمت ساخرة وبنبرة ممتعضة 
أنا جيت أقولك بس إنك تبقى مغفل فعلا لو رجعلتها تاني لإن اللي باعتك مرة هتبيعك مليون مرة
ربما هي لم يكن من ضمن خطتها التحدث معه ولكنها كانت ستنفجر من غيظها إن لم تخرج الكلمات من داخلها واكتفت بقولها هذا حتى تريح قلبها قليلا وهمت بالرحيل ولكن للمرة التانية كان يقبض على ذراعها هذه المرة كانت فبضة قاسېة وقوية فالتفتت له ووجدته يحدقها شزرا ويقول 
سألتك سؤال يايسر تعرفي رحمة منين اوعي تكوني ليكي إيد في المشاكل اللي حصلت بينا !
ضحكت بقوة وهتفت بغطرسة واستنكار 
وأنا مالي بيك أصلا عشان أعمل مشاكل بينك وبين حبيبتك السابقة !
كان في زروة غضبه ولا يدري ما يفعله أو ما يقوله حتى كل ما يراه أمامه أن هذه هي ابنة عمه الذي طالما كان يبغضها وينتظر الفرصة لكي يخرج لها اشمئزازه منها وها هي سمحت له الفرصة وهو أفضل من يستغل الفرص ! 
إنتي هتستعبطي يايسر أنا
وإنتي عارفين كويس أوي إنك بتحبيني وھتموتي عليا وطبعا تلاقيكي غيرتي منها وقولتي أما أحاول أعمل مشاكل بينهم بأي شكل ومش بعيد تكوني إنتي اللي بعتيلها
العريس ده بس أحب أقولك يايسر إني هرجعلها وبالعند فيكي ومتنتظريش مني غير المعاملة دي
وأنا بنصحك إنك تطلعيني من دماغك إنتي فاكرة إن ممكن حد يبصلك أصلا وحدة زيك متعرفش تحب إنتي بس بتعرفي ټأذي وبرأى قبل ما تفكري تحبي أبقى بصي لنفسك تصلحي للحب ولا لا !
بدون رحمة كانت تعرف أنها يبغضها ولكنها لم تكن تتنظر منه كل هذه القسۏة وعدم تقدير مشاعرها حتى لو كان لا يقبل حبها له كيف له أن يكون بكل هذا الجفاء الآن فقط أدركت أنه استحق ما سببته له من ألم عندما فصلت بينه وبين حبيبته استحق كل شيء قالته له المرأة التي عشقها واستحق هجرها له كأنه نكرة لأن هو الذي لا يعرف شيء عن العشق وجبر الخواطر حتى لو بكلمة بسيطة هو الذي لا يصلح للحب وليس هي ! 
أنا فعلا مبعرفش أحب لإني حبيت واحد زيك وعشان أنا مبعرفش غير الأذي هخليك تشوف

انت في الصفحة 8 من 114 صفحات