رواية خيوط الغرام بقلم دينا إبراهيم
ملحقش يتهنا معايا اسبوع
انتي هتكفري ولا ايه وبعدين ده شهيد عند ربنا و عريس في الجنة
صعبان عليا اوي و صعبان عليا ضحكته اللي راحت و حنيته وخاېفه يكون قراري غلط بس هو هيقدر مش كده
قالتها شروق وهي تستسلم لبكائها مره اخري لتربت عليها سلمي لهدوء قائله
وحدي الله و كفايه عياط بقي عشان اللي في بطنك الواد اللمض ده وانا متأكده ان يحيي الله يرحمه هيبقي عايز كده محدش هيخاف عليكي او علي اللي في بطنك اكتر من ظاف انتي خدتي قرارك ولازم تكملي للأخر عشان تعيشي وتعيشي ابنك اللي هقطعه بوس لما يجي
فالحه بس تنصحيني يا ابله فضيله وناسيه نفسك خلي عندك ايمان في ربنا وان شاء الله هتبقي احسن واحن ام قريب ابتسمت لها سلمي بعيون حزينة وهي تحاول تغير الموضوع حتي لا تكشف امام شروق الكثير والكثير مما يحدث في حياتها فأبعدت يدها بمرح قائله
اتفضلي يا هانم الساعه بقت 3 و محدش عمل غدا للرجالة الشقيانه دي
يالهوي يويو و فيري لازم ياكلوا دلوقتي منك لله يا سلمي يا نكد انتي
نظرت لها سلمي بذهول واردفت
انا نكد يا قطه يا ناكره للجميل انا ماشيه يا واطيه وانتي شوفي عيالك اللي مجوعاهم ويارب ابوهم يجي شرير و جعان ويخربها علي دماغك
ضحك الاثنان و اتجهت شروق معها حتي اطمأنت انها دلفت الي شقتها بالجهة المقابلة واغلقت الباب وهي تتجه الي غرفه الصغيران حيث يلعبان فصاحت بمرح وهي تطل من الباب
قفز الصغيران بسعادة
انا انا انا
لتلتفت شروق بمرح وهي تمسك بجنينها بيدها اليسرى و تشير للطفلين للهرع خلفها باليد اليمني قائله
ورايا علي الفيزبا
ضحك الصغيران وامسك يوسف بطرف ثوبها و تبعته فيري تمسك بطرف قميصه من الخلف بحماسه وفرح افتقداه كثيرا
في مكان عمل ظافر
ابتسم يبدو ان داء يوسف في الأمثلة المغلوطة انتقل اليه
و بالطبع كأي فكر اخر يراوده يجب ان يتلوه فكر عنها شروق لا يعلم لما و كيف تغلغلت داخله هكذا ربما حب يحيي لها و مديحه الدائم لها طوال شهور متواصلة حتي من قبل ان تعلم هي بوجوده و مراقبته لها
او ربما هو فقط يرفض الاعتراف بانها سلبت شيء من اعماقه من النظرة الأولي
شيء يرفض تحديده او الاشارة اليه ولكنه يشعره بالنقص بدونه والوحدة القاټلة
تماما كحالة پوفاة يحيي اغمض عينيه پألم كم يشتاق الي ذلك العنيد السلس المعشر رحمه الله و يجعله في فسيح جناته
مالك يا ظافر
نظر له ظافر بانتباه مشتت ليردف قائلا
مفيش حاجه صداع خفيف
هز رأسه و هو يعود الي عمله مره اخري
اما ظافر فقد غرق في ذكريات أليمه مر عليها شهور و
لكن كل دقيقه تعود اليه وكأنها حدثت للتو ليفقد رفيق العمر الالاف المرات في اليوم
فلااااااش باك
جلس كالتمثال وسط شقته لا يصدق ما حدث منذ وصول الخبر المشؤم في الصباح الباكر يحيي من تبقي له من عائلته في هذه الحياه رحل عنه و تركه وحيدا
ليكون ونيسة الوحيد انه شهيد في الارض و حي يرزق في السماء
يتذكر ذلك ليشفي ڼار فقدانه زفر وهو يعاود الاستغفار ينظر حول الرقعة التي يجلس بها
ويتذكر وقوفه في تلك الرقعة بالذات وسط أطفاله وكأنه طفل بينهم قبل ان يبدأ الغناء بمرح بأغاني الجيش والوطن وهو يمشي خطوات عسكريه سريعة وكأنه يقدم عرضا عسكريا حصري لأبناء ظافر فيصيح بمرح
ابطالنا في سيناء طيارانا فوقينا حامين اراضينا
فيصيح اولاده بأصوات مبتسمه غير واعيه لمعاني ساميه ولكنها البداية ليلين
القلب لام غالية
وقالوا ايه علينا دولا وقالوا ايه
فيلتفت بسعادة و جديه مصطنعة صائحا بصوتا اجش
لشهاده رايحين ماتقولوا امين
فيردد الطفلين بسعادة
اميييييييييييييين
تجمعت دموعه في مقلتيه و ذكرياته تعود به من بين اصوات ضاحكة عابثة انتهت من اداء تحية عسكرية وهمية لثلاثتهم فيبدأ المرح الحقيقي ويحيي يركض خلفهم و كأنها مداهمه لاصطيادهم
تنفس من فمه يحاول تمالك مشاعره و دموعه المحاربة للسقوط لقد ظن ان تلك الدموع جفت پوفاة والدته رحمها الله ولكن الحياة تصر علي اختطافها من بين جفنيه ومعاقبته بالعيش وحيدا
خيم عليه الحزن اكثر وهو يستمع الي اصوات البكاء من اعلي
ابن عمه والاخ وصديق عمره رحل