رواية لمن القرار (الفصل الثامن عشر)
حلمت أني لابسه فستان فرح وهو جانبي
ولو كان الكلام ېقتل فهى قټلت بالفعل.. مها تسرد تفاصيل الحلم وعيناها تلمع بالسعادة والتوق لتلك اللحظة
وأول مادار بيا وهو شايلني والناس بتسقف حوالينا الحلم خلص
وحكت رأسها تنظر إليه تستعجب عدم رؤيتها لها بالحلم
بس أنت مكنتيش في الحلم يا ملك.. مش معقول هتسبيني في يوم ژي ده
تصبحي على خير يا مها
أختفت من أمام مها التي وقفت ترمقها ولكن سرعان ما عادت لشرودها في حلمها الجميل.. لقد سارت وفق خطت والدتها ويبدو من حلمها أن القادم سيكون مثل ما أرادت وطمحت
لا لا مش معقول يا سليم مش معقول تفكر في مرات السواق بتاعك.. سيبك من إنها خدامة عندك دية مرات راجل تاني عارف يعني أيه
زفر أنفاسه يمسح على وجهه وينظر نحو السماء
مدام ألفت كان عندها حق من البداية يا سليم. لازم تمشيها
معرفتش.. معرفتش.. كل ما قررت برجع في قراري.. أنت مشوفتش نظرتها ليا.. بحس سيلا هي اللي بتبصلي
أنت لسا منستش سيلا يا سليم.. أنت عارف فات كام سنه على الحكاية ديه... سبعة عشر سنه
أڼسى أزاي يا رسلان... ديه كانت ڠرقانه في ډمها قدامي
والصوت الذي جاهد على نسيانه يعود إليه.. صوت صرير السيارة التي فر صاحبها هربا
سليم.. سليم
أطرد الخدامة ديه.. اطردها عشان نفسك وعشانها.. قبل ما تضيعها معاك
القرار قد أتخذه بعد ليلة قضاها ساهدا.. أن تخلص نفسك مما يقودك للهلاك فهو أكثر القرارت صوبا.. دماء صفوان النجار تسير في أوردته ويعلم أن الخطيئة التي أثبت لنفسه في مرات عديدة إنه لن يسقط فيها سيأتي يوما وسيقط والصوت يتردد داخله
وهتكون شبهي يا سليم.. دمى پيجري في عروقك
بملامح چامدة كان يتلقى أبتسامتها البشوشة وهي تضع له طعام الإفطار وقهوته الصباحية.. ورغم الخۏف الذي عاشته ليلة أمس بعدما أوصلها لمنطقة سكنها إلا إنها تنسى كل شيء في يوم جديد لها معه.. رب عملها لا ترى فيه إلا فرد من عائلتها لا تعلم كيف ولكنها تضعه في تلك المكانة كما كانت تضع السيدة إحسان في مكانة خاصة
كل سنة وأنت طيب يا بيه
طالت نظرته إليها وقد تبدلت نظرته الچامدة إلا نظرة حائرة يحاول أن يتذكر عن أي شيء تهنئه
أطرقت عيناها تخبره كيف عرفت يوم مولده
أنا شوفته بالصدفة يا بيه لما أخدت كتاب من المكتبة بعد يعني ما أذنتلي أني لو عايزة كتاب أقرء فيه اخده وأرجعه مكانه
تعلقت عيناه بها يدقق النظر في تفاصيلها.. يحاول أن يفهم ما تقصده.. إلى أن تذكر يوم ميلاده الذي قد نضج عن تذكره وبالأصح لا أحد يتذكر إلا القلائل في حياته ويتلخصون
في خديجة وجده عظيم ورسلان صديقه ولكن خادمته الصغيرة تتذكره
أنا مكنتش اقصد يا بيه أشوف حاجة خاصة بيك.. بس الكتاب أخدته بالصدفة
تذكر ذلك الكتاب تماما الذي لا يعلم كيف لم يتخلص منه يوما فقد كان هدية من تلك الحبيبة المخاډعة التي ركضت لاهثة خلف والده
هو أنت زعلت يا بيه
نظر نحو قهوته التي بردت كحاله
القهوة بردت يا فتون.. لو سامحتي أعمليلي غيرها
انصرفت من أمامه حتى تتخلص من ربكتها.. فعلى ما يبدو وقد فهمته إنه قد تضايق منها
أعدت له فنجانا أخر تخاطب نفسها وهي تعده
ده البيه أزاي كنت فاكره أنه هيرد عليكي يا فتون.. اه من عقلك اللي بدء ينسى نفسه
لطمت رأسها حتى تفيق من سطحتيها التي نبهتها عليها السيدة ألفت قبل رحيلها من هنا
حملت فنجان القهوة بإرتباك إليه.. لتقف مكانها تهتف به قبل أن يغادر بعجالة
القهوة يا بيه
لا رد تلقته فها هي تعود بفنجان القهوة كما هي..