رواية رايات العشق بقلم فاطمة الألفي
اطول بصحبطها هى واشقائها ..
عندما وصل اسر لوجهته وقبل ان يبدل ثيابه طرق باب مكتبه ليأذن له الأخير بالدخول .
دلف اسر بتردد وحاول رسم ابتسامته صباح الخير يا دكتور
نظر له عاصي بلهفه صباح النور يا اسر اتفضل اقعد
جلس امامه بتوتر ثم زفرا انفاسه بهدوء أنا اتكلمت مع ايسل امبارح
تحدث بلهفه عاشق وكان ردها ايه
تمام تاخد الوقت اللى يعجبها حقها طبعا لازم افكر
هو كمان يعني فى حاجه كده كنت عايز الفت نظر حضرتك ليها
تسأل بقلق ايه يا اسر اتكلم
ابتلع ريقه بتوتر ايسل مستغربه يعنى ومش بس هى أنا كمان مستغرب ان حضرتك عاوز ترتبط بيها عشان المواقف اللى حصلت بينكم وانفعال حضرتك المستمر كمان طردك لايسل قبل كده من العمليات بدون سبب فى حاجات كتير محتاج لها تفسير ايسل التونز وأنا اكتر حد فاهمها وحاسس بيها وبصرحه فكره الارتباط مشتته تفكيرها لدرجه انها اول مره تعتذر عن وجودها انهارده وطلبت مني أكون بدالها مع حضرتك فى العمليات بتاعت انهارده
ابتلع ريقه بصعوبه فهو محق بكل كلمه قالها هو فعلا المخطئ اسر انا ماعنديش امانع اقدم اعتذراي لايسل قدام المستشفي كلها أنا فعلا غلطت على الملاء ولازم اعتذر على الملاء ماعنديش اى مشكله من الاعتذار
لاحت ابتسامته يعني اطمن من ردها
شرد اسر لحظات وهو يفكر برد فعلها عندما تعلم بانه لم يخبرعاصي برفضها لأنه يأمل بان تتراجع عن قرارها عندما يثبت لها عاصي العكس ..
اه اه طبعا اطمن يا دكتور
نهض من مجلسه وهو يستأذنه بعد اذن حضرتك هغير هدومي واجهز للعمليه
وقفت امام منزل والدتها تدق جرس الباب ..
عندما أستمعت لرنه الباب تركت ما فى يدها وتوجهت الى حيث باب الشقه لفتحه لتتفاجئ بابنتها تنظر لها بحب
لتفرد فريده ذراعيها لتستقبل ابنتها داخل احضانها ايسل حبيبتي واحشتني يا قلبي
عانقتها الاخيره بحب وحضرتك واحشاني اوى اوي يا ديدا
الحمدلله بخير
تعالي بقى أنا ماصدقت شوفتك والحمدالله اخواتك مش هنا نقعد براحتنا من غير مشاكستهم
ابتسمت لوالدتها وجلست بجانبه اعلى الاريكه
صحتك بخير بتاخدي الانسولين فى ميعاده
هزت رأسها بالايجاب وهى تبتسم لابنتها اه يا حبيبتي ماتقلقيش عليه ايه رايك بقى احضرلك فطار ماحصلش
بلاش فطار هيكون غدا أنا هقضي اليوم هنا
ارتسمت ابتسامتها بسعاده بجد يا حبيبتي البيت بيتك انتي تنوريني يا روح قلبي
اخرجت ايسل من حقيبتها الخاصه الهديه التى جلبتها لوالدتها أثناء وجودها بدهب ولم تحظى بمقابله والداتها عند عودتها فقد انشغلت عنها بمرض والدها والاذمه الصحيه الذي تعرض إليها ..
اخرجت الاساور من علبه فضيه وهى تلتقط الخاصه بوالدتها وترفعها امام اعينها
أنا عرفت من اسر ان حضرتك بتحبي الاساور وعشان كده اخترتها مميزه
التقطت بيد والدتها وزينت معصمها بهذه الاسوارة المدون بها اسمها وطلبت من والدتها ان تضع بمعصمها الأخرى المدون بها اسم والدتها
هتلبسي ايسل وأنا هلبس فريده
رفعت اناملها تلمس الاسوار وتنظر لابنتها بسعاده ثم ضمتها لصدرها بقوه
يا
قلبي أنا بتفكري فيه دي اجمل واحلي هديه جاتلي فى حياتي ربنا مايحرمني من وجودك انتى واخواتك فى حياتي يارب
داخل شركه المحاسبه الخاصه برامي الشيمي ..
كان ينتظر قدومها بالموعد المحدد يريد ان يشاهد صډمتها عندما تلتقي به وتعلم بانه هو رب عملها.
جلس بمكتبه والابتسامه تعلو ثغره ويعطى ظهره لباب مكتبه أستمع لطرقات هادئه اعلى مكتبه اذن لطارق بالدخول هو يعلم بانها ليس غيرها صاحبه تلك الخطوات الثابته التى تتقدم بتجاه مكتبه .
تنحنحت روعه فى خجل وهمست بصوتها الهادئ صباح الخير يا فندم
ليدور بمقعده وينظر لها بجديه صباح النور يا انسه ايه
تعدم النسيان وهو ينظر لها بثبات ليراء دهشتها وهى جاحظه العينين وتفتح فاها بعدم تصديق
لتفلت ضحكته الرنانه على مظهرها الصاډم ويتحدث بثقه هو انتي تاني قصدي تالت
استجمعت قواها وهى تتحدث بجديه أنا مقدمه السي في والسكرتيرته بلغتني بموافقه حضرتك على تعيني ولا حضرتك غيرت رايك
نظر للملف الذي بيده ورسم الجديه هو الاخر انسه روعه لسه بتدرسي
ايوه شهرين واتخرج ان شاء الله بس أنا معايا كورسات فى المحاسبه والحمد لله تقديري جيد جدا الاربع سنين فى الجامعه
وجد بها الاصرار والحماس من اجل هذا العمل ولا يعلم لماذا لم يشاكسها كما نوى على ذلك لا يعلم لماذا جذبته بجديتها فى الحديث وكانها لم تلتقي به من قبل تحدثه بثقه وثبات وهذا ما جعله يتراجع عن غروره وحدثها بلطف
تمام مكانك موجود معانا وتقدري تستلمي مكتبك من دلوقتي
لاحت ابتسامتها وهى تنظر له بتسأل بجد يعني هستلم الشغل دلوقتي
شرد بتلك الابتسامة الرقيقه وهز رأسه بخفه ثم رفع سماعه الهاتف ليطلب من سكرتيرته ان تاتى الى مكتبه لتاخذ روعه لمكتبها الخاص بشركته بعد خروجها برفقه السكرتيره نهض من اعلى مقعده ليسير الى حيث النافذه لينظر للخارج من خلالها ولا يعلم ما سر تلك الابتسامة التى ارتسمت على محياه ولا يعلم الصدف التى جمعته بهذه الفتاه هل بالفعل صدفه ام من تدابير القدر ...
شعر هاشم بالحزن من اجل إبنته ولكن ليس بيده فعل شئ اما ايسل فحاولت الهاء نفسها بوجودها برفقه والدتها واشقائها وظلت تثرثر مع والدتها وتحكي لها عن رؤى وان شقيقها محظوظا بهذا الارتباط وكل منهما يعشق الآخر الى ان حل المساء وقررت العوده الى منزلها ...
انهى اسر عمله بالمشفى وعاد الى المنزل وقرر اخفاء الأمر عن شقيقته سوف يتركها تفكر بأمر الارتباط رغما عنها فهى الان مشتته قرر أن يحدثها بالأمر بعد خطوبته وزفاف معتز ..
بعد مرور يومين ...
أثناء اجتماع خاص بالمشفى بعد حديث دكتور راؤوف الذي طال لساعه نهض عاصي من مقعده وهو ينظر للجميع يطلب منهم الاستماع اليه قبل ان يغادرون غرفه الاجتماعات .
لحظه من مفضلكم مش هاخد اكتر من دقيقه بعد اذن دكتور راؤوف
كان على علم مسبق منه بما ينوي على فعله وهز رأسه تاكيدا اتفضل
أنا سبق وصدر مني سلوك غير لائق بغرفه العمليات اتفعلت واتعصبت على دكتورمساعد ليه وطردها من العمليات بدون اي مبرر وهى الحقيقه ماغلطتش ونفذت اوامري أنا بعتذر لها قدام حضراتكم
تبادل الجميع النظرات بينهم وشعرت ايسل بالصدمه بسبب تلك الصراحه والاعتذار الصريح وامام الجميع
اقترب عاصي من مقعدها ومد يده ليصافحها أنا بقرر اسفي يا دكتوره ايسل وأتمنى تقبلي اعتذراي
نهضت من مقعدها هى الأخرى وشعرت بالخجل بسبب تلك العيون المحاصره لها ومدت يدها لتعانق كفه الذي قبض عليها برفق وهو يبتسم بهدوء صافي يا لبن يا دكتوره
لم تعلم بماذا تجيب فقط هزت رأسها بخفه ليتحدث باسل بمرح قولي حليب يا قشطه يا ايسل
همست بدهشه قشطه
همس بجانب اذنها لم اقولك صافي يا لبن تقولي انتي حليب يا قشطه
ابتعدت عنه بتوتر وابتسمت للجميع ثم استاذنت لتغادر الغرفه ..
توجهت الى غرفه المساعدين بتوتر وصدرها يعلو ويهبط تكاد تشعر بالاختناق من اصوات انفاسها العاليه لتهوي بجسدها اعلى المقعد لتتفاجئ ببوكس كبير الحجم اعلاة بطاقه ورديه اللون مدون بها ارجو قبول اعتذراي وهذا الكائن الجميل ليظل معك دائما عاصي
فتحت البوكس لتشهق بسعاده وهى تخرج من داخله سلحفاه صغيره الحجم وضعتها اعلى كفها وهى تنظر لها بفرحه وتطبع قبله حانيه اعلى قوقعتها وتمسد برفق عليها وتهمس بحيره كيوت اوى بس يا ترى بنت ولا ولد اسميكي ايه
ليدلف عاصي خلفها ويستمع لحيرتها ليعلو صوته بنت
لتتطلع إليه وتشكره على تلك الهديه التى عشقتها ثانكس
اقترب منها ليقف امامها وينظر لمقلتيها بحب يعني عفوتي عني
اومت براسها ثم ابعدت عينها عن عينيه ليتحدث بجديه
حبيت احبلك سلحفاه عشان بتعيش كتير وتفضل معاكي اكتر وقت ممكن لاحظت حبك للحيوانات واحنا فى دهب يارب تكون فعلا عجبتك
نظرت له بلهفه جدا
هتسميها ايه
حاليا ماعرفش لسه هفكر
نظر لها وهو يتنهد بعمق واضح انك متسرعه فى شغلك بس لكن فى الحاجات التانيه بتاخدي وقتك تفكري
نظرت له بتسأل
ماذا تقصد أنا لم أكن متسرعه الا من اجل انقاذ المړيض .
قبل ان يغادر الغرفه تمام هنتظر ردك بس اتمني ماتتأخريش
قال ذلك ثم أغلق الباب خلفه لتقف ايسل فى حيره
عن أي رد يتحدث
الفصل الثاني والثلاثون
بعد مرور عده ايام ..
اليوم المنتظر يوم زفاف معتز وخطبه آسر ...
تغيب اسر عن المشفى من اجل هذا اليوم ولكن ايسل توجهت الى المشفى لممارسه عملها كالمعتاد وقررت أن تترك حريه الاختيار لوالدها فهو من حقه ان يعيش حياته كما يفضل وقررت عدم التدخل بمشاعره ..
بعد قضاء عده ساعات داخل غرفه العمليات توجهت الى غرفه تبديل الملابس لكى ترتدي ثيابها وتغادر المشفى فليس لديها عمل الان وعليها ان تستعد لزفاف معتز وخطبه شقيقها التى سوف تحدث خلال ساعات .
.........
شعر بالضيق عندما تأخرت عليه بقرارها النهائي فشقيقها اخبره بانها سوف تفكر لذلك احترم تفكيرنا وقرر الانتظار ولكن يبدو بانها تتعامل معه وكأن الأمر لا يعنيها لذلك لم يعد يتحمل الانتظار وجد نفسه يستدعيها لمكتبه ..
كانت تهم بالمغادره استوقفتها احدي الممرضات وهى تخبرها بضروره حضورها الى مكتب دكتور عاصي لأمر هام لذلك اعتدلت عن ذهابها وسارت بخطوات مضطربه تخشي ان يكون أمر استدعائها من اجل عمليه أخرى واذا حدث هذا فلابد وانها لم تكن بجانب شقيقها وابناء عمها بهذا اليوم ..
دقت باب المكتب ودلفت بهدوء لتجد يصوب انظاره عليها ويطلب منها الجلوس امامه لكى يتحدث بأمر هام لديهم ..
جلست امامه تنظر حديثه وهى تنظر له باهتمام نهض عاصي من اعلى مقعده واقترب منها بخطوات ثابته ليجلس بالمقعد المقابل لها وينظر لها بابتسامه حانيه .
سيليا عامله ايه
ابتسمت