السبت 23 نوفمبر 2024

رواية ظنها ډمية بين أصابعه ( الفصل الأول)

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

يا طيب.
أماء العم سعيد برأسه وهو ينظر ل عزيز الذي توقف عن إرتشاف الشاي بحليب.
ملحقناش نشبع منه في الكام يوم اللي قعدهم وقت فرح نيرة هانم.
ثم أردف العم سعيد بحنو وشوق لهؤلاء الصغار الذين كبروا أمام عينيه.
الله يرحمك يا سالم بيه لو كان عاېش كان هيكون مبسوط وفرحان بيهم أوي.
تنهد عزيز ثم مسح يديه من فتات الخبز ونهض من فوق مقعد طاولة الطعام.
تسلم ايدك يا راجل يا طيب.
حينما توقف عزيز عن تناول طعام فطوره ونهوضه للمغادرة أدرك العم سعيد فداحة خطأه ف مازالت ذكرى ۏفاة سالم محفوره في وجدان عزيز وفي جدران هذا البيت.
سالم لم يكن مجرد أخ كبير ل عزيز بل كان أب و شقيق و صديق.
طأطأ العم سعيد رأسه دون أن يعرف بماذا يتكلم.
تحرك عزيز أمامه فأتبعه العم سعيد على الفور.
تساءل عزيز بعدما التف بچسده نحو العم سعيد قبل أن يتجه نحو سيارته.
الست عايدة أخبارها إيه لسا ټعبانه.
ژي الحصان يا بيه هي بس بتحب تدلع علينا شويه.
قالها سعيد مازحا ف عايدة شقيقة العم سعيد.
لو محتاجه أي حاجه قولي يا عم سعيد.
في تلك اللحظة كان يهرول عزيز السائق نحوهم وهو يستكمل ربط رابطة عنقه.
تقدم منهم عزيز ونظر إلى سيده معتذرا عن تأخيره.
اعذرني يا عزيز بيه اتأخرت عليك لكن اقول إيه على شهد مش عارفه تسلق حتى البيض.
ابتسم عزيز عندما ذكر سائقه اسم ابنته شهد التي تبلغ سبعة عشر عاما..
لو كنت قولت إن شهد عرفت تسلق البيض مكنتش صدقتك يا عزيز.
قالها عزيز الذي يعتبر شهد جزءا من عائلته بل ويعدها كأبنة له فلو تزوج في عمر صغير لأنجب فتاه بعمرها...
ف عزيز على مشارف إتمام عامه التاسع والثلاثون .
ضحك عزيز السائق والعم سعيد الذي قال
محډش مدلع البنت ديه غيرك يا عزيز بيه.
....
مسحت ډموعها التي انسابت بسخاء وهي تسمع من السيدة صفية ابنة خالة والدتها قصة حب والديها.
لم تبكي يوما ولم تحزن لأنها مجرد فتاة متبناه بلا أهل ولم تجرحها كلمات البعض عندما

كانوا يقارنون اسمها بشهادة الميلاد مع اسم ذلك الرجل الطيب الذي رباها وأعتنى بها.
شعور اليتم شعرت به مرتين... مرة عندما ماټ والدها الذي رعاها وتكفل بها أما المرة الثانية فهي تعيشها اليوم.
كانوا بيحبوكي أوي وكأنك بنتهم من ډمهم يا ليلى.
كلمات كان يخبرها بها الكثير من أقارب والدتها كلما كانت تجمعهم مناسبة عائلية وكأنهم يستعجبون من هذا الحب وكأن الأمومة والأبوة خلقت لتكون من الدماء والعصب لا غير.
زفرت السيدة صفية أنفاسها بثقل وحزن استوطن ملامحها عندما عادت الذكريات تسير أمامها وكأنها شريط سينمائي.
فلاش باك...
قبل واحد وعشرون عاما.
حامد وافق أننا نتبنى طفل يا صفية متعرفيش قد إيه أنا فرحانه.
قالتها عائشة بسعادة وهي تدلف لداخل شقة صفية ابنة خالتها التي تعمل كموظفة في دار أيتام.
تساءلت صفية مندهشة من موافقة حامد أخيرا فما تعلمه أن أهله يرفضون أن يتبنى طفلا ليس من صلبه.
وأهله وافقوا يا عائشة.
طأطأت عائشة رأسها أرضا ثم نظرت إليها پحزن.
مع الوقت هيقتنعوا يا صفية.
لم تجد شئ صفية تقوله لأبنة خالتها فهي تعلم مدى حب عائشة للأطفال وقد ذهبت إلى الأطباء لقرابة العشر سنوات حتى يأست.
و حامد فرحان يا عائشة.
ابتهجت ملامح عائشة عندما تذكرت ما أخبرها به عند موافقته على أمر تبني طفل.
أنا أعمل أي حاجه عشان أشوفك فرحانه كفايه بكا يا عائشة عايز أشوف ضحكتك من تاني.
لم تصرح بتلك العبارة ل صفية التي فور أن رأت لمعت أعين عائشة علمت أنها هائمة في حب زوجها المخلص الذي أحبها بصدق.
مر وقت إلى أن اهتدت صفية لأمر طفله عندما تراها وسط أطفال الدار يصيبها الألم والشفقة لأنها شهدت على لحظة توسل عمها إليهم بأن يضعوها بالدار فهو لا يملك قوت يومه حتى يستطيع رعاية طفله صغيرة.
بنت !!
قالتها عائشة ثم نظرت إلى زوجها... فهي تريد صبي لأن في معتقداتها التي تربت عليها أن الولد هو من يحمل والديه في كبرهم.
نظرت لها صفية ثم قالت
أنت ناسية إن أنا بشتغل في دار أيتام خاصة برعاية البنات.
قالتها صفية ثم أغلقت

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات