السبت 23 نوفمبر 2024

رواية لاجئه في اسطنبول بقلم ياسمين عزيز

انت في الصفحة 6 من 15 صفحات

موقع أيام نيوز


ما أن التقطت رئتيه رائحه المسک الأبيض و الياسمين المنبعثه من تلك النائمه في أحضانه منذ البارحه  
تذكر ليله امس كيف بقى يتامل وجهها الفاتن لساعات طويله  
ضحك بخفه و هو ينظر لملابسها الطويله و حجابها التي أصرت على ارتدائه لا تعلم انها تبدو اكثر اثاره
لقد تطلب منه الأمر أن يستجمع كامل قوته حتى يسيطر على جسده  

خاصه و انها تبدو كحلوى المارشميلو ناعمه رقيقه و لذيذه أو كزجاجه نادره من النبيذ الفرنسي يكون أول من يتذوقها 
لم يقابل امراه مثلها من قبل تجمع بين كل المتضادات مختلفه و مميزه هشه و قويه تساءل كيف لها تتحمل كل المصائب التي واجهتها ظن انه سيكسر صلابتها و قوتها سيجعلها خاضعه ترتمي تحت أقدامه تتوسل رحمته 
لا يعلم متى تسللت هذه العربيه لتشغل عقله و تفكيره طوال الايام الماضيه كيف لفتاه صغيره مثلها ان تثير في قلبه المېت مشاعر جديده لم يعتقد يوما انه سيعيشها 
مشاعر اللهفه و الخۏف و الشعور بالكمال و الرضى عندما تكون بقربه 
لقد تجرأ ليله البارحه و حدثها عن أشياء لم يحدث بها احد من قبل حكى لها عن علاقته المتوتره بعائلته امه والده إخوته دراسته و حتى النساء اللواتي عرفهن بحياته أراد أن يكسر حواجز الخۏف و الكره التي بنتها تجاهه و ان يدخلها عالمه السري كان يحدثها و كأنه يعرفها منذ سنوات 
لم تكن تجيبه او تتكلم فقط ايماءات بسيطه من راسها و ملامح وجهها التي تدل على الاستغراب تاره و الخجل او التقزز تاره اخرى 
انتبه ليدها الصغيره التي لامست صدره اقترب منها ليسمعها تتمتم ببضع كلمات بلغه غير مفهومه بالنسبه له يبدو و كأنها تحلم ابتسامه صغيره زينت شفتيها التوتيه ليلعن في سره قائلا اللعنه لقد تعلمت العديد من اللغات الا العربيه يا له من حظ  
تململت لين و هي تشعر بدفئ غريب يلفها شعرت و كأنها في حضڼ والدها الحنون 
ابتسمت دون وعي و هي تقرب راسها و كامل جسدها من مصدر الدفئ 
مرغت انفها و ووجهها و هي تهمهم باستمتاع جعل الاخر يكاد يفقد صوابه زفر بحنق قابضا على كفيه الذين رفعهما وراء راسه مانعا نفسه من الانقضاض عليها 
رائحه عطره كرائحه نعناع منعش تملأ رئتيها مهلا انها رائحه نعناع تبدو مالوفه قطبت حاجبيها بانزعاج قبل أن تفتح عينيها بړعب و قد اكتشفت لتوها انها باحضان جان 
ماذا فعلت بي ارجوك 
كبح جان جماح غضبه من نفسه و هو يجيبها بصوت دافئ محاولا تهدئتها لاشيئ لا شيئ انظري لنفسك مازلت ترتدين حجابك اهدئي 
التفتت لين كالمجنونه و هي تتلمس ملابسها بهستيريه غير مصدقه لكلامه و لكنها هدات قليلا بعد أن اكتشفت انها مازالت ترتدي كامل ثيابها 
مسحت دموعها و هي تستمع لصوت جان الذي كان يتبرطم بانزعاج لا أدري كلما رأيتني تنتفضين ړعبا و كانك رايتي شبحا اعتقد انك ستصابين يوما ما بازمه قلبيه و انت مازلت صغيره  
توقف عن كلامه قبل أن ينظر لها بغيظ و كأنه طفل صغير هاي لقد نمتي البارحه و تركتني اتحدث لوحدي كالابله 
نظرت له بريبه و كأنها تتأكد من أن الذي يحدثها هو نفسه ذلك الشيطان مصدر رعبها  
لا أذكر كيف نمت البارحه هنا كان يجب أن أذهب لغرفتي 
نهض جان پعنف من السرير و هو يتجه إلى الشرفه الزجاجيه محاولا استنشاق هواء بارد عله يستطيع كبح النيران التي اشتعلت في قلبه و عقله الټفت إليها ليراها جالسه مكانها على طرف السرير و هي تضم كيفيها الصغيرين لبعضهما على ساقيها و على ملامحها علامات الحيره و القلق 
قال بصوت جاد و هو مازال ينظر اليها لقد
قلت لك من قبل هذه هي غرفتك الجديده يجب أن تعودي نفسك على هذا التغيير اضافه إلى اننا سنذهب إلى منزل العائله الكبير هذا المساء 
اجابته باستنكار و باي صفه ستاخذني إلى منزل عائلتك لا اريد ان اذهب لن اسمح لك باذلالي اكثر 
قهقه جان بمرح و هو غير مصدق بأن هذه الصغيره القصيره التي تصل إلى طول كتفيه تقف أمامه
بشجاعه و تحاجج احد اكبر أعضاء الماڤيا في العالم 
لا يتذكر ان رجلا وقف أمامه ورفع صوته أمامه و لو قليلا و نجى بحياته عدا صديقه علي 
قال و هو يبتسم بخبث و هل عندما اعرف زوجتي على عائلتي يعتبر إذلالا لها 
شحب لونها فجأه و تحولت نظراتها المستنكره إلى اخرى غير مفهومه و هي تساله ماذا تقصد 
اقترب منها ليجلس على حافه السرير بجانبها ليأخذ نفسا طويلا و هو يستنشق رائحتها المميزه قبل أن يجيبها بتمهل و كأنه يؤكد كل حرف يقوله انا و انت سوف نتزوج 
انتفضت من مكانها فجاه كعاصفه هوجاء و ضعت يديها الاثنتين على رأسها و هي تدور في أنحاء الغرفه قائله بصړاخ لالا مستحيل الن اتخلص منك ابدا و تجبرني على المكوث معك في مكان واحد و الآن بكل وقاحه تقرر انك ستتزوجني هل تمزح معي انت تقرر و انا عليا التنفيذ فقط أليس كذلك تحلم انت تحلم لأنك سوف تدعني اخرج من هنا يجب أن أذهب من هنا 
كانت تدور في أنحاء الغرفه دون هدف تاره تنظر بكره الى جان الذي تسمر مكانه ينتظر انتهاء نوبه چنونها و تاره تتمتم بعبارات تركيه و عربيه مختلطه  
نفذ صبره فمسك يديها الاثنتين بقوة ليجعلها تتوقف عما تفعله 
هدأت فجأه حركتها عندما شعرت بذراعه القويه تلتف حولها مانعه اياها من التحرك لترفع عينيها إلى أعلى و تصتدم بعينيه القاتم التي تراها لأول مره ترمقها بنظرات باعجاب ابتلعت ريقها بصعوبه و هي تغلق عينيها بقوه قائله بصوت مرتعش ارج لو سمحت اتركني 
اللعنه كم تبدو جميلة يريدها و بقوه كما لم يريد امراه من قبل 
حرك راسه قليلا ليتخلص من اوهامه التي تريدها وبشدة و انامله تتجه خلسه إلى حجابها يجذبه بقوه لينساب شعرها كشلال من الحرير ليغطي وجهها و يهبط على جانبي وجهه 
رمقها بنظرات إعجاب واضحه و هو يعتدل جالسا بجسده محتفضا بها بين ذراعيه رغم تململها  
توقفي عن الحركه  
الساعه الواحده ليلا استيقظت لين على ازيز هاتف جان الذي لم يتوقف عن الحركه مصدرا صوتا مزعجا 
فتحت عينيها لتجد جان ممددا على صدره و يمد يده للهاتف يلتقطه دون أن يحرك جسده وضعت يديها على فمها تكتم شهقاتها الخائفه عندما سمعته يتمتم بصوت ناعس ماذا هناك 
اقتله فورا اجعله عبره لكل من يفكر في خيانتي تعلم انني اكره الخونه 
اعاد الهاتف إلى مكانه ثم رمى بيده على الجهه الأخرى من السرير ليتفاجأ بخلوه 
هز راسه ثم فتح عيناه بتثاقل يبحث عنها في ارجاء الغرفه 
زفر بضيق ثم تحرك ليجلس على حافه السرير يرمق لين النائمه على الاريكه بنظرات غاضبه إقترب لينحني امامها ثم وضع يده تحت ركبتيها و الأخرى على كتفيها ليحملها و يضعها على السرير بجانبه و هو يقول بصوت اجش انفاسك المضطربه تدل على انك مستيقظه 
رمشت بعينيها و هي ترتب ملابسها باضطراب دون أن تتكلم ليعيد سؤالها لماذا تصرين على النوم على الاريكه ألم أحذرك من مغادره السرير أثناء نومي مكانك بجانبي الا تفهمين 
صړخ بصوت عال في آخر كلامه لتنتفض لين پخوف واضح و دموعها تهدد بالنزول لتجيبه بصوت متحشرج لايجوز ان انام بجانبك انا لست زوجتك 
تفاجأت بضحكاته التي علا صداها في انحاء الغرفه الكبيره لتهز راسها ببطء تناظره بتعجب ليتوقف فجأه عن الضحك و عيناه الثاقبتان تلتهمان تفاصيل وجهها الذي إزداد جمالا باحمرار خديها 
حرك راسه لينفض هذه الأفكار إلى آخر عقله و هو يهمس لها بحرص انت زوجتي و إمراتي منذ أن وقعت عيناي عليك في تلك الحديقه و مصيرك قد ارتبط بي أيتها الجميله لقد أجلت ذهابنا إلى قصر العائله يومين اخرين حتى تقتنعي بفكره ارتباطك بي و انت تعلمين انه لا يهمني رايك لذلك انصحك بالتعود فهذا افضل لك لا يوجد حل آخر 
تحركت لين لتزيد من الفراغ بينهما و هي تقول بصوت خاڤت و كأنها تحادث نفسها محاوله و لكنني لا اريد ان اتزوج اريد اخي فقط سوف
اذهب من هنا لن ترى وجهي مره اخرى اااه 
صړخت عندما جذبها جان بحركه سريعه مقاطعا كلامها التافه من وجهه نظره ثبت وجهها أمامه ليمرر انامله على وجنتيها الرطبتين بدموعها كم آلمه منظرها الخائڤ و هي تنظر له بنظرات تائهه كطفله صغيره اضاعت والديها في زحمه المدينه لكن ماذا يفعل لا يستطيع تركها او إخراجها من حياته فقد أصبحت تسيطر على قلبه و عقله 
جان بصوت هادئ اششش لا تبكي ستغرقين الغرفه بدموعك اكمل متضاهرا بالتفكير ثم الا تريدين رؤيه اخيكي ألم نتفق امس اني سأحضر لك اوس مقابل انت تتزوجيني 
انت قاټل 
اندفعت لين تجيبه دون تفكير و هي تراقب تغير ملامح وجهه الوسيمه إلى اخرى غاضبه لتشعر بتصلب جسده فوقها لكنه نوبه غضبه تم وأدها قبل ولادتها ليبتسم بخفه و هو هو ينظر إلى عمق عينيها الخضراوتين قائلا كما تعلمين انا زعيم ماڤيا و القټل يعد من ضمن الأعمال التي اقوم بها يوميا و الآن يا زوجتي الصغيره لنعد إلى النوم فغدا يوم حافل لنا 
شدد على آخر كلماته و هو يذكرها بموعد زفافهما الذي سيقيمه يوم غدا في قصر والديه 
شعرت لين بالتوتر من نظراته نظرات مختلفه مزيج من الحب و الحنان لقد لاحظت تغيره في الايام الماضيه فقذ أصبح يعاملها كفتاه صغيره يطعمها بيديه و يحكي لها القصص و الروايات قبل نومهما يحادثها عن حياته و عن اهتماماته حتى علاقاته النسائيه يحاول التقرب منها و إسعادها بشتى الطرق غير مستسلم من جفائها الدائم اما هي فلاتنكر انها تعودت عليه و على وجوده و لم تعد ترهبه كما في الماضي اغمضت عينيها بشده نافيه تلك الأفكار من راسها و هي تحس بالڠضب من نفسها فمهما فعل لن تستطيع نسيان حقيقته مغتصب مچرم و قاټل 
تأمل جان تعابير وجهها التي كانت تتغير كل ثانيه ليعلم انها ټصارع أفكارها ليشفق عليها و يبتعد بجسده عنها 
تنفست لين الصعداء لتشهق فجأه عندما أمتدت يده لوشاحها يفكه ثم يرميه بعيدا متمتما بانزعاج
 

انت في الصفحة 6 من 15 صفحات