السبت 23 نوفمبر 2024

رواية أسرار عائلتي بقلم أروى مراد

انت في الصفحة 16 من 44 صفحات

موقع أيام نيوز

تارة ثم على الورقة تارة أخرى وهي تقف كالتمثال تحاول منع إبتسامتها التي تعبرعن حماسها من الإتساع.
مرت قرابة النصف ساعة منذ بداية رسمه لها عندما سمع كلاهما صوتا يعرفانه جيدا وهو ېصرخ بإسم أخته
_ عائشة! انت فيين!
لم يجبه أي منهما فقد كان هو منهمكا في رسمها وكانت هي ثابتة ترفض الحراك ظهر أمامهما فجأة قبل أن يفتح فمه پصدمة من المنظرالذي يراه. إقترب من ياسين الذي تجاهله تماما وحدق به بنفس الصدمة وهو ينظر بتركيز إلى شفتي أخته ليرسمها على الورق. حول أنظارهإلى أخته التي تجاهلته هي الأخرى حتى لا تتسبب في إفساد الرسمة.
رفع أحد حاجبيه بغيظ ثم صاح بياسين عندما وصل صبره إلى آخره
واصل ياسين تجاهله له بينما شعرت عائشة بالإحراج من كلمات أخيها فأفرجت بين شفتيها دون قصد لتستمع لصوته الحاد يهتف
ألصقتهما ببعضهما ثانية لتعود إلى وضعيتها الأولى دون أن تنطق إغتاظ خالد منهما لكنه جلس بجانب إبن عمه ينتظره حتى ينتهي ولميعترض عن ذلك ثانية متوقعا أن عائشة هي من طلبت منه رسمها.
دخلت القصر ثانية عندما رأت عائشة مع خالد وياسين بعد أن كانت تبحث عنها إستغربت عدم وجود أحد غيرهم في القصر ففي العادةيكون الجميع تقريبا هنا في هذا الوقت صعدت الدرج متجهة إلى غرفتها لكنها توقفت عندما رأت رسلان يتجه للنزول فإستوقفته بسرعة
_ رسلان استنى!
توقف بالفعل وإستدار إليها مطالعا إياها بإستفهام فأردفت
_ أنا عايزة اتكلم معاك.
تطلع إلى عينيها لثوان قبل أن يوليها ظهره قائلا
_ معتقدش ان في حاجة محتاجين نتكلم فيها.
_ يعني مش عايز تعرف خالي عملي ايه
قالتها بسرعة وبدون تفكير فتوقف وإلتفت إليها متسائلا وهو يرفع أحد حاجبيه
_ يعني لو وافقت نتكلم هتقوليلي
سكتت قليلا تنظر إليه بتفكير ثم أومأت موافقة فقال وهو يواصل نزول الدرج
_ طيب تعالي معايا.
تبعته بصمت لتجده يجلس على أريكة بقاعة الجلوس مردفا
_ بما ان مفيش حد هنا هنقدر نتكلم براحتنا تعالي اقعدي.
جلست قبالته وساد الصمت بينهم لدقائق قبل أن يقطعه قائلا
_ احكيلي عملك ايه
_ اوعدني الأول انك مش هتقول حاجة لبابا! أنا مش عايزة اتسببله في مشاكل أكتر.
إستغرب من طلبها لكنه وعدها بدون تردد
_ اوعدك.
أخذت نفسا عميقا ثم تحدث
_ انت ازاي استحملتي العيشة معاه!
_ زي مانت مستحمل حقيقة انك 
قطعت كلامها بندم وهي ترى نظرته الحادة التي ظهرت بعينيه عندما علم مقصدها.
_ أنا آسفة مكنش قصدي ..
عم الصمت بينهما ثانية. هي تنظر إليه بشفقة وهو يبادلها النظرات الحادة والكارهة للشفقة التي يراها بعينيها. فركت يديها بتردد قائلة لتقطع ذلك الصمت
_ أمجد قالي انك مكنتش كده قبل ما تعرف الي والدتك عملته هو انت ليه اتغيرت
لوى جانب شفتيه بإبتسامة ساخرة فأكملت بسرعة
_ أنا عارفة ان الي عرفته عن نفسك مش سهل بس 
سكتت وهي لا تعرف ما تقول فقد كان سؤالها غبيا من الأساس أجابها هو ببعض الغموض
_ أنا مكنتش بعتبرها أمي صحيح إنصدمت لما عرفت حقيقتي بس الصدمة الأكبر الي اخدتها كانت لما عرفت الست الي ربتني واعتبرتهاامي عملت ايه ..
تساءلت بحيرة
_ أمي عملت ايه
أشار إلى شخص ما خلفها
مردفا
_ هو هيحكيلك عملت ايه.
إستدارت لتجد والدها قادما نحوها بإبتسامة ولا يبدو أنه إستمع لأي حرف من حديثهما. إقتربت منه فحضنته بسرعة قائلة
_ بابا! اتأخرت ليه
مسد على شعرها مجيبا بحنو
_ آسف يا حبيبتي بس كان في شغل لازم اخلصه.
إنتبه إلى رسلان فنظر إليه نظرة
تعني ماذا هناك فأجاب
_ بدور عايزة تعرف ماما عملت ايه زمان عشان تطلقها.
إبتعد عنها ليجد في عينيها نظرات تؤكد له ذلك تنهد بقلة حيلة ثم قال
_ طيب بس الي هتسمعيه دلوقتي مش هيعجبك.
بدأت تشعر بالقلق من القصة لكنها جلست معه بفضول لتستمع إليه وهو يقص عليها ما حدث
_ زي ما قولتلك بعد ما اتجوزت ليليا عملتلها بودي جارد عشان فادي ميعرفش يوصلها وقعدنا مع بعض عشرة سنين تقريبا وكانت كل حاجةكويسة لحد ما كنا هنسافر عشان فرح ابن عم بابا بس ليليا كانت تعبانة وقالتلي انها مش هتقدر تيجي معانا فأنا فضلت معاها وخليتالاولاد يروحوا مع بابا واخواتي عشان ميتعبوهاش اكتر وانت لانك لسه صغيرة طبعا فضلت معانا.
بدأ الألم يظهر على ملامح وجهه لكنه تابع
_ وفي اليوم الي بعده طلبت مني انزل اشتريلها حاجات ليك وأنا نزلت وسيبتها في القصر وكنت حاطط عليه حراسة بس لما رجعتملقيتهاش وهما قالولي ان مفيش حد منهم شافها اتوقعت ان فادي عرف يوصللها ولما اتكلمت معاه قالي انها راحتله بإرادتها وعايزة تطلق.
وقبل أن يكمل قاطعته بدور پصرخة مفاجئة
_ متقوليش انك صدقته
نفى برأسه مجيبا
_ مكنتش مصدقه في الاول لحد ما قابلتها وهي بنفسها طلبت مني الطلاق ولما سألتها عن السبب قالت انها مكنتش بتحبني وكانت عايزةتكسرني بعد ما اتعلق بيها زي ما انا كسرت اخوها ..
سكت ينظر إلى ردة فعلها لكنه لم يستطع أن يحددها أخذ نفسا عميقا وواصل
_ بعدها مش فاكر حصل ايه لما صحيت لاقيت نفسي في المستشفى وكل العيلة حواليا وعرفت اني كنت في غيبوبة وهما طبعا مكانوشعارفين حاجة بعد مدة قابلتها مرة تانية ووافقت اطلقها ولما سألتها عنك قالتلي انك متي وأنا من الصدمة مفكرتش أتأكد .. لحد ما قابلتخالتك وانت عارفة حصل ايه بعدين.
_ بدور انت كويسة
نفت برأسها قبل أن تتغير ملامحها وټنفجر فجأة في البكاء أمسكت بقميص والدها وهي تردد
_ ماما مبتعملش كده! مستحيل تعمل كده أنا متأكدة!
هدأت بعد وقت قصير ثم سمعها تتمتم بثقة وإصرار
_ ماما مستحيل تعمل كده في حاجة غلط أنا واثقة.
تنهد أكرم بضيق ولم يحاول مناقشتها أكثر ربما من الأفضل لها أن تبقى على هذه الفكرة.
كان رسلان يراقبهما منذ بداية الحديث ويراقب ردة فعلها كذلك لكنه لم يستغرب تكذيبها لما سمعت فقد كان يتوقع ذلك. وقف من مكانه متجهاإلى غرفته بصمت وهو يفكر في شيء ما.
كانت تقف أمام باب القصر مستغربة لعدم وجود أي حراسة رنت الجرس ثم إنتظرت قليلا حتى فتح الباب الحديدي الكبير وظهرت من خلفهإحدى الخادمات قائلة عند رؤيتها
_ اهلا وسهلا يا آنسة اتفضلي في حد من العيلة عايزة تشوفيه
أجابت بسرعة
_ اه انا عايزة اشوف عائشة.
طالعتها الخادمة بشك ثم قالت
_ آسفة بس خالد بيه مانع اي حد من انه يشوفها من غير اذنه.
لوت شفتيها متمتمة بتهكم
_ لا والله يعني البنت هاربة من سجن ابوها عشان تروح لسجن اخوها طب قوليله ان صاحبتها مريم هي الي عايزة تقابلها.
تجاهلت جملتها الأولى ثم أومأت قائلة
_ ماشي استني دقيقة.
أغلقت الباب ثم إختفت قبل أن تعود إليها ثانية وتقول
_ تعالي معايا.
سارت خلفها بطاعة فتوجهت بها الأخرى إلى الجزء الجانبي من الحديقة والتي كان يجلس بها خالد مع عائشة وياسين. 
بادلتها عائشة الحضن قائلة
_ وانت كمان وحشتيني اوي يا مريوم!
ثم أبعدتها بحماس وأشارت إلى الورقة التي كانت تمسك بها فنظرت إليها مريم بإستغراب قبل أن تفتح عينيها پصدمة صائحة
_ وااااو! شبهك بالضبط! مين الي رسمها
أمسكت بالصورة وهي تنظر إليها بفرحة وكأنها حصلت على جائزة للتو ثم أجابت
_ مش مهم مين الي رسمها بس حلوة صح
نظر إليها ياسين بسرعة وهو يفتح عينيه پصدمة متمتما تحت ضحكات خالد التي إنطلقت عند رؤية ردة فعله
_ انا سمعت غلط صح يعني مش بعد ما كسرت
ايدي عشان ارسمها تقولها مش مهم مين الي رسمها!
كانت مريم تمسك الورقة وتدقق فيها قبل أن تبتسم بخبث وتصيح قبل أن تبدأ في الركض
_ حلوة بس هقطعها يعني مش معقول انت تبقى عندك رسمة كده وأنا لا!
إتسعت عينا عائشة بفزع ثم ركضت خلفها بصړاخ
_ لااا استني يا مريم! اي حاجة الا الرسمة!
تطلع ياسين إلى خالد بعد إختفائهما متسائلا
_ هي مين دي الي كانت مع أختك
أجابه وهو يسحبه متجها إلى داخل القصر
_ واحدة صاحبتها بس أنا مش مرتاحلها بصراحة فتعالى معايا عشان نوقفها قبل ما تعمل مصېبة.
ينتبه إليهما أي منهما فهمست مريمبصدمة
_ ايه ده مش ده الشوقر دادي بتاعي هي مين الي البنت الي خطفته مني دي
ضړبت عائشة رأسها بخفة قائلة
_ مش ده مش ده! ده إبنه بس هما شبه بعض شوية.
أومأت بتفهم ثم إقتربت منهما بغباء قائلة
_ السلام عليكم.
إلتفتا إليها بفزع فقالت بدور
_ انتو هنا من امتى وانت مين أصلا
كادت مريم تجيبها لولا دخول خالد وياسين تلاه عودة رسلان تطلعت إليه مريم پصدمة ثم صړخت بشكل مفاجئ
_ رسلااان!
رفع رأسه إليها بإستغراب تحول إلى صدمة ركضت إليه بفرحة تحت إندهاش الجميع وعانقته قائلة
_ وحشتني اوي يا حبيبي مجيتش عندنا ليه
من زمان كادت مريم تجيبها لولا دخول خالد وياسين تلاه عودة رسلان تطلعت إليه مريمبصدمة ثم صړخت بشكل مفاجئ
_ رسلااان!
رفع رأسه إليها بإستغراب تحول إلى صدمة ركضت إليه بفرحة تحت إندهاش الجميع وعانقته قائلة
_ وحشتني اوي يا حبيبي مجيتش عندنا ليه من زمان
وقبل أن يفيق أحدهم من دهشته كانت عائشة تتساءل
_ هو انت تعرفي رسلان
إلتفتت مريم إليها ثم قالت بتفكير
_ ايوه وأعتقد اني حكتلك عنه قبل كده.
عقدت حاجبيها بمحاولة للتذكر لكنها لم تستطع فقالت
_ حكيتيلي عنه امتى أنا مش فاكرة اني سمعت إسم رسلان قبل كده أصلا!
_ لا حكيتلك عنه فاكرة لما كنت بقولك ان عندي أخ في الرضاعة قمر ولو مكنش أخويا وماما رضعته مع اخويا الكبير كنت اتجوزته
ضحك أكرم في تلك اللحظة هاتفا
_ مريم! معرفتكش والله كبرت واتغيرت اوي.
طالعته بإستغراب ثم فتحت عينيها پصدمة وصاحت
_ لا لا! متقوليش ان ابن الشوقر دادي بتاعي طلع عمو أكرم!
تطلع إليها الجميع بعدم فهم بينما
تمتمت عائشة بغيظ
_ انت مچنونة عملت كده ليه وانت مين أصلا أنا فاكرة ان مفيش بنات في عيلة رسلان.
أجابت ببرود محافظة على نفس نظراتها
_ انت متقربيلوش حاجة يبقى ملكش حق تحضنيه وأنا ابقى بنته والبنت الوحيدة في العيلة ولو مش عاجبك في حيطان كتيرة في القصراختاري منهم واحد واخبطي راسك فيه.
إستفزتها طريقتها في الكلام كثيرا وكادت تحضرها من شعرها لولا أكرم الذي تدخل وهو يهمس لبدور
_ خلاص يا بدور! هي عملت ايه لكل ده
لوت شفتيها بتذمر هامسة
_ كانت هتحضنك! وانا مسمحش لاي بنت غيري انها تحضنك!
قرص خدها قائلا بضحكة
_ بتغيري عليا
أومأت بتأكيد قبل أن تنتبه إلى تلك التي تنظر إليها من أعلى إلى أسفل بقرف إغتاظت بشدة من نظراتها لكنها تظاهرت بعدم الإهتماموحضنت والدها قائلة بصوت عال
_ محدش مسموح ليه يحضن بابا غيري!
خطفت نظرة
نحو رسلان قبل أن تركز بنظرها نحو غريمتها الجديدة بتحدي. إبتسمت مريم بخبث حين لاحظت نظرتها السريعة
15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 44 صفحات