السبت 23 نوفمبر 2024

رواية اسلام كاملة بقلم سارة منصور

انت في الصفحة 12 من 27 صفحات

موقع أيام نيوز

باشعار رساله تظهر على الشاشة بان حسابها البنكى زاد سبعمائة الف 
العدد نفسه الذي أتهمت به ياسمين بسرقته 
هو لم يجعلها بحاجة الى المال أبدا فلما تسرق منه 
رأسه يضغ بكل شئ لكن يسيطر عليه شئ واحد فقط يريد الفوز به 
قام من فراشه وخرج من شرفتة بهدوء
الى الشرفه التى بالاسفل 
صدم عندما رأى الفراش فارغا والساعه تتجاوز الواحدة صباحا نظر يميا ويسارا وبحديقه المنزل 
لايوجد أثر لها فى أى مكان جاء فى خاطره أنها ربما هربت 
فهرول الى خزانه ملابسها يتصفح ان كانت فارغة لكن كل شئ فى مكانه قلب الفراش ليبحث عن المال مرة أخرى ليراه كما هو 
فى تلك اللحظة تسرب الي تفكيره 
جبتي الفلوس دي منين ياياسمين 
زفر طويلا واردف 
اكيد من رامى هو الوحيد اللى بتمشي معاه 
انارت بعيناه شعلة زادت وهجها أكثر فاخرج هاتفه وعقله ينسج له ردة فعل رامي عندما تخبره أنها فتاة 
تنهد پغضب وهو يري هاتفه خاليا من رقمها فاسرع بطلب رامي عدة مرات ولم يجيب 
ياريتك كنت سرقتى الفلوس منى
خييير فى حاجه 
قالها رامي وهو يقود سيارته فهو يرى من مرآته الجانبية أن اسلام يراقبه طوال الطريق بنظرات خاطفة 
فقالت ياسمين وهى تتنهد 
مكنش ينفع اللى حصل دا يارامي عمى هيقول عليا ايه لو عرف 
مالك يابني خاېف كدا ليه وعمك هيقول ايه يعني غير أنك مع صحابك 
تنهدت ياسمين وهى تنظر من شباك السيارة وهى تشعر بالقلق تمنت لو لم يشعر بغيابها احد 
لم تتوقف عن أكل شفتاها من القلق والنظر فى عقارب الساعه فى شاشة السيارة حتى تسرب اليها شعور النوم 
وبعد عدة ساعات 
زادت الرياح الخريف تهب مع شروق الشمس تحمل انتعاش رطبا يمتزج مع رائحة الصباح تتداعب أنفها الصغير من شباك السيارة حتى أستيقظت لتتسلل اليها اشعه الشمس تنير بؤبؤ عيناها أكثر 
اخيرا وصلنا مش هتحصل تانى أنت فاهم هتفت بها ياسمين الى رامي الذي كان ينظر اليها صامتا حتى قال وهو يخرج علبة صغيرة من جيب سيارته 
أمسك التلفون دا عشان اعرف اوصلك 
ايه دا لا طبعا مش عاوز أنا كنت هشترى اساسا 
بس بقي ياعم أمسك ويلا اطلع طمن عمك اللى شيلتني همه 
ابتسمت ياسمين وهى تنظر اليه وتميل رأسها بايجاب 
وبعد أن خرجت من السيارة تابعها رامي بغرابة وهو يقول 
أمرك عجيب يااسلام بس لازم عيوبك دي تتصلح 
هتف بكلمته الاخيرة
وهو يدير مقود سيارته 
صعدت ياسمين الى غرفتها وقد علمت أن عمها خرج الى عمله فدخلت غرفتها وهى تتنهد براحة وتنظر الى علبة الهاتف الجديد وهى تبتسم 
جلست على فراشها وبدأت تفتح علبة الهاتف ولم تنتبه الى الذي يجلس على الفراش مقابلا لها 
مشفتش حد متسامح مع نفسه أكتر منك 
مرت الكلمات على اذناها پصدمة لتلتفت بړعب اليه حتى خرجت شهقة من ثغرها وهى تراه جالسا على فراشها باريحيه 
أنت هنا ليه أطلع بره حالا 
أنت نسيت ان دا بيتي وانت مجرد لاجئ هنا جبت الجراءة دى منين ولا عشان فاكر لما اعرف بحالتك دي هشفقك عليك دا أنا 
ردت ياسمين مقاطعة 
مش هسمحلك تكلمنى بالاسلوب دا أنت فاهم 
فى تلك اللحظة علا صوت رنين الهاتف الخاص بأدم فنظر الى المتصل فقال 
حظك حلو انى مش فاضيلك اسمع لازم ترجع الفلوس دي لرامي ايوة رامي مالك مصډومة كدا فكراني مش هعرف 
ولمى نفسك 
قالها وهو ينظر اليها بضيق ساخر وهى فقط تنظر اليه باستحقار وتقول 
أنت فاكر رامي زيك 
التمعت عيناه عند تلك الكلمة ليتأكد مما كان خائڤا منه فقال هامسا بسخرية وهو يقترب
من أذناها 
وانا منتظر اشوف ردة فعله 
عشان تعرفي مين الاسوء قال جملته الاخيرة وسحب الهاتف الخاص بها من يدها بقوة وضغط على عدة أزار به حتى وصل اليه رنين فى هاتفه وهى تتابعه بغرابة 
ثم ألقى الهاتف على الفراش وأردف
الدكتورة ريهام مرات عمك هتيجي قريب هى واخواتى بمعني 
تعملى حسابك تفضلي فى الاوضه دي متخرجيش منها غير بإذني 
قالها وهو يشير بهاتفه اليها ويخرج من الغرفة ويغلق الباب بقوة 
زفرت ياسمين بشدة وهى تراه بهذه الطريقة تريد أن تعيش حياة سعيدة لكن الواضح لها أن حياتها ستكون بها عدة عوائق 
ارتمت على فراشها وهى تتنهد لم تتوقف عن التقلب شعور الارهاق يغزو جسدها بثقل رهيب 
طوال اليوم لم يأتى اليها النوم برغم التعب الذي بها والخمول 
كل زفير يخرج على هيئة تنهيدة مؤلمة تصيح بتعب قلبها 
لا تعرف ماهذا الشعور الغريب ولما تشعر بهذا المړض 
أستمر الالم اسبوعا كاملا يزداد فى دخول الليل تتقيئ لاتستطيع التحدث مع أحد تنام على الفراش ولا تتحرك عيناها مغلقة وجسدها ساكن عن الحركة لكن حواسها كلها تنصت لما حولها 
تشعر بخطوات خفيفة تدور حولها دائما فى الليل الثقيل لكن لم تستطع أن تفتح عيناها من شدة التعب 
الشئ الوحيد الذي تعم فيه الحياة هى عيناها التى تتنفس بالدموع المؤلمة التى تخرج الكلمات من قلبها ويبقي التعب ساكن بين أضلاعها يذقها بالمرارة 
وفى اليوم الثانى مع مرور شمس الصباح بدا يوم جديد قامت من فراشها بصعوبة من كثرة رنين الهاتف لتلتقطه وتقوم بالرد عليه بصوت نائم 
مين 
ايه اللى مين انت مش مسجل رقمي لازم تيجي النهاردة فى تدريب مهم 
مش هقدر يارامي أنا تعبان اووى 
أنت بتهزر يااسلام بقالك اسبوع غايب هو أنا بقلك تعالا نلعب دا شغل فريق ولازم تيجي 
خلاص خلاص هاجي 
قامت من الفراش بصعوبة بالغة ونظرت فى مرآتها لترى أن دموعها رسمت ممر عابر على وجهها يظهر أثر أوجاعها 
زفرت وهى تبحث عن عنوان هذا الطبيب النفسي الذي أخبرها عنه الطبيب المعالج لحالتها 
فلم تعد تحتمل ۏجع قلبها الدائم ولم تعد تتحكم فيه فقط يزداد أكثر مع مرور الايام 
قامت بالاتصال بالمشرفة الخاصة بالطبيب لتحدد موعد بأسرع وقت ممكن 
أرتدت ملابسها بعد أن أخذت استحماما باردا جعلها تفيق قليلا وذهبت الى النادي 
لترى كل شخص تكره فى حياتها موجود لكن حمدت الله ان سيف ليس معهم فرؤيته ليست محمودة وخاصة الان 
دخلت الى غرفة تغير الملابس لتراها فارغه تنهدت براحة وهى تغلق الباب الرئيسي 
وتدخل الى غرفة محكمة الغلق وتغير ملابسها الى ملابس كرة القدم 
وما أن دخلت الى أرضيه الملعب كانت تشعر أنها فى حالة غائبة عن الوعي فى عالم أخر 
تجرى أمام الجميع ولاترى اين هى كرة القدم تجرى فقط مع الفريق وتارة اخرى مع الفريق المعاكس 
حاجة مسكرة عاوزة حاجة مسكرة 
شعر رامي بالڠضب منه وهو يراه ضعيفا هشا يتشبه بالنساء لكن فى نهاية الامر اشفق عليه من رؤيته ينهج بتلك الطريقة ويظهر عليه التعب والتعرق الشديد 
فقام ببعث أحد العاملين الخاص بتنظيف النادى ليشترى بعض العصائر الى الفريق 
وما أن قامت ياسمين من ارضية الملعب لتذهب الى الحمام رأت اكثر من تخشي وجوده أمامها 
والاسوء انه ينظر اليها بضيق وخاصة بعد أن خلع بذلته الانيقة فى ارضيه الملعب وارتدى ملابس رياضيه ويشير اليه بأنه يتحداه فى مباراة 
لكنها ذهبت مسرعة الى الحمام وبيديها علبه عصير وبعض السكاكر 
حمدت الله عندما وجدت الحمام الخاص بالرجال فارغا
وأعتبرته حظا وفيرا 
أغلقت الباب الرئيسي ودخلت الى غرفة منهم وجلست على الحمام وخلعت القميص الرياضي حتى يأتى اليها الهواء 
ايه الحر دا هموووت !!
هتفت بها ياسمين وهى تقوم بتحريك قميصها يمينا ويسارا
حتى يمرر اليها الهواء 
ثم أقبلت تشرب قنينة العصير وبعض السكاكر بنهم 
حتى سمعت صوت يطرق الباب بقوة وصوتا قويا
يهتف 
أفتح يااسلام ياجبان بتهرب منى والله ماهسيبك غير لما اعلمك ازاى تيييييتتت 
بعد تلك الكلمة وصل صفير الى اذناها مع خفقان شديد 
فقامت من على المقعد پصدمة مرعبة حتى سقط منها القميص فى مجرى المياة 
ياحظك الهباب أعمل ايه بسرعه فكرى قالتها ياسمين وهى تضع أذناها على الباب تسمع إن ذهب أم لا فقد عم الصمت لثوان 
هنا سمعت تحطيم الباب الرئيسي من ركله واحدة ليجرى الخۏف فى قلبها بسرعة ويقل الهوا فى رئتيها 
نظرت الى القميص الذي امتلأ بالماء وما أن انحنت حتى تلتقطه تم ركل بابها الخاص بدورة المياة 
التفتت بسرعة وتقوم بمسك مقود الباب حتى لايستطيع ان يفتحه 
فهتف سيف لها پغضب 
مش هسيبك النهارده غير لما أربيك لو راجل افتح 
فردت ياسمين عليه بتوتر 
ياعم أنا مش راجل اقصد راجل ومش هفتح 
ارتعشت شفتاها وجسدها بالړعب لاتعرف كيف تتصرف عقلها يسرد لها ان علم الجميع بأمرها ستكون ڤضيحة لها خاصة رامي هى لا تريده ان يعرف بأمرها ليست مستعدة بعد الا يكفى ما فعله أدم معها 
وصل اليها هتاف سيف پغضب 
كدا طيب 
قالها سيف ليقوم بتحطيم الباب بركله جعلتها ترجع الى الوراء حتى سقطت على دورة المياة بقوة 
مفيش حد جاله اليوم اللى يقف قدامى 
هتف بها رامي وهو يمسك الباب المحطم فى يده اليسري و ينظر اليه پغضب حتى سقطت عيناه على الرباط الذي يحيط به صدره ليردف بصياح 
ايه الرباط دا ربطه هنا ليه 
قالها بعد أن اقترب منها وعيناه لاتستوعب ماتراه هل ما كان يشك به كان حقيقيا لكن كيف كل تلك التساؤلات تخوض داخل عقله حربا 
أمسكها من معصمها يجذبها اليه وعندما بسط يده حتى يزيح الرباط قامت بعض يده بقسۏة ورفعت قدمها بسرعة
حتى سقط على الارض يئن من الالم وعيناه جاحظه مما يراه 
واستغلت سقوطه على الارض وقامت بازاحه قميصه عن جسده بسرعه وهى ترتعش لترتديه وهى تهرب 
الفصل الحادى عشر 
خرجت مسرعة إلى النادى وهى ترتدي قميص سيف الذي يبدو كالبحر الشاسع تعوم بداخله بجسدها النحيل 
حمدت الله عندما وجدت باقى الفريق يتحدث فيما بينهم فى وضع دائرة فأسرعت أكثر حتى خرجت من الباب الرئيسي 
أما الاخر كان ملقى على الارض يشعر بالألم بجسده وعيناه شاردة فيما رأته من غرابة 
فعندما رأه للمرة الاولى يلعب الكرة فى المتوسط دار الشك حول عقله لذا أراد أن يتأكد فقام بضربه بقسۏة ذلك اليوم أمام الجميع 
نعم تأكد أنه ولد لكن يوجد شئ بداخله يخبره دائما أنها فتاة 
أما الان يريد ان يكتشف ماحقيقة الشئ الذي رأه تنهد وهو يرفع نفسه لكى يقوم من الارض 
فى تلك اللحظة دخل عليه رامي وعيناه جاحظة يرمقه بنظرات غريبة وسيف ينظر اليه طويلا يحاول أن يكتشف أن كان يعرف أم لا 
لكن الضباب يملأ المكان بالغموض فقال سيف وهو يقف على قدميه 
أن تعرف أن إسلام 
وقفت شفتاه عن الكلام فرفع ببصره الى رامي ليرى عيناه متلهفة لتنصت الى كلماته لا يعرف لما اراد أن يخفى ما رأه وأردف مغيرا للموضوع 
لو شوفته هقطعه ميهمنيش إن كان صحبك ولا لا 
صاد الصمت بينهم للحظات ومن ثم خرج رامي من أمامه بدون كلمه واحدة 
متجها الى غرفة تغير الملابس وقف أمام حزانة الملابس الخاصة
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 27 صفحات