رواية للقدر حكاية(الفصل الثاني والخمسون إلى الخامس والخمسون) للكاتبة سهام صادق
الذي يخفى وجهه يطالعه وهو راقد هكذا
اخيرا شوفتك كده يافرات...
واقترب منه ينظر إلى سكونه
....................................
وقفت تتراقص بصخب تحرك خصلاتها هنا وهناك بحركات مثلهم
اقترب منها وليد مبتسما
مريم
طالعته وهو يمد لها السېجاره المحشيه بشئ غريب لكن جعلها سعيده وكأنها تحلق عاليا
ايوه ياحببتي... خدي نفس وادعيلي
اسفه ياحبيبي.. قولي بس ارضيك ازاي
عادت عيناه تتعلق بمريم ولكن ارضاءه مازال قائم
جلس هاشم فوق مقعده الذي يعطيه هاله من الراحه يخطط بقلمه شئ كان قلبه يقوده لرسمه... أنهى رسمته لينظر الي ما خطته يداه فلم يجد الا وجهها.. رفع كفه حتى يحك خده
وقفت تتأمل ما حولها وفكرها سابح.. اتكأت بمرفقيها فوق سور الشرفه.. لتتجمد بعدها عيناها وهي ترى مريم تلتف حولها يمينا ويسارا وقد أتت من الجانب الخلفي للفيلا تنفض ثيابها وتعدل من هيئتها
ياقوت
صوته اخرجها من حاله الذهول التي بها ولكن عيناها ظلت نحو مريم التي مازالت عيناها ترصدها من الشرفه
الفصل الثالث والخمسون
_رواية للقدر حكاية.
_بقلم سهام صادق.
اندفاعها نحوه وارتمائها بين ذراعيه كان كفيل بأن ينسى إجابة سؤاله.. ابتسم وهو يعانقها يغمرها بعاطفته التي اوقدتها الظروف والعثرات
قومتي ليه من جانبي مدام انا وحشك كده
تمتم عبارته بغرور رجولي مصطنع ينتظر سماع ردها.. وماكان جوابها المشاكس الا خفقان قلبه من اضلعه
عندك إعتراض انك تكوني وحشني
تجلجلت ضحكته في سكون الليل وهو يأسر وجهها بين كفيه
لا معنديش اعتراض ياياقوت هانم.. بس قوليلي مين بقى يعلمك الردود ديه
ابتسمت خجلا وقد انساها للحظات تلك التي أرادت الذهاب إليها حتى تعرف من أين أتت
ياقوت
تمتمت بخفوت وقد افاقها هتافه بأسمها
عيونك جميله
تعجبت من رده لتبتعد عنه تسأله
انا عيني جميله.. طب ازاي ديه حتي مش ملونه
وقبل ان يمتلكها بعباراته التي أصبحت تجعلها مسحوره به وكأنه عرف اخيرا ماذا كانت تريد
حمزه انا عطشانه
قطب حاجبيه وهو يتجه بعينيه نحو دورق المياه الفارغ
ثم حك رأسه
هنزل اجبلك
تحرك من أمامها لتسرع في جذب ذراعه
لا انا هنزل اجيب والمره اشوف حاجه أكلها اصلي جعانه
قولي كده.. خلاص هجبلك
لا ياحبيبي متتعبش نفسك.. هنزل بسرعه
مريم
رفعت مريم عيناها نحوها ضاحكه
يييه هتضيعي الدماغ اللي عملاها
أصابها الذهول واقتربت منها تطالعها
مريم انتي كنتي فين من شويه
لم تجيبها واغلقت عيناها ثم سقطت بعدها في سبات عميق.. انحنت ياقوت نحوها لتفزع من الرائحه التي تشمها
مريم اصحى.. اصحى عشان نتكلم
ألقت نظره أخيره صوبها بعد ان ابدلت لها ملابسها وغادرت الغرفه وهي تفكر فيما ستفعله
اتأخرتي كده ليه...
كويس انك نزلتي تاكلي لاصحي الاقيكي وكلاني
حدق بها لثواني ثم استرخت ملامحه وابتسم
مريم متربيه كويس يا ياقوت وانا واثق فيها
ياقوت عشان ما يبقاش في مشاكل ابعدي عن مريم.. لحد دلوقتي انتي مش قادره تكسبيها
مريم پتكرهني.. لكن انا عمري ما كرهتها
عارف ياياقوت انك مش بتكرهيها... وعشان كده الأفضل تبعدوا عن بعض مش عايز اتحط بينكم
مش هنام بقى
لا مش هنام.. ومش هنام جانبك لان كلامك ضايقني
رايحه فين ياياقوت
دفعت وسادتها فوق الاريكه وعادت ترمقه بغل
هنام هنا أفضل ليا... وزي ما بتبسطني بكلامك وبراضيك... هتضايقني هقلب عليك
اتسعت عيناه ذهولا مما يسمعه يضرب كفوفه ببعضهم يتسأل
شكلي حسدت نفسي ولا ايه
................................
هرج كان يضج بالمشفى بعد خبر استيقاظ فرات النويري... الكثير كان يتمنى شفاءه من عائلته فالجميع يراه قطب هام من اقطاب العائله
عيناه كانت تبحث عنها وحدها يتذكر صوتها الذي لا يعلم أكان حقيقا ام مجرد اضغاث احلام
الشئ الوحيد الذي يتذكره انه رأي عزيز زوج شقيقته ثم بعدها سقط في غيبوبه قصيره عاد يحارب فيها ظلامه ليعود لنعيم الحياه التي رأها في غفوته وكأن الحياه تخبره ان هناك ما ينتظره من سعاده
أنهى الطبيب فحص مؤشراته الحيويه وابتسم نحوه
حمدلله على سلامتك يافرات بيه
اماء برأسه وخرج صوته مهزوزا وضعيفا
الله يسلمك
كانت فاديه تقف خلف الطبيب رغم سعادتها بعوده شقيقها واكتشافها انها مسنوده بوجوده لكانت مشاعرها المريضه قد ظهرت
حمدلله على السلامة يافرات
تعلقت عين فرات بها وكأنه وجد من يسأله
الله يسلمك يافاديه... فين صفا
مشيت
هتفت بها ببرود مما جعله يتحرك من رقدته بصعوبه
بتقولي ايه مشيت راحت فين
فرات بيه مينفعش كده... اي مجهود على حضرتك دلوقتي مش سليم
هتف بها الطبيب قبل أن يرحل من غرفته فعاد يسأل عن شخص آخر سيخبره بمكانها
فين عامر طيب... اتصليلي ب عامر
ليمتقع وجه فاديه ثم غادرت الغرفه حانقه داعيه
مكنتيش موتى بقى وريحتينا... تيجيبي الطفل اللي متمسك بي بس وبعدين همحيكي من علي وش الدنيا
زفرت أنفاسها وهي حائره... داخلها شئ يخبرها ان تصمت وتتركها حتى يكتشفوا هم بأنفسهم أفعال الصغيره المدلله وشئ اخر يرفض صمتها يهتف بها ان تنصحها
كان الوقت
قد تجاوز العاشره صباحا وهي تهبط الدرج تبحث بعينيها عن أحدا قابلتها ندي بأبتسامه مشرقه وقد تغيرت علاقتهما
صباح الخير ياياقوت... ايه رأيك نروح لمها المستشفى سوا
رغم ادراكها انها لن تلحق اجتماع اليوم الذي سيكون في الساعه الواحده ظهرا الا انها اماءت برأسها
تمام.. هروح المطبخ اكل حاجه سريعه واستناكي في الجنينه تكوني جهزتي
أسرعت ندي في التحرك لأعلى حتى تعد حالها... اردات ان تهتف بأسمها وتسألها عن مريم الا انها تراجعت
دلفت للمطبخ فنهضت الخادمه كالعاده تسألها عن طلبها
هعمل لنفسي.. ده مجرد فطار كملي شغلك انتي
انهت اعداد كأس اللبن والشطيره وقررت الخروج للحديقة للجلوس فيها وانتظار ندي... ألتقطت عيناها مريم الجالسه تداعب فرو قطتها
صباح الخير يامريم
حدقت بها مريم پحقد وقد التمعت عيناها
تعرفي لو اتكلمتي وقولتي انك شوفتي حاجه... هضيعك معايا
اتسعت عين ياقوت ذهولا اما مريم اخذت تستعيد حديث صديقتها رؤى حتى تهددها وتخاف
هقولهم ان انتي السبب وهحط رجلك معايا..
مش معقول تكوني وصلتي لكده... حمزه لازم يعرف انتي بتضيعي
لم تشعر مريم بنفسها الا وهي تدفعها بقوه فكادت ان تسقط أرض
مالكيش دعوه بحياتي انتي سامعه ولا ب بابا... انا فهماكي عايزه تخليني قدامه ف صوره وحشه عشان يبقى ليكي لوحدك
اللي انتي فاهمه غلط.. انا عايزه اعيش وسطكم ونبقي عيله
عمرك ما هتبقى مننا انتي دخيله علينا
نفس الكلمه التي كانت تخبرها بها زوجة ابيها... دخيله كلمه حفظتها عن ظهر قلب... تفاجأت بصړاخ مريم بأسم شقيقها
شريف
كان شريف يقترب منهم وقد كان سعيد لرؤية ياقوت مع
شقيقته ولم ينتبه ان وقفتهم لم تكن الا عداء
مالك ياحببتي في ايه
ضم شقيقته اليه وعيناه مثبته نحو ياقوت... كانت ستحل الأمر بأي كذبه وتخبره انهم كانوا يتحاوروا قليلا ولكن الصغيره أسرعت في نجدت نفسها كما علمتها رؤى بخبرتها التي تفوق سنوات عمرها
شايف ياشريف ابله ياقوت بتقولي اني بنت مش كويسه
وقفت ياقوت في حاله من الذهول لا تستعب بكاءها وكأنها حقا اساءت لها.. اخرسها تمثيلها لتظل عيناها على وسعهما والصغيره تروى لشقيقها حديث نسجه عقلها
خلاص ياحببتي اهدي
وحدق ب ياقوت الواقفه بنظرات ضائقه
مدام ياقوت عند اختي ولو سامحتي... احنا بنحترمك عشان حمزه بس...
وقبل ان يكمل شريف حديثه الذي اهانها
كلامك وصلني ياحضرت الظابط...
وانصرفت تجر اقدامها بخيبه.. ف الزيجة التي احسدها الجميع عليها