رواية شيخ في محراب قلبي بقلم رحمة نبيل
وهي تجيبه بوقاحة شديدة
آخر همي انا دلوقتي في موضوع الفرح ده انا مش موافقة على الموضوع ده
أجابها فرانسو باردة جدا
آخر همي
ولم يمنحها ثانية إضافية للإجابة واغلق المكالمة ليجري مكالمة أخرى بالمحامي الخاص به وأثناء ذلك جاء فرج لسحبه حتى يأخذ صورة مع الجميع
أفاقت بثينة من شرودها تزفر بضيق وهي تفكر فيما يحدث وفي المسار الذي تحركت إليه حياتها
ابتسم زكريا مبتعدا عن الجميع وهو يتحدث بصوت عالي ليسمعه الكل في المكان
طب يا جماعة اعذروني انا بس لان المدام مريضة شوية فهضطر أخدها وامشي
كاد هادي يفتح فمه للتحدث ليوقفه زكريا بإشارة من يده وهو يتحدث مبتسما
لا يا هادي مش هتلم الليلة كملوا زي ما انتم كل شيء بخير متقلقوش
صدقني والله هعوضها ليك في الليلة الكبيرة يا حبيبي بس دلوقتي مش هقدر صدقني والله مش هقدر مبارك يا حبيبي
ابتعد زكريا ثم اتجه لرشدي تحت نظرات هادي المتعجبة لحديثه وهو يشعر بغصة في قلبه وأن هدوء وبسمة صديقه تلك ليست سوى إشارة لحرب مشټعلة داخلة
ابتعد زكريا عن رشدي ثم ابتسم لهم بسمة صغيرة قبل أن يستدير ذاهبا للغرفة التي بها فاطمة وبمجرد أن أبتعد عن أعين أصدقاءه المراقبة له حتى تحول وجهه بشكل مخيف ينبأ بكوارث قادمة
بقولك ايه انا بستأذنك ليه اساسا انا هروح اخدها وأخرج ومتقولش كلمة واحدة لاحسن تطلع في دماغي واخدها على البيت وإنت عارف اني قادر اعمل كده
وصل هادي جوار شيماء ثم تحدث ببسمة سخيفة
يلا يا شوشو قومي غيري والبسي اي حاجة مريحة عشان نخرج سوا
رفعت شيماء نظرها لهادي بتعجب
نخرج
ابتسم لها هادي يهز رأسه بإيجاب
تحدث رشدي من بعيد قليلا وقد وصل له حديث هادي
كداب موافقتش والله
تجاهله هادي وهو يشير لها بالنهوض لتغيير ثيابها والتي كانت عبارة عن فستان طويل باللون الذهبي به بعض الزينة الثقيلة نوعا ما لكن دون زيادة بل كان يبدو شديد الجمال عليها إلى جانب حجابها البسيط والراقي وبعض الزينة التي تكاد تظهر في ملامحها
رحلت شيماء مع ماسة وهي تنظر لهادي بخجل
ابتسم هادي وهو يلقي نفسه على الأريكة جواره بهيام شديد يربت على قلبه وهو يبتسم بسمة هائمة غبية يدور بنظره في المكان وهو يرى العالم حوله وردي لكن فجأة فزع حينما جائت عينه على وجه شخص يكاد يلتصق به
انتفض هادي وهو ېصرخ جالبا انتباه جميع من حوله
ياربي وقفت قلبي يا جدع هو إنت لسه هنا
كان هادي يتحدث المأذون والذي كان يتوسط الأريكة التي ألقى هادي نفسه عليها ليفزع من وجوده وقد أنهى بالفعل عقد قرانه منذ فترة
تحدث المأذون بتعجب شديد وهو ينظر لهادي
هما خلصوا
لم يفهم هادي شيء ليتحدث بتعجب بعدما لمح رشدي يقترب منه
هما مين دول اللي خلصوا
العريس والعروسة خلصوا تصوير وهيصة
حسنا يبدو أن ذلك العجوز خرف فهادي لم يفهم جيدا ما يقصد لذا تحدث بعدم فهم
اه يا حاج خلصوا بعدين انا العريس ايه مش عارفني ده انت لسه كاتب كتابي
نظر له الراجل من أعلى لاسفل بدقة وهو يجيب بتعجب
انت العريس ازاي ده انا فاكر إنه كان ابيض من كده
خرج صوت مستنكر من حنجرة هادي وهو يجيب الرجل
معلش اصل الجو في صالة عمي ابراهيم الفترة دي استوائي فتلاقيني اخدت لون
هز الرجل رأسه وكأنه قد اقتنع لكنه عاد وتحدث
ايه ده لحظة مش العريس اساسا كان عبيط فرج قالي إنه فرح واحد عبيط واجي بسرعة قبل ما ېقتل حد بس إنت شكلك كده والله اعلم مش عبيط
تحدث هادي بسخرية وهو يرمق الرجل
الله يكرمك يا حاج والله
صدح في المكان ضحكات رشدي العالية وهو يسقط ارضا صارخا من بين ضحكاته
لا يا حاج في دي انت صح العريس فعلا عبيط
استدار هادي هو يلمح بطرف عينه فرج الذي كان يجلس جانبا يتناول قطعة من الجاتوه بكل استمتاع ليركض له سريعا بغيظ شديد صارخا
فرج
وها نحن اميرتي قد وصلنا لغرفتك
هكذا تحدث زكريا وهو يضع فاطمة بحنان شديد على فراشها مبتسما لها بسمته التي أضحت تسكن كل اوجاعها وآلامها وتطمئنها أن القادم سيكون سعيد طالما كان بجواره
هو إنت يعني اصل اللي حصل هو
كانت فاطمة تتحدث بحديث عشوائي لا تعلم ماذا تقول حقا كيف تتحدث معه بشأن ما حدث منذ قليل لكن يبدو أن زكريا تفهم الأمر ليضمها بحنان مقبلا رأسها
حسنا ما رأيك بأن تنامي اليوم وغدا نتحدث
تحدث زكريا يود الرحيل من أمامها الآن حتى يفكر في القادم لكن فاطمة أمسكت يده سريعا وهي تتحدث بلهفة ودموعها بدأت في الهبوط
مش عايزة اشوفه ابدا يا زكريا مش عايزة اقف قدامه ھموت والله جسمي كله بيترعش وبحس اني عايزة اۏلع فيه و
توقف زكريا عن الحديث وهو يجذب رأسها لصدره بتعب شديد وۏجع
مش عليك تقفي قدامه ابدا غير يوم ما تخدي حقك منه يوم ما تشوفيه بعينك وهو بيتعاقب على اللي عمله يومها بس هتقفي قدامه وانت رافعة راسك
قبل زكريا رأسها بحنان هامسا
اعدك جميلتي أنني لن اترك حقك ابدا لذا نامي قريرة العين ولا تهتم لأي شيء يحدث حسنا
نظرت فاطمة لعيونه بدموع وهي تتحدث بۏجع كبير
انا بظلمك اوي معايا يا زكريا انا ډمرت مستقبلك كله بجوازي منك
ابتسم
زكريا وهو ينزع حجابها حتى لا تختنق ثم رتب شعرها بحنان هامسا لها بحب شديد لا يعلم متى وأين تغلغل داخله فالأمر بدأ بنزعة الحماية التي نمت داخله تجاهها وبعدها تحولت لمسئولية وها هي المسئولة قد كبرت لتنضج مكونه ثمارها التي طرحت حبا انتشر رحيقه في ربوع جسده كله معلنا بذلك بداية موسم عشق خاص حوله من راهب لشاعر في حبها
وما نفع المستقبل إن لم يكن جوارك غاليتي
كان رشدي يضحك پعنف وهو يحاول جذب هادي بعيدا عن فرج الذي كان يضم طب حلواه وكأنه يحمي صغيرة من وحش مفترس صارخا في هادي
جرا ايه يا متخلف انت كنت هتخليني أوقع الكريزة في الارض من الفزع
تحدث هادي بغيظ شديد وهو يضغط على أسنانه پعنف يشير بكفيه لفرج وكأنه يطحن ثمرة طماطم أسفل قبضيته
ده انا بص هخلع راسك دي واحطها في خلة واعملها كريزة بقى انا عبيط يا فرج انا عبيط
تحدث فرج وقد أدرك سبب ڠضب هادي لذا تراجع أكثر على مسند المقعد الذي يتعلق به خوفا من هادي
لا يا هادي يا بني قطع لسان اللي يقول عليك كده يا حبيبي
وانا ميرضنيش كلمتك تنزل الأرض يا حبيبي
ابتلع فرج ريقه بقلق وهو يرى هادي ينظر له بشړ
قصدك ايه
ابتسم هادي بشړ كبير وهو يتحدث
يعني هقطعلك لسانك يا فرج ووريني بقى هتتغزل في ام اشرف ازاي أما خليت اشرف يسدلك الشباك بتاعها مبقاش هادي عبدالهادي
هادي بتعمل ايه
كان ذلك صوت شيماء التي خرجت للتو من غرفتها ترمق هادي بعدم فهم لما يفعل انتفض هادي مبعدا رشدي عنه ثم تحرك صوب شيماء بلهفة شديدة ولم ينسى قبلها أن يمرر يده على رقبته كحركة السکين مشيرا لفرج بها وهو يتوعده وصل هادي لشيماء وهو ينظر لها بحب شديد وبسمة ثم مد يده لها
تسمحلي جميلتي
نظرت شيماء حولها للجميع بخجل شديد ووضعت يدها في يد هادي وتحركت معه وهي تبتلع ريقها بتوتر تحت نظرات الجميع السعيدة لأجل الاثنان
نظر رشدي لماسة التي تقف تراقب خروج شيماء ببسمة واسعة ليشير لها بعينه أن تتبعه لسطح البناية ثم تحرك يسبقها وقد انقلبت ملامحه ١٨٠ درجة وكأنه ليس ذلك المازح الضاحك الذي كان في المنزل منذ ثواني فقط
نظرت ماسة لاثره تعلم جيدا ما يريده لذا تنفست تهدأ نفسها وبعدها استأذنت من الجميع ثم تبعته سريعا حتى لا تزيد من غضبه وتجعله يظن أنها تتملص من المواجهه
خجلت فاطمة كثيرا من حديث زكريا وما كادت تفتح فمها للإجابة حتى قاطعها صوت رنين هاتف ما والذي كان هاتف زكريا
أخرج زكريا هاتفه وبمجرد أن لمح الاسم الذي أنار الشاشة حتى على وجهه ملامح غريبة كليا عن وجه الذي اعتاد أن يحمل للهدوء والحنان والحزم دائما
ابتسم زكريا لفاطمة بسمة لم تصل لعينه ثم أجاب الهاتف وهو يتحدث بكلمات مقتضبة جدا لمحدثه
بعتها جزاك الله خيرا هستنى بقى تطلعها واجي استلمها منك تمام في رعاية الله
أنهى زكريا هاتفه ثم أخذ ينقر فيه على بعض الأزرار بلهفة شديدة حتى توقف فجأة ونظر لفاطمة التي كانت تتابع حركاته دون فهم
ابتلع زكريا ريقه وهو ينظر لفاطمة بحنان يكوب وجهها هامسا
فاطمة هوريك صورة وعايزك بس تشاوري ليا على الشخص اللي شوفتيه انهاردة ماشي
ازدادت خفقات قلبها لدرجة شعرت أن زكريا قد سمعها لكن برؤية تلك النظرات المشجعة والمساندة لها في اعين زكريا هزت رأسها بتردد كبير في انتظار ما يحدث
ابتسم لها زكريا بتوتر شديد يخشى أن يعرضها لصدمة أو ما شابه لكنه عليه معرفة ذلك الشخص ليبدأ في أخذ قصاصه منه ومن رفيقه وهو بالطبع لم يكن ليعرض فاطمة لحمل أن تقف
أمامه وجها لوجه وتشير عليه لذا رأى أن هذه افضل طريقة للوصول إليه
مد زكريا يده بالهاتف وهو يترقب كل شيء يصدر من فاطمة التي تحركت عينها من وجه زكريا ليده اتحدث في صورة كبيرة تضم عدد كبير من الشباب والذي تعرف منهم البعض مما رأت سابقا أخذ وجهها يمر على الجميع وهي تشعر أنها على وشك الاڼهيار وتنفسها أصبح صعب جدا تشعر ببوادر اڼهيار وتلك الحالة اللعېنة تكاد تعود