رواية جمود قلب بقلم فاطمة الألفي
عشرة الصبح
بقولك تابع المواقع بنفسك وأطمنى على مواد البناء وكل حاجة وخلى بالك المشروع الكبير مش عايزة الشغل يوقف فيه ودايما تشوف المخازن واى نقص تكمله عشان مايحصلش تاخير فى التسليم ولا تقصير
عبدالرحمن أطمنى هباشر كل حاجة ومش تقلقى
كرمة اوكية واى حاجة انت مكانى ومعاك كل الصلاحيات لو فى ورق مهم محتاج أمضاء أمضى انت ومشى الشغل ماشى
وانتهى يوم العمل وعاد الجميع إلى بيوتهم
أحضر حقيبة سفره ووضع بها كل مايلزمه وأنتهى من كل شئ
وجلس مع سيلين التى تبكى لفراقه فهى المرة الاولى التى يفترق بها
أحضرت كرمة حقيبتها وتأكدت من كل شئ وبعد ذلك ذهبت لتتفقد الصغيرة ونامت بجوارها وهى تضمها
فى الصباح
أستيقظ الجميع وكل منهم فى تفكيره شئ يسعى من أجله
أستعداد لحياة جديدة فى أرض جديدة
فى مطار القاهرة الدولى
فى مطار القاهرة الدولى
كانت تجلس تنتظر أقلاع الطائرة إلى مدينة الغردقة
كرمة عبدالرحمن ممكن أعرف المهندس الجديد متأخر لية هى يعرف ميعاد الطيارة ولا لأ
عبدالرحمن أنا هتصل بحمزة دلوقتى أطمنى اكيد فى الطريق
كرمة والله هو شكله مستهتر وهيضعنا
عبدالرحمن بجدية لا حمزة طول عمره راجل قد كلمته دة خمس سنين الاول على الدفعة ولولا المحسوبية كان زمانه دكتور فى الجامعة مش تستقلى بيه حمزة دة دماغ جبارة
عبدالرحمن طبعا صاحبى بس ماقابلتوش من سنة التخرج بس هو بجد يستاهل مش عشان صاحبى قبلت اشغله
كرمة عبدالرحمن أنت مش محتاج تبرر حاجة أنا عارفة انك جد فى الشغل المهم دلوقتى أعمل أية المفروض أكون فى الطيارة
عبدالرحمن طب اتفضلى أنت خدى أيسن وأطلع الطيارة وهحاول اتصل بيه ماتقلقيش خلى بالك من نفسك ومن ايسو حببتى قبل أيسن وصافح كرمة
صعدت الدرج الخاص بالطائرة وقابلتها المضيفة المسئولة عن أماكن الجلوس ترشدها لمكانها المختص
وجلست بمكانها والصغيرة جانبها فى مقعد متخصص بالأطفال
والمقعد المجاور لها فارغ تنتظر قدوم شريكها فى هذة السفرية
حاول عبدالرحمن الاتصال به وفجأة وجده أمامة يلهث ويأخذ نفسه بصعوبة
حمزة أستنا بس أخد نفسى مش قادر أعمل أية التاكسى عطل فى الطريق ونزلت وركبت غيره والمهم وصلت اهو
عبدالرحمن طب الحق خد مكان كرمة طلعت الطيارة ودلوقتي عشر دقايق والطيارة تحلق بالسماء هههه ربنا معاك
حمزة أشوف وشك بخير يا عوبد
ودع عبدالرحمن وذهب إلى حيث الطائرة وعلى آخر لحظة كان يجلس بالمقعد الذى بجانب كرمة
نظرة له كرمة بسخرية ما لسة بدرى يا باشمهندس أدهم تعمدت تبديل أسمه
حمزة بعصبية دة بدل ما تقولى حمدالله على سلامتك أو أية أئخرك وراد جدا أكون تعرض لأى موقف عطلنى مش قاصد يعنى وبعدين مين أدهم دة أسمى حمزة الحداد يا باشمهندسة
كرمة بغرور مش فرقت كتير
وضعت الهاند فيرى على أذنها ونظرت إلى الصغيرة وجدتها نائمة فأرجعت ظهرها للخلف وأغمضت عيناها وهى تستمع للموسيقى الهادئة وتجاهلت وجود حمزة
كان ينظر لها بغيظ فكيف أن تتجاهله بهذة الطريقة وكيف أن تخطء فى نطق أسمه الصحيح فما علاقة حمزة بهذا الادهم فى اختلاف فى الإسم والنطق تماما
وفجأة وضع يده على يدها بقوة من أثر أقلاع الطائرة دب الړعب داخل صدره فهذة المرة الاولى بحياته ليستقل بطائرة
عندما شعرت بيد قوية تطبق على يدها بقوة نظرت بجانبها فجأة
وجدته مغمض العينان بقوة وصدره يعلو ويهبط پخوف واضح على ملامح وجه ويده تطبق بقوة على يدها فقد تألمت يدها بهذة القبضة القوية ولكن فضلت السكوت فمن المؤكد انها المرة الاولى له
تحدثت كرمه لتفيقه من هذا الشعور بالخۏف
كرمة أفتكر مافيش داع للخوف دة كله أحنا خلاص بقينا فى الجو ممكن تهدئ وتتنفس بهدوء مافيش داع القلق
نظر لها پصدمة عندما سمع صوتها الهادى رغم قوة وجمود الكلمات التى تفوه بها ولكن شعر بهدوء صوتها وبث داخله شعور بالراحة والسکينة
كرمة أيدى اتفرمت حرام عليك
نظر حمزة ليدها وجد فعلا يقبض عليها بقوة وشعر بالندم
حمزة بتوتر أسف بس أول مرة وفعلا حسيت بأحساس غريب والله ماخدتش بالى
كرمة بهدوء عارفة انا كمان كنت بخاف من ركوب الطيارة بس بعد كدة أتعودت وأكيد هتتعود أنت كمان
حمزة بنظرة شكر شكرا
كرمة بجدية على أية ممكن عشان ماتحسش بالقلق تستعمل هاند فيرى وتسمع حاجة بتحبها
حمزة معلومة جديدة بس للأسف مش معايا السماعات
كرمة أتفضل
حمزة بأستغراب طب وأنت
كرمة عادى أنا متعودة لكن حضرتك أول مرة خد جرب
امسك منها الهاتف ووضع السماعات الخاصة باذنه وجدها كانت تسمع ميوزك هادى اغمض عيناة وسرح مع الميوزك شعر بأنه فى عالم أخر
فى فيلا الحناوى
بعد مغادرة أبنتها الفيلا تحدثت مع كريم لتخبره بسفرها وهو لم يستغرق وقت فأحضر المأذون والشهود معه وتوجه إلى الفيلا وتم عقد القرآن وغادر الماذؤن والشهود
كريم بمكر مبروك ياقلبى بس أيه الجمال دة
فريال بابتسامة بجد عجبتك أية رائيك عملت نيولوك جديد عشان خاطرك يا حبيبى
كريم بغمزة أنت قمر فى كل الاحوال يا حياتى بس أيه هنفضل نتكلم فين أوضتك ياقمر
فريال مش تأكل الاول
كريم لا ياقلبى تعالى عاوز اقولك كلام كتير
صعدت الى غرفة النوم وهو معها
نظر لها
وصلت الطائرة مطار الغردقة
ترجل الجميع من الطائرة وهو بعالم آخر ومن الواضح أنه غفل
كرمة حاولت إفاقته برقة
أفاق من أحلامه الوردية على وجهها الملائكى فرغم عنه أبتسم لها
كرمة بجدية وصلنا الغردقة أتفضل
حمزة يظهر أن نمت
كرمة أيسن حببتى يلا ياقلبى وصلنا
أيسن بفرحة بجد هنشوف البحر ونعوم بيه
كرمة بابتسامة أكيد طبعا
كان حمزة يتابع الحوار ومستفرب من وجود الطفله معها
ظل يسئل حاله من تكون هذة الطفله وتوقع انها شقيقتها أو أبنة شقيقتها هذا المتوقع فهو لا يعلم شئ عن عائلتها
مسكت بيد الصغيرة وهبط درج الطائرة بهدوء
وكان فى أستقبالهم أكمل زيدان رجل الأعمال المعروف شاب عمره ٣٢ عام طويل القامة وابيض البشرة وذات عينان سود وشعر اسود ولحية مهندبة وشارب خفيف يعطى مظهرة الرجولى وسامه وجاذبية وهو ذو طباع لعوب فهو من صاحب العلاقات الكثيرا بالچنس الناعم فهو يعشق الجمال ويقدره وهو معجب بكرمة ويريد التقرب منها بأى طريقة ولذلك فضل العمل معها بمشروعه الخاص لكى يحظا بالحديث معها ورؤيتها دائما ويعلم أنها جادة فى عملها
أكمل بابتسامة حمدلله على السلامة يا باشمهندسة
كرمة تصافحة باليد الله يسلمك مستر اكمل باشمهندس حمزة معانا فى المشروع
صافح حمزة ببرود اهلا
حمزة ببرود ايضا اهلا بيك
أكمل اتفضلو العربية فى انتظاركم هنطلع على الفندق الاول عشان ترتاحو وبعد كدة ممكن نتقابل على الغدا ونروح تشوفو أرض المشروع
كرمة تمام
أكمل القمر الصغير أسمه أية
أيسن بابتسامة أيسن
أكمل أسم جميل وأنا أكمل
أيسن تنظر لحمزة وحضرتك
حمزة بابتسامة حب حمزة
بعد نصف ساعة كان الجميع يترجل من السيارة
ويتوجه إلى الفندق الذى يقام به
أكمل أتفضلو الحجز تم طبعا ودلوقتي هتجهزو على الساعة خمسة نتغدا ونطلع على أرض المشروع لو محتاجة اى حاجة كلمينى ماشى
كرمة أوكية شكرا لحضرتك
رحل أكمل وتوجه إلى غرفتهم
كانت الغرفتين مجاورين لبعضهم لا يبعد بينهم غير سنتيمترات بين باب الغرف فقط
دخلت غرفتها ومعها الصغيرة
وضع الناذل الحقايب
شكره كرمة وأعطته مبلغ من المال ورحل
أيسن هنروح البحر أمتة يا مامى
كرمة معلش بكرة اصل انا حاسة بصداع جامد ممكن قله نوم ممكن ننام شويا يا قلبى
أيسن بس انا نمت كتير نامى انت
كرمة بس أوع تخرجى برة الاوضة مامى تزعل منك ممكن تشوفى لعبتك وتلعبى هنا ماشى ياقلبى
أيسن بفرحة اوكية
أحضرت لعبة من العابها وذهب إلى
الشرفة المطله على البحر وجلست بالشرفة وبدات فى اللعب
نامت كرمة مكانها بدون أن تبدل ملابسها
فى غرفة حمزة
رتب ملابسه بالدولاب الخاص بالغرفة وأتصل على شقيقه وشقيقته ليطمئن عليهم ويطمئنهم على وصول الغردقة وبعد عدة دقائق أنهى المكالمة وتوجه إلى شرفة الغرفة ليستنشق هواء ورائحة البحر
لفه أنتباه صوت العاب الكترونية نظر بجانبة وجد الصغيرة تلعب بالعابها وحاول محادثتها
حمزة أيسن بتعملى أية
نظرة الصغيرة حولها
حمزة بابتسامة انا هنا جنبك
أيسن بفرحة حمزة صح
حمزة بابتسامة صح ياحببتى
أيسن انا بلعب تلعب معايا
حمزة العب ايه
بقى
أيسن ببراءة أنا نفسى العب على البحر بس مامى نامت وقالت هنروح البحر بكرة
حمزة پصدمة ماما مين
أيسن ماما كرمة
صعق حمزة من هذا التصريح وجد الارض تدور به غير مستوعب لهذة الكلمة رغم كونها بسيطة ولكن حدثت زلزال وبراكين داخل قلبه وشعر بالضيق ولا يعلم ما السبب
فى فيلا الحناوى
كانت تنام بأحضان زوجها الجديد
كان يمثل النوم وعندما تأكد من نؤمها تركها بهدوء وسار على أطراف أصابعة وأرتدى ملابسه وغادر الغرفة فى هدوء
هبط الدرج وتوجه إلى غرفة المكتب بالطابق الأول وفتح الباب بهدوء وتوجه لداخل وأغلق الباب خلفه
جلس على المقعد خلف المكتب الضخم وظل يبحث فى أشياء عملها وجد لاب توب الخاص بها وقرب منه بمكر يحاول فتحه ولكن لن يفتح الا بالباسورد
كريم بضيق أوف لازم زفت باسورد تركه پغضب
وظل يبحث فى اوارق وملفات خاصة بعملها
وراء بعض التصميم الهندسية لمشروع ضخم فأبتسم بشړ فقد وجد ورقة رابحة فى القضاء على كرمة الحناوى
كريم بفرحة أتصل على والده
منصور ها يا عريس نقول مبروك
كريم بضحكة شړ هههه طبعا يا بابا معايا أول الخيط الا هيقضى على بنت الحناوى ويمحى أسمها وأسم المرحوم من السوق أطمن منصور الغزاوى حيحتكر السوق المعمارى وبكرة تتفرج على أبنك وهو بيسويهم على ڼار هادية ههههه
الفصل السادس
ظل حمزة مصډوم من حديث الصغيرة
أيسن حمزة ممكن نروح البحر عشان مامى نامت
حمزة پصدمة ها طب عرفى ماما الاول عشان ماتزعلش
أيسن بفرحة حاضر
غادرت الشرفة وذهبت إلى كرمه
حمزة لنفسة بقى متجوزة وكمان عندها بنت ياربى طب وأنت مالك يا
حمزة مدايق ليه
لا وهدايق لية عادى
أيسن مامى مامى
كرمة بنعاس أمممم
أيسن هروح البحر مع حمزة
كرمة طيب
وفتحت عيناها فجأة أيه بتقولى ايه
أيسن هروح البحر مع حمزة
كرمة بأستغراب حمزة مين
أيسن صاحبك الا جنبنا هنا
كرمة أيوة بس مين قالك
أيسن بابتسامة أنا طلبت منه وهو وافق نروح البحر سوا وقولت مامى نايمة قالى أستاذنك الاول
كرمة هو أنت كنت هتخرجى من غير ماتعرفينى
أيسن لا يا مامى كنت هعرفك طبعا عشان ماتقلقيش عليا
كرمة بابتسامة طيب ياحببتى أخرج مع حمزة بس بلاش تقولى حمزة هو كبير لازم نحترمه قولى عمو اتفقنا وبلاش شقاوة وأنا هغير وأفوق كدة وأحصلك ماشى
قبلتها الصغيرة بفرحة وغادرت الغرفه وجدت حمزة ينتظرها خارج الغرفة
حمزة يلا بينا عرفتى ماما
أيسن بابتسامة أيوة وهى هتبق تحصلنا
حمزة تمام هاتى ايدك بقى
توجهت للمرحاض وأغتسلت وأبدلت ملابسها
كانت ترتدى بدى أحمر بحماله عريضة وبنطال أسود رياضى وكوتشى أبيض