رواية للقدر حكاية(الفصل السادس والستون والسابع والستون ) للكاتبة سهام صادق
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
الفصل السادس والستون
رواية للقدر حكاية
بقلم سهام صادق
احنى رأسه بين كفيه بعدما زفر أنفاسه بثقل مما يحاوطه أغلق شهاب الملف بعد أن رمق شقيقه بحزن
مالك ياحمزه ما الشركه خلاص هترجع تاني وعرفنا هنوقف مارتن عند حده ازاي ونخلص مراد من الوضع ده
أنفاسه المثقله بالهموم عاد يزفرها ثانيه ودون ان يرفع عيناه نحو شقيقه
فزع شهاب واتجه صوبه يفحصه
فيك ايه ياحمزه
واردف مؤنبا
حرام عليك نفسك بقي طب الأول كنت بتقول هفكر في مين دلوقتي ولادك اللي محتاجينك
لم يسمع شهاب ردا منه ليفرك جانب عنقه حانقا
مش قادر اقولك خد ياقوت والولاد وروحوا استمتعوا في اي مكان وهدى أعصابك ومريم في المستشفى
وتفتكر انا ممكن اعمل كده ياشهاب مريم بنتي اللي مخلفتهاش
عملتوا ايه مع احمد الأسيوطي لقيتوا اخوه او البنت
تسأل حمزه ونظرة منه نحو شقيقه علم ان لا شئ قد حدث
مبقاش حمزه الزهدي الا لو مدفعتهوش تمن عملته بعد ما لاقيه هو والحقيره اللي كانت السبب
اشتعلت نيران غضبه كلما تذكر انه لم يأخذ حقها الي الان وارتسم الأسى فوق محياه وهو يرى صورة سوسن كل ليله اتيه اليه حزينه على ابنتها التي تركتها امانه في عنقه
عاد حمزه الي إلقاء اللوم على حاله بعد أن ظن شهاب ان شقيقه تجاوز تلك النقطه فالأمر كله ماهو الا قضاء الله وقدره وانه درسا صعبا كان لهم
حمزه بطل تلوم نفسك على حاډثه مريم لو هنلوم هنلوم نفسنا كلنا انا وندى وشريف الذنب مش لوحدك
ياقوت ديما كانت بتنبهني ياشهاب بس اقول ايه مكنتش شايف غير أن مريم عمرها ماهتغلط واه ضيعتها بغبائي
مريم هتقوم منها أن شاء الله واه اتعلمنا من اخطائنا
تنهد حمزه بأمل وابتعد عن شقيقه يصوب عيناه نحو الحديقه الخارجيه للمنزل
رنين هاتف شهاب ثم رؤيته لرقم فؤاد زوج شقيقته جعله يهتف
ده فؤاد
ألتف حمزه نحوه يخبره قبل أن يجيب
أماء شهاب برأسه واتجه نحو الباب حتى يغادر ويحادث زوج شقيقته
مع خروج شهاب كانت ياقوت متجها نحو غرفه المكتب وبيدها هاتفها حياها شهاب فردت له تحيته مع ابتسامه هادئه
حمزه ارجوك اتصرف
اندفعت اليه واردفت دون أن تعطي له مساحه لسؤالها
كانت عبارتها كفيلة بأن ترسل له رسالتها
هعديلك كلامك ياياقوت عشان متأكد انك متقصديش
شعرت بالحرج فأبتسم واحتواها بين ذراعيه
براحه كده وفهميني مالها ياسمين
مرات بابا وبابا عايزين يجوزوها في عريس متقدم لياسمين من البلد عندنا وهما شايفينه عريس لقطه واحسن من قاعدها هنا وانها تكمل تعليم وتشتغل
واردفت راجية متأثرة پبكاء شقيقتها ورجائها
اعمل حاجه ياحمزه كلم بابا هيسمعلك ويسيب ياسمين تكمل الطريق اللي اختارته لحد ما تلاقي الإنسان اللي عايزه تكمل عمرها معاه
كل كلمه من عبارتها كانت ټطعنه زوجته تخبره من مغزى عباراتها ان الظروف هي من تجعلنا نتقبل ما امامنا مرغمين
ابتعد عنها يدير عيناه بعيدا حتى يتلاشى شعوره
فركت يداها وهي تطالع ظهره وتنهدت وقد ظنت انه لن يقف معها ولن يسمعها كعادته ولكن ألتفافه نحوها مجددا ونظرته الحانيه
قولي لياسمين تطمن وهكلم عمي ياياقوت
ابتسمت بأمتنان وسارت لتغادر الا انه أراد أن يتجاذب معها بعض الحديث فالجفا منها لم يعد يتحمله فيكفيه مايحيطه من مشاكل وما عليه إلا واجب حلها دون انانيه
مش هتستني لما اكلمه قدامك
طالعته متعجبه من سؤاله
انا متأكده انك هتكلمه مدام وعدتني
لم ينتظر حديث اخر منها ليضغط على ازرار هاتفه الي ان أستجاب الطرف الآخر كان حمزه خير مقنع لوالدها الي ان اخذ وعد منه
سعادتها وهي تراه اخيرا أصبح سندا أمام أهلها وكيف يفعل كل شئ حتى يراضيها لم تنتبه بأن ذراعه تحاوطها
خفق قلبها بقوه وهي تسمع عبارته المازحه لوالدها
المهم بس ياقوت ترضى عني
حمزه يمازح والدها ويتحدث معه ببساطه قديما لم يكن بينهم الا محادثات قليله في المناسبات ليس اكثر لن تنكر انه مهذب دوما معهم ولكن تهذيبه كان لا يتلخص الا في المال والهدايا وكأن الحب والقرب لا يتلخص الا هكذا
انتهت المكالمه ليسألها
حلينا ياستي مشكله ياسمين مبسوطه
توترت من قربه وكادت ان ټخونها مشاعرها فمهما أظهرت ستظل طبيعتها الطاغيه ياقوت الشخصيه المسالمه التي تبحث عن الحنان والكلمه الطيبه التي تطيب خاطرها
ابتعدت عنه سريعا بعدما شعرت بقرب أنفاسه
هروح اطمن ياسمين واطمن على الولاد
وغادرت الغرفه لتتعلق عيناه ب خطواتها زافرا أنفاسه
لازم اتحمل لحد ما أصلح حياتنا ياياقوت
سارت كالهائمه بعدما غادرت الشركه ولم تستطع تحمل باقي الحديث الذي سمعته بين نغم وزوجها تنهدت بعجز تهتف لحالها
يعني انا السبب
وتذكرت نظرة نغم إلى زوجها فقبضت فوق كفيها بقوه
تعبت من السير لتعود بأدراجها للمنزل فتحت باب الشقه وهي تستمد طاقتها مكرره انها ستفهم اليوم هل هي الابقي بحياه زوجها ام لا
تعلقت عيناها بمراد الذي يقف أمام الشرفه وكعادته ېدخن بشراهة سعلت بشده ليلتف نحوها فأطفئ سيجارته يسألها پغضب
قفلتي تليفونك ليه بعد ما بعتي الرساله
اقتربت منه وعلي وجهها ابتسامه تخفي الصراع الذي داخلها
كنت محتاجه اتمشي شويه يامراد انا تعبت من كتر ما بشوفك هالك نفسك اما في الشغل أو السجاير او بتطلع غضبك عليا
سألها وكانت اجابتها هي طوق النجاة
هتتخلي عني ياهناء لو بدأت من الصفر
لم يعد يفصلهما الا خطوه واحده اقتربت بها منه ومدت كفها الصغير لتعانق كفه
في حاله واحده لو انت اتخليت عني يامراد وخنت حبي ليك
اقترابها منه بذلك الشكل وصوت همساتها وشفتيها وهي تتحرك أمامه جعله يقسم انه لن يتخلى عن زوجته مهما حدث وسيدفعهم ثمن ما أصبح يعيشه
بحبك يامراد
كلمه واحده خرجت منها مقترنه بأسمه بتناغم جعلته ينسى كل همومه
هناء انتي عارفه بتعملي فيا ايه
نفت برأسها ليضمها اليه بتملك
بتخليني كل يوم اسأل نفسي ازاي كنت غبي ومعمي
ولم تشعر بعدها الا بحمله لها لغرفتهما سابحون في مشاعرهم الهائجه ناسين أعباء الحياه لوقت
احيانا يكون الحب كالطاقه التي تدفع المرء للأمام وأحيانا أخرى يكون كالعنه التي تسقطك للقاع
وفي وسط حبهم وضمھ لها كان يخبرها
بحبك ياهناء متجوزتش جاكي غير عناد وصلابه راس لكن معاكي بكون اسعد راجل حضنك وطن ليا
وعند ذلك السطر عرفت اجابه زوجها لنغم مراد لها وهي له
في الصباح الباكر تثاوبت هناء وتمطأت فوق الفراش تبحث عنه جانبها لتقع يدها فوق الورقه الموضوعه وقد سطرها بكلمتان
ادعيلي ياحببتي
أسرعت في جذب مئزرها لترتديه ونهضت تبحث عن هاتفها حتى تهاتفه لم يرد على مكالمتها واكتفي ببعث رساله تطمئنها وانه سيهاتفها بعد أن ينتهي اجتماعه مع شهاب والمحامي واحد اضلع السوق المهمين في البلد
زفرت