السبت 30 نوفمبر 2024

رواية غيبيات تمر بالعشق بقلم مروة محمد البطراوي

انت في الصفحة 1 من 60 صفحات

موقع أيام نيوز

غيبيات تمر بالعشق
مروة محمد
الفصل الاول
كانت تجلس بغرفتها تفكر كيف وصل الأمر بها الي هذا الشكل المهين...كيف له أن يقوم بالاعلان عن زواجه بأخرى أمام ناظريها...ويعلن أيضا أنها سوف تلد له طفلا عما قريب...هل هو انصاع لأوامر شقيقة والداه ..أم حقا هو يريدها...أو ربما ...مهلا مهلا مهلا أيعقل أنه سار علي الخريطه التي رسمتها له عمته وفكر بها وقام بها وهذه هي نتيجتها أن زوجته حامل بطفله...معني ذلك ان عدم اقدامي علي الخريطه كان قرار غير صحيح...استشعرت أنها تقف عند قمه جبل عاليه تريد أن تقذف من فوقها...لتتخلص من ذلك الهم...من سيرضي بها بعد ذلك...حتي لو رضي بها أي شخص...هي لن ترضي لقد کرهت الرجال بمقدار حبها له...تتذكر عندما وقفت في وجه والداها وصممت علي الزواج منه رغم بساطة عيشه الا أنها تنازلت وتحملت وأوصلته الي مكانه مرموقه...هو أيضا فهم تماما أنها من الممكن أن تستمر بزواجه معه ولذلك تفاجئ من ردة فعلها وهو يدلف عليها بزوجته الثانيه...وبالرغم من محاولاته معها وتوضيح لها أمور لم تستطع سماعها الا أنها رفعت سبابتها تحذره فقام بتطليقها...قام بتدميرها وتحطيم قلبها...وفقا لقوانين عمته الصارمه...العمه التي عرفت تمام كيف تلعب لعبتها وهي الخلاص من خطيبه ابنها وتوقيعها في شباك ابن أخيها...منذ لحظه دلوفه بها ظنت أنها دخلت في حرب مصيرها الهزيمه...باعها بلحظه..باع كل شئ ...حبها واخلاصها وتضحيتها...اڼهارت مثل الجبال تتذكر شبابها ومقابلته الأولي منذ عشرة سنوات كانت صبيه يافعه عشقته پجنون منذ اللحظه الأولي..تعاونت معه منذ بدايتهم...حسنا علمت أنها غبيه كيف للنساء أن يقوموا بتلك التضحيات منذ البدايات وينتظرون ثمار تضحياتهم كان أمامها أمثله ولكنها لم تدرك أنها ستقع مثل باقي النساء بالفخ ولكن فخها كان أكبر.

دلفت اليها شمس والداتها والتي من المفروض أن تقوم بالتخفيف عنها ولكنها كانت تذكرها كل يوم بالاهانه التي وقعت علي ظهرها فزفرت بحنق قائله
كتير أوى اللي انتي عملاه ده بقالك تلات شهور قافله علي نفسك باب الأوضه يدوب بتخرجي للحمام وللأكل والشرب اللي انتي مش عارفه فلوسه جايه منين.
رفعت ريحانه عينيها اليها تود البكاء بين ذراعيها ولكن كيف تبكي بين يد لا ترحم لتهبط بظهرها علي الفراش تتأمل سقف الغرفه وتضع يدها أسفل رأسها قائله بتركيز
عارفه فلوسه جايه منين...من بارتيته القماړ أخر مرة..وعارفه اني كنت حلفانه مش هاكل ولا هشرب بفلوس حرام...بس أعمل ايه ما باليد حيله.
جزت شمس علي أسنانها تحاول تمالك أعصابها حتي لا تفتك بها لترد قائله بتعالي

شمس بصوت قوى جعل ريحانه تنتفض
أنا بستغباكي الصراحه...ده مكنش عايز يطلقك...وقالك قدامي خليكي معايا انتي حبيبتي...بس انتي صممتي علي الطلاق زى ما يكون مش حاسه انك مش هتنفعي غيره ..انتي مش مستوعبه انك عاقر
مستوعبه وعارفه ومدركه.
حبك ليه! تصدقي بالله انتي حالك يصعب علي الكافر...ما كنت تخليكي معاه ايه المشكله واحده تخلف والتاني مزاج....وخصوصا انتي الحب.
جحظت ريحانه بعينيها تبغض تفكير والداتها لتزفر قائله
الحب وتفتكرى الحب ده كفايه...ايه هيكون ليا عنده بعد ما الحب يخلص
نعم يا ختي...انتي هتجنيني السبب في ايه بالظبط وبعدين أنا بستعجب بقالكم تلات سنين متجوزين ويوم ما روحتوا رحتوا لدكتورة واحده لا وايه عمته..تقدرى تفهميني مروحتيش لدكتور تاني ليه...
أصبحت تكره النقاش معها في هذاا الموضوع لتزفر قائله
في كذا دكتور روحنا ليه...بس هو هو نفس التشخيص...وأنا خلاص کرهت نفسي وکرهت الدكاترة..وكان نفسي نكمل مع بعض يمكن ربنا يفرجها من عنده.
تنهدت شمس قائله
طب بصي بقا...اللي بيحصلك ده أنا مليش دعوة بيه...افتكر زمان لما اتقدملك واحد وكان مرتاح عنه سيادتك رفضتي وقلتي انك بتحبيه...دلوقتي أهو رجعتي تاني أنا بقا ذنبي ايه في رميتك دي
استشعرت ريحانه مدي تعقد الأمور خاصه عندما تذكرت حبس والداها فردت قائله
انتي ملكيش ذنب...الذنب ذنب الأب اللي بيجرى ورا لعب القماړ...وهنروح بعيد ليه ما انتي كمان علشان تجمعي قرشين بتلعبي...والله أنا خاېفه أبقي زيكم.
ابتسمت شمس بسماجه قائله
مټخافيش...دي لعبه لذيذه خصوصا لو بتتلعب وسط ناس راقيه...بس لو مش عايزة علشان وضعك ككميائيه بلاش...ايه رأيك في واحد ابن واحده بتلعب معايا القماړ شاف صورتك عن طريق فون صحبتي وهو حابب يتجوزك.

والله أنا أمك وأكيد مش هحطك في موقف زى ده..ده جواز شرعي...وبعدين هو راضي بيكي كمطلقه وعاقر...وبالنسبه له هو متجوز .
أشارت ريحانه لها بعدم استكمال كلماتها لترد بابتسامه قائله
فهمت الليله....البيه هيرضي بيا لأنه متجوز ومخلف وطبعا قرفان من بيته ومراته واولاده...وانا هكون المزاج بتاعه...مش صح كده
ابتسمت شمس قائله
أنا قلت اللي عندي.
برقت شمس بعينيها وخشت هجوم ريحانه الهستيرى وابتعدت تبتلع ريقها قائله وهي تدارى خۏفها
أيوه اعملي الحبتين بتوع كل مرة...مين قال ان ببيعك بالرخيص...هو اللي باعك رغم انك اشترتيه ووقفتي ضدنا...أنا بحاول أدورلك علي عيشه حلوة.
هبطت ريحانه من علي الفراش تكمل بصوتها الهستيرى
لا ...انتي بتحاولي تخلصي مني...أنا خلاص معدش ليا قيمه...الفرخه قطعت البيض عنك...كانت فين فلوس أول شهر اللي ببعتها ليكي
شمس بارتباك
صرفناهم...ايه كنتي بتبعتيهم وعينك فيهم..ولا كنتي عايزانا نحوشهم......كنتي فلحتي في نفسك وعملتي ليكي مستقبل...طالما بدورى في الدفاتر القديمه.
اللي عايزة تعمليه اعمليه...أنا كان قصدي مصلحتك...مش يمكن تتجوزى واراده ربنا يرزقك بعيل...هو كان يعني حد يتوقع اني أخلفك انتي وأخوكي.
خرجت شمس من عند ريحانه لتشعر ريحانه بالضعف تستند علي الفراش وتجلس عليه ټنهار عبراتها تتحسر علي حالها تود الهروب والاختفاء..أو المۏت نعم انه المۏت الذي يريحها عن الطريق المهلك...تراقص في عقلها فكرة ترك البيت ولكن كيف بدون مال...نعم المال الذي يصنع كل شئ حتي الحب.
نظرت الي النجوم التي تنير في السماء وتذكرت حماقتها عندما صدقته وهو يقول أنتي نجمه تنير داخل قلبي حبه كان بذرة صغيرة في قلبها لا تنكر أنه راواها بنجاح ولكن فجأه تحول حبه الي سم لعين عندما وجدت له نبته أخرى في قلب شيطانه أماتت حب أخر كان يسكن داخلها شعرت بتلك الانهزاميه التي ألقتها شكران عمته أمامها أو بالمعني الأدق انهزاميه سمح بها قصي عندما مل منها بقرار زواجه قام بتخليص طائر يجلس في قفصه لسنوات عديده ولا يعلم الي أي مده تطول ولكن أتي الأوان ورأي غيرها ليعوض نقصه.
غيبيات تمر بالعشق بقلم مروة محمد
في صباح اليوم التالي هاتفتها نورا لتبشرها بفرصه العمل التي حصلوا عليها ألا وهي كيمائيه بمصنع عطور تلك الحلم الذي حلمته قديما مصنع لتحضير العطور لطالما عشقتها...ذهبت اليها ولمعرفة نورا بأن ريحانه لا توافق علي شئ بسهوله فابتسمت بتوجس وهي تنظر اليها قائله
هاااا...أظن مفيش أحسن من كده...وظيفه محترمه ...لا وايه انتي اللي هتحضرى العطور بنفسك يا دكتور...ومحدش هيشرف عليكي.
تنهدت ريحانه قائله
تمام كويسه يا نورا...فعلا زى ما كنت بحلم بجد...ويمكن القدر يلعب لعبته معايا...ويبقا عندي مصنع صغير في يوم من الأيام...وهستقل بحياتي.
عضت نورا علي شفتيها بسعاده قائله
هييييه...فرحتيني يا ريحانه....بجد مبسوطه انك رضيتي...يا سلام بقا لو تسميه زى اسم المصنع ده...مصنع عطر الريحان لريحانه الدار.
ارتفعت أنظار ريحانه الي اللافته المعلقه علي واجهه المصنع لتقطب جبينها قائله
وهو صاحب المصنع ده بعد ما أشتغل هنا...هيوافق اني أروح أفتح مصنع وبنفس ذات الاسم...استحاله...وبعدين مش غريبه يا نورا...اسم صاحب المصنع فين.
عقدت نورا هي الأخرى حاجبيها ورفعت أكتافها ومطت شفتيها قائله
مش عارفه...بس خلي بالك حتي عقود المصنع اسم المدير مختصر توقيعه في حرفين زر...متعرفيش بقا مش يمكن ست واسمها زهرة الريحان
تحدثت ريحانه بلا مبالاه قائله
لا معتقدش في ستات يعملوا كده..أصل هتستفاد ايه من مصنع عطور...ده مصنع صاحبه راجل...باين عليه الجديه جوه...مش ستات اللي هيمسكوا مصنع زى ده.
تذكرت نورا وضع ريحانه وربتت علي كتفيها بحنان قائله
انتي مش هتنسيه بقا يا ريحانه...قصي عمره ما كان قاسې بالعكس ده كان حبه ظاهر قدام الكل...مش عارفه ايه اللي خلاه يقلب كده...
تنهدت ريحانه وفتحت سيارة نورا الصغيرة ودخلت بداخلها لتبتلع ريقها وتتحدث بصوت مجروح
عمرى ما هنساه...بس مش علشان حبيته في يوم من الأيام...بالعكس علشان دبحني بسکينه تيلمه...اوعي تفكرى انها خېانه ومن زمان لا...ده نقص موجود فيه.
هتفت نورا الجالسه خلف مقود السيارة بحنان قائله
معاكي يا ريحانه انه انسان ناقص...بس اوعي توقفي حياتك عليه...أنا اللي مستغربه ليه ازاي قدر ياخد البت المنيله دي من خطيبها...
رفعت ريحانه أنظارها بكل قوة قائله
أنا السبب يا نورا...أنا السبب...كنت كل مرة ألفت نظره ليها وأقوله صعبانه عليا ابن عمتك قاسې عليها أوى ..مش عايشه سنها رغم انها أصغر منه.
زفرت نورا بحنق قائله
الله يخده هو وأمه وعمته وياخدها هي وخطيبها مرة واحده...طب أنا عايزة أعرف وحش الشاشه معملش أي ريأكشن بعد ما خطيبته المصون اتجوزت ابن خاله.
أغمضت ريحانه عينيها بمرارة قائله
أنا عارفاه كويس...عارفه لو كنت ضامنه انه ممكن يعيد الأوضاع زى ما كانت كنت كملت...بس زى ما قلتي ده وحش وهي بالنسبه ليه حشرة هفت علي وشه وضربها بالمنشه.
أمالتها نورا لتنام برأسها علي كتفيها قائله بحنان وهي تمسد علي ظهرها كأنها

انت في الصفحة 1 من 60 صفحات