الأربعاء 11 ديسمبر 2024

رواية حلم ولا علم للكاتبة منى لطفي

انت في الصفحة 62 من 67 صفحات

موقع أيام نيوز

اللي أمجد كان السبب اني أخسرها وعلى فكرة هبة دي بردو اللي أمجد حبها ومع الوقت لو كنت استنيت وعديت الموضوع وسامحت كان هو اللي هيبتدي يزهق مني لأن مش دي الشخصية اللي جذبت أمجد ليها وخليت المستحيل بالنسبة له يحصل وانه يقع في حبها ووقتها بقه كان هييجي يدور على خبة القديمة هيلاقيها مش موجودة! ماټت واتولدت بدالها مسخ من غير شخصية وهو ساعتها اللي كان هيرفضها! النا حاولت أنقذ حبنا يا رشا مش شرط كل قصة حب تنتهي نهاية سعيدة في اتنين بيعشقوا بعض زينا كدا لكن الظروف حكمت انهم ما يكملوش 
سكتت قليلا ثم تابعت بنبرة طغى عليها الحزن بينما انسابت دمعة وحيدة تجري على وجنتها المرمرية سارعت بمسحا براحتها 
رشا انا حبيت أحافظ على ذكرى حلوة لهبة عنده وفي نفس الوقت حبيت أبعد قبل ما يتحول حبي ليه لڠضب منه ومن نفسي حبي عمره ما هيتحول لكره لكن لو اتحول لڠضب هيكون ڠضب اسود هيخليني أكرهني أنا مش هو!
شردت قليلا بينما ربتت رشا على يدها الموضوعه على الطاولة امامها وتابعت بعينين تغيمان في الذكريات 
عارفة انا بعد ما مشيت من عنده يوم ما كان عيان واتسحبت وسيبته نايم زي العيل الصغير اللي نايم في حضڼ مامته ومش عاوزها تسيبه نزلت بسرعه وشوفت علاء بالصدفة وقتها طبعا ما صدقش عينيه وكان هيصرخ اني رجعت لكن منظري ودموعي مش منظر واحدة سامحت ورجعت ابدا سألني فقلت له انى عرفت ان امجد تعب وحبيت أشوفه وبعدين طلبت منه يساعدنى انى اسيب بيت عم حسانين لاني كنت متأكده ان امجد اول ما هيصحى هيقلب المزرعه والبلد كلها عليا وفعلا علاء ساعدنى في الاول نزلت في بنسيون جنب الكلية بتاعته وبدل ما ارجع بيتي انا وبابا لاني متأكده ان امجد هيحط اللي يراقبه 24 ساعه او اشوف سكن في مصر ومصر كبيرة الناس تتوه فيها فضلت انى افضل هنا جنبه آه كفاية عليا انى احس انه جنبي ولما أولد عايزة ابنه او بنته يتربو في نفس المكان اللي موجود فيه باباهم وهتساليني لما اولد هعرفه ولا لأ هقولك معرفش! كل اللي اعرفه دلوقتي اني مش قادرة ارجع ل امجد طول ما أنا مش متأكده ان بعادي عنه خلاه يتغير وخلاه يعرف ان هبة دي انسانة بيحبها مش حاجة بيمتلكها حب يعني احترام ليا ولرأي لكن امتلاك يعني شيء او جارية لاغية عقلها وشخصيتها وطول ما انا لسه شاكه انه لسه زي ما هو حبه حب امتلاك مش هرجع! المشكلة دلوقتي انه
فيه بيننا طفل ماينفعش أربيه وأوجهه وأنا طول الوقت مش عارفة أقول رأيي وفي اللي فوق دماغي يقول اعملي وما تعمليش ومحسسني اني فاقدة الأهلية! 
همت رشا بمقاطعتها فأسكتتها هبة رافعة يدها وقد علمت ما الذي تريد قوله 
من غير ما تقولي أمجد بيحبني أنا متأكدة لكن دا مش حب طبيعي أمجد عاوز يمتلك كل حاجه فيا قلبي ومشاعري وعقلي! عاوز يكون هو المحور الوحيد اللي حياتي كلها بتدور حواليه! عاوز اللي يقرره هو اللي يحصل وانا أبصم وراه على طول! تقدري تقوليلي جه مرة سألنى وقال لى ايه رأيك في اي شئ يخصنا لأ كل حاجه هو اللي كان بياخد القرار فيها من غير اي اهتمام برأيي أنا والمفروض اني أنا شريكه معاه في القرار دا أنا الطرف التاني يا رشا! كتب الكتاب بالأمر الجواز بالأمر حتى لما افتكرت والذاكرة رجعت لي ما ادانيش مساحه انى ازعل واراجع نفسي وانا كنت متأكده انى هسامحه وارجع له لاني بحبه غير اني انا اتاكدت من كلامه بابا أكدهولى وانا عارفة امجد كويس امجد مش كداب لكن بدل ما يديني وقتي اني ازعل او حتى اغضب بردو اتعامل معايا بالامر المباشر انسي يا هبة ! لا انا آسفة انا مش روبوت بزراير يضغط على الزرار أحب يضغط أنسى! انا انسانه من لحم ودم ومشاعر 
لم تستطع المتابعة واڼفجرت في بكاء حار يقطع نياط القلوب فنهضت رشا متجهة اليها وقد احتضنت رأسها بين ذراعيها بينما صاحت هبة وقالت وسط دموعها الغزيرة التي تهطل كما المطر في فصل الشتاء 
بس بس بحبه وتعبانه تعبانه اووي يا رشا من غيره انا مش عارفة اكمل حياتي وهو مش فيها لا انا قادرة اكمل ولا انا قادرة ارجع اعمل ايه يا رشا اعمل ايه 
ربتت رشا على راسها وقالت لها مهدئة 
خلاص يا هبة يا حبيبتي كفاية حبيبتي ماتفكريش دلوقتي في أي حاجة المهم دلوقتي انك تخلي بالك كويس اوي من اللي في بطنك وتقوميلنا إن شاء الله بالسلامة لكن انا هقولك كلمة واحده بس حبكم دا خسارة انكم تضيعوه سواء بالامتلاك او بالعناد  
نامت هبة قليلا بعد الغذاء والذي لم تتناول منه الا قليلا فيما ذهبت رشا الى معهد الحاسوب الألي حيث تدرس دورة مكثفة في احدث تقنيات برامج الحاسوب 
استيقظت هبة على ألم قوي في أسفل بطنها فتذكرت المجهود الذي تبذله منذ فترة في الإعداد للحفل المدرسي السنوي وكانت قد وجدت هذه الوظيفة كمعلمة موسيقى في مدرسة لغات خاصة عن طريق علاء والذي ساعدها كثيرا كي تستطيع ايجاد هذه الوظيفة معتمدة فيها على مواهبها وقد لجأ علاء الى ممدوح مخرج العرض المسرحي والذي اشتركت فيه مع علاء سابقا في حفل الجامعة حيث توسط لها لايجاد هذه الوظيفة بل وأعطاها خطاب توصية لتتمكن من العمل في هذه المدرسة الخاصة والتى تدفع لها مرتبا مجزيا يمكنها من دفع نصيبها في
الايجار لرشا وأيضا أجرة متابعة الطبيب بل والادخار للولادة مسدت بطنها تهمس لطفلها بحب وهى تبتسم 
معلهش يا روح ماما انت تعبت معايا اليومين دوول بس خلاص هانت يا قلبي انا دلوقتى في نص التامن يعني خلاص هانت ان شاء الله واووي كمان وهتشرف قريب وتنور لي حياتي كلها 
سمعت رنين جرس الباب فنهضت ببطء وهي تتأوه ممسكة بأسفل بطنها لبست خفها المنزلي ووضعت روبها عليها وتوجهت حيث باب الشقة وهى تضع يدها الأخرى أسفل ظهرها ممسدة إياه 
اتجهت الى الباب الذي يرن بالحاح شديد وهى تقول بصوت ضعيف ضاحك وبتعب 
يعني كل مرة كدا يا رشا ! تنسي المفتاح وتكهربيني انا! انت حلالك تفضلي ملطوعه كدا شوية علشان تتعلمي الادب انت  
وفتحت الباب فيما هى تتابع كلامها لتبتر حديثها بغتة فمن ظهر امامها لم يكن ابدا رشا بل كان امجد !!
شهقت هبة دهشة من فرط المفاجأة واضعة يدها على فمها وقد تركت الباب مفتوحا ومكثت تنظر اليه فزعة فيما دخل هو واغلق الباب خلفه ونظر اليها قليلا ثم قال بهدوء 
ازيك يا هبة 
أزاحت يدها بعيدا عن فمها وأجابت بذهول وارتباك 
أم أم أمجد ! انت ازاي 
قاطعها بسخرية خفيفة وهو ينظر اليها بعتب 
ازاي عرفت عنوانك انا قولتلك يا هبة قبل كدا عمرك ما هتقدري تهربي مني!
61  62  63 

انت في الصفحة 62 من 67 صفحات