رواية نصف أنثى بقلم رانيا أبو خديجة
ندى في حد زعلك في التدريب
ندى بحيره انا مش فاهمة حضرتك مضايق نفسك كدة.
ليه عادي هو انا اول حد يمشي من الجرنال!
عمر بتلعثم لأ طبعا بس يعني لو تلاحظي انتوا عددكم قل
قوي واحنا محتاجين بعد ما ندربكوا ان شاء الله تشتغلوا معانا.
ندى ايوا يأستاذ عمر بس الصراحة بقى انا مقدرش استنا في الجرنال وحضرتك تكون نظرتك فيا كدة
فاتت قدام زمايلك منا رجعت تاني وقولتلك السبب وقولتلك متزعليش.
ندى لأ مش عشان كدة.
عمر وهو يقطب حاجبيه بأستغراب اومال علشان ايه انا عملت ايه تاني.
ندى بأندفاع غاضب انا نفسي اعرف انا عملت ايه عشان حضرتك تفكر فيا كدة شفت عليا ايه عشان تفكر فيا بالشكل دة!
ندى يا سلام يعني حضرتك مش عارف اومال قولتلي كلامك دة بناء عن ايه
عمر بنفاذ صبر ندى اتكلمي علطول وقولي في ايه انا والله مش فاهم حاجة.
ندى پغضب حزين حضرتك ازاي تظن ان انا في حاجة بيني وبين احمد زميلي اللي معانا في التدريب
عمر پغضب مين اللي قالك الكلام دة يا ندى
عمر پغضب انتي غبيه يا ندى! ازاي تفكري ان انا ممكن افكر كدة وانتي ازاي تقولي على نفسك كدة اصلا
ندى پغضب لو سمحت يأستاذ عمر انا مرداش ان حد يشتمني
عمر ببتسامة مرحه خلاص يا ستي انا أسف.
ندى پغضب أسف على ايه بالظبط
عمر بحب على كل حاجة واي حاجة ممكن تضايقك مني
ندى بتوتر خلاص حضرتك انا مش زعلانه انا بس كنت عايزة اتأكد من وجهت نظر حضرتك فيا انك يعني مش فاهمني غلط.
عمر وهو مستمتع انه يحدثها كل هذه المدة وعلى ثغره ابتسامه متسعه
لازم تكوني متأكدة يا ندى ان انا مش ممكن ابصلك بنظرة وحشه ابداا كمان مش ممكن افهمك غلط.
ندى برتياح طب الحمد لله انا بجد كنت مضايقه قوي ان في حد ممكن يفكر فيا كدة
ندى ببتسامة لا خلاص مش زعلانه
عمر بترقب يعني هتيجي التدريب المحاضره الجايه
ندى بتوتر هو لازم يعني ارجع اصل خلاص كنت ظبط نفسي على الجامعة والمذاكرة وبس
عمر بأصرار لأيا ندى وبعدين مأنا قولتلك انكم عددكم قليل واننا محتاجنكم تزيدوا مش تقلوا.
ندي بحرج
خلاص حضرتك ان شاء الله المحاضرة الجايه هكون بالجرنال
ندى تمام يأستاذ عمر...
ثم تابعت بعد صمت طب مع السلامة بقى عشان لازم اقفل
عمر ببتسامة مع السلامة يا ندى
وبعد ان اغلق معها نظر بالهاتف واردف بزهول ياانهار ابيض بقى انا كلمتها 27 دقيقة بحالهم
ثم اردف بهيام عاشق من يوم ما شفتها عندي في الجرنال وانا مش قادر انساها واصريت اني ادرب المجموعة بتاعتها بنفسي
ثم اردف ببتسامة لفتت نظري بهدؤها وجديتها معايا انا.
وباقي المدربين وشقاوتها ومرحها في نفس الوقت مع اصحابها
ثم تنهد واستند علي الفراش آردف بحب وابتسامه عاشقه
حتي جمالها هادي زيها ولا عنيها الخضرا دي زي لون الأشجار في جمالها.
ثم اعتدل جالسا فجاة وأردف پغضب طب ومستني أيه كل ده متقولها وتريح نفسك لاء احسن وقتها اخسرها خالص ومشوفهاش تاني
ثم تنهد بحيرة ثم أردف خليها بظروفها واللي في الخير يقدمه ربنا.
في الجامعه عند ندي
ندى أه والله زي مابقولك كدة
غادة بسعادة يعني هتيجي معانا الجرنال المحاضرة الجاية
ندي ببتسامه ان شاء الله
غادة بشك ماكر بس مش غريبة انه يتصل بيكي مخصوص علشان ترجعي الجرنال
ندى يابنتي مانا قولتلك هو قال انه محتاجنا نزيد مش نقل ومتضايق ان احنا قلينا للدرجادي فهمتي
غادة بمكر ماهو الصراحة بقي ياندي محدش يسيب التدريب
واستاذ عمر بيدربنا بنفسه بعيونه الملونه دي ده حتي بقيت.
المجموعات بتحسدنا انه بيدرب مجموعتنا.
ندي پغضب ما تحترمي نفسك ياغادة وتتكلمي عنه كويس دة مهما كان استاذنا بردوا.
غادة باندهاش وهو انا شتمته انا قلت ايه لدة كله
ندى بتلعثم اه عماله تتغازلي في عيونه وعيب كدة على فكره
غادة وهي تبتسم بمكر امممم خلاص ياندي هبقي اغض بصري بعد كدة وانا بتعامل معاه ومع عيونه.
بعد مرور عدت اسابيع وكان عمر كلما يراها يشعر بلانجذاب اليها يتزايد داخله ويفكر كثيرا بأن يحدثها ولكنه يتردد دائما
خشية ردت فعلها او انها تغادر الجرنال ثانيتا
بينما ندى فكانت في حاله غريبه من الحيرة فهو منذ ذلك اليوم يتعامل معها بمنتهى الاهتمام ودائما تشعر بأنه يتعمد ان يوجه لها الحديث ودائما تري بنظراته لها شئ لم تستطيع فهمه
وفي يوم داخل الجرنال .
عمر طب يا جماعة احنا كدة خلصنا الجزء النظري الخاص بالجزئيه دي ان شاء الله نبدء عملي للمرة الجايه ونقيم مع بعض التكليفات اللي طلبطها منكم
خرج الجميع وهو واقف وعينيه عليها هي
عمر بتردد استني يا ندى
ندي وهي تلتفت اليه ايوا يأستاذ عمر
عمر احم كنت عايزك بس في كلمتين لو سمحتي
اتفضل حضرتك
لاء مش هينفع هنا واحنا واقفين كدة ممكن جوا في المكتب
ندى بأندهاش هو في حاجه ولا ايه يا استاذ عمر.
عمر لا لاء مټخافيش بس لو سمحتي خلينا نتكلم لواحدنا يعني بعيد عن زمايلك وكدة
ندى طب زمايلي كلهم هيمشوا والمكتب فاضي ينفع بس انادي غادة تبقى معانا يعني
مټخافيش انا هنادي عليها تبقى معانا
ندى بتوتر طب بس ممكن بسرعه عشان بس متأخرش على بابا.
عمر وهو يتجه للخارج مټخافيش مش هأخرك ثم اتجه لينادي غادة التي كانت تنتظرها امام الاسانسير
جلست غادة بالمكتب الخارجي تنتظر صديقتها بينما هي جلست معه بالداخل.
جلس الاثنان في صمت قليلا والتوتر يسود الاجواء
ندى استاذ عمر خير انا مش عايزة اتأخر
عمر بتوتر حاضر مش هأخرك
صمت قليلا ثم اردف ببتسامة هادئه مش ملاحظه يا ندى ان انا بدرب مجموعتكم انتوا بالذات رغم اني دايما بهتم بشغل الجرنال وبسيب التدريب دة
للاساتذه اللي في الجرنال وباقي زمايلي هنا.
ندى برقتها المعتاده فعلا واحنا مبسوطين قوي بده ان حضرتك بدربنا بنفسك وتحت اشرافك
عمر طب ومسألتيش اشمعنا انتوا بالذات.
اشمعنا احنا بالذات
عمر بهمس محب علشانك انتي يا ندى
ندى بزهول علشاني انا
عمر بحب اممممم انتي ندى انا معجب بيكي دونا عن زمايلك
ظلت صامته وتنظر له بتفاجئ قلق عمر من صمتها فأردف بأندفاع
لاء يا ندى متفهمنيش غلط انا عاوز أخد خطوة رسمي وأجي اتقدم لوالدك بس كنت عايز اعرف رأيك الاول
ظلت صامته تفرك يديها بتوتر شديد وتشيح بنظرها بعيدا عنه في ارتباك.
عمر ندى انتي ساكته ليه انا عارف اني فاجئتك بس الحقيقه ان الموضوع مش فاجأه انا من يوم ما شفتك...
ندى وهي تقاطعه وتنهض من مجلسها استاذ عمر لو سمحت متكملش
عمر وهو يقف مقابلها ليه يا ندى انتي مش مصدقاني انا والله...
ندى استاذ عمر انا مبفكرش في الجواز دلوقتي خالص.
عمر ليه يا ندى اوعي تكوني فاكرة اننا هنتجوز علطول لاء انا هستناكي للوقت اللي انتي عايزاه ولو عايزة تكملي دراستك الاول ماشي نأجل كل حاجة لبعد التخرج المهم عندي دلوقتي انك تديني امل
تشعر ندى بدوار يجتاحها الان فهي بلايام الاخيرة كانت سعيدة للغايه عندما تشعر منه بمعامله خاصه عن باقي زملائها او بهتمامه بها بشكل مميز ولكنها الان تشعر بحزن واسف يكاد ېمزق قلبها من شدة المه.
عمر ندى ندى انتي ساكته ليه كده هو انا فاجئتك للدرجادي
ندي عندما استطاعت التحدث استاذ عمر لو سمحت اسمعني انا مش عايزة اتجوز خالص وان شاء الله ربنا يوفق حضرتك مع حد احسن مني
ظل ينظر لها بحزن ممزوج پغضب
ندى استاذ عمر يااريت متزعلش مني انا والله لو حقيقي هرتبط عمري ما كنت أحلم بحد زي حضرتك بس حقيقي مينفعش
عمر بأندهاش ليه يا ندى ليه مينفعش انتي مرتبطه بحد تاني
ندى لأ والله مفيش اي حد ولا عمر كان فيه.
عمر برجاء طب ادي نفسك فرصه تفكري فيا والله ما هتلاقي حد يحبك ويبقى عايزك زايي
نظر لها وجدها تنظر له بحزن شديد وبدأت دموع تتجمع بعينيها فأردف بحب
اول يوم شفتك فيه كنتي جايه مع غادة وكنتي عماله تتكلمي معاها وتهزري وبعديها بأيام لاحظت ان بقيت الجرنال بقى صحابك.
نظرت له بزهول فأكمل ببتسامه ايوا انا مركز معاكي جداا لدرجه متتخيليهاش حسيت من ناحيتك بأنجذاب شديد أول مرة احس كدة اتجاه حد والله حاولت كتير اتجاهل دة بس مقدرتش كنت كل مأشوفك...
وهنا لم تستطيع ندى تحمل المزيد وسقطت دموعها رغما عنها
عمر بقلق عندما راى دموعها ندى انتي بټعيطي! انتي تعبانه ولا ايه
ندى وهي تحاول ان تشيح بوجهها بعيدا عن رؤيا عيناه
لاء مفيش حاجه ولو سمحت سبني امشي بقى.
عمر بقلق قوليلي بس في ايه انا قلت اي ضايقك
ندى بعصبيه مصاحبه لدموع حضرتك مقولتش اي حاجه ضايقتني ولو سمحت سبني امشي بقى وكفايه كدة
وتركته وهرولت بالخروج وهي تبكي بشدة قلقت غادة عند رؤيتها لها هاكذا فهرولت خلفها خارج الجرنال وتركوه وهو يجلس بضيق مصاحب لقلق وزهول من ردة فعلها.
خارج الجرنال
غادةوهي تلحق بها يابنتي مالك بټعيطي كدة ليه ايه اللي حصل جوا
ندى من بين دموعها مفيش يا غادة ولو سمحتي بقى سبيني امشي لواحدي انا اصلا مراوحا
غادة طب استني بس انا مينفعش اسيبك تمشي لواحدك وانتي كدة طب هو استاذ عمر قالك ايه ضايقك كدة
ندى بعصبيه يوووو يا غادة قولتلك مفيش حاجه سبينى امشي بقى
وتركتها
وذهبت لمنزلها وهي في حاله يرثي لها.
يتبع
رواية نصف أنثى للكاتبة رانيا أبو خديجة الفصل الثالث
وصلت منزلها ولم تعلم كيف وصلت بحالتها هذه فكانت حزينة وضعيفة ظلت تبكي بصمت حتى وصلت حمدت الله كثيرا انها وجدت والدها منشغل بصلاة المغرب فدخلت غرفتها سريعا واغلقت الباب خلفها وارتمت على فراشها واجهشت بالبكاء حتى ذهبت في نوما عميق
بعد مرور اكثر من اسبوعين انقطعت هي عن التدريب يحاول هو الاتصال بها ولكنها لم ترد عليه وفي اغلب الوقت تغلق هاتفها الان اختفت تماما لم يعد يراها يشعر بنيران تكتاحه لعدم رؤيتها كل هذه المدة ويعلم انها لم تنطفئ الا برؤيتها فكر كثيراا ما الذي عليه فعله ليتمكن من رؤيتها والتحدث اليها واخيراا توصل لطريقه وحيدة يستطيع بها رؤيتها
عند خروج الجميع من التدريب بعد انتهاء المحاضره
عمر غادة ثواني من فضلك
ايوا استاذ عمر
كنت عايز اسألك عن ندى بتيجي الجامعه مش كده
غاده بعبوث الحقيقه يأستاذ عمر لاء ندى بقالها اسبوعين تقريبا مبتجيش الجامعه ولا حتى بترد علينا لما بنكلمها وفي الاغلب موبايلها مقفول داحنا