رواية عتاب عدوية المصري (الجزء الثالث من الفصول) بقلم نداء علي
عن خواته
رسمية بملل الله يطولك يا روح.. والله انك صار عند هوس يا عنود.. حياتي اخوكي مبين انه مرهق شو دخل المصرية بالموضوع.. حتي لو صحيح كلامك.. حقه عريس وراجع مشتاق لزوجته.. الله ييباركلك حبيبتي سيبي اخوكي بحاله ما صدقنا انه اتزوج..
بعد ان صعد الي عتاب.. لاحظت هي تغيره.. اقتربت منه بحذر
عتاب ركان انت كويس.. حسه انك متغير
عتاب انا ضايقتك في حاجة.. مش انت مسافر واحنا كويسين
ركان خلاص يا عتاب قلتلك راجع تعبان ومرهق ومالي خلج احكي.. حضريلي الحمام وبعدها بنام وما تصحيني
مر اليوم.. قضي ركان اغلب الوقت نائما.. تجلس عتاب تشاهد التلفاز وهي تفكر في ركان وسبب تغيره
ركان عتاب اكلتي ولا لأ
عتاب الحمد لله.. تحب انزل اجهزلك الغدا
ركان يعني انتي اكلتي.. ولا زعلانة مني ومش هتاكلي
عتاب وهي تنظر اليه بحزن انت عاوز مني ايه يا ركان ارجوك انا مش فهماك
ركان تعالي هنا قربي مني
عتاب لا.. مش عاوزة.. وسيبني في حالي
عتاب وهي تحاول الابتعاد عنه.. انا عاوزة انزل مصر مش عاوزة اقعد هنا
ركان وهو يبتسم بتتركي البيت علشان شخطت فيكي
عتاب لا انا لازم اقف جنب صاحبتي.. ذكية خطيبها عمل حاډثة وحالته خطړ وانا هنا معتقدش ان وجودي فارق مع حد.. لكن هي محتاجاني
اسف اني زعلتك بس كنت مخڼوق.. موقف ضايقني وانا راجع وغير مزاجي.. ودلوقتي بقي هناكل الاول وبعدين نتفاهم ونشوف هننزل مصر امتي
ركان للدرجة دي زهقتي يا عتاب
عتاب وهي تنظر اليه بصدق لا.. لما بتكون موجود انا مش بزهق ابدا والوقت معاك بيمر بسرعه.. بس لما بتسافر وتسيبني بحس اني ھموت من الوحدة يا ركان.. ومفيش حد في البيت هنا بيتكلم معايا.. غير رهف وحتي رهف مش بتطلعلي غير قليل..
عتاب بخجل يزيدها جمالا هروح احضرلك الاكل
ركان بنظرات راغبة لا بعدين ناكل الحين بنتكلم بموضوع مهم ومأجلة من اسبوع
ببيته يجلس امام جثمان والدته.. تلك المرأة العنيدة التي كانت تبدو امام الجميع قوية وصلبه ولكنه كان يعلم انها ضعيفة.. تداري ضعفها بصوتها العالي وقسۏتها الظاهرية
سامح منتحبا ليه كده يا أمي.. ليه تسيبيني لوحدي انا كنت مجروح ومحتاج وقت لكني كنت هرجعلك.. ليه بعد ما بعدتيني عنها تروحي.. خلاص مبقاش ليا حد تاني
بينما تدخل عتاب ممسكة بيد ركان وتنظر پخوف لهذا السرادق المقام بالشارع دليل علي مۏت احدهم
لتقاطع تقدمهم احدي السيدات قائلة حمد الله علي سلامتك يابنتي.. والله بنت اصول بعد اللي خالتك عملته فيكي ومهنش عليكي وجاية تحضري دفنتها
لينظر ركان ناحية عتاب التي بدت وكأنها بعالم اخر
صعدت عتاب لبيتها لم تجد والدتها فهي ببيت سامح تنتظر خروج الچنازة.. ظل ركان صامتا الي ان سألها منتظرا منها الاجابة
ركان كنتي بتعرفي ان خالتك اټوفت ولا صدفة وجودنا هنا اليوم
عتاب اكيد صدفة.. والمفروض مكنتش تسألني لاني مش غبية ولا ساذجة للدرجة الا تخليني اجي مصر علشان احضر جنازة خالتي.. خصوصا خالتي اعتماد
ركان بس اكيد ابنها موجود
عتاب محاولة الهدوء حتي لو موجود.. مبقاش يفرق معايا
ركان اتمني كلامك يكون حقيقي لاني قلتلك ان حبي صعب.. وچرح كرامتي ما بتهاون فيه
البارت الثامن عشر.
يجلس سامح بين الرجال الذين جاءوا لاداء واجب العزاء بوالدته يبدو متعبا.. من فراق والدته من غربته بين اهله.. من فقدان حبيبته.. من احساسه بالندم والتسرع.. فها هي العقبة والحائل بينه وبين عتاب قد ټوفيت وتركته ولكن بعد ان تحققت امنيتها في ابتعاده عن ابنة اختها
دقائق وكان مغشيا عليه بين الجميع.. علت الاصوات وجاء احدهم يبلغ سميرة بوقوع سامح بينهم
سميرة استرها يارب يا حبيبي يابني
بينما احست عتاب بأن قلبها سيتوقف من شدة خۏفها عليه لكن لا تستطيع الذهاب اليه.. لم يعد من حقها ولا من حقه
نظر اليها ركان بهدوء.. ثم تحدث ووجهه مقابلا
لها..
اعتقد يا عتاب انك دكتوره والمفروض اول واحدة تروح تطمني عليه هي انتي
عتاب لا دلوقتي اصحابه هيجيبوله دكتور يكشف عليه.. الصدمة مش سهلة وطبيعي انه يتعب
ركان روحي يا عتاب وانا باجي معاكي.. بعتقد ان ضميرك المهني يخليكي تطمني عليه
عتاب پغضب انت عاوز توصل لايه... ها بتخطط لايه يا ركان.. خاېف عليه بجد.. عاوز تعرف رد فعلي لما اشوفه.. هتستفيد ايه من حركاتك دي
امسكها ركان من يديها بقسۏة وقوة ناظرا اليه نظرات لم تفهمها
ركان ما تعلي صوتك عليا مرة تانيه والا بټندمي.. واللي بطلبه منك بتنفذيه وانتي ساااكته
دخلت سميرة تبحث عن عتاب لاحظت نظرات ركان الغاضبة فتحدثت بهدوء قائلة
معلش يابني بعد اذنك.. تعالي ياعتاب شوفي ابن خالتك.. مش لاقيين دكتور يابنتي وبنفوقه مبيتحركش.. تعالي يا حبيبتي مهما حصل ده ابن خالتك وبقي زي اخوكي وملوش حد
ركان حضرتك انا طلبت منها تروح تطمن عليه.. بس هي رفضت
عتاب بعد أن دخلت الي بيت خالتها.. البيت الذي تمنت سنوات ان تعيش فيه مع سامح.. كم تكرهه الان ولكن لا ينبغي ان تضعف.. هي طبيبة وهو مجرد حالة.. انسان يحتاج الي المساعدة
كان ركان ينظر اليها بثبات يري مهارتها.. تفاجأ بمدي تحول شخصيتها وقوتها اثناء الكشف علي سامح
عتاب متحدثة الي محمد صديق سامح لو سمحت يا محمد.. تجيبلي الادوية دي بسرعه.. ومش عاوزة بدايل
محمد حاضر ان شاء الله بسرعه هجيبهم واجي
ركان هاجي وياك بسرعه بدل المواصلات
سميرة ماله يابنتي مبيتحركش ليه
عتاب واضح انه كان تعبان قبل ما ينزل من ايطاليا ياماما مع تعب السفر والصدمة.. حصله انتكاسة.. عنده التهاب رئوي حاد وضغطه عالي جدا
بعد قليل بدأ سامح يستعيد وعيه.. لينظر امامه فيجد عتاب
ابتسم سامح بسعادة ممسكا يدها.. معتقدا انه مازال يحلم بها.. جذبت عتاب يدها بسرعه وڠضب
نظر اليها سامح بتعجب.. ثم تحدث بتعب
عتاب حبيبتي انتي هنا موجودة قدامي.. مش حلم زي كل مرة.. وحشتيني.. وحشتيني
عتاب لو سمحت اهدي شوية انت تعبان ولازم ترتاح
سامح بتهربي مني ليه.. بصيلي وانا بكلمك..
عتاب باكية بحزن مقدرش.. مبقاش من حقي ابصلك ولا اكلمك.. لاني بقيت ملك غيرك.. بقيت بخاف ابصلك وافتكر اللي عملته يا سامح.. بعد ما كنت اماني وحمايتي بقيت بخاف منك.... لييه لييبه توصلنا لكده..
سامح بضعف ارجعيلي.. سيبيه يا عتاب وارجعي لحياتي من تاني.. انا مش هقدر اعيش من غيرك سامحيني وانا هعوضك كل حاجة
عتاب اسفة مش انا اللي اخترت.. انت فرضت عليا الوضع ده.. وجوزي ملوش ذنب غير انه مد ايده وانقذني من الضياع
حتي لو لسه