رواية ظنها دمية بين أصابعه بقلم سهام صادق(الفصل الثالث عشر)
بنتي هاتي الأطباق لأننا مش هنخلص من تريقتهم على بعض.
استمرت ضحكاتهم أثناء تناولهم وجبة الغذاء وقد استعاد ثلاثتهم ذكريات تخرجهم من الكلية الحړبية وعملهم سويا بالجيش ولكن شاكر لم يستمر طويلا في خدمته العسكريه واستقال
_ أحلى شاي بالنعناع بتعمله زوزو.
قالها نائل عندما تقدمت حفيدته بأكواب الشاي الذي تصاعدت أبخرته واقتربت منهم لتناولهم الأكواب.
تمتم بها شاكر بنبرة لطيفة ثم تناول منها الكوب وارتشف منه ليتمزج بمذاقه ويمدحه.
ارتفعت زاوية شفتي نجيب بدهاء بعدما بدأ يفهم نوايا صديقه وتقربه من عائلة نائل.
_ أخدت علاجك يا جدو
لطم نائل جبينه بخفة بعدما ذكرته بالدواء الذي يتناوله بعد الغذاء.
_ برضوه نسيت أعمل فيك إيه.
تمتمت بها زينب ثم أسرعت لتجلب له حبة الدواء.
_ بالشفا يا حبيبي.
رقيقة جميلة هادئة والأهم خصالها جيدة... هذا ما يريده في زوجة حفيدة.
_ مش كفاية عليا المادة اللي بذاكرها.
توقفت ليلى عن حياكة أزرار بلوزتها وارتفعت ضحكاتها من تذمرها.
_ ممكن تكون عايزه تشرب مية أو بردانه يا شهد.
نهضت ليلى من على الفراش وقد تركت ما بيدها جانبا.
_ خلاص هخرج أشوفها.
_ لو عرف إن فيه قطة برا... هياخدها ويحطها قدام البوابة أصله مبيحبش القطط.
استمرت القطه في مواءها فهزت شهد رأسها بيأس.
_ القطه دي مصممه تفضحنا النهاردة مع خالي.
_ انا هخرج أشوفها.
_ لااا استني... افتحي الشباك أسهل.. هي تحت الشباك.
_ أنت حطاها تحت الشباك بتاع أوضتنا.
تساءلت ليلى واقتربت من النافذة ثم أزاحت الستار لفتحها.
_ ده ءأمن مكان ليها من خالي.... واهو خير تعمل شړ تلاقي.
ارتفعت قهقهة ليلى على فكاهة ابنة عمها وفتحت النافذة وقد نست تماما أن ترتدي شئ فوق منامتها بل وغفلت عن إرتداء وشاح رأسها.
شعر معتز بالحرج وهو يستمع إلى توبيخ عزيز وقد تحولت عيناه نحو نيرة التي كانت تستمع إلى عتاب عمها لهم.
_ صدقني يا عزيز بيه مكنتش عايز أخبي عليك اللي حصل.... بس اقول إيه نيرة صممت مقولش ليك عشان متقلقش.
زفر عزيز أنفاسه بقوة لا يصدق أن ابنة شقيقة أخفت عليه أمر إجهاضها.
_ أنا آسفة يا عمو أنا مكنتش عايزه أخبي عليك وفي نفس الوقت مش عايزه اقلقك عليا.
_ هو أنا عندي أغلى منك ومن أخوكي يا نيرة.
جلي الحزن بوضوح على ملامح نيرة وقد أطرقت رأسها بخزي من فعلتها.
_ هشوف حجز النهاردة وبكرة إن شاء الله هكون عندك في كندا.
_ يا عمو قولتلك إني بقيت كويسه دلوقتي و معتز واخد باله مني كويس... الحكاية عدا عليها اسبوع.
زفر عزيز أنفاسه بضيق بعدما عادت تخبره بالمدة التي أخفت عنه فيها ما حدث لها.
_ هجيلك كندا يا نيرة ولما اجي عتابي هيكون على جوزك.
أنهى عزيز المكالمة معهم ثم ألقى الهاتف على مكتبه وأغلق جفنيه بإرهاق.
نهض من فوق مقعده واتجه نحو الشرفة التي تحتل غرفة مكتبه.
أزاح الستار قليلا ليفتح النافذة وقد اخترق أذنيه صوت تلك التي انحنت بجسدها نحو القطة لتلتقطها وترفعها من أسفل النافذة.
القمر هذه الليلة كان في تمام إكتماله وقد تسلط ضوئه نحوها.
ضاقت عيناه بنظرة التهمت تفاصيل تلك التي ضمت القطه إلى حضنها ثم أسرعت بغلق نافذة الغرفة.
لولا ظلام الغرفة لكان أمره قد ڤضح... عيناه ظلت للحظات عالقة بنافذة تلك الصهباء التي ظهرت له اليوم بفتنتها.
أسرع عزيز بإزاحة الستار وابتعد