رواية ظنها دمية بين أصابعه بقلم سهام صادق(الفصل الثالث عشر)
عن الشرفة يمرر أنامله فى خصلات شعره پعنف يكاد يقتلعهم.
أطبق على جفنيه وهز رأسه ثم أخذ يتمتم ب الإستغفار.
لا يصدق أنه بعد هذا العمر يقف كالمراهق يتأمل تفاصيل امرأة من وراء نافذته.
_ معقول يا عزيز .... معقول تقف زي المراهق تبحلق فيها.
ضيقه من حاله لم يستطيع إخماده وقد صعد إلى غرفته ليجهز حقيبة سفره وقد قرر داخل نفسه أنه حين عودته سيلفت نظر العم سعيد للأمر.
_ صباح الخير يا بيه.
قالها العم سعيد وقد استدار عزيز نحوه بعدما سحب فنجان قهوته بعدما امتلئ.
_ هتشرب قهوة على الريق... دقايق والفطار هيكون جاهز.
أسرع العم سعيد نحو البراد ليفتحه ويقوم بتحضير الفطار لكن توقفت يد العم سعيد أمام حبات البيض قبل أن يلتقطهم.
_ متحضرش حاجة يا عم سعيد أنا هشرب قهوتي وهروح المعرض أخلص شوية حاجات مع أستاذ جابر وهطلع على المطار.
ارتشف عزيز من فنجان قهوته ثم أطلق زفيرا طويلا.
_ نيرة ...
وقبل أن يواصل عزيز كلامه كان العم سعيد يقترب منه بلهفة ويتساءل.
_ مالها نيرة يا عزيز بيه.
تنهد عزيز ثم تجرع ما تبقى من قهوته دفعة واحدة.
_ الطفل نزل الهانم مرضيتش تقولنا عشان مش عايزانا نقلق عليها.
_ ليه كده يا نيرة هانم ... قلبي كان حاسس إن فيها حاجه... صوتها من يومين مكنش عاجبني وهي بتسألني عليك وبتوصيني على أكلك.
وضع عزيز الفنجان الفارغ في حوض الجلي ثم اتجه إلى خارج المطبخ قائلا وهو يسرع بخطواته متجها لأعلى.
_ خلي عزيز يجهز العربية عشان يوصلني المعرض وبعدين ياخدني للمطار.
_ إدارة المدرسة اتصلت واشتكت من سلوك ابنك.
قالها السيد شاكر وهو يطرق بعصاه وينظر نحو حفيده الذي وقف قرب الدرج منتظرا أخذ طفله.
_ صالح أنا بكلمك.
_ نوال اطلعي شوفي الولد اتأخر فوق ليه.
تمتم بها صالح وقد تحركت الخادمة لأعلى لتنفذ أوامره.
_ استنى يا نوال عندك....
توقفت الخادمة مكانها تنظر إليهم في حيره.
_ روحي المطبخ يا نوال.
_ ومتطلعش ليه تاخد ابنك بنفسك ولا خلاص حرمت على نفسك وجودك في القصر.
_ القصر ده مملكتك أنت يا شاكر بيه...
تجهمت ملامح شاكر واحتدت نظراته وقد أخذ يدق الأرض بعصاه بقوة من شدة غضبه.
_ كل اللي بملكه ملكك أنت يا صالح... أنا بعمل كل ده...
_ أنت وريثي.
استدار صالح ناحيته بفزع واتجه إليه بعدما احتل القلق عيناه.
_ جدي رد عليا أنت كويس.
التقط شاكر أنفاسه بصعوبه وقد صدح صوت صالح بصړاخ.
_ عم حسن... عم حسن... اتصل بالدكتور بسرعه.
ولم تكن اللهفة التي رأها شاكر في عيني صالح قبل سقوطه في غيبوبة مؤقته إلا إشارة له بأن حفيده ما زال يحبه مهما أظهر له غير ذلك.
فتح شاكر عيناه بعد وقت وقد وجد صالح نائم على المقعد قربه وقد جلي الإرهاق بوضوح على ملامحه الوسيمة.
انفرجت شفتي شاكر بابتسامة... حفيده لم يتركه بل بقى جواره.
حاول شاكر كتم سعاله حتى لا يوقظه ولكن أخذ يسعل بشدة.
انتفض صالح من نومه الذي لا يعرف متى سقط فيه ينظر إلى جده.
_ أنت كويس.
_ متخافش عليا يا صالح...
ثم تساءل وقد لمعت عيناه بالسعادة.
_ أنت و يزيد فضلتوا نايمين هنا في القصر.
زفرة طويلة أطلقها صالح ثم أخذ يحرك يده على خصلات شعره.
كاد أن يتحدث شاكر لكن انفتح باب الغرفة ودلف كلا من صفوان و حورية متجهين نحو شاكر بلهفة.
_ تاني يا بابا تاني هنعيد اللي حصل من سنين.
قالها صفوان بعدما أخبره أنه وجد ل صالح عروس جميلة ومن عائلة.
_ يا صفوان ابنك مش هيتغير هيفضل طول عمره حاسس بذنب سارة .. يزيد بيضيع... حالته كل يوم بتتأخر... حفيدك مشخص بالتوحد.
هز صفوان رأسه بيأس من والده ولكي ينهي نقاشه مع والده.
_ مش هجبر ابني على الجواز تاني يا بابا... ابني حر في اختياراته...
غادر صفوان غرفة والده وقد التمعت عينين شاكر بتصميم على أمر زواج صالح.
وقد زاد تصميمه عندما أتى نائل