رواية ظنها دمية بين أصابعه بقلم سهام صادق(الفصل الرابع عشر)
كانت تدرك فداحة إثمها الذي تسقط فيه دون إرادتها.
غادرت أميمة غرفة المكتب ثم أسرعت بالتقاط حقيبتها من على طاولة مكتبها تحت نظرات السيد جابر الذي تعجب من مغادرتها بتلك السرعة.
إنها تفر هاربة من مشاعرها التي صارت تتضح لها يوما بعد يوم.
عادت ليلى من عملها وهي تفكر في أمر ذلك العامل الذي أرادت مساعدته.
ابتسم العم سعيد عندما وقعت عيناه عليها وقد كان يخرج من المنزل متجها نحو الڤيلا.
_ راجعة بدري النهاردة.
تساءل العم سعيد فابتسمت ليلى.
_ الطريق مكنش زحمة النهاردة.
_ طيب يلا ادخلي ارتاحي واوعي تمدي ايدك في المطبخ... أنا النهاردة عملتلكم مسقعة على الطريقة اليونانية.
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
ضحكت ليلى وقد ضحك هو الأخر.
_ هي على الطريقة المصرية بس لازم امدح نفسي يا لولو بس أوعي تفتني عليا.
انصرف العم سعيد من أمامها فتعلقت عيناها به... الكلام كان على طرفي شفتيها لكنها لم تستطع النطق به.
زفرت أنفاسها بتنهيدة ثم تحركت نحو الداخل.
بعد تناول وجبة العشاء
حاولت التحدث معه وطلب مساعدته لكن لم تسنح لها الفرصة وقد علمت بأي وقت تستطيع الحديث معه.
بالصباح الباكر وكالعادة يكون العم سعيد مستيقظ قبل الساعه السادسة صباحا.
_ صباح الخير.
تمتمت بها ليلى وهي تدلف المطبخ فرمقها العم سعيد بنظرة حانية.
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
اقتربت منه ليلى وعلى ملامح وجهها ارتسم التوتر.
حدجها العم سعيد بنظرة ضيقة وتساءل.
_ شكل في حاجه عايزه تقوليها ليا قربي تعالي اقعد قصادي واحكيلي.
هذا الرجل العجوز الذي تحبه يفهمها من نظرة عيناها.
اقتربت منه وقد تلاشى توترها.
_هحكيلك يا عم سعيد وقولي اتصرفت صح ولا غلط.
استمع لها العم سعيد وهو يهز رأسه مع كل كلمه تنطقها إلى أن انتهت.
_ مساعده الغير حلوه يا بنتي... بس إحنا لا نملك في الأمر شئ ولولا مكانتنا عند عزيز بيه مكناش قدرنا نثقل عليه بطالبتنا.
تمتمت بها ليلى بخجل بعدما أخفضت رأسها ثم أخذت تفرك يديها بحرج لقد وضعت حالها بأمر أكبر منها... إنها مجرد موظفة بالمصنع وقد نالت الوظيفة بعدما طلب عمها راجيا من سيده أن يساعده في توظيفها والسيد عزيز كان رجلا كريما معهم.
ربت العم سعيد على كفها بحنو وقد شعر بالضيق من حاله لأنه أحزنها.
_ أنا هكلم عزيز بيه... متقلقيش.
رفعت ليلى عيناها إليها فهز لها العم سعيد رأسه بأن تثق به.
أغلق هشام باب غرفة والده بعدما اطمأن عليه وتأكد أنه بالفعل نائم مثلما أخبرته.
احتدت عيناه عندما استمع لصوت زينب التي وقفت تنتظزه أمام غرفة جدها.
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
_ مش قولتلك يا عمو إنه أخد العلاج ونام.
شهقة خافته خرجت من شفتي زينب عندما قبض هشام على ذراعها واجتذابها نحو غرفتها.
_ شغل إيه اللي قدمتي عليه أنا مش مفهمك إن رعايتك لسيادة اللواء هو سبب وجودك هنا وإن دي شغلانتك.
طأطأت رأسها بحزن فمن شجعها على التقديم بتلك الوظيفة هو جدها.
_ المدرسه قريبه من البيت يا عمو وجدو هو اللي شجعني.
لم يتركها هشام تكمل حديثها وصړخ بها.
_ مفيش شغل... أنت هنا عشان تراعي سيادة اللواء.
ارتجف جسدها من صراخه وعلى الفور هزت له رأسها وقد خرج صوتها بتقطع.
_ بس أنا نفسي اشتغل زي سما و أشرقت.
عندما استمع لاسم ابنته... التقط ذراعها مجددا يهزها ببغض يملأ قلبه منذ أن كان مراهقا نحو السيدة التي أخذت والدهم منهم وأبكت والدته قهرا إلى أن عاد والدهم لأحضانهم.
_ أنت عايزه تجيبي نفسك لبنتي المستشارة أشرقت.
أغمضت زينب عينيها وانسابت دموعها وقد استمر هشام هزها پعنف.
_ بسهولة أقدر أخليهم يفصلوكي من المدرسة فمن نفسك كده متروحيش وأنا وعمك مصطفى هنزودلك المصروف.
قالها هشام ثم أخرج جزدانه ليلتقط منه المال.
_ طبعا عارفه لو كلمه خرجت لسيادة اللواء إيه اللي هيحصلك.
حركت زينب رأسها بضعف وقبضت على المال الذي وضعه في قبضة يدها بقوة.
وقف نائل قرب باب غرفته يستمع إلى صراخه على حفيدته اليتيمه.
انسابت دموعه پقهر... فما فعله بالماضي تحصده حفيدته اليوم.
زادت سرعة ضربات قلبه فأسرع بوضع يده على موضع قلبه وقد ارتفع صوت أنفاسه بهياج.
_ نجيب عنده حق زينب لازم
تتجوز قبل ما أموت.