رواية لمن القرار بقلم سهام صادق_الفصل السابع إلى الفصل الثاني عشر_
انت في الصفحة 1 من 12 صفحات
الفصل السابع
_ بقلم سهام صادق
الضياع وحده هو من كان يجثم فوق روحها الهشة المنهكة ارتخت جفونها كحال ساقيها الواهنتين فسقطت أرضا غائبة عن الوعي لعلها تجد في تلك الظلمة المؤقتة راحة
صړخت السيدة ألفت بأسمها عدت مرات تلطم خدها برفق
فتون فتون
ارتفعت عيناها قليلا عندما شعرت بخياله نظرت نحوه فوجدته يقف يطالعهما بنظرات غامضة
اتبعته السيدة ألفت تحمل زجاجة عطر مقتربه منها بعدما ابتعد عنها يدرس الأمر بعينيه ..
مالت السيدة ألفت نحوها تحرك زجاجة العطر أسفل انفها ولكنه تناولها منها يضع بضعة قطرات فوق كفه ثم اخذ يحركها أسفل انفها ببطئ
مش انا اللي سړقت يابيه
انتفضت من رقدتها تقاوم شعور الوهن تنظر حولها حتى تعلقت عيناها بأعين السيدة ألفت التي رمقتها للحظات بأسف
اديها تمن شهر شغل يامدام ألفت
وخليها تروح
انصرف مغادرا المكان فأقتربت منها السيدة ألفت تساعدها على النهوض غير مصدقة ان رب عملها اصفح عنها هكذا بل ومنحها راتب شهرا
قومي معايا يافتون
طالعتها فتون بنظرات ضائعة تتوسلها
ابوس ايدك يامدام ألفت متودنيش السچنانا مسرقتش حاجه والله ما سړقت
ابتهج وجهها الشاحب تنظر إليها
يعني لقيتوا الخاتم... شوفتي يامدام ألفت انا مش حراميه
الخاتم متلقاش يافتون بس اظاهر البيه مش عايز يأذيكي وقلبه رقف بحالك
بس انا مسرقتش حاجه
ودارت بعينيها تبحث عنه لعلها تقنعه انها لم تسرق شيئا
خيبتي نظرتي فيكي يافتون
وتقدمت أمامها بضعة خطوات تشير اليها أن تتبعها نحو الباب لتغادر المكان بلا رجعة
تعلقت عيناها بالظرف الذي يضم حسنتهم كما رأتها لتقبض بكفها فوقه پقهر وعيناها تنظر للمره الأخيره للسيدة ألفت بأن تصدقها
وقفت أمام شقة السيدة إحسان تطالع باب شقتها پخوف جسدها كله بات يرتعش وكأنها في ليلة قارسة البرودة.. طرقت فوق شراعة الباب بطرقات ضعيفه تهتف بأسم السيدة إحسان
تلقفتها السيدة إحسان بين ذراعيها بعدما تعالت شهقاتها من هيئتها المعبثرة ووجهها الشاحب
فتون مالك يابنتي ايه اللي حصلك.. هو البعيد ضړبك تاني
اتطردت من الشغل... الست ألفت كانت عايزه تبلغ عني.. حسن لو عرف هيموتني
خرجت همهماتها بضعف تتشبث بأحضان السيدة إحسان التي ضمتها بدورها بقوة
للحظات شعرت انها تناست كل ماعاشته تلك الليله فحضن السيدة إحسان الدافئ وحنانها جعلها تنسى وحدتها وقسۏة الناس عليها
وضعت السيدة إحسان كأس العصير الطازج بين كفوف يديها المرتعشتين
خدي اشربي يابنتي.. منهم لله اللي ظلموكي.. بقى انتي تسرقي.. حسبي الله ونعم الوكيل
انحدرت دموعها كالسيل وهي تتذكر نظراتهم إليها.. صړخت وتوسلت واقسمت انها ليست سارقة ولكن كيف سيصدقوا خادمة. الحقيقه التي أصبحت تدركها كلما مضت الايام بها انها لاشئ.. انها من الأساس لم تعد شئ والزواج الذي اخبروها عنه انه خلاص لها وبداية جديدة كان هو أول شئ يعلمها معنى ازدراء النفس
تألم قلب السيدة إحسان وهي تراها هكذا اشاحت بعينيها بعيدا عنها حتى لا تبكي على حالها
يابنتي اشربي العصير وكفايه عياط وجعتي قلبي
حسن هيضربني... البيه بتاعه هيقوله... انا معملتش حاجه
ووقفت تنفض ثيابها وحافظة نقودها للمره التي لا تذكر عددها
شايفه ياماما اه مسرقتش حاجه
اجتذبتها السيدة إحسان لحضنها تربت فوق ظهرها تطمئنها
بلاش نسبق الأحداث يافتون خلي عشمك في ربنا كبير مش يمكن البيه ميقولش حاجه لحسن
طالعتها والأمل عاد يدب في روحها وعيناها الباهتة
بس انتي حاولي تقولي لحسن قبل ما البيه يقوله... مش معقول مش هيصدقك
واردفت بمقت من ذكر اسمه
يعني مظنش هيصدق الغرب ومش هيصدق مراته
وداخلها كانت تتمنى ان يخيب حسن ظنها تلك المره وتظهر رجولته
يعني اقول لحسن.. هيصدقني مش كده
اكيد يابنتي
واشاحت السيدة إحسان وجهها تهمهم بأمل
اتمنى ميطلعش راجل ناقص
.............
اتسعت عينيه يرمق شقيقته التي تجاوره في وقفته أمام دار الأوبرا
أنتي مش دعيتي ملك انا مش شايف غير مها
انت عارف خالتك مش هتوافق تجيب ملك لوحدها.. فقولتلها تجيب مها وكنت هتصرف بعد كده
زفر أنفاسه حانقا فأشاحت ميادة عيناها عنه تتسأل
هي ملك مجتش ليه
أنتي بتسأليني انا ياميادة
رمقها بمقت ملتفا بجسده نحو الداخل... اقتربت مها من ميادة الواقفة وعيناها لا تفارق خطواته
هو رسلان راح فين
طالعت شقيقها بحنق فلما يلومها هي ولا يلوم حظه هو
فين ملك يامها
هندمت مها ثوبها القصير تجذبه قليلا لاسفل وترطب شفتيها بلسانها
تعبت فجأه ياميادة.. عن اذنك لما الحق رسلان
واسرعت بخطاها نحوه تاركة مياده مذهولة تفكر متى مرضت ملك
ارتسمت ابتسامة واسعه فوق شفتي مها كلما اقتربت من صيدها الثمين تتهادي في خطواتها وحديث والدتها يتردد في اذنيها يطربها
وريني شاطرتك بقى ميادة لما تعرف ان ملك تعبانه وتفضل ترن عليها ومتردش هتيجي جري وديه فرصتك لا مياده ولا ملك معاكم
..............
رفرفت أهدابها تنظر نحو الكتاب الذي تتظاهر في قرأته تستمع لحديث والدتها عما ستحققه تلك الخطة من ثمار إذا آسرت مها رسلان بجمالها الساحر
تفتكري ميادة اتأخرت ليه ديه مش بتستحمل عنك حاجه وبتيجي جري
واقتربت منها تربت فوق شعرها المنسدل
اختك لو اتجوزت رسلان قلبي هيرتاح
غصة مؤلمة حړقة فؤادها وهي ترى وتستمع وماعليها إلا الصمت والرضوخ
أنتي مش حكتيلي عن المدرس زميلك اللي كان معجب بيكي راح فين.. ملك انتي سمعاني
همست بحړقة تخشي اهتزاز صوتها فېفضحها
سافر إعارة السعودية
ياخسارة .. اه كنت افرح بيكي مع اختك
ابتعدت ناهد عنها وقد تهلل قلبها عندما استمعت لصوت ميادة.. فثمار خطتها اليوم قد اتي بنتائجه المنتظره
أندفعت مياده داخل الغرفه تنظر نحو ملك وخالتها
مالها ملك
واقتربت من ملك تفحصها تدور بعينيها بين خالتها وملك التي نكست رأسها نحو الكتاب الذي لم ترى سطوره
رجليها اتلوت ياميادة
وانصرفت ناهد تزفر أنفاسها براحه تدعو داخلها ان يتحقق مرادها
ملك بصيلي
والدموع وحدها من كانت تفيض منها.. أسرعت ميادة في ضمھا دون حديث
رسلان كان مستنيكي ياملك.. حجز التذاكر عشانك
والاجابه كان ينطقها قلبها وحده
...............
نفض يدها پعنف يرمقها بنظرات قاتله.. فضمت يداها ببعضهما تطالعه بخجل يدرك تماما انه بعيدا عنها
سوري يارسلان.. اظاهر من اندماجي مع الموسيقى اتحمست
اشاح عيناه مستاء يعود لشروده في ملاكه الذي يهرب منه
عاد يطالع مها التي ظنت انه يرمقها بحب ولكنه كان يتفرس ملامحها وثيابها ولأول مره يرى الکاړثة التي امامه
أنتي ايه اللي لبساه وعملاه في نفسك ده
همست بحماس تطالع الجالسين حولها في عالم آخر
عجبك
يقرف
بهتت ملامحها وهي ترى نظراته المزدرئه.. تطالع ساقيها العاړيتين بخيبة
مضى نصف الحفل لينهض بعدها متمتما
انا ماشي
بس انت بتحب الأوبرا يارسلان
تركها راحلا فعقله مع اخري باتت تسرق عقله كما سړقت قلبه... اتبعته مها تزفر أنفاسها حانقه.. فما السبيل معه ولكن عيناها سرعان ماعادت تلمع بمكر فمن هو حتى لا يسقط صريع أنوثتها
تعمدت طيلة طريق عودتهم ان تلامسه تقترب منه حتى يتلامس كتفيهم تثرثر وتثرثر ولكن هو كان لا يتمنى إلا واحده
صړخ بها بعدما ضجر من أفعالها
مها ابعدي عني شويه مش عارف اسوق
وبنبرة مستكينة تمتمت
حاضر يارسلان بس بليز متزعقش..