الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية لمن القرار بقلم سهام صادق_الفصل الثالث عشر إلى الفصل الثامن عشر_

انت في الصفحة 1 من 13 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الثالث عشر
_ بقلم سهام صادق
والقاعدة التي كان يسير عليها راشد لم تكن خافية عنه..إنه يدرك تماما نواياه .. وهل يغفل الرجال عن طبائع كل منهم
 شكلك ياسليم مستخسرها فيا .. ده أنا صاحبك حتى .
 راشد .. أنا فاهمك كويس بلاش نلف وندور على بعض... فتون مرات حسن السواق يعني من رجالتي وأنت عارف أقصد إيه ..

انتفخت أوداجه ڠضبا فراشد يذكره بوالده ويعيد إليه ذكريات ظن أنه قد نسيها مع الزمن ..
 وبلاش تبقى زباله قوي .
رمقه راشد متمهلا إلى أن اڼفجر ضاحكا ينهض من مقعده 
 مش عارف ليه حاسس إن الخدامة دي مميزة.
طالعه سليم پغضب ناهضا هو الآخر يمد إليه يده مصافحا
 نورت يا راشد .
 ماشي ياسليم أطردني. . بس أوعي الخدامة توقعك لأحسن أنا عارفهم أسمع نصيحة صاحبك .
سار أمامه وضحكاته تعلو وكأنه لا يصدق أنه اليوم استطاع أن ينال شرف رؤية غضبه..
رمقه بنظرات قاتمة ولحظها العسر كانت تقف أمامه تسأله 
 هو صاحبك مشي يا بيه 
شملها بنظرة جعلت جسدها يرتجف وقد أصابها الذعر. تجاهلها وكأنه لم يسمع شيئا متجها لغرفة مكتبه 
طالعت الباب الذي أغلقه خلفه مندهشة من تجاهله لها وقد ظنت أنه سيمدحها على الطعام وسرعان ما تلاشت دهشتها تتذكر حديثه القاسې معها تنظر نحو قميصها .
 الظاهر إن البيه لسه زعلان مني .. بس أنا مكنتش واخده بالي وأهو خفيت القطع . 
لم تلمه على قسۏة كلماته التي لا تعرف لها سببا إنما لامت حالها... رب عملها بطل والأبطال دائما فرسان والفرسان لا تخطئ 
وبين رجل قاس ورجل لا يعاملها إلا شفقة كانت هي الضائعة .
زفرت أنفاسها وأتجهت نحو المائدة تجمع ما عليها ومازالت في شرودها .
. . . . . . . . . . . . 
التخبط وحده ما كان يعيشه وهو يسير في حجرة مكتبه ذهابا وإيابا...المشهد عاد مقتحما عقله وصوت والدته يدوي في أذنيه وهي تسحبه نحو تلك الغرفة 
 تعالى شوف أبوك المحترم بيخوني .. أنا صافي هانم بنت الحسب والنسب أبوك بيخوني مع الخدامة .
طفل في الرابعة عشر يرى والده في أحضان الخادمة..المشهد يعاد أمامه بأدق تفاصيله ..لقد ظل لأيام يستوعب ما رآه .. الخادمة تركض أمامهم تداري جسدها بالغطاء ووالده يهرول لارتداء ملابسه .
وأمه تقف على أعتاب الحجرة تصرخ وتهدد وهو يقف ينظر نحو الفراش المبعثر .
 فنون مفتونة بيك ويمكن كمان تكون حبتك .. فتون لازم تمشي من هنا يابيه . 
والحقيقة التي تغافل عنها تعاطفا ذكره بها راشد اليوم . دماء الحقارة تسري داخل أوردته حتى لو أجاد رسم صورة الرجل العطوف.. هناك جينات داخله تحركه وزيجاته العديدة لم تكن إلا ليتفادى شهواته ولكن فتون ستكون سهلة المنال ونظرته كرجل تخبره بذلك . 
وعند تلك النقطة كان يفتح باب الغرفة متجها إليها 
توقف مكانه عندما التقطت عيناه جسدها وهي منحنية تمسح أرضية المطبخ .. أغمض عينيه بقوة ثم أشاحهما بعيدا 
 فتون تعاليلي مكتبي 
انتفضت مڤزوعة على أثر صوته تعتدل في وقفتها 
 حاضر يابيه .. أعملك قهوتك
ألتف بجسده مغادرا يعطيها الإجابة بنبرة مقتضبة 
 لأ .
طالعت خطواته تستشعر الخۏف من نبرته الصارمة 
لقد غادر الضيف منذ ساعة وانفرد هو في غرفة مكتبه 
 هو البيه هيعوزني في إيه ! ده حتى مرضيش أعمله القهوة . شكله لسه زعلان منك يا فتون .
ارتسم البؤس على ملامحها مجددا وعادت تؤنب حالها فلم تكن تقصد أن تخالف أوامره أو تظهر أمام ضيفه إلا لتشرفه في تقديم الضيافة .
أخذ عقلها يدور دون هوادة بين تفاصيل اليوم ..تقارن حديثه معها في الصباح وتعامله معها منذ وصول ضيفه .
أدركت للتو أنها أطالت في شرودها. . فأسرعت نحو محرمة المطبخ تمسح يديها تفكر في صنع القهوة له وقد تناست أنه منذ دقائق كان يرفض تناولها
دلفت حجرة مكتبه تتجه نحوه بخطوات مرتبكة فعينيه كانت لا تحيد عنها وكأنه كان ينتظرها
 أنا مطلبتش قهوة
طالعت فنجان القهوة وقد انتبهت لحماقتها .. الټفت بجسدها حتى تعيدها للمطبخ 
 حطيها مدام اتعملت 
عادت تنظر إليه تبحث عن تلك النظرة التي تطمئنها ولكنها لم تجد شيئا إلا ذلك الجمود الذي يخاطبها به .
وضعت الفنجان أمامه تطرق بعينيها أرضا تحاول أن تتحكم في دقات قلبها النابضة 
 قولتلي إنك عايزني يابيه 
رفعت عينيها عندما طال صمته... فاتسعت حدقتاها وهي ترى ذلك المظروف الذي يمده إليها 
 إيه ده يابيه !
 مكأفاة نهاية خدمتك هنا يافتون . 
ابتلعت لعابها وقد جف حلقها من الصدمة تنظر إليه لا تستوعب حديثه .
 نهاية خدمتي هو أنا عملت حاجة تزعلك ياسليم بيه  
 مش لازم تكوني عملت حاجة يافتون .
 لا أنا أكيد عملت حاجة زعلتك مني ..أنت كنت مبسوط مني امبارح والنهارده الصبح . 
وأردفت تبحث عن سبب وعيناها تدور هنا وهناك .
 طيب الأكل طعمه وحش .
تعلقت عيناه بها. . أراد التراجع في قراره ولكنه حسم أمره 
 فتون خدي الفلوس وياريت تجمعي حاجتك وتمشي ولو على حسن أنا هفهمه .
 أبوس إيدك ياسليم بيه متمشنيش من هنا .. الله يخليك يابيه .
انحنت تقبل كفه فأسرع ينتشلها من ذلك الوضع المخزي الذي أصاب نقطة ما في قلبه... إنه يكره ضعف وذل الناس .
 فتون إيه اللي بتعمليه ده .. فتون وجودك عندي في بيتي مينفعش .. أنا راجل معارفي كثير وأغلبهم عينهم زايغه . هيشوفوا وجودك في بيتي إنك لقمة سهلة .
 أرجوك يابيه خليني أخدمك.. أنا مبسوطة هنا.. ولو على اللي عملته النهارده أوعدك مش هخرج من المطبخ تاني .
سقطت دموعها تستجدي عاطفته
 مش هتحس بوجودي بعد كده .
زفر أنفاسه يطالع نظراتها الکسيرة.. عاد قلبه يرفق بها يخبره أنها استثناء.. عقله يطالبه ألا يتراجع وقلبه يحثه على الأمر يطالبه ان ينظر في ملامحها الطفولية.. ينظر نحو عينيها التي لا تحمل إلا الضعف .
تأملها بعينين ليست كعينيه حين يطالع نساءه .. هن يحركن به شهوته ولكن هي لا تحرك فيه إلا المشاعر النظيفة كما كانت
 سيلا تفعل 
 سليم بيه أرجوك 
ورجاءها بصوتها الضعيف المرتعش كأنه كان ينقصه ولا يعرف بعدها كيف أومأ برأسه موافقا على مكوثها بعدما كان أتخذ قراره بثبات .
ضمت كفيها ببعضهما وانسابت دموعها غير مصدقة .
 مش هضايقك تاني يابيه..هنضف وأحط الأكل وأمشي على طول ..كل حاجه هتقول عليها هسمعها .
سعيدة هي.. سعيدة بذلها أمامه سعيدة بأنه أعطاها فرصة أن تظل خادمة وهو يقف يطالعها بسكون يتشرب تفاصيلها ضعفها ويرتوي داخله ولكن ارتواءه لم يكن إلا علقما .
 روحي يافتون 
 يعني آجي بكره 
تسألت وقد عادت إليها الحيرة فمازال مقتضبا في حديثه 
 تقدري تيجي يافتون 
ألقى عبارته مغادرا الحجرة هاربا من عاطفته التي نسي مع الزمن أنها داخله وهاهي تعود لتتحكم به .. طالعت طيفه وعادت الډماء لوجهها مجددا فعالم دون سليم النجار ترفضه و قليل القليل هي ما تريده العطف .
....... 
خطفت رائحة الفطائر الشهية أنفاسها.. وقد عبق المكان برائحتها .
أسرعت في إخراجها من الفرن تنظر الي صنيعها برضى 
 ماما إحسان هتتبسط قوي وكمان الأستاذ عصام بيحبها  
عصام الذي أدمي قلبها بكلماته الچارحة هذا الصباح.. وقفت هي ليلا منهكة القوى تصنع له ما يحبه .
وضعتهم فوق طبق جميل فعصام

انت في الصفحة 1 من 13 صفحات