رواية لمن القرار بقلم سهام صادق_الفصل الواحد والثلاثون إلى السادس والثلاثون_
كذبته وقد صدقه الناس بل واحتضنوه يباركون له ولحسن حظه كانت تلك السيدة التي توسط لها العم حسني من قبل من أجل علاج صغيرها أتت ركضا تمدحه وتخبر الناس إنه طبيبب ذو خلق طيب القلب
ضجرت من ضحكاته وتلك السعادة التي لمعت في عينيه حقا هو سعيد سعادة لا توصف لقد أصبحت زوجته حتى لو مجرد كذبه حالية وقريبا ستصبح الكذبه حقيقة
أنت بتضحك عشان انتصرت عليا مش كده
امتقعت ملامحه يستمع لحديثها
بس لعلمك أنا مش هتجوزك
ورغم عنه كان يعود لضحكاته الصاخبة
أنتي قدام أهل الحارة مراتي وبنجهز لفراحنا وأنا الدور عجبني وعيشت فيه خلاص
بكره هنروح نكتب كتب الكتاب مضطر أمشي للأسف عندي عملية بعد ساعتين
مش هتجوزك يا رسلان
ابتسم وهو يبحث عن سترته بعينيه فوقعت عيناه عليها فالتقطها يرتديها بعجاله غير عابئ بتكرار رفضها لزواجهم وغادر والابتسامة لا تفارق شفتيه
تهاوت بجسدها فوق الاريكة ټدفن وجهها بين كفيها فما الذي طرء جديد بحياتها إنها عادت لتعود لنقطة البداية من جديد
تعلقت عينين جيهان بلهفة بملامح الطبيبة بعدما فحصتها ولكن سعادتها قد تلاشت وهي تعدل من هندام ملابسها وتتبعها لتسمع الخبر السعيد الذي سيربط جسار بها رغما عنه ولكن الخبر لم يكن سعيدا بتاتا
صړخت پقهر وهي تنظر نحو ملامح جسار الجامده
لا لا
إحتواها بين ذراعيه مشفقا وقد أثارت شئ داخله مع إنهيارها هل هو تعاطف معها أم إنه شعر بأبوته لذلك الطفل
عاونها على دلوف السيارة فأخذت تبكي بقوة
أنت كنت عايز كده أه خلاص مبقاش في طفل
تنهد بسأم فما الذي أصبح يعيشه الأن قاد سيارته في صمت فالحديث بينهم لن يجدي نفعا وها هو القدر يهيأ له الأمر وقد أرتاح ضميره
وعلى حينا غرة وجدها تلتقط ذراعه تمد يدها الأخرى لتتحكم بعجلة القيادة صړخ بها بعدما لم يعد يتمالك الأمر والسيارة تتحرك بهم يمينا ويسارا
لو بعدت عني أنا ممكن أموت فخليني اموت وارتاح واعيشك بذنبي زي ما عملت مع نهال
لقد ضغطت على جرحه بقوة ضغطت حتى الڼزف الذكريات تتخبط داخل عقله والذنب يلتف نحو رقبته فيزيده خنقا ولكن هنا شئ يحثه على أن يفيق
دفعها عنه والتقط عجلة القيادة ولكن لم يستطع التحكم بها واصبحت السيارة تحتضن تلك الشجرة العتيقة
ولخلو السيارات من هذا الطريق وهدوءة كان الصمت يحتل اجسادهم
شهقت بسمة مصډومة مما تسمعه لقد وزنت الأمور داخل عقلها وعلمت الآن لما أصر عليها فتحي مغادرة البيت لجلب بعض الأشياء حتى قطعت أنفاسها وتخدرت قدميها من شدة الألم ولكنها تعلم تماما أن هناك شئ ما في نفس شقيقها
اغمضت ملك عينيها وقد ازداد حنقها من غباء بسمه الذي أتى في غير موضعه اليوم
بسمة ابوس ايدك النهاردة أنا على أخرى متجوزين إزاي
حكت بسمة فروة رأسها حتى تستوعب الأمر فاتسعت عينيها غير مصدقه
يعني هو قال كده عشان ينقذ الموقف اول مره فتحي اخويا يعمل حاجه عدله في حياته
امتقع وجه ملك وهي تتذكر أمر فتحي
ياريت يا بسمه متجبليش سيرته ربنا ينتقم منه ويفضحه زي ما فضحني
غامت عينين بسمه بالحزن فتنهدت ملك بضيق تمسك كفها تربت عليه
متزعليش مني يا بسمه بس كله ده هيترد لاخوكي في عرضه
اخفت بسمة حزنها تحاول أن ترسم إبتسامتها كما اعتادت
بس صدقيني ده أحسن حاجه عاملها فتحي دكتور رسلان بيحبك وبيحبك اوي كمان ده كل يوم كان بيجي يطمن عليا عشان يشوفك أنتي
واغمضت عينيها تهيم في عالم تتمناه ولكنها تعلم لن تحصل عليه
ياريت الاقي حد يحبني ربع الحب ده
طالعتها ملك بنصف عين تنتظر تكملة هيامها ففتحت بسمة عينيها خجلا ترفع حاجبيها
خلينا في موضوعنا يا ملك هتفضلي لحد إمتى بتضحي وبتدي ليه متكونيش انانيه لمرة واحده وتاخدي حاجه من الدينا واه ربنا بعتلك الفرصه صحيح الفرصه جات متأخره بس جات لو رسلان مكنش قدرك كنتي هتكملي طريقك مع جسار لكن طرقكم افترقت وقولتيلي إنك كنت فاكرة لما هتبعدي عن جسار هتكتشفي حبك ليه لكن اكتشفتي إن اللي كان بيربطك بجسار ومازال بيربطكم هو الوفاء وإن كل واحد فيكم لما دخل حياة التاني كان علامه فارقة في حياته
اعتدلت بسمة في مقعدها حرجا تنظر لملامح ملك المبهمة تتسأل
كلامي مش مقنع صح
بالعكس يا بسمة أنا مستغربه إنك في السن ده وناضجة كده
ابتسمت بسمة بمرارة ولكن كالعادة تسخر على حالها مازحة
الحياة مدرسه كبيره وما شاء الله عليا ربنا يحرسني ويحميني باخد امتياز فيها
ووضعت كلا يديها فوق وجهها
باين الامتياز صح
ضحكت ملك كما ضحكت هي وسرعان ما هتفت پألم
أنا اتعودت عليكي اوي
يا ملك هعمل إيه لما تتجوزي وتسيبي الحارة
التقط ذراعها پعنف بعدما دلفت من باب الشقة تآوهت پألم تمسد فوق ذراعها
حرام عليك يا فتحي ده أنا دراعي مخفش من العلقة الأخيرة
كفاية رغي بدل ما اكسرهولك مراته ولا مش مراته
طالعته بسمة بغباء تقطب حاجبيها وهي تدلك ذراعها فصړخ بوجهها حانقا
مراته يا بت ولا مش مراته بدل ما أمسيكي بعلقة
مراته مراته
اقترب منها يتناول شعرها من أسفل حجابها يدفعها للأمام
ومدام مراته وأنتي عارفه مقولتيش ليا ليه
حرام عليك يا فتحي شعري بيوجعني
دفعها بقوة كادت تسقطها أرضا
سيبت شعرك اه اللي شبه غسيل المواعين ردي بقى ياختي كنتي عارفه ولا لاء
اماءت برأسها كاذبه
كنت عارفه
التقط كلا ذراعيها يقبض عليهما بقوة
كنتي عارفه ومقرطساني
لم تتحمل قوة قبضته فوق ذراعيها فدفعته عنها صاړخة
وأنت مالك يا فتحي بالحكاية مراته ولا مش مراته ولا يكونش حد دفعلك فلوس عشان الڤضيحة اللي عملتها
التمعت عينين فتحي بۏحشية يرمق تحديها إليه پغضب
على فكرة أنا شوفتك بتعد فلوس وبتحطها تحت المرتبة
لم ينتظر فتحي سماع المزيد منها وهي كانت تعلم ما هو قادم
صړخت بآلم بعدما إنهالت الركلات عليها تهتف بحړقة
عمال تفضح في خلق الله ومخليني الف على صحابك الشمامين محدش من اهل الحاره مخلي بنته تصاحبني الناس پتخاف لاشبه بناتهم بتعمل فيا كده ليه حرام عليك
تعالت الطرقات فوق الباب ولم تكن إلا ملك وقد أخذت تصيح بالجيران لعلا احد ينجدها ولكن الجميع أصبح لا يهتم بما يفعله فتحي بشقيقته فقد ضجروا وكرهوا تلك الجيرة
هبلغ عنك البوليس هحبسك