رواية لمن القرار بقلم سهام صادق_الفصل الخمسون إلى الخامس والخمسون_
يرى الوجوم مرتسم فوق وجهه
صبرت ونولت يا كاظم جمال وكمان بتعرف تطبخ
أمير
ارتفع صوت كاظم عاليا فلو كان منذ لحظات يتمكن من ضبط غضبه فعند هنا لن يتحمل
مش اديتها الورد وعملت العرض بتاعك لتسكت بقى أو تاخد بعضك وتمشي
شايفه جوزك بيطردني إزاي على فكرة أنا ضيف مرحب بي مش كده يا مرات اخويا
وجنات كانت سعيدة بل سعيدة للغاية من رؤية كاظم غاضبا ومن لطافة أمير
و أمير كان يجيد المجاملة بشدة وخاصة مع النساء
إيطاليا نورت بوجودك فيها ده حتى الشقة بقى ليها طعم و روح
توردت ملامح جنات من حديثه إنه بارع في المجامله وليت كاظم مثله
مش خلاص ولا لسا هتكمل الشريط بتاعك
هتف بها كاظم حانقا فاستدار إليه أمير يخفى أبتسامته متسائلا
تجهمت ملامح كاظم وقد علقت عيناه بتلك التي وقفت منتظرة سماع جوابه
بطل سخافة واخرس خالص
طالعته جنات بعدما اشاح عيناه عنها فما الذي كانت تنتظره منه كاظم هو كاظم لن يتغير مهما شعرت بالأمل في تغيره
انسحبت من أمامها فعلقت عينين أمير بها
قولت أخرس خالص
اسرع أمير في وضع يده فوق فمه واتجه نحو غرفة الجلوس التي يحفظها
أنبه ضميره كعادته الأخيرة وقد عاد الصراع يقتحمه مجددا
حاول أن يخرس الصوت الذي يقتحمه
ولكن فور أن سمع صوت ارتطام شئ بالأرض كان يسرع بخطواته نحو المطبخ مڤزوعا
إيه اللي حصل
أبعدي عن الإزاز لتتعوري
ارتفعت عيناها نحوه تستنكر خوفه عليها فالخۏف ينبع من الحب وهو لا يحبها فلما يستمر في تمثيله عليها
متخافش متعودة كويس ألم اللي بيتكسر
اصابته كلمتها فهو يعرف ما تقصده ازدرد لعابه يقاوم رجفة كفيه بعدما قبض فوقهم بقوة
صوت تأوها جعله يسرع إليها لينتشلها من وضيعتها صائحا بها
هو أنا هعاند ليه في حاجة زي كده ما لازم الإزاز يتلم
لسانك وصوتك
صاح بها فتجهمت ملامحها من حدته
ماله لساني
بقى طويل يا هانم وبيحب يجادل كتير وأنا أكتر حاجة بكرها في حياتي هو الجدال
هو أنا كده بجادل معاك
مالكم يا جماعه مش معقول يكون وشي وحش عليكم وتتخانقوا
أنت إيه اللي حركك من مكانك
صوتكم كان عالي ده جزاتي يعني
امشي من قدامي بدل ما اطلع ڠضبي كله عليك
اتسعت عينين أمير وهو يرى شقيقه يزيحه من أمامه
اه العڼف اللي فيك ده هو اللي مخليها مټعصبه والله عندها حق
بره مش عايز المحك قدامي
انتفض أمير مذعورا من صړاخ شقيقه ولم يعد يعلم من أين بدء شجارهم
يعني بدل ما تشكره بتطرده ياريتك ذوق زيه
ذوق و زيه ما الهانم فرحانه بالورد والشيكولاته
ايوه فرحانه بيهم أنت إيه عرفك بأفعال الرجاله ولطافتهم
ارتجفت اوصالها ذعرا تخشى ردة فعله بعدما تجمدت ملامحه وعلقت عيناه بها وارتفعت أنفاسه عاليا
ابتعلت لعابها وتراجعت للخلف وهو ظل واقفا ساكن الجسد يقبض فوق كفيه بقوة
سقطت باقة الأزهار أسفل قدميها بعدما تناثرت أوراقها وتمزقت
ارتجفت اهدابها تنظر لما فعله بأزهارها الجميلة
مش هو ده الورد اللي خلاكي فرحانه وبهرك اه بقى تحت رجلك استمعتي بي كويس
......
ارتكزت عيناها نحو السيارة التي غادرت للتو واختفى أثرها عن مرأى عينيها.
ملك غادرت وتركتها وعلى ما يبدو إنها لم تتمكن من تنفيذ ما وعدتها به
مظاهر الحفل بدأت تتلاشى شيئا فشئ فالعمال يحملون الطاولات ويزيلون الأنوار وكأن لم يكن هناك عرسا منذ ساعات
تفاصيل اليوم كانت مرسخة داخلها تفاصيل لن تنساها يوما
يدها التي شبكت بذراعه وكأنها بالفعل عروس تلك الرقصة التي سمعت عنها كثيرا من زميلاتها في المصنع الذي كانت تعمل به قبل هروبها
ابتسامته المزيفة التي كان يجاهد في رسمها فوق ملامحه كلما جاء المصور ليلتقط لهم صورة يظنها ستدوم وأمره الدائم لها أن تظهر بمظهر العروس السعيدة
ضاع أخر حلم من أحلامها عاشت ما تمنت أن تعيشه ولكنها لم تكن إلا عروس ماريونيت
انفتح الباب الذي اوصده خلفه أخيرا بعدما اجتذبها بقوة من جوار ملك صائحا بها أن من تريد أخذها معها باتت زوجته
أنفاسه كانت مرتفعة وكلما اقترب منها كانت تزيد قبضتيها فوق ثوب زفافها
ملك مشيت معرفتش تاخذني زي ما وعدتني مش كده
تمتمت بها دون أن تحيد عيناها عن الحديقة التي باتت خاليه وقد غادر أخر عامل وانغلقت البوابة
اليوم كان طويل ومرهق علينا يا بسمة بكره ممكن نتكلم
غادر الغرفة دون كلمة أخرى تاركا الباب خلفه مفتوحا وكأنه يخبرها أن حپسها الذي فرضه عليها حتى تغادر ملك قد أنتهى
استدارت بجسدها بعدما غادر تمسح دموعها التي لم يراها ولن تجعله يراها حتى تغادر منزله حره
......
استمرت ميادة في قيادتها للسيارة نحو الفندق تستمع لتذمر ملك وشدة حنقها من فعلة جسار معهم
يقولي السواق بره مستنيكي عشان يوصلك للفندق يطردني عشان الكلام مش عجبه وقال إيه مراتي وأنا حر
ما هي فعلا مراته يا ملك
تمتمت بها ميادة بعدما رمقتها بنظرة سريعه ثم عادت لمطالعة الطريق
مراته قصدك كلمه نطقها بسبب ذله لسان قدام طليقته ولما شافها اټجننت وثارت عليه شفى غليله منها وحس إنه أنتقهم لكرامته
والكلمة بقت حقيقة يا ملك وكنا لسا في فرحهم
احتقنت ملامح ملك بشدة فحديث ميادة لا يعجبها بل يزيد من حنقها
فرح مزيف شوفتي الناس كانوا بيتكلموا إزاي ولا نظراتهم ليها
ازداد ضيق ملك كلما تذكرت تلك النظرات التي كانت تحيط ب بسمه.
البعض كان يركز نظراته نحو بطن العروس لعلهم يتأكدوا بما يظنوه وتكون العروس بالفعل حاملا بطفل غير شرعيا مما أجبر رجل ك جسار أن يتزوجها
الناس مدام لقيت حكاية تتكلم عنها هيفضلوا يتكلموا مش مع بسمه بس مع أي تاء مربوطة مدام الحكاية دسمة ليه ميتكلموش وأنا أكبر دليل الكل بقى مستغرب ليه رجعت مصر فجأة ليه بقيت عايشه معاكم
طالعتها ملك في صمت ترى الألم مرتسم فوق ملامحها
بسمه مش هتخرج خسرانه يا ملك يمكن جوازها من جسار مجرد محطه محطه هتعدي بيها لمكان تاني
بدأت ملك تقتنع بحديثها ولكن مخاوفها لم تتلاشى تخشى عليها أن تقع في حب جسار وتعلق أمالها عليه بسمه أضعف منها رغم شجاعتها إلا إنها ضعيفة من مجرد كلمة حانية تشعرها بأنها ليست مهمشة من لمسة يد دافئة تمنحها الدفئ الذي افتقدته وجسار تعرفه تماما بسمة ليست المرأة التي ترضيه وتشبع غروره.
......
الټفت ناهد حولها خشية أن يكون قد رأها أحد لقد جائتها الفرصة أخيرا مغادرة شقيقتها لأحدى الندوات وإنشغال الخدم عنها هيأ لها الأمر
تنفست براحة بعدما استقلت سيارة الأجرة تأمر السائق أن يأخذها لمحل الصاغة
طالعها السائق بنظرات قلقة ولكن هيئتها المرتبة وملابسها جعلته يكمل قيادته غير مهتم بتوترها وربكتها
غادرت ناهد سيارة الأجرة تلقي بنظرة خاطفة حولها و تعطي السائق أجرته فطالعها السائق متسائلا
استناكي يا هانم
طالعته ناهد بقلق فقد جعلتها سنوات حزنها على صغيرتها التي فارقت الحياة تنسى كل شئ ولم تعد ناهد القديمة
الزمن كما خطڤ منها أبنتها أخذ منها