رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق(الفصل السابع إلى الرابع عشر)
من محل البقالة وقد كان شيكا جالس أمام المحل يتفحص أحد الجرائد وعندما رأها طوي الجريدة سريعا ونهض من فوق مقعده
جيتي بدري النهاردة يا استاذه
لتهتف مهرة بفتور
هاتلي الكرسي اللي جوه ده ياشيكا وتعالا كمل قراية
ليفعل شيكا ماأرادت وجلس يكمل قراءة الجريده بصعوبه فهو لم يكمل تعليمه بعد الابتدائيه
وكيس أصبح يليه كيس وكلما أنهت واحد نفخته بأنفاسها ثم طرقعته بغل
لينتبه شيكا لما تفعله بقلق
مالك ياأستاذه مين بس اللي زعلك
لتحدق به مهرة بجمود وهي تتخيل جاسم أمامها ومن سوء حظ شيكا كانت صورة جاسم مطبوعة بالجريدة ولم تراها الا بعد ان أخذ شيكا يتصفح الجريدة
قال جاسم الشرقاوي قال
ومزقت صورته وهي تنظر لشيكا الذي أخذ يطالعها بذهول
سيرة وشكل الراجل ده بټعصبني
ونهضت من فوق مقعدها ... ملتقطه عدد من الجرائد التي يجلبوها في المحل
الطبعه ديه فيها صورته مش كده
صورته تتعمل قراطيس لب ولا اقولك يتحط عليها طعمية عم فلفل
ليقف شيكا متسع العينين إلي ان وجدها تسير من أمامه حانقه ټضرب الأرض بحذائها الرياضي
...................
لأول مره تشاركه حفل من الحفلات التي ينضم اليها
كانت تقف بينهم تشعر وكأنها غريبه عنهم ..وسرحت في المكان إلى ان وجدت كريم يحاوط خصرها بحب يعرفها علي البعض .. لا تنكر ان كريم قد تغير معها ولكن التغير كان من أجل أطفاله .. وتذكرت صغيريها بشوق وقلق علي وجودهم مع مربيه كانت ترفض وجودها ولكن الضرورة قد حكمت
لتهمس لمن يقف جانبها
شكله مش غريب عليا
ليبتسم الرجل وهو يطالع سيدته
كريم الشرقاوي اخو جاسم الشرقاوي
لتتفحصه بأعين راغبه .. فمن يعجب مشيرة الشناوي لا بد ان يكون لها
.......................
وتنحنحت بحرج
مهرة
لتكمل مهرة المسلسل بأندماج
عايزه ايه ياورد ..قاعدتك ديه فيها حاجه
لتبتسم ورد علي فهم شقيقتها لها
لتترك مهرة علبة المناديل جانبا وتلتف نحوها تطالعها
ويفسحك بمناسبة ايه يابنت زينب
فأرتبكت ورد وهي تنظر في عين شقيقتها ثم أخذت تسرد لها سبب وجودها معهم
ديه من مهام وظيفتي
لتتأفف مهرة بحنق
انا الشغلانه ديه مكنتش داخله دماغي ..قال جليسة أطفال
روحي ربي نفسك الأول
لتضحك ورد بعلو صوتها...فشقيقتها اليوم بغير طبيعتها
وقبل ان تسألها ورد عن مابها
كان صوت حمادة صبي الحج اسماعيل يعلو بصياح
يااستاذة مهرة .. ياست الاستاذة
لتنظر مهرة لشقيقتها
انا قولت اليوم ده باين من أوله
وذهبت نحو الشرفة تحت نظرات ورد
شيكا اتقبض عليه في القسم في خناقة
لتلتف مهرة نحو شقيقتها بحنق
شايفه الليله باظت ..
فطالعتها ورد وهي تتجه نحو غرفتها ..ثم أنفجرت ضاحكة
..............................
كان جاسم جالس في مكتبة يفكر في كل ما أخبرته به مهرة ... فرغم حنقه منها ومن أفعالها الا أنه لن يترك الأمر وسيفهمه .. ليعلو رنين هاتفه..
فلم تكن الا رفيف التي أصبحت تغزو عقله في الآوان الأخيره فيبدو ان الرجل حين يرغب بالمرأه يرغب بمن يجدها الجزء الجميل الناعم بحياته.
.........................
جلست على مقعدها بأسترخاء ثم فتحت صفحات الجريدة التي جلبتها اليوم معها ..فاليوم قررت الا تعمل
لتسألها مني بأبتسامة هادئه
خلصتي شغلك مع الأستاذ مسعود
لتحرك مهرة رأسها بصمت .. فحدقت بها مني للحظات ثم أكملت عملها
فيخرج جاسم من غرفته ..ناظرا إليها ثم نظر الي ساعته
تأخير ساعتين
لترفع مهرة عيناها نحوه
ساعتين ونص وتلت دقايق وثانيتين
فلم يجد جاسم مايقوله ... فلو تحدث الأن سليفظ ألفاظ لم يلفظها من قبل
كانت مني تتابع عملها وهي تكتم صوت ضحكاتها
ليقترب جاسم منها وأخذ الجريدة من يدها
مش وقت ثقافه دلوقتي
وتابع وهو يخطو نحو الخارج
حصليني عشان هنروح المصنع نشوف العمال
لتتسع عين مهرة بغير تصديق وحملت حقيبتها وركضت خلفه
لتنظر مني نحوها وهي تبتسم
......................
وفقت ورد تتأمل مدينة الألعاب بأنبهار ..فلا تتذكر أنها حصلت يوما علي نزهة هكذا ..كانت جميع نزهاتها كأي أسرة بسيطه تقضي نزهتها في الحدائق العامه وكلما كبرت هي وشقيقتها مع مرض والدتهم رحمها الله وقلة المال الذي يبعثه لهم والدهم
كانت المسئولية تثقل عليهم فأصبحت حياتهم تدور في كسب لقمة العيش
ليتأملها كنان بعد ان وضع جواد في أحد الألعاب وأطمئن عليه ... وأقترب منها
لأول مرة تأتي لهنا ورد
فحركت رأسها كالأطفال وهي تنظر حولها بأستمتاع
ليبتسم كنان علي هيئتها ..
هل من حدثتك في الهاتف منذ قليل شقيقتك
لتنتبه ورد لسؤاله
نعم ..شقيقتي مهرة
فتعجب كنان من الاسم قليلا ثم صمت وهو يتابع جواد الذي يمرح
ووجد ورد