الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية مزرعة الدموع (الفصل العشرون إلى الرابع والعشرون) للكاتبة منى سلامة

انت في الصفحة 17 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز

 

دلوقتى 

 أيوة

رآى عمر علامات الإجهاد على وجهها فأشفق على حالها وقال بحنو : 

 طيب أجلى الشغل لبكرة الوقت اتأخر دلوقتى

قالت ياسمين بشئ من الحده : 

 لازم الشغل يخلص دلوقتى لأن العينات اللي خدتها باظت ولازم أخلصها دلوقتى عشان أديها لدكتورة مها الصبح

شعر عمر بنبرة الضيق فى صوتها فسألها بإهتمام قائلا : 

 فى حد بيضايقك هنا 

صمتت ياسمين قليلا ثم قالت : 

 لأ مفيش

تفرس فيها قائلا : 

 واثقة 

نظرت اليه مطمئنه اياه قائله : 

 أيوة واثقه مفيش أى مشاكل الحمد لله

أومأ عمر برأسه مطمئنا ثم نظر اليها قائلا : 

 أدامك كتير

شعرت بشئ من السرور لإهتمامه ردت بصوت خاڤت : 

 يعني شوية

ابتسم عمر قائلا : 

 نفسي أسعادك بس مليش فى اللى انتى بتعمليه ده خالص

خفق قلبها بشدة لمرآى ابتسامته ولكلامه عن رغبته فى مساعدتها فخفضت بصرها و تجاهلت خفقات قلبها وأكملت عملها فى صمت شعر بنفسه يود البقاء معها أكثر لكنه رآى توترها فنظر اليها قائلا : 

أنا فى البيت مش خارج لو احتجتى حاجة عرفيني

شعرت فى قلبها بسعادة خفيه لم تجب فرحل فى صمت.

بعد فترة من انهماكها فى العمل سمعت صوتا فى الخارج أمام الباب شعرت بالخۏف سارت ببطء لتتبين مصدر هذا الصوت خرجت لتجد أحد العمال يجلس بجوار الباب ويتفرش الأرض قالت له بدهشة : 

 انت بتعمل ايه هنا 

قفز الرجل من مكانه وقال لها : 

 الباشمهندس عمر قالى أفضل هنا عشان لو الدكتورة احتاجتنى فى حاجة ومتحركش من مكانى الا لما تخلص شغلها

شعرت بخفقات قلبها تتسارع مرة أخرى ترى ما هو سر اهتمامه بها لماذا يهتم بتوفير هذا العامل لها ألأنها تعمل فى مزرعته ومسؤلة منه هل لو كانت أى فتاة أخرى مكانها هل كان ليفعل ذلك أيضا طردت ياسمين تلك الأفكار من رأسها وقالت لنفسها بسخريه أفيقي يا ياسمين أين أنت وأين هو مثله معتاد الحصول على أجمل الفتيات وارقاهن بالتأكيد اهتمامه بك لن يعدو أن يكون مجاملة لصديقه أو لعله مازال يشعر بالذنب بسبب الحاډث ويريد أن يكفر عن ذنبه ليريح ضميره .

جافى النوم عمر فى هذه الليلة ظل ساهرا فى شرفه منزله .كان يشعر بشئ غريب لا يستطيع هو نفسه تسميته نظر الى النجوم التى تزين السماء وهى تضئ وتتوهج فى روعة وجد الابتسامه تتسلل الى شفتيه بلا استئذان شعر بنسمات الهواء المنعش وكأنه يستنشقها لأول مرة شعر بسعادة غريبة تسرى مع دماؤه فى شرايينه وأوردته لم يستطع أن يحدد سببا لتلك الحالة الغريبة التى تعتريه فقط كان يشعر بكل تلك الأشياء ولم يعرف لذلك سببا واضحا 

فى الصباح أتى الى المزرعة أحد عملائها الكبار استقبله عمر بترحاب شديد وقدم له واجب الضيافه أراد الرجل شراء كمية كبيرة من عجول التسمين كانت بالنسبة ل عمر صفقة كبيرة ستدر عليه ربحا وفيرا قاد عمر الرجل الى حيث المواشي ليلقى نظره عليها وعلى الأعلاف التى تقدم لها وجدت ياسمين عمر يدخل مكتبها برفقة رجل فهبت واقفه قدم عمر الرجل اليها قائلا : 

 صباح الخير يا دكتورة أقدملك الأستاذ خالد الدمرداش ده عميل عندنا من زمان ومن الناس اللي احنا بنعتز بالتعامل معاهم

قال خالد : 

 متشكر يا بشمهندس ده من ذوقك

قدم عمر ياسمين الى الرجل قائلا : 

 الدكتورة ياسمين طبيبة بيطرية فى المزرعة عندنا وهى هتفيدك أكتر فى شرح نوعيه الأعلاف وجودة القطعان عندنا

الټفت الرجل الى ياسمين مبتسما ومد يده قائلا : 

 اتشرفت بمعرفتك يا دكتورة ياسمين

نظرت ياسمين الى يد الرجل بتوتر ثم ما لبثت أن قالت : 

 آسفة مبسلمش بالإيد

نظر الرجل اليها پحده وأعاد يده قائلا بسخرية : 

 ليه خاېفه يتنقض وضوئك 

شعرت ياسمين بالإحمرار يغزو وجنتيها وقالت : 

 لأ أكيد مش ده السبب

قال الرجل وهو ينظر اليها بتعالى : 

 انتى أصلا تعرفى أنا مين كون انى واقف بتكلم معاكى دلوقتى دى حاجه مكنتيش تحلمى بيها

ثم الټفت الى عمر قائلا : 

 الظاهر انك معرفتش تختار صح الناس اللى تقدمنى ليهم يا بشمهندس ياريت نكمل كلامنا فى مكتبك

احتقن وجه عمر بشدة وألقى على ياسمين نظرة احتارت فى تفسير معناها ثم توجه مع الرجل الى الخارج جلست ياسمين وهى تشعر بالحنق الشديد من يظن نفسه ليتعامل معها بهذا الشكل نعم هى لا تسلم على الرجل ولن تتنازل وتفعل ذلك لترضى أحدا مهما كان الحرج الذى ستسببه لنفسها بسبب ذلك تسائلت فى نفسها هل يا ترى عمر ڠضبان منها لأنها لم تسلم على الرجل ولكنه يعلم بأنها لا تسلم حتى هو رفضت السلام عليه فى أول يوم لها بالمزرعة هل ظن بأنها تعمدت احراج الرجل عمدا هل يرى بأنها تسببت

 

16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 25 صفحات