الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية مزرعة الدموع (الفصل التاسع والعشرون إلى الثالث والثلاثون) للكاتبة منى سلامة

انت في الصفحة 4 من 30 صفحات

موقع أيام نيوز


فى الآخر هتبقى ليا أنا
ارتجف قلبها .. فخرج صوتها مرتجفا 
انت ليه مصر الإصرار ده
قال وقد لمعت عيناه 
انتى اللى عملتى فيا كده .. وخلتيني مش شايف غيرك .. لما ببصلك بحس ان فى حاجه قوية ربطانى بيكي .. وبتشدنى نحيتك .. مش عارف أتحرر منها 
ابتسم ابتسامه عذبه قائلا 
ولا عايز أتحرر منها
ألجمتها كلماته .. واشتعلت النيران فى وجنتيها .. فغادرت مسرعة .. كالعادة .. لتهرب منه .. ومن نفسها .

كانت ريهام فى مكتبها ټضرب بأصابعها على لوحة المفاتيح أمام الكمبيوتر .. عندما شعرت بأحدا يقف بجانبها رفعت رأسها لتفاجأ برؤية هانى يقف بجوارها مبتسما .. قائلا 
ازيك يا آنسه ريهام 
قالت له ببرود 
أفندم .. حضرتك عايز البشمهندس كرم فى حاجه
لأ .. أنا كنت عايز أتكلم معاكى فى الموضوع اللى فتحته معاكى .. يعني عايز رقم والدك .. أو ولى أمرك
ابتسم بحرج قائلا 
يعني بصراحة أنا معرفش تفاصيل أوى عنك .. وحابب أعرف شوية حاجات
وقفت وقالت له بنفاذ صبر 
دكتور هانى أنا مشغولة دلوقتى لو سمحت
وفجأة وجدت كرم يدخل الى المكتب يحمل ملف قائلا 
ريهام لو سمحتى عايز .......
قطع كلامه عندما وجد هانى فى المكتب وقف يتحدث الى ريهام .. شعر الحنق .. نظر اليه هانى قائلا 
ازيك يا بشمهندس كرم .. احنا اتعرفنا قبل كده
قال كرم بلا مبالاه 
بجد .. مش فاكر
ثم الټفت الى ريهام قائلا ببرود 
عايز نسختين من الملف ده .. دقيقتين وتجبيه عندى فى المكتب 
ثم ألقى نظره صارمه على هانى وخرج من المكتب .. بعد خمس دقائق دخلت ريهام المكتب تحمل الملفات المطبوعة وضعتهم أمامه وهمت بالإنصراف .. لكنه استوقفها قائلا پحده 
المكتب ده مفتوح للشغل مش لغرامياتك يا آنسه ريهام .. بعد كده عايزة تقابلى خطيبك يباه مش فى المكتب عندك أماكن كتير فى المنصورة تخرجى فيها معاه 
هتفت پغضب قائله 
لأ استوب عندك .. أنا مسمحلكش انك تقولى الكلام ده .. أولا أنا مليش فى الغراميات وقلة الأدب .. ثانيا حتى لو هو خطيبي فأنا مستحيل أخرج معاه .. ثالثا أنا لسه موافقتش عليه يعني مسمحلكش انك تقول عليه خطيبي أصلا ..رابعا لو اتكلمت معايا بالاسلوب ده تانى أو لمحت بأى تلميح مش محترم أنا هسيبلك الشغل وأمشى
ثم غادرت المكتب وأغلقت الباب خلفها فى عصبيه
أحاط نور زوجته بذراعيه من الخلف عندما وجدها واقفه شاردة فى شرفة غرفتهما التى تطل على الحديقة الخلفية للمنزل .. ثم قال لها مبتسما 
كنت عارف ان قلبك أبيض 
ابتسمت قائله 
أعمل ايه .. مبحبش النكد
ضحك قائلا 
ودى أكتر حاجه بحبها فيكي
اختفت ابتسامتها قائله 
بس خاېفه أوى .. خاېفه عمر يكون مغشوش فى البنت دى .. وتكون مش كويسة
طمأنها قائلا 
هو راجل ويقدر يعرف الناس كويس .. وكمان حاولى تتعرفى عليها وكونى رأى عنها على الواقع بدل التخمينات اللى فى راسك دى
ازاى بس .. البنت أصلا رفضته
فكر قليلا ثم قال 
ما قالكيش سبب الرفض 
لأ .. بيقول مرضتش تقوله .. ودى كمان حاجه هتجننى .. مين مجنونه ترفض عمر .. إلا فى حالة واحده
ايه هى 
يكون فى حياتها حد تانى
تنهدت بقوة وقالت 
أنا خاېفه تكون بتحب واحد تانى .. ولا تكون لسه متعلقه بزوجها .. لو فعلا كده عمر يا حبيبى هيتصدم .. ده بيحبها أوى يا نور
اقترح عليها زوجها قائلا 
طيب ما تتكلمى معاها انتى
قالت بإستنكار 
ازاى يعني طبعا مينفعش
طيب على الأقل حاولى تتعرفى عليها من بعيد لبعيد .. هى أصلا متعرفش شكلك .. حاولى على الأقل تشوفيها وتكونى ولو فكرة مبدئيه عنها
قالت وقد راقت لها الفكرة 
هفكر فى الموضوع ده
دخلت ريهام غرفتها والڠضب باد على وجهها .. نظرت اليها ياسمين الجالسه على فراشها قائله 
ايه مالك .. حد ضايقك 
قالت ريهام پحده 
الباشا قالى كلمتين حرقوا دمى
قالت ياسمين بإستغراب 
باشا مين 
قالت ريهام بنفاذ صبر 
كرم يا ياسمين متركزى
قالك ايه يعني
سى بتاع اللي اسمه هانى ده جالى المكتب .. كان عايز رقم بابا .. وكرم دخل .. وبعد ما مشى .. سعمنى كلمتين سم .. قال ايه .. عايزة تقابلى خطيبك قابليه فى مكان تانى فى اماكن كتير فى المنصورة حلوة
قالت ياسمين بإستغراب 
ومين قاله أصلا ان هانى عايز يتقدملك .. هانى اللى قاله 
قالت بإرتباك 
لأ مش هانى .. أنا اللى قولتله 
ليه بأه 
صمتت قليلا ثم قالت بخبث 
عشان يتحرك شويه 
ثم عادت لتشعر بالضيق قائله 
هو اتحرك فعلا بس اتحرك فى الإتجاه الغلط
ابتسمت ياسمين قائلا 
أحسن وقعتى فى
 

انت في الصفحة 4 من 30 صفحات