رواية مع وقف التنفيذ للكاتبة دعاء عبدالرحمن(الجزء الثاني من الفصول)
بحيرة كبيرة
مش عارف يا ماما .. بتقول أنها خاېفة على دنيا وخصوصا ان قرايبهم طول عمرهم بعيد عنهم يعنى لو حصلها حاجة دنيا هتبقى لوحدها
نظرت له والدته بتمعن وقالت بشك
مش عارفة يابنى مش مطمنة للموضوع ده ...طب كانت تستنى للأربعين حتى
أبتسم فارس وهو يقول
أربعين ايه بس يا ماما ..مفيش حاجة فى الدين اسمها اربعين وخميس وسنوية كل ده بدع
ازاى يابنى لا فى طبعا ...طب حتى اسأل صاحبك بلال
أبتسم فارس مرة أخرى وهو يربط على يد أمه بحنان ويقول
أنت تعرفى يا ماما الناس جابت حكاية الأربعين دى منين...
منين يابنى
زمان الفراعنة كانوا بيقعدوا يحنطوا الميتين بتوعهم أربعين يوم وفى اليوم الأربعين بيقفلوا عليه وبيفتكروا أن روحه رجعتلوا تانى ودخلت جسمه وهو قام بقى ولبس الدهب بتاعه وكل الاكل اللى سابينه جانبه.. وبعدين بقى روحه تلف على حبايبه وأهله فلازم يشوف عزا وحداد وإلا هيغضب عليهم ويتحول لروح شريرة
كويس ان مهرة مش موجودة
وتابع ضحكاته الخاڤتة وهو يردف
والحكاية بقى دخلت بعد كده فى خرافات والناس نقلوها لبعض جيل ورا جيل لحد ما بقت حاجة عادية .. لكن فى الشرع عندنا المېت بيقوم فى القپر يتحاسب على عمله فى الدنيا مش بيقوم يلبس دهب وياكل ويشرب وروحه تخرج تتفسح شوية
والله يابنى ما كنت أعرف بس كويس أنك نبهتنى.. وعموما يعنى دور كلام أمها فى دماغك كويس واستخير ربنا
نهض فارس بارهاق وهو يقول
حاضر يا ماما ..انا كده ولا كده مستنى رد دنيا لأنها لسه متعرفش .. أمها قالتلى أنها لسه
مفتحتهاش فى الموضوع
دخلت دنيا غرفة والدتها ودلفت إليها فى حذر وهى تنظر لوالدتها التى كانت تجلس على طرف فراشها وهى ممسكة ببعض الصور التى كانت تجمعها بزوجها وشريك عمرها فى بداية زواجها وقد لمعت العبرات فى عينيها ولكنها تظاهرت بالتماسك أمام ابنتها وهى تقول بجدية
خفق قلب دنيا وهى تغلق الباب وتقف خلفه وهى تنظر لوالدتها پخوف وارتياب فقالت أمها بصرامة
اسمعى ..أنت عارفه أنى مبحبش أكرر الكلام مرتين ...ومش عاوزه أسمع نفسك ..عمتك بره ومش عاوزاها تسمع
وقفت دنيا متربصة فى صمت وبعينين زائغتين تنتظر حديث أمها التى يظهر من بدايته أنه غير مبشر على الأطلاق ..فتابعت والدتها بحسم
أتسعت عينيى دنيا دهشة وهتفت باستنكار
بتقولى أيه يا ماما
هبت أمها من مجلسها وتقدمت منها وجذبتها من يدها پعنف وأبعدتها عن الباب اتجهت بها إلى الفراش وأدارتها مواجهة لها بقسۏة وهى تقول پغضب
أسمعى يا بت انت.. أقسم برب العزة لو قلتى لاء ولا فتحتى بؤك بكلمة.. لكون بعتاكى مع عمتك على البلد وهتقعدى هناك ومش هترجعى هنا تانى وهناك بقى يا عين أمك يبقوا يجوزوكى بمعرفتهم
ليه كده يا ماما هو انا عملت ايه علشان كل ده
دفعتها أمها على الفراش وقالت بحزم
أنا مش هسيبك لما عيارك يفلت وتعتمدى على أنك ابوكى خلاص مبقاش موجود وسطينا
دفنت دنيا وجهها فى الفراش وهى تبكى بحړقة وتقول بصوت مخټنق
يا ماما والله ما عملت حاجة.. الراجل ده كان بيعرض عليا الجواز وانا رفضت والموضوع أنتهى
تابعت والدتها پغضب
أنت يا بت مش كنت بتقولى أنك بتحبى خطيبك ..مش عاوزه تجوزيه ليه .. فهمينى
مسحت دنيا دموعها بكفيها وهى تقول بصوت متقطع
مش عاوزه أعيش فى الحاره مع أمه
خلاص بسيطة.. نكتب الكتاب لحد ما نلاقى شقة إيجار كويسة تعيشوا فيها واهو مرتبة زاد كتير بعد ما اترقى فى المكتب
قالت دنيا بحنق وهى تجفف دمعها
إيجار يا ماما ..أنت عمرك ما وافقتى على الأقتراح ده قبل كده
نظرت والدتها أمامها وقالت بوجوم
كنت غلطانة ..كل حاجة كانت غلط ..لكن دلوقتى خلاص مينفعش اغلط تانى ...أبوكى سابك أمانة فى رقبتى وانا مش هخزله أبدا وافرط فيكى واسيبك تضيعى وتضيعينا معاكى
ثم ألتفتت إليها وقالت محذرة
والدته هتيجى تعزينا وهو هيسألك عن رأيك وطبعا انت موافقة ..مش كده ولا ايه
قالت دنيا باستسلام
حاضر يا ماما هوافق
نهضت أمها واقفة وهى تلقى نظرة على صور أبيها وتقول بشرود
أبوكى كان بيقول على فارس راجل وقد المسؤلية ..يارب بس يقدر يستحمل بلاويكى
وأعملى حسابك انت مش هتخرجى من البيت قبل كتب الكتاب فاهمة ولا لاء
أطرقت دنيا برأسها أرضا فى تفكير وهى تقول بشرود باحثة عن مخرج
فاهمة
أنهى بلال صلاة المغرب وتوجه إلى المركز العلاجى سريعا وما أن دخل وألقى السلام حتى قال الممرض الذى كان ينتظره خارجا
والدة حضرتك مستنياك جوه
عقد بلال ما بين حاجبيه مندهشا وهو يدلف إلى حجرة الكشف ورأى والدته وهى تجلس على المقعد بجوار مكتبه الخاص تنتظره أقبل عليها وانحنى بابتسامة يقبل يدها وهو يرحب بها جلس على المقعد المقابل لها