رواية مع وقف التنفيذ للكاتبة دعاء عبدالرحمن(الجزء الثاني من الفصول)
كفيه قلقا وهو يقول
أنا بس عاوز أتكلم معاها علشان أعرف شوية حاجات تهمنى كده وده ان شاء الله يحصل فى الرؤية الشرعية
بس يابنى هنروح نتقدم كده مش نستنى لما تخف الأول طيب
أبتسم بلال ابتسامة ذات
معنى وهو يتمتم
ماهى لما تبقى مراتى هعرف اعالجها بضمير
وقفت عزه ليلا فى نافذتها تتطلع إلى بداية الطريق عن كثب وتتأمل المنعطف الذى يجتازه عمرو يوميا فى نفس الميعاد عائدا من عمله ظلت تنظر لساعة يدها بين كل دقيقة وأخرى فى قلق وهى تتمتم بقلق
سمعت صوت أنثوى من خلفها يقول
سبحان الله له فى خلقه شئون
ألفتت عزة إلى عبير وعاودة النظر من النافذة مرة أخرى إلى تلك البقعة الفارغة والتى تنتظر عمرو ليمر بها وكانهما على موعد وقالت
بطلى التلميحات دى يا عبير
ضحكت عبير وهى تقول
صحيح والله الممنوع مرغوب..الراجل كان بيتمنالك الرضا ترضى وكنت حتى مبتفتكريش شغله الصبح ولا بالليل ..أول ما يديكى الوش الخشب تبقى هتموتى عليه وعارفة مواعيد رجوعه بالظبط
أنا مش ھموت على حد على فكرة.. أنا واقفة عادى
قالت عبير وهى تومأ برأسها ساخرة
صح وانا مصدقاكى
ثم قالت مردفة
على فكره بقى اللى بيحصل ده فى مصلحتك والله
لمعت عينيى عزة بالدموع وهى تقول بهمس
من مصلحتى انه يخاصمنى ومش عاوز يرد على تليفوناتى ويتهرب مني ..من مصلحتى أنه قلع الدبلة وقالى اقلعيها خلاص
لاء من مصلحتك انك تعرفى قيمة الراجل اللى هتجوزيه .. أيا كان مين الراجل ده.. من مصحلتك أنك تشيلى من قلبك أى رواسب قديمة كانت هتسبب فى مشاكل بينكوا بعدين وانا شايفة بقى اللى حصل ده هو اللى هيشيل الرواسب دى
قالت عزة بصوت مخټنق بالدموع
والدبلة اللى قلعها
قالت عبير بثقة
ولا تسوى حاجة.. أنت عارفة أنه بيحبك والدبلة اللى اتقلعت تتلبس تانى .. المهم قلبك انت يكون صفى ومستعد لاستبقال البشمهندس اللى هيجننك ده
فى كل مرة كانت تقف هكذا تتمنى أن يرفع رأسه ليراها واقفة تنتظره ولكنه لم يكن يفعل أبدا ولكن هذه المرة وبتلقائية شديدة رفع رأسه وكأنه يتوقع أن يرى نافذتها مغلقة فى هذا التوقيت رآها تطل عليه بعينين زائغتين معتذرتين دامعتين تلاقت نظراتهما مع خفقان قلبها وشعوره بالحنين لفقدانها دار حوارا سريعا بين عينيهما كان عنوانه الأول والأخير ... أعتذر منك ..أشتاقك ..عد إلي
أحمر وجهها وهى تجذب والدتها من ملابسها لتجلسها مرة أخرى ووالدها يكمم فمها هاتفا بها
أسكتى بقى الناس تقول علينا ايه
يقولوا عندنا فرح هيقولوا ايه يعنى
نهرها قائلا
مش لما العروسة توافق الأول يا ام مخ مهوى انت
نظرت إلى أبنتها وهى تقول
عبير موافقة طبعا هى دى عايزة كلام
قالت عزة بحماس وهى تنظر إلى أختها
صح يا ماما
صوب الجميع نظره إليها فى انتظار كلمتها وبعد فترة من الصمت قالت بارتباك
لما أقعد معاه الأول وبعدين استخير.. ده جواز يعنى لازم يكون منهجنا واحد وإلا هيبقى فيه مشاكل كتير بينا بعد كده.. الحكاية مش حكاية لحية وخلاص
تم تحديد ميعاد للقاء عبير وبلال للرؤية الشرعية بعد يومين وتم تجهيز المنزل لإستقبال بلال ووالدته لن نستطيع أن نتهم عبير بالسعادة لأنها لم تكن تجرؤ على هذا الأحساس بل كانت تئده كلما حاول الظهور على السطح كل ما كانت تشعر به هو التوجس والإنتظار لا تعلم لماذا اختارها هى بالذات للتقدم لطلب الزواج بها فهى ليست مميزة عن غيرها نعم هى ملتزمة ولكنه بالتأكيد صادف قبلها كثير من الفتيات الملتزمات وبالتأكيد شاهدهن خلال الرؤية الشرعية وكانت منهم الجميلات والأصغر سنا منها ولكنه لم يتزوج بواحدة منهن فماذا يميزها عن غيرها ليختارها هى كانت خائڤة بل ووجلة ليس من تلك الهواجس فقط ولكن خاڤت أن يكون على غير المنهج الصحيح الذى اختارته لنفسها ووافق السنة الصحيحة
دخلت عليها والدتها لتجدها على حالها تلك الذى تركتها عليه منذ قليل جالسة على فراشها ترتدى كامل ملابسها التى تخرج بها إلى الطريق لم يختلف شىء غير أنها قد أزاحت غطاء وجهها عنها ليستطيع رؤية وجهها بوضوح وهي تردد بعض الأذكار لتخفف من توترها وارتباكها وخفقان قلبها وقالت تستعجلها
يالا يا عبير الضيوف وصلوا ..
تبعتها عزة التى دلفت خلف والدتها مباشرة