رواية مع وقف التنفيذ للكاتبة دعاء عبدالرحمن(الجزء الثاني من الفصول)
حتى مراته مبيشوفهاش غير مرتين تلاتة فى السنة .
و زفر بقوة ثم تابع قائلا
وبعدين هو عنده مشكلة فى الشقة.. لكن احنا الشقة اللى هنتجوز فيها موجودة أهى وانت وافقتى لما كتبنا الكتاب وقلتى معندكيش مانع نقعد هنا
شعرت دنيا بالتوتر يسود بينهما وشعرت أن فارس غضبه يتصاعد فحاولت من تخفيف حدة النقاش قليلا فغيرت نبرة صوتها وجعلتها أكثر نعومة وقالت
وقبل أن يجيب سمع والدته تناديه من الخارج خرج إليها مسرعا فقالت
الغدا خلص تعالى حط الأطباق معايا على السفرة .. وبعد كده اتكملوا بعيد عن البيت
أنا وحده عندى الضغط ومش ناقصة حړق ډم
أستيقظ بلال من نومه وهو يتململ فى فراشه نظر فى ساعته بعين مفتوحة وأخرى مغمضة هب واقفا فى سرعة ليلحق بصلاة العصر فى المسجد توضأ وبدل ملابسه وسريعا للخارج فوجد عبير تجلس بجوار والدته ويتسامران ..نظر لها بعتاب وقال
نهضت وقالت معتذره
اسفه والله يا حبيبى كنت هدخل اصحيك من شوية والكلام خدنا انا وماما
نظر إلى والدته وهى تحمل طفله الصغير على قدمها وتلاعبه فقال وهو ينظر حوله
الله .. أومال فين باقى الولاد نايمين ولا ايه
ضحكت والدته وهى تقول
نظر لهم متعجبا واتجه إلى الباب وهو يتمتم
واحد مع عزة واتنين مع مهرة.. أنا مش عارف هما دول ولادى ولا علبة ألوان
ألقى السلام وخرج وأغلق الباب خلفه متوجها للمسجد جلست عبير وهى تحمل الطفل عن أم بلال وهى تقول
والله يا ماما أنا ما كنت عارفة هعمل أيه فى العيال دى لوحدى .. لولا ان ربنا من عليا بعزة ومهرة وانت كمان يا ماما بتتعبى معانا أوى ربنا يخاليكى لينا
انا مكنتش مستغربة من عزة لأنها كبيرة ماشاء الله وتقدر تخلى بالها من طفل صغير .. اللى كنت مستغربة منه بجد هى مهرة .. تعرفى يا عبير لما شفتها فى فرحك حسيت أن البنت دى هتبقى قريبة مننا أوى وحسيت انى اعرفها من زمان ولما ولدتى وجبتى الأربعة ماشاء الله.. صممت تيجى تقعد معاكى وأمها بصراحه مقالتش لاء .. وفى أسبوع واحد كانت اتعلمت تتعامل مع العيال ازاى .. والعيال كمان اتعلقت بيها أوى ..بس تعرفى يا عبير أمها كمان بتحبك أوى
أم يحيى دى غلبانة أوى يا ماما.. هى اللى شايلة بيتها على كتفها.. جوزها أصلا بيخرج الفجر مبيرجعش غير نص الليل ولا يعرف حاجة عن ولادوا ومكبر دماغوا ..لما كلمتها عن الصلاة لقيتها ياعينى متعرفش حاجة ومن ساعة ما اتعلمت وهى مواظبة عليها وبتحبنى أوى من ساعتها
عندما عاد بلال من المسجد وجدهما فى مكانهما كما تركهما دخل وأغلق الباب خلفه ينظر إليهم بابتسامة وهو يردد دعاء دخول المنزل أقبلت عبير عليه بابتسامة فقبلها على جبينها واتجه إلى أمه وقبل كفها وحمل عنها الصغير فقالت عبير
أوقفها نداء زوجها فالتفتت إليه متسائلة فاقترب منها قائلا
صليتى العصر
قالت بسرعة وهى تستدير للتوجه للمطبخ مرة أخرى
لاء لسه .. هحضر الغدا
واروح اصليه
جذبها من ساعدها برفق وقال
تعالى يا عبير عاوزك فى كلمتين
أخذها ودخل بها غرفتهما وأغلقها خلفه أستدار لها ينظر إليها وابتسم وهو يقترب منها ويتحسس وجنتها بأنامله فى رقة وقال
أنا زعلان منك أوى يا حبيبتى
قطبت جبينها وقالت بلهفة
ليه يا بلال أنا عملت ايه
قال وهو مازال يداعب وجنتها برفق
مش ملاحظة انك من ساعة ما ربنا رزقنا بالأولاد وانت بتأخرى الصلاة
خفضت نظرها فى خجل وقالت
معاك حق يا حبيبى بس والله بيبقى ڠصب عنى .. بعمل حاجات كتيرة والولاد وشغل البيت بيخلونى بأخرها ڠصب عنى
قبلها على وجنتها قائلا
روح قلبى ..أنت عارفة كويس أن مينفعش نقدم أى حاجة على الصلاة.. مهما كانت الحاجة دى أيه ..عارفة لو أول ما سمعتى الأذان سيبتى كل اللى فى أيدك وروحتى اتوضيتى وصليتى .. هترجعى تلاقى الحاجة بتتعمل بسهولة ويسر أكتر من لو أخرتى الصلاة علشانها .. لو بداتى تتهاونى فى مواعيد الصلاة يا عبير هتلاقى نفسك يوم ورا يوم بتصليها قبل الوقت اللى بعدها بخمس دقايق .. و واحدة واحدة هتلاقى نفسك بتجمعى الصلوات مع بعض ..وأنا عارف أن حبيبتى هتاخد بالها بعد كده ولو الولد بيعيط حتى صلى وانت شايلاه مفيهاش حاجة
أبتسمت عبير وهى تمسك بيده التى سكنت على وجنتها قالت بحب
ربنا يخاليك ليا يا حبيبى ...أنا مبسوطة بيك أوى يا بلال وانت بتنبهنى وبتقولى الكلام ده وبالطريقة دى
أبتسم وهو ينظر لعينيها وقال بحب
لا اعملى حسابك مش كل مرة هتكلم بالطريقة دى ..المرة اللى جاية فى ضړب .. ومش أى ضړب .. ده هيبقى ضړب بضمير.. وطبعا